التسيير والتقنيات الحضرية


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

التسيير والتقنيات الحضرية
التسيير والتقنيات الحضرية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

التصحر فى شمال افريقيا- الجزء الأول-

اذهب الى الأسفل

التصحر فى شمال افريقيا- الجزء الأول- Empty التصحر فى شمال افريقيا- الجزء الأول-

مُساهمة من طرف Admin الخميس ديسمبر 22, 2011 2:31 am

مقدمـة

1. اُعد هذا التقرير وفقاً لبرنامج عمل المركز الإنمائي دون الإقليمي لشمال أفريقيا التابع للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأفريقيا للفترة 2002-2003، بهدف تقديمه للاجتماع الثامن عشر للجنة الخبراء الحكومية الدولية للمركز الذي سينعقد في عام 2003. وتم إعداد التقرير على أساس مجموعة من الوثائق والتقارير الواردة من البلدان السبعة في شمال أفريقيا (تونس، والجزائر، وليبيا، والسودان، ومصر، والمغرب، وموريتانيا)، والمنشورات العلمية والتقنية، وأيضاً على أساس مصادر بيبليوغرافية أخرى واردة في نهاية هذا التقرير.

أولاً: الخصائص المناخية الإيكولوجية لشمال أفريقيا
2. تشمل منطقة شمال أفريقيا، وهي منطقة شبه جافة وصحراوية في معظمها، كل المنطقة الجغرافية لبلدان المغرب العربي بالإضافة إلى كل من مصر والسودان. ويتضح من الوصف العام والموجز لهذه المنطقة أنها تتميز بتقلب المناخ، وقلة الموارد المائية وتناقصها بإطراد، وتدهور النباتات (الغابات والمراعي)، وفقر التربة وعدم تماسكها، وعدم كفاية الإنتاج الزراعي وقصوره عن تلبية الاحتياجات الغذائية للسكان. ويقل معدل هطول المطار في رقعة تتراوح نسبتها ما بين 55 و 100 في المائة من أراضي شمال أفريقيا عن 600 ملم، بينما تنتشر الأراضي الجافة والشديدة الجفاف
. 3والسبب في تدهور النظم الإيكولوجية في شمال أفريقيا هو النقص الشديد في معدل سقوط الأمطار في كل المنطقة. وفي الواقع، هناك اتجاه تنازلي لكميات الأمطار التي هطلت في الأعوام الأخيرة. ويرتبط انخفاض كمية الأمطار بالتناقص الشديد للمواسم الممطرة التي تعتبر السبب في زيادة كميات التهطال، بمعنى أن الأمطار تهطل خلال فترات قصيرة من العام بينما تطول فترات الجفاف. وتنجم عن هذه الحالة آثار خطيرة في نظم الزراعة والإنتاج. وتزيد التقلبات التي تطرأ بين المواسم من هشاشة هذه النظم نظراً لعدم وجود بدائل اقتصادية، أو زراعية ملائمة. والآثار المباشرة لنقص كمية الأمطار في شمال أفريقيا هي تقلص حجم تدفق مجاري المياه الكبيرة، والنقص في تغذية طبقات المياه الجوفية. ويعني ذلك وجود جفاف هيدرولوجي على صعيد مستجمعات المياه.

4. وأثر الجفاف أيضا في حالة طبقة مستجمعات المياه في معظم أنحاء شمال أفريقيا. ويتميز النظام الإيكولوجي لشمال أفريقيا بتقلص الغطاء النباتي الذي يفضي بدوره إلى زيادة معامل انجراف التربة.

5. وفي شمال أفريقيا، تتضافر آثار أنشطة الإنسان وتقلبات المناخ مؤدية إلى عملية ديناميكية تزيد من تدهور البيئة. ولذلك، يجد كل من التعريف الأرصادي، والتعريف الهيدرولوجي، والتعريف الاجتماعي-الاقتصادي، والتعريف الزراعي للجفاف مدلوله في نسق تدهور الموارد الطبيعية في هذه المنطقة التي لا يفصلها عن أوروبا سوى البحر والتي تشكل امتداداً لأفريقيا جنوبي الصحراء الكبرى. ونُفذت المشاريع التي تهدف بشكل مباشر أو غير مباشر إلى مكافحة التصحر والحد من آثار الجفاف كل واحد على حدة، وذلك في إطار المعونات المقدمة في هذا الشأن دون الاستفادة من المعلومات المتاحة في هذا المجال أو متابعة الأنشطة التي تم الاضطلاع بها في السابق. وكانت عملية المحافظة على الموارد الطبيعية و/أو إدارتها تتم دون استشارة مسبقة للسكان أو حتى مؤسسات البحث.

ثانياً: الجفاف والتصحر والتغيرات المناخية : حالات الترابط

6. التصحر هو مصطلح إعلامي مبهم وذو دلالات متعددة. وقد دخل هذا المصطلح حيز الاستخدام الشائع منذ انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة الأول المعني بالبيئة في استوكهلم في عام 1972. وفي شمال أفريقيا، لا ينبغي الخلط بين التصحر والزحف الصحراوي، فعمليات التصحر معقدة ومتغيرة، وهي جزء من دورة لها أسباب وآثار طبيعية واجتماعية-اقتصادية مثل إزالة الغابات، وتدهور المراعي واستنفاد الأراضي المزروعة، وملوحة الأراضي المروية، وتعرية التربة، واستنفاد الموارد المائية. وبمعنى آخر يعني التصحر سرعة تأثر الأراضي الجافة إلى أقصى حد بسبب الاستغلال المفرط والاستخدام غير الملائم. فالتصحر يعني انتشارا ذا آثار لا تزال للفيافي الصحراوية الجديدة لتشمل مناطق جافة لم يكن لها خصائص صحراوية في الماضي القريب. ويتسم التصحر بتقلص النباتات الدائمة الخضرة بقدر كبير وظهور منظومات التلال الرملية والزحف الصحراوي. ويفهم من مصطلح "آثار لا تزال" المشار إليه سابقاً تغير النباتات والتربة والنظم الإيكولوجية على نحو يصبح فيه التصحر عاملاً يحول دون عودة هذه النباتات والتربة والنظم الإيكولوجية إلى حالتها الطبيعية (حالتها الأولى) في ظروف حماية كلية أو شبه كلية للبيئة خلال فترة حياة جيل كامل (أي 25 سنة). ولذلك يجب أن تعالج برامج مكافحة التصحر مشاكل تدهور البيئة قبل أن تبلغ هذه المشاكل مرحلة تصبح فيها آثارها غير قابلة للإزالة.

7. ووفقاً للتعريف الوارد في جدول أعمال القرن 21 في الفصل 12 يعني التصحر تدهور التربة في المناطق شبه الجافة أو المناطق شبه الرطبة بسبب عوامل عديدة مثل التغيرات المناخية أو أنشطة الإنسان. ويعني مصطلح "المناطق القاحلة وشبه القاحلة، والجافة شبه الرطبة" المناطق التي تقع فيها نسبة التهطال السنوي إلى البخر-نتح في النطاق 0.05 و 0.65 باستثناء المناطق القطبية وشبه القطبية. ويعني تدهور التربة (الأرض والمياه) الاستنفاد التدريجي لطاقتها المادية والاقتصادية وانخفاض إنتاجيتها بصورة عامة. ويتسم هذا التدهور بالتعرية بفعل حركة المياه والرياح وتغير الخصائص الفيزيوكميائية للتربة (الملوحة وتراص التربة).

8. يختلف التصحر عن الجفاف الذي ينجم عن نقص المياه لفترة طويلة إلى حد ما. والجفاف في حد ذاته هو عامل تفضي إليه شدة التصحر.

9. وتعريف الجفاف هو نقص التهطال عن المعدل المتوسط (أو الحد الأدنى) لفترة طويلة خلال الموسم السنوي لسقوط الأمطار. وبالنظر إلى هذه الظاهرة وفقاً لمرجع إحصائي يمكن التمييز بين الجفاف والقحط.

10. ويحتوي الشكل 1 على موجز لحالات الترابط بين العوامل المسببة للجفاف، والتغيرات المناخية، والتنوع الإحيائي، والتصحر. وينبغي أن يكون هناك تكامل بين الاتفاقيات الثلاث الخاصة بالبيئة، كما يتعين تنسيق الجهود من أجل بيئة أكثر سلامة وتحقيق التنمية المستدامة. وينبغي أيضاً تسخير الدراية والمعرفة والشراكة والاستفادة منها مجتمعة من أجل المكافحة الفورية للآفات الثلاث وهي اختفاء الأنواع، وظاهرة الدفيئة والتصحر.

ثالثاً
ثالثاً- 1. دور موجات الجفاف في التصحر

12. يحدث الزحف الصحراوي على نحو لا يمكن إزالة آثاره ليشمل مناطق جافة أخرى نتيجة لتضافر عاملين، عامل طبيعي وهو الجفاف، وعامل بيولوجي ناجم عن أنشطة الإنسان واستغلاله المفرط للغطاء النباتي والأراضي.

13. ويبدو أن توازن الغطاء النباتي والتربة في المناطق الجافة استمر حتى حدث الانفجار السكاني في القرن العشرين. وفي الواقع، فإن هذه الموارد الطبيعية تكيفت مع ظروف الجفاف طيلة القرون والألفيات الماضية. وكانت آثار الجفاف محدودة قبل أن يبدأ الإنسان والحيوان في استغلال الأراضي بطريقة غير رشيدة. ولا يمكن أن تكون موجات الجفاف وحدها هي العوامل المسببة للتصحر دون غيرها. ففي العديد من الحالات، تكون آثار أنشطة الإنسان هي الأسباب المباشرة في تحويل الأراضي إلى صحراء، بينما يكون المناخ هو العامل المساعد فقط. وعلى المدى الطويل، أصبح الجفاف عاملاً هيكلياً من عوامل تنمية القطاعات الاقتصادية الحيوية في شمال أفريقيا (وبصفة خاصة تنمية الزراعة). وفي منطقة المغرب العربي، كان أحد أسباب التصحر هو انخفاض معدل سقوط الأمطار منذ الثمانينات (بنسبة تراوحت بين 20% و 50%) مقارنة بالمعدل العادي وذلك حسب المناطق.

14. فموجات الجفاف يمكن أن تعجل بعملية التصحر، ولكن تتابع السنوات الممطرة يمكن أن يؤجل حدوث التصحر، أو ربما يحجب ملامحه. فالتصحر ظاهرة شاملة ذات آثار مختلفة وذات طابع إيكولوجي، أو اقتصادي، أو اجتماعي تماماً مثل ظاهرة التغيرات المناخية. علاوة على ذلك، فإن الظاهرتين مترابطتان.


ثالثاً – 2. أثر أنشطة الإنسان

15. كان أثر أنشطة الإنسان في الموارد الطبيعية محسوساً منذ عقود، غير أن الخطر الذي يتهدد البيئة لم يتم إدراكه إلا مؤخراً بعد موجات الجفاف التي ضربت منطقة الساحل. والسبب الرئيسي للتصحر هو أن الفقر يدفع معظم السكان إلى تحقيق الفائدة القصوى من أراضيهم في أقصر وقت ممكن. ونتيجة لذلك، يمكن القول أن الاكتظاظ السكاني في شمال أفريقيا يساهم في تعجيل عملية التصحر.

16. وفي المناطق الجافة في شمال أفريقيا، يزداد عدد السكان بمعدلات غير عادية، حيث تتراوح نسبة النمو السكاني بين 2.5% و 3.5% في العام. ويعني ذلك أن عدد السكان يتضاعف كل 20 أو 28 سنة. وتفضي الآثار المتضافرة لأنشطة الإنسان والحيوان (الرعي المفرط، وإزالة المنتجات الحرجية، والإزالة العشوائية للأشجار، والممارسات الزراعية غير السليمة، واستخدام الأراضي الزراعية لأغراض لا تتلائم مع طبيعتها ...) إلى التدمير الجزئي أو الكلي للغطاء النباتي. وينجم عن ذلك تعرية جزئية أو كلية للتربة التي تتعرض لعوامل التعرية بفعل المياه والرياح. وتفقد بذلك التربة المواد العضوية والمعدنية وتصبح قابلة للإنجراف الكلي خلال بعض السنوات لتحل مكانها مادة تحتية غير صالحة لنمو النباتات أو المحاصيل. وتتسبب هذه الممارسات غير الرشيدة في نسبة 80% من الضرر الذي يصيب هذه الأراضي. وعلى الصعيد المحلي، توجد ظواهر أخرى مثل الملوحة والقلوية التي تنجم عن نظام الري الذي يصمم أو ينفذ بطريقة غير سليمة.
ثالثا – 3. أثر تغير المناخ في التصحر

17. سيفضي تلوث الغطاء الجوي للأرض بسبب انبعاث غاز ثاني إكسيد الكربون وغيره من غازات الدفيئة في العقود القادمة إلى احترار المناخ تدريجياً. وفي الواقع، تشير نماذج الدوران الشامل للهواء في الغلاف الجوي إلى زيادة محتملة في درجة حرارة الهواء بحوالي 3 درجات مئوية (1.5±) في الطبقة السفلى للغلاف الجوي بحلول منتصف هذا القرن، إذا ارتفعت نسبة ثاني أكسيد الكربون من 360 إلى 700 (جزء من المليون من حيث الحجم). وسيفضي ارتفاع درجة حرارة الهواء بثلاث درجات مئوية، وبالتالي ظاهرة الدفيئة إلى ما يلي (Le Houérou, 1993):

1- ارتفاع معدل البخر-نتح المحتمل السنوي بحوالي 210 ملم، أي 70 ملم لكل درجة مئوية سنوياً؛

2- انخفاض حاصل التهطال/البخر-نتح المحتمل بحوالي 10-20%؛

3- تحرك مناطق المناخ الإيكولوجي من حيث خطوط العرض والطول مع زحف المناطق الشديدة الجفاف إلى المناطق الجافة، وزحف المناطق الجافة إلى المناطق شبه الجافة، وزحف المناطق شبه الجافة إلى المناطق شبه الرطبة بسبب انخفاض حاصل التهطال/البخر-نتح المحتمل؛

4- حدة ظواهر التصحر بسبب انخفاض حاصل التهطال/البخر-نتح السنوي المحتمل، وأيضاً بسبب انتشار هذه الظواهر جغرافياً نتيجة لحركة المناطق المناخية المذكورة أعلاه.

18. ويفضي التصحر الناجم عن انخفاض حاصل التهطال/البخر-نتح المحتمل إلى آثار كبيرة، غير أن هذه الآثار لا تؤدي بالضرورة إلى كارثة على الصعد الزراعية، أو الإيكولوجية أو الرعوية. وفي الواقع، لا يزال الفقد الافتراضي للأمطار بمعدل 50 ملم في شمال أفريقيا قابلاً للإدارة عن طريق تطوير التقنيات الزراعية، وتحسين الموارد الوراثية للمحاصيل، والاستخدام الأمثل للموارد الرعوية، وبالطبع رفع كفاءة وفعالية تقنيات الري. علاوة على ذلك، يمكن الإشارة إلى أن الظواهر الأخرى مثل ظاهرة الدفيئة، والاحترار العالمي، وتآكل طبقة الأوزون، تعتبر أقل حدة من ظاهرة التصحر التي تأثر مباشرة في حياة السكان. ويرى أهل الاختصاص في مجالي الأرصاد الجوية وعلم المناخ أن مساهمة المناطق الجافة في الاحتراق الجوي وانبعاث غاز الدفيئة ضعيفة ولا تتجاوز نسبة 5% (Willams et Balling, 1991). ومع ذلك، يمكن لعمليات تحات التربة وتملحها أن تتفاقم، أو على العكس يمكن أن تصبح أقل حدة، إذ يتوقف ذلك على الظروف المناخية، وظاهرة الدفيئة.


رابعاً : نطاق الجفاف وانتشاره الفضائي والبعد العالمي والإقليمي للتصحر

19. تعترف الاتفاقية الدولية بشأن التصحر أن الجفاف والتصحر يشكلان مشكلة ذات بعد عالمي، نظراً لأن هذه المشكلة تمس كل مناطق العالم (الجدول 2). ويحدد التعريف الوارد في جدول أعمال القرن 21 نطاق التصحر، ويحصره بشكل أساسي في المناطق الجافة، والمناطق شبه الجافة، والمناطق شبه الرطبة الجافة في الكرة الأرضية، أي ما يمكن أن نطلق عليه بصورة عامة المناطق الجافة، وهي مساحات نجدها في كل القارات. وتبلغ نسبة الأراضي الجافة 41% (أنظر الجدول 2) من المساحة الكلية للأراضي في كوكبنا.

20. وعبر التاريخ، شهدت منطقة شمال أفريقيا التي يتراوح مناخها بين المناخ الصحراوي والمناخ شبه الرطب، العديد من موجات الجفاف المتفاوتة الحدة والتي كان لبعضها آثار وخيمة. ومنذ عام 1980، شهدت بلدان شمال أفريقيا انخفاضاً في معدلات سقوط الأمطار تراوحت نسبته بين 25 و 50 في المائة.

. 21وحسب تقديرات برنامج الأمم المتحدة للبيئة، فإن 30% من أراضي العالم مهددة بالتصحر، وقد فقد بالفعل ثلث هذه الأراضي الجافة أكثر من ربع القدرة الإنتاجية. وتبلغ مساحة الأراضي المتأثرة 3500 مليون هكتار، أي ما يعادل مساحة القارة الأمريكية. وقد انتشر التصحر انتشاراً واسعاً، ولا سيما في أفريقيا، حيث بلغ حجم الأراضي المنتجة التي فُقدت خلال خمسين سنة حوالي 650000 كلم2. ويعيش أكثر من 80% من السكان المتضررين من التصحر في البلدان النامية.

22. ويتفاوت التصحر حسب المناطق المتأثرة وحسب الممارسات الاجتماعية-الاقتصادية والثقافية السائدة في هذه المناطق. ومن السهل فهم أن الأراضي الجافة وشبه الجافة تغطي ثلثي مساحة القارة الأفريقية، أي أنها تمثل 32% من المناطق الجافة في العالم. وتأتي في المرتبة الثانية بعد أمريكا الشمالية القارة الأفريقية التي بلغت فيها نسبة تدهور التربة 73% من المناطق الجافة المخصصة لأغراض الزراعة وتربية الحيوان. غير أن تدهور التربة أكثر حدة في أفريقيا مقارنةً بغيرها من القارات. وفي غياب تدابير منع التدهور أو الإجراءات التصحيحية، تتعرض الأراضي في أفريقيا التي تتفاوت حدة تدهورها إلى أخطار تفوق التصور (الجدولان 2 و3). ونتيجةً للظواهر المذكورة أعلاه، تشهد كل بقاع المنطقة دون الإقليمية تقريباً نضوب بعض المجاري المائية، وانخفاض طاقات النمو والإنتاج الزراعي.

23. هناك حوالي 100 بلد يعاني من التصحر، ولاسيما البلدان في أفريقيا والشرق الأوسط، وأستراليا، والصين، والهند، وباكستان، وجمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق، وأيضاً بعض البلدان في أمريكا، بالإضافة إلى البرازيل، وشيلي، والولايات المتحدة، وبيرو، وكذلك إسبانيا، واليونان، والبرتغال في أوروبا.

24. ويبين الجدول أدناه نسبة الأراضي المتأثرة بالتصحر في كل بلد من بلدان شمال أفريقيا. ويتضح أن موريتانيا هو البلد الأكثر تأثراً بالتصحر.


25. تتعرض شمال أفريقيا (المغرب العربي، وحوض وادي النيل) بسبب موقعها الجغرافي بين منطقتين مناخيتين متباينتين، واحد رطبة، والأخرى صحراوية، إلى ظروف تتسم بتقلب المناخ نتيجة لتغيرات الطقس من حيث الحيز الزمني والتوقيت. وغالباً ما تعزى أسباب عملية التصحر في شمال أفريقيا إلى ما يلي:

أ - استمرار الجفاف أو القحط لفترات طويلة بصورة غير عادية في موريتانيا، والسودان، ومصر، وليبيا. أما المغرب، بصفة خاصة، فقد شهد، منذ عام 1912، أكثر من 25 عاماً من الجفاف. ويبلغ متوسط الفترة الفاصلة بين موجة الجفاف والموجة التي تليها ثلاث سنوات فقط) ( Swearingen 1992. ولذلك، فقد أصبح الجفاف ظاهرة هيكلية، وليس ظاهرة ظرفية؛

ب - تدهور الأراضي والغطاء النباتي بصورة سريعة بسبب طرق الاستغلال السيئة، أو غير الملائمة؛

ج - الاستغلال المفرط للموارد الزراعية، والمراعي، والغابات بسبب استخدام الطرق التقليدية، وبفعل ضغط النمو السكاني السريع.

26. ويوضح الجدول 5 نطاق كل شكل من أشكال التدهور، مبيناً أن التدهور قد أصاب بالفعل أكثر من نسبة 50 في المائة من الأراضي الجافة في شمال أفريقيا، وأن أكثر الظواهر انتشاراً هي ظاهرة التعرية بفعل الريح والمياه.

27. ويمثل الرعي المفرط، والاستخدام السيئ للأراضي نسبة 70 في المائة من أسباب هذا التدهور.

28. ويورد درينغ (1984 Dregne) أن 85 %، و 75 %، و 40 % من أراضي الرعي، وأراضي الزراعة المطرية، والأراضي المروية متأثرة على التوالي بالتصحر، كما هو موضح في الجدول رقم 7. وفي الوقت الحالي، ربما أصبحت هذه المعدلات أكثر ارتفاعاً.

29. وحسب لو أويرو 1991 (Le Houérou, 1991)، يحدث التناقص السريع في مساحات المراعي بسبب التوسع في المساحات الزراعية. ولذلك، فإن الأراضي التي تتوسع فيها الزراعة هي أفقر الأراضي، وأكثرها عرضة للتعرية.


Admin
Admin
المدير
المدير

عدد المساهمات : 972
نقاط : 2426
تاريخ التسجيل : 09/11/2011

https://chemamin.forumalgerie.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى