التسيير والتقنيات الحضرية


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

التسيير والتقنيات الحضرية
التسيير والتقنيات الحضرية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المنطقة المتخلفة-جزء1-

اذهب الى الأسفل

المنطقة المتخلفة-جزء1- Empty المنطقة المتخلفة-جزء1-

مُساهمة من طرف Admin الأربعاء يناير 04, 2012 1:49 am

الفهـــــــــــــــــــــــــــرس

المقدمــــــــــــــــة
أولا: مفهوم المنطقة المتخلفة
1/ الظروف الاجتماعية للمنطقة الحضرية المتخلفة
ثانيا: وظيفة المنطقة الحضرية المتخلفة
ثالثا: خصائص المناطق الحضرية المتخلفة
اراء حول نمو المدن ونوع التخطيط الحضري وانتشار المناطق الحضرية المتخلفة بمدن العالم الثالث
اولا : اراء حول نمو المدن في العالم الثالث
ثانيا : النمو غير المخطط لمدن العالم الثالث
ثالثا : انتشار المناطق الحضرية بمدن العالم الثالث
المناطق المتخلفة الأنواع والآراء التي تعلل أسباب النشأة والانتشار
أولا: أنواع المناطق الحضرية المتخلفة
ثانيا: آراء حول المناطق الحضرية المتخلفة
بعض الدراسات التي تناولت المناطق الحضرية المتخلفة بمدن العالم الثالث
أولا: مصر
ثانيا: الجزائر
بعض الطرق التي أتبعت في معالجة المناطق الحضرية المتخلفة بمدن العالم الثالث:
أولا: أفريقيا
مصـــــر
ثانيا: الدول العربية
- دولة الكويت
- دولة سورية
الخاتمــــــــــــــــة
المراجع المعتمدة: - كتاب التطوير الحضري و المناطق الحضرية المتخلفة في المدن(د. أحمد بو ذراع – جامعة باتنة)
Internet - Encarta 2005 -

المقدمــــــة:
تعد المنطقة المتخلفة من أهم المشكلات الملازمة للمدن،كما أنها تعد أحد المصادر الرئيسية للمشاكل الاجتماعية التي تسبب قلقا و إزعاجا للحياة الحضرية، باعتبارها بؤرة للأمراض الاجتماعية و السلوك الشاذ، ومسرحا للجريمة وجنوح الأحداث، ومحطة لاستقبال وتكييف المهاجرين، وهي بذلك بيئة فقيرة لسكان فقراء، لأنها تشير إلى الشيء الذميم والمردود السلبي الذي يتطلب الابتعاد عنه.

أولا: مفهوم المنطقة المتخلفة:
أضاف الكثير من الباحثين في مجال المناطق المتخلفة إلى تم عرضه، أنها مناطق ذات مظاهر سيئة، ويغلب عليها طابع القذارة والفساد الاجتماعي، ولقد وصفت بأنها عبارة عن شوارع وأزقة قديمة تقع داخل نطاق المدن كأجزاء منها مكونة بذلك نواة للمناطق المتخلفة.
ونظرا لما تتضمنه كلمة المنطقة الحضرية المتخلفة من سمات ذميمة، فقد برزت عدة مصطلحات لمفهوم المنطقة المتخلفة، منها المنطقة الموبؤة "Blighted-area" أو المنطقة المتدهورة "Deteriorated area" أو المنطقة القصديرية "Bidonville" أو مناطق الأكواخ " Gourbiville"، أو منطقة الخرائب أو المنطقة الشعبية أو الصريفة أو منطقة الباسطي "Bustees area"، أو المنطقة الفقيرة و غيرها من التسميات الكثيرة. وكانت بداية ظهور المناطق المتخلفة الحضرية بصورة واضحة في المتقدمة صناعيا، وهذا انعكاسا لنتائج الثورة الصناعية وحركة النمو غير المخطط للمدن. لذا تعرضت العديد من الكتابات لهذه المشكلة مدى خطورتها على المدن، ورغم هذا فإن الدول الغربية الكبرى ما زالت تعاني من تواجد تلك المناطق، وهذا كما يبدو نتيجة لانخفاض المستويات الاقتصادية و الاجتماعية التي تعيشها بعض الأقليات بمدنها، ولذلك مازالت هذه المشكلة قائمة، مما زاد من اهتمام الباحثين بتناولها بعمق في تلك البلدان المتقدمة، باعتبار أن وجودها يزيد في إرهاق المراكز الحضرية التي تضمها.
ففي الولايات الأمريكية المتحدة مثلا تتصف المناطق المتخلفة وفق السمات والخصائص التالية:
1. تشغل حوالي 20% من المناطق السكنية للمدينة.
2. تضم حوالي 33% من مجموع سكان المدينة.
3. تقع فيها نسبة 45% من مجموع الجرائم التي ارتكبت في المدينة.
4. تحوي نسبة 55% من جملة حالات انحراف الأحداث في المدينة.
5. يمثل سكانها نسبة 50% من إجمالي الحالات المشتبه فيها من طرف رجال الشرطة.
6. يوجد بها حوالي 60% من مجموع ضحايا مرضى التدرن بالمدينة.
7. يتعرض نسبة 50% من سكانها للحالات المرضية التي تقع بالمدينة.
8. تشتغل نيران الحرائق فيها نسبة 35% من مجموع الحرائق التي تنشب في المدينة.
وقد تقدمت الأمم المتحدة بوصف للمناطق الحضرية المتخلفة على أنها مناطق غير مريحة، وليست خاضعة للمراقبة، باعتبارها قد نشأت وتطورت بعيدا عن مراقبة السلطات المسؤولة عن ضبط وإنشاء المساكن والتهيئة والتخطيط للمناطق العمرانية.

1/ الظروف الاجتماعية للمنطقة الحضرية المتخلفة:
وتنقسم إلى ما يلي:
- انخفاض مستوى المعيشة بسبب الدخل المحدود لسكان المنطقة الحضرية المتخلفة إذا ما قورنت بالمناطق المتطورة داخل المجتمع الحضري الواحد.
- انتشار الأمية بين سكان المنطقة الحضرية المتخلفة بصورة عامة، وهذا بسبب ضعف مستوى التعليم بصورة خاصة وهذا ضمن المنطقة المتخلفة.
- اغلب الأعمال والأنشطة التي يمارسها معظم سكان المنطقة الحضرية المتخلفة هي تشكل وظائف أو حرف لا تتطلب بالضرورة إعدادا مهنيا أو تأهيلا فنيا.
- انخفاض مستوى الحالة الصحية في المنطقة الحضرية الذي يعد كمؤشر على مدى انتشا الأمراض المعدية المختلفة، التي تؤدي إلى ارتفاع نسبة الوفيات بين الأطفال الرضع، وكذلك انعدام الوقاية، وقلة الوعي الصحي لأهمية التطعيم،، وقلة المراجعة للمراكز الصحية والعيادات الشعبية، وعدم الاهتمام بالنظافة العامة.


- يوجد شعور بين سكان المنطقة الحضرية المتخلفة بأن مجتمعهم الحضري يهملهم، ومن ثم يشعرون بالإحباط والتشكك في أية محاولة لمساعدتهم من طرف جهات غريبة عن مناطقهم.
- يوجد تباين بين سكان المنطقة الحضرية المتخلفة إلى حد ما مقارنة مع بقية سكان المدينة، بسبب النمط المعيشي والثقافي المغاير لبعض الأوجه الاقتصادية والثقافية العامة للمجتمع الحضري، غير أن هذا التباين يأخذ صورة تدريجية التكامل مع الحياة الحضرية. وليس من الضروري أن تكون المنطقة الحضرية المتخلفة منطقة للجريمة والانحراف الذي يؤدي إلى الجريمة وأنواعها أمر نسبي يختلف من منطقة إلى أخرى.
- نتيجة لشعور سكان المنطقة المتخلفة بالإهمال، وكذا العزلة النسبية وسوء أحوالهم الاقتصادية، والسعي الدائم والدؤوب وراء الحصول على لقمة العيش، وانخفاض مستواهم التعليمي، فقد أصبح هؤلاء السكان يتسمون بالسلبية وعدم المبالاة وقلة المساهمة والاندماج في النشاطات الطوعية داخل المجتمع الحضري، بالمقارنة مع بقية سكان المناطق الأخرى التي تشارك بنشاطاتها في جميع أوجه الحياة الحضرية العامة.
ثانيا: وظيفة المنطقة الحضرية المتخلفة:
تقوم المنطقة الحضرية المتخلفة بكثير من التسهيلات الاجتماعية والاقتصادية المفيدة لسكانها، منها تشجيعهم على ظاهرة التماسك الاجتماعي، وتهيئتهم لمعرفة طرق العيش في المدن.
كما توجد أيضا من المهام المتعارف عليها ضمن المنطقة الحضرية المتخلفة أنها توفر نوعا من المساكن المناسبة لذوي الدخل المحدود، وتعتبر مستقرا دائما للذين هاجروا إليها في بداية حياتهم.
أما في المدن التي تشهد حركة صناعية، وتطورا حضاريا كبير فنجد أن المنطقة الحضرية المتخلفة لها وظائف هامة وعديدة منها ما يلي:
- عن المهاجرين يبدءون حياتهم بالإقامة حول أو داخل تلك المناطق وهذا يسهل عليهم وعلى أسرهم توفير بعض الأموال من مدخولاتهم، واستخدامها في أغراض أخرى، كما هو الحال بالنسبة لتوفير المهاجر الإيطالي ما يكفيه من مال لكي تلتحق أسرته به.
- تسهل المنطقة الحضرية المتخلفة مهمة من بدءوا حياتهم فيها بتمكينهم من توفير بعض المال لبداية أعمال بسيطة، تساعدهم على تأجير مساكن في مناطق أفضل من مساكنهم الأصلية.
- عملت المناطق المتخلفة في بدابتها الأولى على إقامة المستوطنات الجديدة، وساعدت على تطويرها في أماكن عديدة من مدن العالم، ثم وفرت جوا مناسبا لاستقبال وتوجيه الوافدين الجدد إليها، وذلك بتجهيزهم بما يمكنهم من التعرف على محيطهم الاجتماعي الجديد حين وصولهم، وإيجاد عمل لهم ومساعدتهم في فهم طرق الحياة المختلفة في المدينة.
- تمثل المناطق الحضرية المتخلفة أماكن تكييف لسكانها قبل اندماجهم في الحياة الحضرية، ومن ثم تعتبر هذه المناطق موطنا للمهاجر في أغلب مدن العالم.
- علاوة على وظائف المناطق الحضرية المتخلفة التي تمثلت في إيواء المهاجرين ضمنها، بل أنها أيضا تحتضن أولئك الذين تدهورت أحوالهم الاجتماعية وتعد هذه طبيعة ازدواجية لمهام المناطق المتخلفة.
ولأداء مثل هذه الوظائف في المناطق الحضرية المتخلفة، نجد هناك متغيرات تتحكم في تقديم الوظائف منها:
1- الموقع: وهو الذي يفسر على أساسه مدى قرب هذه المناطق الحضرية المتخلفة من الأماكن العمل والخدمات الاجتماعية المختلفة.
2- الاستقرار: ويقوم أساسا على تحديد مدة الحيازة المطلوبة، والتي تتراوح بين الإقامة القصيرة المؤقتة، والإقامة الطويلة الأمد، والتي تتطلبها الحيازة المستديمة
3- القابلية: ويعني بها مدى استيعاب هؤلاء السكان لأساليب الحيات الحضرية الحديثة ضمن فترة زمنية معينة والذي له علاقة بالموقع والاستقرار.

4- مستوى الدخل: ففي حالة مستوى الدخل المنخفض تكون مواقعها ذات أمد قصير مؤقت وليس قابلية للتلاؤم مع التحديث، أما إذا كانت مرتفعة الدخل،فإن مواقعها تكون ذات أمد طويل ومستديمة، كما تكون لها قابلية للتطوير والتجديد في المستقبل.
5- الأرض المتوفرة: تكون المناطق الحضرية المتخلفة ذات طبوغرافية وعرة وصعبة نوعا ما، وذلك في حالة الدخل المنخفض بشرط أن تكون قريبة من سوق العمل والنشاطات الاقتصادية والصناعية المختلفة.
6- فاعلية تنفيذ القانون: وهو الذي يحد من عملية الاستيلاء على الأراضي الخالية، فيختار المهاجرون عادة أراضي بعيدة عن مراقبة السلطات، ودلك خوفا من عقاب القانون وكذلك سكان المدن الأصليين الذين يعانون أزمة السكن.
ثالثا: خصائص المناطق الحضرية المتخلفة:
بالرغم من اختلاف أنماط المناطق الحضرية المتخلفة عن بعضها البعض، إلا أن هناك بعض الظواهر الاجتماعية والمادية المشتركة، منها أن المنطقة الحضرية المتخلفة تتميز برداءة نوعية المساكن، وعدم توفر الخدمات الاجتماعية والمرافق العامة ، وشدة الازدحام، وتراكم القمامة في أزقتها، وشوارعها غير ممهدة،إلا أنها تعتبر من الناحية الاجتماعية نمط حياة ذا معايير وقيم معينة، تتجلى في تدهور الأحوال الصحية والتعليمية، وانتشار الجريمة، وجنوح الأحداث، وقلة الاهتمام بالأمور الخاصة والعامة لسكانها،وبذلك يعتبرون أنفسهم أدنى مرتبة في المنزلة الاجتماعية، وأقل رغبة في الاتصال بالعالم الخارج.
و من أبرز الخصائص المشتركة للمناطق الحضرية المتخلفة ما يلي:
1/ الأحوال السكنية في المناطق الحضرية المتخلفة:
اهتم الباحثون اهتماما متزايدا بالأحوال السكنية في المناطق الحضرية المتخلفة بالمقارنة مع بقية بعض الخصائص الأخرى، على أنها تشكل أهم الأجزاء السكنية في المدن والتي تتميز بازدحام السكان، وذات طابع عمراني قديم ومهمل، لم يمسه الترميم ولا الصيانة، كما ترجع أغلب النواقص إلى طبيعة السكن نفسه، وذلك لرداءة
وعدم توفير الإنارة والتهوية، والمعاناة الشديدة في نقص الخدمات الصحية والتعليمية، والمرافق العامة الأخرى أما الغرف التي تتألف منها المساكن فهي قديمة وبالية، يملؤها الدخان وروائح كريهة لاستخدام سكانها الخشب كوسيلة للوقود، وهو يباع على شكل أكوام منتشرة على حافة الأرصفة والأزقة والشوارع. أما تصميم هذه المساكن فيوحي بالفقر والبؤس الاجتماعي، ولا تكاد تخلوا منطقة حضرية في العالم من هذا النوع من المساكن حتى في الدول الأوروبية المتقدمة.
ويلاحظ وجود مناطق حضرية متخلفة حول المدن أو بالقرب من مراكزها في العديد من المدن، أكواخ مزدحمة مبنية من صناديق الخشب القديمة او الصفيح أو القش والطين، أو من أي شيء مناسب آخر، وإن سكانها من الفقراء اللاجئين والغرباء والهاربين من العدالة، وغيرهم من الشرائح الاجتماعية الأخرى.
كما يلاحظ في هذا المجال أيضا أن مستوى السكن في المناطق الحضرية المتخلفة يختلف من بلد غلى آخر، ومن منطقة متخلفة إلى أخرى، وعليه فشتان بين المناطق الحضرية المتخلفة في مدن الدول الغربية المتقدمة والمجتمعات الحضرية بلدان العالم الثالث.
ولذا فإن مؤسسات تجديد المدن في الدول الغربية، وخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية قد قامت بتصنيف المناطق المتخلفة سكنيا إلى خرائب، وأبنية متدهورة، باعتبار أن الأبنية الخربة لا تصلح للسكن، ولا تؤمن حماية كافية لسكانها وأمل الأبنية المتدهورة فهي تطلب مزيد من الصيانة لبعض أجزاءها، حتى تؤمن المأوى لسكانها.
2/ الازدحام السكاني في المناطق الحضرية المتخلفة:
إن المناطق الحضرية المتخلفة أماكن مزدحمة بالأبنية، أو بالأبنية المكتظة بالسكان، أو كلتا الظاهرتين معا، وإن الكثافة السكانية لا تؤدي بالضرورة إلى نتائج اجتماعية خطيرة، وإنما الذي يؤدي إلى تلك النتائج بصورة حساسة هو شدة الازدحام داخل الغرفة الواحدة وضمن البيت الواحد .
ولعل من أبرز الخصائص المميزة التي لها علاقة بشدة الازدحام، خاصة في المناطق الحضرية المتخلفة القديمة المتداعية، والتي تسكنها الطبقة الفقيرة، ذات الكثافة الكبرى للسكان ويرجع سبب ذلك إلى الحاجة الماسة إلى بيوت رخيصة كما يؤدي إلى وجود تكدس سكاني في بنايات متجاورة ومتزاحمة لا تصلح للمأوى.
3/ كثرة تغيير محل السكن في المناطق الحضرية المتخلفة:
إن أغلبية سكان المناطق الحضرية المتخلفة يعيشون في حرية دائمة ومستمرة في التنقل من محل سكناهم إلى مناطق أخرى وذلك أكثر من الذين يقيمون في مناطق حضرية متطورة.
وقد تكون هذه الحركة و التنقل داخليا أيضا ضمن المنطقة الحضرية المتخلفة أو من منطقة متخلفة إلى أخرى، أو من منطقة متخلفة إلى مناطق خالية.
كما أن حركة السكان وتغيير السكن يختلف من منطقة إلى أخرى ويتوقف على خلفيتهم الاجتماعية، وأن هذه الحركة تتأثر بعوامل وروابط عديدة منها:
العامل الديني والأسري والثقافي والاجتماعي والاقتصادي، التي تعمل على الثبات والاستقرار في محل السكن أكثر منه على التنقل، باعتبار أن محل السكن مشغول من طرف الأسر لا من طرف الأفراد علما بان أغلبية سكان هذه المناطق الحضرية المتخلفة هم من الفقراء والباحثين عن وسائل بسيطة للعيش تدعوهم بطبيعة الحال إلى التنقل. وقد تكون هناك ظروف معينة تتعلق بحياة سكان هذه المناطق في مناطقهم الأصلية تدفعهم إلى عدم الاستقرار وكثرة تغيير أماكن سكناهم، ويرجع ذلك في الغالب إلى عدم توفر فرص العمل وانتشار البطالة بين سكان تلك المناطق.
4/ نقص الخدمات الاجتماعية والمرافق العامة:
تتميز المناطق الحضرية المتخلفة بالنقص المستديم في الخدمات الاجتماعية والتسهيلات الضرورية، التي تقدمها المؤسسات الاجتماعية والإدارية والتعليمية والصحية والترفيهية وحتى الدينية والتي تكون عادة غير كافية. كما أنها تعاني من نقص في البنية الأساسية التي تتمثل في الشوارع والأزقة والممرات والأرصفة بدون صيانة، وكذلك شبكة مياه الشرب وشبكات الصرف الصحي وشبكة الكهرباء والغاز وغيرها.
وإن هذه الخدمات غالبا ما تهمل في المناطق الحضرية المتخلفة في الدول المتقدمة، أما في دول العالم الثالث فإن قلتها أو عدم توفرها صفة من الصفات الدائمة في كافة المناطق الحضرية المتخلفة.
أما شحة مياه الشرب وقلة الإنارة الكهربائية مشكلتان قائمتان في المناطق الحضرية المتخلفة بمدن العالم الثالث، إذ تشترك عدة اسر أحيانا في صنبور واحد، يستحال عمليا أن يبقى الماء نظيفا عندما ينقل إلى مسافات بعيدة ويحتفظ به لساعات أو أيام طويلة في الجرار والبراميل البلاستيكية أو الصفائح المعدنية.
وإضافة إلى النقص الكبير والمستوى المنخفض لأداء المؤسسات المتعلقة بالخدمات العامة، فإن سكان المناطق الحضرية المتخلفة لا يستغلون تلك الخدمات إلى الحد الذي يتناسب وحاجاتهم إليها، لأن قسما منهم يعتبر مثل تلك المؤسسات داخل مناطقهم تشكل خطورة على حياتهم وأن هذه المخاوف هي التي تعدو إلى فشلهم في
فهم مدى أهمية تلك المؤسسات الصحية والتربوية والاجتماعية ووسائل التسلية بالنسبة لهم.
5/ تدهور الصحة العامة وتفشي الأمراض:
تتصف المناطق الحضرية المتخلفة بصورة عامة بمستوى صحي منخفض جدا، وهذا نتيجة لانعدام الوقاية الصحية حتى أصبحت تلك المناطق أماكن خصبة لانتشار الأمراض وارتفاع معدل الوفيات، وهذا لقذارة المناطق الحضرية المتخلفة بسبب قلة الوسائل الفعالة للتخلص من الأوساخ والقمامة في تلك المناطق المزدحمة، فإن سكانها يتعرضون بصورة مباشرة على خطر انتقال الجراثيم إليهم المرض، وأن هذه الحالة تعد أمرا عادي في هذه المناطق الحضرية المتخلفة والتي تتصف بارتفاع عدد السكان وانتشار الفقر والبطالة فيها.
6/ تدهور الحالة المعيشية وانخفاض الدخل:
أكد بعض الباحثين على أن هناك علاقة مترابطة بين ظاهرة الفقر والمناطق الحضرية المتخلفة، باعتبار أن سكان تلك المناطق يعانون من ضالة الدخل كمؤشر لتدهور الحالة المعيشية، وهذا قياس عام على مستوى دخل سكان المناطق الأكثر تطورا، إلا أن هذه الظاهرة أمرها نسبي وليست مطلقة في كل المناطق الحضرية المتخلفة، غير أن بعض المناطق تعتبر متخلفة من ناحية نقص الخدمات والمرافق العامة وارتفاع نسبة الجريمة وجنوح الأحداث، إلا أن سكانها من ذوي الدخل المتوسط أو المرتفع عن غيرهم من سكان المناطق الحضرية المتخلفة وبالتالي فإن تحديد هذه الخاصية تتطلب تصورا كميا وواضحا حول الحد الأدنى للدخل الذي يمكن اعتباره حدا فاصلا بين الفقر والغناء، وهدا أمر صعب ليس من السهل التوصل إليه كما يقال.
7/ انخفاض مستوى التعليم وانتشار الأمية:
يتأثر التعليم بصورة مباشرة بمستوى الدخل خاصة في ظل المستوى المعيشي المنخفض، غالبا ما يؤدي إلى عدم استطاعة الوالدين الاستمرار في الإنفاق على أبنائهم لمتابعة التعليم وهذا يفسر قلة المتعلمين في المناطق المتخلفة وهذا يعس انخفاض مستواه التعليمي و الثقافي و التربوي، وهذا بالمقارنة لبقية المناطق الغير
المتخلفة في المدن، كما نجد أرباب الأسر الفقيرة في تلك المناطق ، يفضلون دائما العمل لأبنائهم بدلا من الاستمرار في الدراسة، لأن ذلك الاستمرار غالبا ما يؤدي إلى اقتطاع جزء ليس باليسير من دخل الأسرة، ومن ثم فإن إمكانيات التعليم في تلك المناطق أقل من بقية المناطق الأخرى كما أن المعلمين غالبا ما يكونون أقل جدية وحبا لعملهم لسبب الظروف السيئة السائدة في المدارس التي تقع ضمن المنطقة المتخلفة.
كما أن حالة أبنية المدارس تكاد تكون قديمة أو متداعية، وحجراتها ضيقة مزدحمة بالتلاميذ، وأن تجهيزاتها ناقصة وغير كافية في أغلب الأحيان، كما أن عدم تشجيع الآباء لأبنائهم على الدراسة يؤدي إلى عدم الاهتمام من قبل التلاميذ بواجبهم المدرسي.
8/ التفكك الاجتماعي:
يرى العديد من علماء الاجتماع أن قوى التغير الاجتماعي تؤدي إلى ظاهرة التفكك في النظام الاجتماعي التقليدي وخاصة في نظام العائلة الممتدة أو التقليدية.
وبارتفاع درجة التباين الاجتماعي ليكون اتساع نطاق الفرص المتاحة، و لتتعدد أشكال التفاعل الاجتماعي الذي يغلب عليه الطابع الشخصي المؤقت القائم على المصلحة المتبادلة و ذات الأمد القصير، و أن العلاقة القائمة بين السكان في المدينة معقدة و سطحية و أن الفرد في المدينة يتفاعل مع الآخرين على أساس منفعي، و أن التدرج الاجتماعي في المدينة أكبر منه في القرية، كما أن ظاهرة التنافس و الصراخ يشتدان بحدة في مجتمع المدينة و يظهر الاتجاه الدنيوي و النزعة الفردية.
إن العوامل التي تعمل على استمرار العلاقات الاجتماعية في المدينة بالعالم العربي و التي تساعد على تقليل الاختلافات بين الريف سو المدينة هي:
1- ظاهرة التريف في المدن:
و من هذه العوامل التي تؤدي إلى ظهور مناطق تريف حول المدن العربية:
أ- طبيعة الحياة الجماعية أو العيش في شكل جماعات.
ب- الهجرة إلى المدينة في شكل أسر و عائلات.
جـ- الاتصال الدائم و المستمر بين المهاجرين و بين مواطنهم الأصلية من خلال الأهل و الأقارب.
2- تركيب المدينة الرئيسية:
يوجد تشابه بين المدن العربية الرئيسية و بين المناطق الريفية حيث تتشابه إلى حد كبير أساليب الحياة و المؤسسات الاجتماعية المتواجدة في كليهما.
3- التركيب الوظيفي:
إن أغلب المهاجرين إلى مدن الشرق و المغرب العربي يميلون إلى العمل في مهن بسيطة لا تتطلب بالضرورة مهارة فنية عالية، كما أن الأعمال الصناعية في تلك المدن ما هي إلا صناع ات أولية تقليدية.
9/ الجريمة و السلوك المنحرف:
الجريمة مشكلة اجتماعية تنتشر بين سكان المناطق الحضرية المتخلفة في المدن حيث ترتفع نسبتها نتيجة لانحراف الأحداث الجانحين و البالغين على حد سواء.
10/ العزلة الاجتماعية:
إن تواجد الفواصل الجغرافية بين أحياء المدينة ومناطقها الحضرية المتخلفة، يعتبر من رموز العزلة فيها،إلى أن المناطق الحضرية المتخلفة تتصف بالهامشية من نوع معين، منها ثقافة سكانها ومكانتهم ومهنهم، وكذلك مظهرهم لا يتيح لهم فرص الاختلاط بغيرهم من سكان المدينة،إلا في الأماكن العامة ، ومن خلال العمل الذي يحتكون من خلاله بغيرهم إضافة إلى بعض الارتباطات السياسية.
اراء حول نمو المدن ونوع التخطيط الحضري وانتشار المناطق الحضرية المتخلفة بمدن العالم الثالث:
اولا : اراء حول نمو المدن في العالم الثالث:
يرى البعض أن نمو المدن في دول العالم الثالث كان نتيجة للهجرة ، الشيء الذي أدى بهذه المدن إن تتسم ببعض الخصائص الهامة تتمثل فيما يلي :
1- أصبحت هذه المدن وسيلة ملائمة للاتصالات السياسية للدولة مع الدول الخارجية
2- تتركز فيها افضل عناصر القوى العاملة ، وكذلك اغلب الاستشارات الاقتصادية و المؤسسات الاجتماعية للبلاد.
3- تحوي هذه المدن مراكز هامة لنشر الأفكار التي تؤدي إلى التغيير الاجتماعي في البلاد.
4- تزداد أهميتها كمراكز قوة للاحتوائها جميع مايتم من قرارات سياسية مؤثرة على حياة السكان البلاد.
5- تتركز في مختلف الاستثمارات وجميع أنواع النشاطات الوطنية .
6- تتميز في كونها مركز استقطاب للسكان الريفيين على مستوى الوطن.
نتيجة التضخم الحضري ظهر في دول العالم الثالث مايسمى بالمدينة الرئيسية وهي كبيرة الحجم وذات انكانيات وسعة سكانية، وذلك بقدر ما يفوق المراكز الحضرية الاخرى ، داخل اقليم الدولة التي يضمها وتتصف تلك المن الرئيسية بانها طفيلية للاسباب التالية:
• تستاثر بالبصيب الاكثر من الاستثمارات الاقتصادية للبلاد .
• تضم الجزء الاكبر من القوى العاملة في البلاد .
• تسيطر على الثقافية للبلاد.
• تشكل عقبة امام نمو غيرها من المدن في البلاد.
• تمبل الى الاستهلاك اكثر بكثير مما تنتج.
ثانيا : النمو غير المخطط لمدن العالم الثالث:
لقد تبين بان النمو غير الاقتصادي والاجتماعي في مدن العالم الثالث هوفي الواقع يمثل نوعا من النمو المخطط، تجده يتخذ اشكالا من النمو الحضري لا تتلائم مع احتياجات الوافدين الى المدن ، وهذا ما يخالف علم التخطيط الضري، باعتبار ان المهاجرين يرغبون الاقامة في المناطق لبتي تتوفر فيها الى حد ما بعض الخصائص التي تتطلبها علاقاتهم مع الاماكن القريبة من سوق العمل المناح في المدن .
ومن ثم يتضح أن النمو غير المخطط يحتوي على عدة انماط من التخطيط هي:
1- النمو الشريطي: ينتشر هذا النوع من النمو على اطراف المدن من خلال تحويل الاراضي الزراعية إلى مناطق سكنية جديدة دون تصريح قانوني ، وهذا
غياب السيطرة على عاى النمط العمراني في ضواحي المدن ، كما انه ينتشر على اطراف الطرق الرئيسية للمواصلات وخطوط السكك الحديدية المؤدية للمدن وتن انتشار النمو الشريطي في المدن الى افراز مشاكل اجتماعية اقتصادية تتطلب مواقف صارمة
2- النمو الحضري الخطي: يعتمد في انتشاره على حركة واتساع وامتداد كل من المدن الرئيسية الكبرى والمراكز الحضرية الأخرى ، وهذا من خلال امتداد الطرق التي تربط فيما بينها مكونة بذلك مراكز حضرية صغيرة تظهر على شكل عنقود وذلك على امتداد الخطوط الطولية القريبة من شبكة المواصلات الرئيسية التي تتقاطع مع مراكز سكانية ريفية وذلك على طول المحاور العديدة والختلفة.
3- الاندماح الحضري: له علاقة وثيقة بالنمو الخطي ، خاصة اذا ما ترك وشانه دون تدخل حيث يؤدي في النهاية الى انتشار الاندماج الحضري بصورة تدريجية حتى يتم اندماج المدن المجاورة ببعضها لتصبح مطقة حضرية واحدة.

ثالثا : انتشار المناطق الحضرية بمدن العالم الثالث:
يؤكد الاتجاه العام للنمو الحضري في دول العالم الثالث ، وما يصاحبه من تضخم سكاني من جراء الهجرة الداخلية التي أدت إلى إقامة وانتشار مناطق سكنية جديدة مختلفة وأكثر مشاكل.
وبالتالي المناطق الحضرية المختلفة تنتشر في جميع مدن العالم الثالث مسميات ومعطيات مثل: sarifa , fevalas, bustees , bidon ville وغيرها كما هو الحال في "ريويجانيرو" التي تنتشر مناطقها الحضرية المتخلفة على سفوح التلال ، شيدت من مخلفات مواد معدنية ومختلفة.
اما اجهزة الامم المتحدة فقدرت في فترة الستينات بانه تم نزوح حوالي 200 مليون نسمة الى مدن اسيا وافريقيا، وامريكا اللاتينية ، ادى الى انتشار المناطق الحضرية المختلفة التي انشات على اطراف المدن الرئيسية لتلك القارات الثلاث.

و يلاحظ من الجدول أعلاه أن هناك عددا كبيرا من سكان مدن العالم الثالث يعيشون في مناطق حضرية متخلفة، و أن أغلب سكان المدن هم من سكان هذه المناطق، باعتبارهم يشكلون اضافات سكانية و سكنية، نجدها في المناطق التي تقع على الاطراف و ذلك خلافا للمناطق الحضرية الموجودة داخل المدن. و هذا ما أدى بالبعض إلى القول بأن زيادة المناطق المتخلفة و انتشارها على نطاق واسع قد يؤدي بها إلى التطور في المستقبل، ثم تصبح أهم المحاور الاساسية في الكثير من المدن الكبرى في دول العالم الثالث.
المناطق المتخلفة الأنواع والآراء التي تعلل أسباب النشأة والانتشار
أولا: أنواع المناطق الحضرية المتخلفة:
قدمت الأمم المتحدة في تقسيمها للمناطق الحضرية المتخلفة، وفق نظرة شمولية وأكثر جدية وواقعية، ومن أهم هذه الأنواع هي:
1/ مناطق واضعي اليد الجديدة:
وهي المناطق الحضرية المتخلفة التي لا يتوقع لها أي تقدم أو تطور في المستقبل وهذا لاحتوائها كثافة سكانية عالية، وافتقارها للمساحات الخالية، وتنعدم فيها الشوارع و المساحات الخضراء وغيرها من المرافق الاجتماعية الأخرى. ويتم نجاح مثل هذه المناطق في الدول التي بدأت بنهضة جادة في سياسة الإسكان والتعمير
والتصنيع لتطوير تلك المناطق ضمن شبكتها الحضرية، وأن هذه المناطق الناشئة المستولى عليها تنتشر في كل من أمريكا اللاتينية وإفريقيا الشمالية، البحر الأبيض المتوسط، أنها تشترك في العديد من الخصائص العامة، فهي من النوع النامي البطيء، وإن قدرة سكانها على تنظيم أنفسهم داخليا محدودا.
2/ مناطق أشباه واضعي اليد:
وهي من المناطق النامية الموجودة في العالم المتحضر المعاصر، غير أنها مغايرة للنوع السابق، ويسكنها في أغلب الأحيان الأسر ذات الدخل المحدود وغير القادرة على الحصول على مساكن ملاءمة بسبب ضخامة الطلب على المسكن وقد أدى ذلك إلى ارتفاع شديد في أسعار الأرض وفوائد القروض، ورغم هذا فإن تلك الأسر ومكانتها الاجتماعية والاقتصادية لا تسمح لنفسها بوضع اليد أو الاستيلاء على الأراضي مباشرة، كما يفعل ذو الدخل المنخفض. و بالتالي يلجأ هؤلاء إلى شراء الأراضي في أماكن غير مرخصة للأغراض السكنية على أطراف المدينة.
3/ مناطق واضعي اليد المؤقتة:
إن أساس نشأة مثل هذه المناطق يرجع إلى دافع الناس للحاجة الماسة في الحصول على السكن بأقل النفقات، وتم بناء هذا النوع من المناطق المؤقتة على أراضي تم الاستيلاء عليها بالقوة لتصبح مأوى للعاطلين أو شبه العاطلين عن العمل الذين يرغبون في التجمع في أماكن قريبة من مصادر العمل، بيد أن القلة منهم هي التي تقرر نهائيا الإقامة دائمة في مثل تلك المناطق، لأنها تتوقع أن تنمو وتتطور لتصبح متكاملة مترابطة مع بقية أجزاء المدينة مثل منطقة "بلاكا" في أثينا باليونان، التي ظلت أكثر من ثلاث عشرة سنة منطقة مؤقتة مستولى عليها عنوة، كما تم تكامل منطقة "القصبة" في الجزائر العاصمة، ومنطقة "جوريفيل" مع تونس العاصمة ومن ثم يمكن القول بأن الأغلبية العظمى للمناطق المؤقتة المستولى عليها تهدم وتزال في النهاية إن لم تتطور، وهذا نظرا لقيمة الأرض وارتفاع أسعار التي تلك المناطق خاصة في المستقل حيث تصبح مواقعها على الأطراف الغي ملائمة وتشكل عائقا أمام الامتداد العمراني واتساع شبكة العمران للمدن.
وبعد استعراض أهم الآراء المتعلقة بأنواع المناطق الحضرية المتخلفة اقتراح الأنواع التالية:
1- المناطق المتخلفة داخل المدن:
هي المناطق التي قامت على بقايا مدن قديمة، أو على الأجزاء القديمة من المدن وتتميز حالتها العمرانية بالتدهور، ويغلب عليها طراز البناء القديم. وتعتبر هذه المناطق أماكن إقامة فقراء المدينة، وكذا أماكن سكن المهاجرين نظرا لعوامل عديدة منها رخص مساكنهم، وقربها من أماكن العمل، وهي بدورها تنقسم إلى:
أ- المناطق الحضرية المتخلفة الأصلية:
وهي مناطق مكونة من مباني غير ملائمة، ولا يمكن إدخال إصلاحات عليها منذ البداية ويلاحظ وجود مثل هذا النوع من المناطق في كثير من الأحياء القديمة من مدن العالم الثالث.
ب- وهي مناطق نجدها تقع في وسط المدينة وفي الأحياء القديمة، تأوي فقراء الحضر الذين يحلون محل السكان الأصليين لتلك المناطق، حيث كانت أكثر تقدما تشغلها الأسر ذات المستوى المادي المتوسط والعالي ثم تركت، ليتمكن بذلك ذوو الدخل المحدود من الإقامة والعيش فيها، مما أدى إلى تدهورها تدريجيا بسبب حركة السكان لمدة طويلة لتصبح منطقة حضرية متخلفة.
2- المناطق الحضرية المتخلفة خارج المدن:
وهي المناطق العمرانية التي تحيط بالمدن أو تلك التي تقع خارج نطاق الخدمات الحضرية، وقد ظهر هذا النوع نتيجة الدفع السكاني من مراكز المدن إلى أطرافها أو بسبب الهجرة كما أن زيادة الطلب على المأوى دفع إلى إقامة مثل هذه المناطق في الأماكن الخالية أو حول المؤسسات الصناعية حديثة النشأة، وهي غير مخططة وغير ملائمة للسكن وان أراضيها احتلت من طرف المهاجرين، وغالبا ما تعود ملكيتها للدولة، وهي غير ملائمة للسكن وتنعدم فيها المرافق العامة والخدمات الاجتماعية وتنقسم بدورها إلى:
أ- مناطق مؤقتة:
وهي المناطق التي قد تنمو وتتطور أو تهدم وتزال لتحل محلها مناطق جديدة مخططة تستفيد من مزايا الموقع.
ب- مناطق دائمة:
وهي المناطق التي تجد أمامها فرصة كبيرة للنمو والتطور في المستقبل لتتكامل مع أجزاء المدن.
ثانيا: آراء حول المناطق الحضرية المتخلفة:
يرجع الباحثون في نشأة المناطق المتخلفة وظهورها إلى مجموعة عوامل منها القدم والإهمال، وانخفاض تكاليف النقل، والعوامل الخارجية والتجديد العمراني وارتفاع مستوى الدخل، وغيرها، حيث أن جميعها تطرح تعليلا لسبب نشأة وظهور المناطق الحضرية المتخلفة بالمدن، وتتمحور هذه الآراء والأفكار فيما يلي:
1/ ظاهرة القدم والإهمال:
إن ظاهرة القدم والإهمال للمناطق الحضرية المتخلفة غالبا ما تذكر لتفسير انخفاض الطلب على المساكن الواقعة ضمن هذه المناطق، وتتجلى هذه الحقيقة إذا ما عرف بأن تكلفة المباني والمحافظة عليها تزداد بمرور الزمن، في حين أن قدرة أصحاب الدور تتناقص مع مرور الوقت في الإنفاق، وحتى في حالة توفير ما تتطلبه سياسة المباني فإن الرغبة في المحافظة على الأبنية القديمة تتناقص هي الأخرى بمرور الزمن، وذلك لظهور مناطق سكنية أكثر تطورا وجاذبية من تلك المناطق الحضرية أصبحت متخلفة.
إن الإهمال والقدم هما في الواقع سببان رئيسيان في ظهور المناطق الحضرية المتخلفة وهذا راجع إلى انخفاض مستوى الطلب على المساكن الواقعة ضمن هذه المناطق وذلك لحالة أبنيتها المتهاوية والآيلة للسقوط بعد أن كانت مريحة في فترة زمنية سابقة، إلا أن تزايد التلف والتدهور مع عدك وجود الصيانة والمحافظة والعناية اللائقة كانت من عوامل فقدان قيمتها الإنشائية، حتى أصبحت فيما بعد مناطق غير مريحة للإسكان، ولا يرغب الناس في سكنها إلا الذين غير قادرين ماديا فيضطرون بذلك للإقامة فيها.


2/ عامل انخفاض تكاليف النقل:
غالبا ما يؤدي انخفاض تكاليف النقل إلى انخفاض مستوى الطلب على المساكن الواقعة في المناطق الحضرية القديمة في وسط المدينة، وذلك لوجود وسائل النقل بوفرة مما يسهل حركة التنقل، ويؤدي بالراغبين في السكن إلى اختيار مناطق بعيدة عن وسط المدينة، وهذا بسبب انخفاض تكاليف النقل الذي يسهل عملية الذهاب والعودة من محل السكن إلى العمل والعودة منه، كما يساعد انخفاض أجور النقل في انخفاض إيجارات المساكن في المناطق القريبة من وسط المدينة. علما بأن انخفاض الإيجارات يقلل بالضرورة من عائد الاستثمارات في المساكن الواقعة قرب وسط المدينة.
ولهذا نجد أن الإنفاق على الصيانة والمحافظة على مثل هذه الأماكن يقل ويتلاشى تدريجيا، وبالتالي تندثر تلك المساكن عمرانيا، وإن تأثير هذا التدهور في نوعية المساكن يتشابه إلى حد ما مع عامل الإهمال والقدم. وهكذا ينتقل ذوو الدخل المرتفع خارج المناطق الحضرية المتخلفة ويحل محلهم ذوو الدخل المنخفض.
إن انخفاض تكاليف النقل وتوفر وسائله عاملان رئيسيان كانا سببين في قلة الإنفاق على الصيانة والمحافظة على المساكن في المناطق الحضرية القديمة، مما أدى إلى اندثار وتلاشي أبنيتها، أثر في الطلب عليها باعتبارها مناطق سكنية متخلفة دون غيرها من المناطق الواقعة داخل المدينة.
3/ العوامل الخارجية:
تؤكد العوامل الخارجية هي الأخرى على انخفاض مستوى الطلب على المساكن في المناطق الحضرية القديمة بوسط المدن، والتي يطلق عليها بالعوامل الخارجية المتعددة مثل توسع المنشآت الصناعية ونشاطاتها المتنوعة، ومراكز البيع بالجملة والتجزئة وتوسعها عما كانت عليه في الماضي، وكثرة المخازن التجارية، وورش المهن الحرفية، التي تحولت بسببها تلك المناطق إلى أماكن مزدحمة بالأنشطة المؤثرة على المناطق المجاورة سكنيا، بعد أن أصبحت تلك النشاطات غير مرغوب فيها، وذلك بسبب كثرة الضوضاء والتلوث والقاذورات وافتقاد الراحة، مما سبب تناقصا في الطلب على السكن في تلك المناطق بمرور الزمن، كما أن وجود تلك الأبنية
الجديدة الواقعة على أطراف المدن يقلل رغبة السكان في الإقامة داخل وسط المدينة والتي يكون الطلب عليها شديدا.
كما أن العوامل الخارجية التي لها علاقة بانخفاض الطلب على السكن تؤدي في نفس الوقت إلى زيادة في عرض المساكن الرديئة والتي لا تصلح للسكن، أن الطلب على المساكن يعتمد على طبيعة المناطق المجاورة وعلى نوعية مواد البناء والطراز المعماري لها. وهذا يعني أن الاستثمار في مجال السكن في تلك المناطق السكنية الحضرية المتخلفة سوف لا يضمن عائدا مجزيا بل سيؤثر بدوره على المناطق المجاورة التي تتعرض لحركة سكنية أكثر من عائد ارتفاع إيجارها.
كما أن هناك عوامل أخرى يمكن أن تساعد على تدهور حالة السكن، منها الصيانة القليلة والرديئة، وهذا بسبب قلة المصادر المالية، حيث أن فرصة التمويل والاقتراض المتاحة لأصحاب العقارات الواقعة أملاكهم ضمن المناطق الحضرية المتخلفة والمتدهورة تكاد أن تكون شبه معدومة، باعتبار أن الفوائد المالية غير مضمونة. وبالإضافة إلى ذلك أن النظام الضريبي على العقارات هو أحد العوامل المساعدة على ظهور بعض المناطق الحضرية المتخلفة سكنيا، لأن الملكية في تلك المناطق تكون ضريبتها منخفضة بالمقارنة بغيرها من المناطق الأخرى، ولأن تقدير الضريبة يعتمد على المظهر الخارجي بدلا من اعتماده على قيمة الموقع وحده والذي يؤدي إلى نقص الاستثمارات في مثل تلك المواقع.
4/ عامل التجديد العمراني:
يسعى التجديد العمراني إلى هدم وإزالة المناطق الحضرية المتخلفة تقليل من الوحدات والبيوت المتوفرة لذوي الدخل المنخفض، وبالتالي يزداد عليها أكثر مما كان عليه سابقا، كما أن هذا الأسلوب يعطي مبررا لعدم اشتراط المستأجرين على أصحاب العقارات تسجيل تكاليف الصيانة لمساكنهم في عقد الإيجار، وباستمرار عملية إزالة وهدم المناطق المتخلفة وعدم توفر السكن المناسب، وكذلك صعوبة إقناع ملاك الدور بصيانة ممتلكاتهم والإنفاق عليها يؤدي إلى ظهور مناطق حضرية متخلفة في أماكن أخرى.
لذا فإن آراء التجديد العمراني تهدف إلى إزالة وهدم المناطق الحضرية المتخلفة سكنيا خاصة أثناء التطوير الشامل للمدن وتعمل واقعيا على تقليل المساكن المناسبة لذوي الدخل المحدود، كما تعمل على زيادة حدة أزمة السكن، وبالتالي تؤدي إلى ظهور مناطق حضرية متخلفة في أجزاء أخرى من المدن أكثر مما كانت عليه سابقا، إلا أن هذه الرؤية يؤخذ عليها على أنها لم تقدم أي تفسير للعلاقة بين حالة المباني ومستوى دخل سكانها لأن حالة المباني تمثل عاملا هاما في تحديد المواقع التي تختارها الأسر سكنا لها.
5/ عامل ارتفاع مستوى الدخل:
من المتعارف عليه أن مستوى الدخل يؤدي إلى تزايد الحاجة إلى مساكن جديدة، وأن زيادة الطلب على المساكن كنتيجة لزيادة الدخل، يمكن أن يتخذ عدة صور منها، زيادة عدد الغرف واتساعها في كل مسكن، إضافة إلى جودة مواد البناء واستخدام الزخارف الداخلية والخارجية. ومن ثم فأن ذوي الدخل المحدود ينتقلون إلى المساكن القديمة المزدحمة، وهذا وفق المذهب الاقتصادي القائل بأن نوعية المساكن الرديئة تجد موافقة من قبل ذوي الدخل المنخفض باعتبارها انعكاسا لحالة فقرهم.وفق هذه الرؤية نجد أن هناك أبحاثا قد أكدت على مستوى الدخل يمثل عاملا هاما في التأثير على طلب المساكن، وعدد الغرف التي تطلبها الأسرة الواحدة، وذلك من حيث أسعارها الأمر الذي أدى إلى تدهور نوعية المساكن في كثير من الأحيان ضمن الأحياء السكنية بالمدن.
ولذا فإن فكرة ارتفاع مستوى الدخل تؤكد على أن الارتفاع في الدخل يؤدي بالضرورة إلى زيادة الحاجة المتنوعة، في اختيار مساكن جديدة، من طرف أصحاب الدخل المرتفع، أما بالنسبة لأصحاب الدخل المنخفض فيضطرون إلى السكن في مناطق سكنية قديمة أغلب بيوتها رديئة وضيقة ومتدهورة بفعل الزمن.
6/ آراء جون فورد:
أكد العالم جون فورد أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال تحديد السبب المباشر في ظهور المناطق الحضرية المتخلفة، وذلك لقلة توفر المعلومات الكافية،والتي تمكن
الدراس في معرفة الأسباب الحقيقية والأساسية المؤدية إلى ظهور تلك المناطق، غير أنه يمكن تحديدها من خلال المظاهر والعوامل الرئيسية التالية:
1- الظواهر الطبيعية:
إن الظواهر الطبيعية تتمثل في طبوغرافية المنطقة، ونوعية الأرض والمناخ والمصادر الطبيعية، وتتجلى هذه الظواهر في العمل على تدهور المساكن والمباني الحضرية، وذلك بسبب القدم والإهمال والإتلاف لهياكلها العامة، خاصة في حالة انعدامها في المناطق المجاورة لها، خاصة عندما تنمو تلك المناطق في مجالات مختلفة ولا تتفق مع التخطيط العام للمدن، فتكون بذلك مساحتها ضيقة وشوارعها ومبانيها رديئة التقسيم والتنظيم حيث تصعب حركة المرور فيها، مما يزيد في انخفاض نمو مستوى تلك المناطق التي تقع على أطراف المدن والمستنقعات والتلال والأودية.
2- الظاهرة السكانية:
تتمثل هذه الظاهرة في حركة السكان والكثافة السكانية والهجرة وسرعة النمو السكاني التي أدت جميعها إلى نشأة ثلاثة أنماط من المناطق المتخلفة هي:
أ- مدن الأكواخ، وهي مستوطنات لواضعي اليد توجد في كل مرحلة من مراحل النمو الحضري، وتقع بالقرب من المستنقعات والوديان والأنهار، وبالقرب من خطوط السكك الحديدية، وفي المناطق المهملة الخالية.
ب- مناطق المساكن المهجورة، وهي تلك المساكن التي هجرها أصحابها بعد أن حققوا نجاحا اجتماعيا واقتصاديا لا يتمشى مع حالة مستوى السكن.
جـ- المناطق ذات المساكن المتعددة الطوابق، وهي المناطق التي تم بناؤها في الماضي دون مراعاة القواعد الصحية أو سلامة ساكنيها، وهي في الأساس مناطق وجدت من أجل تأجيرها للمهاجرين بشكل خاص.
3- الظاهرة الاقتصادية:
إن اتساع الأعمال التجارية وأنواعها المختلفة، وظهور الصناعة وانتشار المصانع داخل المناطق السكنية والضغط الهائل للسكان في المدن، قد أدى إلى ارتفاع قيمة الأراضي التي تحتاجها الأنشطة الصناعية الجديدة من جهة مع بقاء الأجور التي
يتقاضاها العمال البسطاء منخفضة من جهة أخرى، مما دفع بالعديد منهم إلى الإقامة في هذه المباني المهملة من جهة، وبالرضا بالعيش مع الآخرين من جهة لأخرى.
Admin
Admin
المدير
المدير

عدد المساهمات : 972
نقاط : 2426
تاريخ التسجيل : 09/11/2011

https://chemamin.forumalgerie.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى