التسيير والتقنيات الحضرية


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

التسيير والتقنيات الحضرية
التسيير والتقنيات الحضرية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

التنمية المستدامة للصحاري

اذهب الى الأسفل

التنمية المستدامة للصحاري Empty التنمية المستدامة للصحاري

مُساهمة من طرف Admin الأربعاء ديسمبر 21, 2011 9:49 pm


الدكتور/ عماد الدين عدلي
المنسق العام للشبكة العربية للبيئة والتنمية (رائد)

أولاً : المقدمة
• يعرف التصحر بصفة عامة بأنه تدهور خصوبة الأرض المنتجة ، سواء كانت مراعي طبيعية أم أراضى زراعية مروية أم بعلية ، بصورة تؤدى إلى إنخفاض الإنتاج البيولوجي للأراضي ، فتصبح أقل إنتاجية ، وربما تفقد خصوبتها كلية ، فالمناطق الرعوية تفقد غطائها النباتي الطبيعي ، ويحل محله النباتات غير المرغوية والنباتات الشوكية السامة ، كما تختفى الأشجار والشجيرات ويحل محلها الأعشاب الأقل قيمة إقتصادية والتى لا تتمكن من حماية التربة وتثبيتها ، وتتدهور الأراضى فى مناطق البعلية وتصبح بسبب الحرت فى الأوقات الجافة ، عرضة للإنجراف الريحى ، وتفقد التربة قدرتها على الإحتفاظ بالماء ، وتوفير الوسط المناسب لنمو النباتات ، كما تتدهور خصوبة الأراضى المروية نتيجة للرى غير العلمي ، بحيث تتملح أو يرتفع مستوى الماء الجوفي فيها ، وتنخفض إنتاجيتها .
• أى أنه يمكن القول بأن التصحر هو تدهور كلي أو جزئي لعناصر الأنظمة البيئية ، ينجم عنه تدنى القدرة الإنتاجية لأراضيها وتحولها إلى مناطق شبيهة بالمناطق الصحراوية ، بسبب الإستغلال المكثف لمواردها من قبل الإنسان ، وسوء أساليب الإدارة التى يطبقها ، هذا بالإضافة إلى التأثيرات السلبية للعوامل البيئية الأخرى غير الملائمة وخاصة الظروف المناخية وتكرر ظاهرة الجفاف ، أى أن التصحر هو "إحداث تغيرات في الأنظمة البيئية ، يؤدى إلى خلق ظروف أكثر جفافاً أو أكثر صحراوية " (1) .
• يؤدى التصحر إلى إنخفاض إنتاج الغذاء بسبب فقدان الأرض القابلة للزراعة أو أراضى المراعي الخصبة وخاصة المناطق الجافة وشبه الجافة ، ومن خلال دراسات الأمم المتحدة يتضح أن مجموع المساحة المتصحرة فى العالم بلغت 46 مليون كيلو متر مربعاً ، يختص الوطن العربي منها 9.76 مليون كيلومتر مربع من إجمالي مساحة الوطن العربي والتى تعد بنحو 14.1 مليون كم2 ، وبهذا تعد مشكلة التصحر في الوطن العربي كبيرة جداً بحجمها ونتائجها .
• وإستجابة مع الإعلان السياسي الصادر من القمة العالمية للتنمية المستدامة بجوهانسبرج 26 أغسطس حتى 4 سبتمبر 2002 (2) من ضرورة تحملنا المسئولية المشتركة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة فى الجوانب الإجتماعية والإقتصادية دون إغفال البعد البيئي حيث لا تزال البيئة العالمية تعاني من التدهور ، فتناقص التنوع البيولوجي مستمر ، وكذلك يتلف التصحر مساحات متزايدة من الأراضي الخصبة ، كما باتت الآثار الضارة لتغير المناخ ، واضحة للجميع ، وتزايد حدوث الكوارث الطبيعية وما يترتب عليها من دمار ، ومن هنا كان من الضروري والمحتم التزامنا بتحقيق أهداف التنمية المستدامة .
• وتحقيقاً للمبادرة العربية للتنمية المستدامة الصادرة عن مجلس الوزراء المسئولين عن البيئة (3) والتى تم تقديمها لمؤتمر قمة التنمية المستدامة بجوهانسبرج 2002 والتى أكدت على دعم دور مؤسسات المجتمع المدني وفئاته وتشجيعهم فى وضع وتنفيذ خطط التنمية المستدامة والتى أولت مشكلة التصحر عناية كبيرة ، وطالبت بتضافر الجهود للحد من هذه المشكلة الخطيرة ، ووضع إستراتيجيات لتنفيذ خطط مكافحة التصحر بالدول العربية ، وقد اعتمدت القمة العربية عام 2004 المبادرة العربية للتنمية المستدامة ، وأجازت قمة الجزائر عام 2005 مخطط تنفيذها .
• وإستجابة لتوجيهات جامعة الدول العربية لتنفيذ ما جاء في قرار اللجنة المشتركة للبيئة والتنمية في الوطن العربي في دورة السادسة (مقر الأمانة العامة للجامعة 5-7 /4/2004 بشأن التحضير الوطني والإقليمي الجيد لسنة صحاري العالم ومكافحة التصحر 2006) ، وذلك تحقيقاً لأهداف الإتفاقية الدولية الخاصة بمكافحة التصحر والتنوع البيولوجي .

ثانياً: مفهوم التنمية المستدامة وعوامل ظهورها
• تعيش المجتمعات الإنسانية في إطار ثلاث منظومات أساسية ،متداخلة ،ومتفاعلة ،تتبادل التأثير والتأثر وهى :
المحيط الطبيعي – المحيط المصنوع – المحيط الاجتماعي
المحيط المصنوع
المحيط الطبيعي
"المنظومات الأساسية للمجتمع الإنساني "
المحيط الطبيعي : وهو المنظومة الطبيعية ،وإطار البيئة الفطرية التي أوجدها الله سبحانه وتعالى ،وتضم (النظام المائي - والنظام الأرضي – والنظام الجوى –النظام الحيوي بشقية من نبات وحيوان طبيعي ) وهى جزء من النظام الكوني الذي لا يخضع لإرادة الإنسان ولا إلى تحكمه .
المحيط المصنوع : يتكون مما أنشأه الإنسان في البيئة ،وبناه وشيده ،مثل مراكز الصناعة، المدارس ،الجامعات المستشفيات، شبكات المواصلات ،شبكات الري ،مراكز الطاقة ،المزارع …الخ ،إلا أن بعض مكونات المحيط المصنوع مثل النظم الزراعية، يديرها الإنسان ،لكنها لا تكون تحت تحكمه بالكامل ،لأنها مازالت تحت تأثير عوامل المحيط الحيوي الطبيعي ، مثل دورة الماء المستخدم في الري وغيرها .
• وبصفة عامة يمكن القول أن المحيط المصنوع ،يتكون من ، النظام السياسي ،والنظام التكنولوجي ،والنظام الاقتصادي ،وهى أقسام من النظام الحضاري في البيئة .
المحيط الاجتماعي : وهو ما وضعه الإنسان من مؤسسات وقواعد يعتمد عليها في إدارة العلاقات الداخلية بين أفراد المجتمع والمنظومات الأخرى الطبيعية والمصنوعة ،والعلاقات الخارجية مع سائر العالم ،لكنه تطور على مدى قرون من تاريخ الإنسان، وبصفة عامة يمكن القول بأنه يجمع المؤسسات السياسية والاجتماعية والثقافية السائدة في المجتمع ،وبعض هذه المكونات يرجع تاريخه إلى الماضي (القيم –العادات –التقاليد – الدستور-التراث الثقافي -… الخ ) .
ويمكن للمجتمع في كل الأحوال أن يقرر تغيير بعض عناصر المحيط الاجتماعي لكن هذا التغيير لا يتجاوز بعضا من المكونات ،أي يحدث تغييرا قليلا من جملة المحيط الاجتماعي .
وبعبارة أخرى يمكن القول بأن المحيط الاجتماعي، يشتمل على النظام الاجتماعي والنظام الثقافي في البيئة الحضارية .
• وتعتبر التفاعلات التي تحدث بين هذه المنظومات الثلاث بأقسامها الفرعية هي عمليات الحياة والتنمية بالنسبة للمجتمع ،وتعقد هذه التفاعلات يرجع إلى الخلافات الفطرية في الأصل والضوابط والامتداد الزماني والمكاني لكل من المنظومات الثلاث وأقسامها الفرعية، ولقد خلق الله سبحانه وتعالى البيئة بنسب ومقادير محددة ، وكائنات يعتمد بعضها على البعض الآخر في علاقات متبادلة وغير متبادلة ،بحيث يسير الكون وفق نظام محدد مرسوم بدقة متناهية، وصدق الله العظيم إذ يقول في كتابة الكريم
"إنا كل شئ خلقناه بقدر" "القمر " الآية 49
"وخلق كل شئ فقدره تقديرا" "الفرقان" الآية 2
"وكل شئ عنده بمقدار" "الرعد " الآية 8
• ولقد حقق التفاعل بين البشر ونظامهم الطبيعي والحضاري ،باستخدامهم التكنولوجيا إنتاج العديد من السلع والخدمات ،وتحقيق مصادر للثروة هيأت للإنسان إشباع حاجاته وتطلعاته ،من توفير الضروريات والكماليات ،لكن الإنتاج والاستهلاك يخرجان كميات ضخمة من المخلفات إلى سلة الطبيعة ، أي الحيز البيئي ، الذي هو موئل الإنسان ،ومن ثم يحدث خلل في الوسط البيئي ، يؤدى إلى أخطار بيئية لابد من الاستجابة والتوافق واتخاذ قرارات بشأنها .
• تفاعل الإنسان مع بيئته بشكل لا يراعى فيه تحقيق أهدافه ومصالحه على المستوى البعيد فهناك على سبيل المثال الإستنزاف غير الرشيد للموارد الأرضية في المنطقة العربية والذي يتمثل في إقامة المناطق السكنية والتوسع الحضري على الأراضي الزراعية وتحويلها من أراضى خصبة منتجة تمد السكان بمكونات الحياة ،إلى مناطق عمرانية ، وتقتضى مبادئ التنمية المستدامة التخطيط السليم لإستخدامات الأرض والمحافظة على الأراضي الزراعية ، وعدم إهدار تربتها أو تلويثها أو تعرضها للتصحر، لأنها مصدر إنتاج الغذاء للأعداد السكان التي تتزايد عاماً بعد عام.
• وهناك أيضاً مظهر آخر من مظاهر الإستنزاف غير الرشيد للموارد الطبيعية ، بشكل يتنافي مع مبدأ الإستدامة ، ممثلاً في إهدار الثروة المائية ، حيث أنه من المعلوم أن المنطقة العربية تعانى من النقص الحاد في الموارد المائية بالإضافة إلى تدهور نوعيتها والسحب غير المتوازن لخزانات المياه الجوفية ، وعدم الإستفادة الكاملة من مياه المطر ، وطرق الإستخدام غير الإقتصادي للمياه خاصة في المجال الزراعى بإستخدام أسلوب الرى بالغمر مما يؤثر بالتالى على زيادة إستهلاك الزراعة من الموارد المائية.
• وتقتضى مبادئ التنمية المستدامة الإستغلال الرشيد للثروة المائية والحد من الفواقد المائية والتقليل إلى أقصى حد ممكن من إستخدام أسلوب الرى التقليدى بالغمر ووقف زراعة المحاصيل كثيفة الإستخدام للمياه ، والتوسع في إستخدام تقنيات الرى الموروثة ، وتنفيذ الخطط لترشيد إستخدام المياه الجوفية ، وعدم السحب الجائر منها ، وإعادة إستخدام مياه الصرف الزراعى والصحى بعد معالجتها ، والإستفادة الكاملة من حصاد الأمطار ، وترشيد إستخدام الموارد المائية في المناطق الصناعية والحضرية والسياحية ، وتحلية مياه البحر بإستخدام الطاقة الشمسية ، لإنتاج مياه عذبة قليلة التكلفة الإقتصادية مما يساعد على إستخدامها في المجال الزراعى ، كذلك التعاون الإقليمى بين الدول العربية للإستغلال الأمثل لمياه الأنهار المشتركة بينها، كذلك المياه الجوفية ، وتعزيز مبادئ التعاون الدولى لتوفير موارد مائية جديدة والحد من فقدانها .
• ولقد نتج عن هذا التفاعل ،بين الانسان والبيئة ،على مستوى العالم ،العديد من النجاحات على النحو التالى :
1-زيادة معدلات الانتاج الزراعى والصناعى وزيادة الاستهلاك.
2-تحسن في مستويات المعيشة في العالم بشكل عام وارتفاع في نصيب الفرد من الدخل القومى،عما كان قبل عقود سابقة.
3-زيادة معدلات العمر المتوقع بأذن الله تعالى.
4-نقص في معدلات وفيات الرضع ،والأطفال.
5-تخلص العالم أو كاد أن يتخلص من الأوبئة الأساسية.
6-زيادة نسبة السكان الذين يتمتعون بمياه الشرب النقية ووسائل الصرف الصحى.
7-زيادة نسبة المتعلمين في مراحل التعليم المختلفة.
• لكننا نشهد على الجانب الآخر أضراراً بالمحيط الطبيعى :
1-زيادة نسبة قطع الغابات.
2-تدهور الأراضى الزراعية وانخفاض نصيب الفرد منها.
3-زيادة نسبة التصحر( وهو يعنى تحول الأراضى الزارعية أو المراعى إلى أرض غير منتجة بسسب الإستغلال الجائر والأنشطة الإنسانية غير المتبصرة ) .
4-إرتفاع المعدلات الخطيرة لفقد التنوع الأحيائى ( ويقصد بالتنوع الأحيائى التباين على صعيد الكائنات الحية المستمدة من الموارد الطبيعية كافة بما فيها النظم البيئية الأرضية والبحرية والأحياء المائية ، والمركبات البيئية التى تعد جزء منها وهذا يتضمن التنوع داخل الأنواع ، وكذلك بين الأنواع والنظم البيئية ).
5-تخلخل الأوزون في طبقة الاستراتوسفير ( نقص في تركيز غاز الأوزون في طبقة الإستراتوسفير التى تمتد من 15 إلى 50 كيلو متر فوق سطح الأرض نتيجة تحوول الأوزون (أ3) إلى أكسجين (أ2) بتأثير مساعد مثل أيونات الكلور ( الناتج عن تحلل جزيئات الكولوروفلوروكربون – الفريون أو أيونات النيتروجين الناتج عن عوادم وقود الطائرات الأسرع من الصوت) ، وتخلخل الأوزون يسمح بنفاذ مزيد من الإشعاعات فوق البنفسجية الضارة بالحياة إلى سطح الأرض ، وهذا خطر بيئي بالغ ونموذج للقضايا البيئية الكوكبية التي تؤثر على الحياة على سطح الكرة الأرضية جميعها .
6-مخاطر تغير المناخ( وهو خطر يحذر منه علماء المناخ ، حيث أن الزيادات الملموسة في مجموعة من ملوثات الهواء وهى غازات حابسة للحرارة المرتدة عن سطح الأرض مثل ثاني أكسيد الكربون – الميثان – أكسيد النتروز – الأوزون – مركبات الكلوروفلوروكربون – بخار الماء وتسمى غازات ذات أثر الصوبة) . وتنبئ حسابات العلماء أن متوسط حرارة البيئة في كوكب الأرض سوف ترتفع بمعدلات تتراوح بين 1.5 درجة مئوية 4.5 درجة مئوية في النصف الثاني من القرن الحادي والعشرين .
7-تعاظم تراكم كميات كبيرة من النفايات بما في ذلك المخلفات الخطرة( يقصد بالمخلفات الخطرة تلك المخلفات التي تتطلب أسلوباً خاصاً في التداول ، لأنها تمثل تهديداً خطيراً لصحة الإنسان وعناصر البيئة ، وغالبية هذا النوع من المخلفات يأتي من المخلفات الصناعية ، والمستشفيات، و باقي أنواع أخرى من المخلفات).
8-استنزاف المعادن.
9-الإسراف في استهلاك المياه وتدهور نوعيتها.
• وصدق الله العظيم إذ يقوم في كتابه الكريم
"ظهر الفساد في البر والأرض بما كسبت أيدي الناس ، ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون "
"الروم " الآية 41
تقرير لجنة برونتلاند
• لقد تزايد إدراك الفرد والجماعة لأهمية البيئة وضرورة المحافظة علي عناصرها بعد مؤتمر الأمم المتحدة للبيئة والإنسان في استكهولم يونيو 1972 ولا يخفي على أحد أن البيئة أصبحت من أهم التحديات التي تواجه عالمنا اليوم ، وبعد خمسة أعوام من الإجتماعات والدراسات على مؤتمر استكهولم وبالتحديد في عام 1977 انتهت اللجنة الدولية للبيئة والتنمية برئاسة السيدة عزوهارلم برونتلاند من وضع تقرير نشر بعنوان "مستقبلنا المشترك"، يرى ضرورة إتباع أنماط بديلة للتنمية لتحقيق ما يسمى بالتنمية المستدامة،ولقد صاحب إصدار التقرير ضجة إعلامية ، سرعان ما خبت ، بعد أن وُجد أن التقرير لم يحدد برنامجاً عملياً لتحقيق مفهوم التنمية المستدامة أو كيفية توزيع الأدوار بين الدول الصناعية والدول النامية وسبل التعاون بينهما لتحقيق هذا المستقبل.
• وإزاء هذه المشكلات والمخاطر البيئية ،نظم المجتمع الدولي اجتماعا حافلا ،وهو "مؤتمر الأمم المتحدة للبيئة عام 1992" والذي عقد بمدينة ريو دي جانيرو بالبرازيل ،حضره عدد من رؤساء الدول وقد أطلق عليه "مؤتمر قمة الأرض " على أساس أن كثيرا من رؤساء الدول قد حضروا هذا المؤتمر ،وبدا وكأن الأمر جد خطير، وأن كوكب الأرض يحتاج إلى خطة إنقاذ سريعة، تحاول أن تصلح ما أفسده الإنسان ، بتصرفاته الغير رشيدة من إهدار وتلوث للموارد الطبيعية ،وأصدر المؤتمر خطة عمل شاملة ،سماها "أجندة القرن الحادي والعشرين " وأقر المؤتمر صيغة إتفاقية دولية لصون التنوع الاحيائي ،واتفاقية دولية تتناول قضايا تغير المناخ وإطار عمل لصون الغابات ، وتم تشكيل لجنة من ممثلي الحكومات لوضع إتفاقية دولية لمكافحة التصحر.
وقد بدا المؤتمر وكأن العالم يجمع أمره على مواجهة قضايا البيئة والتنمية،حفاظا على مستقبل الإنسان .
وتتضمن أجندة القرن الحادي والعشرين ،أربعة فصول تحتوى على الموضوعات التالية :

الأهداف البعيدة المدى أوغايات الأجندة
• لقد أكدت أجندة القرن الحادي العشرين أن الطريق الوحيد لتوفير حياه آمنة ،ومستقبل مزدهر ،هو التعامل مع قضايا البيئة،والتنمية بطريقة متوازنة ،تعمل على إشباع الحاجات الأساسية وتحسين مستويات المعيشة للمجتمع ،وفي نفس الوقت حماية وإدارة أفضل، بحكمة وعقلانية للأنظمة البيئية ،حيث لا تستطيع أي دولة تأمين مستقبلها بمفردها ،لكن جميعا ، في شراكة عالمية ، نستطيع تحقيق التنمية المستدامة .
• وتعكس الأجندة القرن الحادي العشرين،وعيا عالميا ،وإرادة سياسة على أعلى مستوى ،بضرورة التعاون ودراسة قضايا التنمية بأبعادها المختلفة الاقتصادية والاجتماعية ،دون إغفال الإطار البيئي .
• وتتعامل أجندة القرن الحادي العشرين ،ليس فقط، مع القضايا الملحة حاليا ،بل أيضا الحاجة إلى الاستعداد لمقابلة التحديات المستقبلية ، ومع إقرار أجندة القرن الحادي العشرين بأن التنمية المستدامة هي في المقام الأول مسئولية الحكومات ، حيث تحتاج إلى إستراتيجيات ،وخطط وسياسات وطنية ، إلا أن جهود الحكومات الوطنية يحتاج إلى أن ترتبط بالتعاون الدولي من خلال المؤسسات الدولية – كالأمم المتحدة ومنظماتها المختلفة ، كذلك ينبغي تشجيع المشاركة الشعبية الواسعة والنشطة ، وكذلك الأداء التنفيذي للمنظمات غير الحكومية ، ومؤسسات المجتمع المدني .
• ومن أهداف أجندة القرن الحادي العشرين توفير متطلبات ومساعدات مالية ومستدامة للدول النامية ،حيث تحتاج الأخيرة إلى مساعدات إضافية لتغطية تكاليف آثار التعامل مع المشكلات العالمية البيئية، ولتحقيق أهداف التنمية المستدامة بها ،بالإضافة إلى ضرورة توفير الأموال لتكوين الأجهزة والآليات الدولية لتطبيق توصياتها وإخراجها إلى حيز الواقع.
• وقد تضمنت أجندة القرن الحادي والعشرين أربعة فصول أساسية تتضمن 40 موضوعاً ، توضح جوانبها المختلفة وكيف يمكن تحقيق التنمية المستدامة لها ومن خلالها ، وفيما يلي إستعراض مختصر لأهم موضوعاتها:-
الفصل الأول : الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية
1. التعاون الدولي.
2. مكافحة الفقر.
3. تغيير أنماط الاستهلاك.
4. السكان والتنمية المستدامة.
5. حماية وتعزيز الصحة البشرية
6. التنمية المستدامة لمناطق الإستقرار البشرى.
7. اتخاذ القرارات لتحقيق التنمية المستدامة.
الفصل الثاني : المحافظة وإدارة الموارد
8. حماية الغلاف الجوى.
9. الإدارة المستديمة للموارد الأرضية.
10. مكافحة القطع الجائر للغابات.
11. مكافحة التصحر والجفاف.
12. التنمية المستدامة للمناطق الجبلية.
13. التنمية الزراعية المستدامة ،والتنمية الريفية.
14. المحافظة على التنوع الأحيائى.
15. الإدارة البيوتكنولوجية.
16. حماية وإدارة المحيطات.
17. حماية وإدارة المياه العذبة.
18. الاستخدام الآمن للمواد الكيماوية.
19. .إدارة المخلفات الخطرة.
20. .إدارة النفايات الصلبة والمياه المستخدمة.
21. التحكم في نفايات الإشعاع الذرى.
الفصل الثالث : تقوية دور الجماعات الرئيسية
22. الأهداف بعيدة المدى لتقوية دور الجماعات الرئيسة .
23. المرأة والتنمية المستدامة .
24. الأطفال والشباب والتنمية المستدامة .
25. تقوية دور المجتمعات الشعبية .
26. الشراكة مع المنظمات غير الحكومية .
27. السلطات المحلية .
28. العمال والاتحادات التجارية .
29. رجال الأعمال والصناعة .
30. العلماء والتكنولوجيون .
31. تقوية دور الفلاحين .
الفصل الرابع :وسائل التطبيق
32.تمويل التنمية المستدامة .
33.التحول التكنولوجي .
34.استخدام العلم لتحقيق أهداف التنمية المستدامة .
35.التعليم ،التدريب ،والوعي العام .
36.خلق القدرات لتحقيق أهداف التنمية المستدامة .
37.التنظيم لتحقيق أهداف التنمية المستدامة .
38.القانون الدولي .
39.المعلومات لاتخاذ القرار .
أبعاد مفهوم التنمية المستدامة
• الفكرة الأساسية التي بنيت عليها أجندة القرن الحادي والعشرين هي فكرة التنمية المستدامة .
• ومفهوم التنمية المستدامة ، متعدد الاستخدامات ،ومتنوع المعاني ،فالبعض يتعامل مع التنمية المستدامة كرؤية أخلاقية تناسب إهتمامات النظام العالمي الجديد ، والبعض يرى أن التنمية المستدامة نموذج تنموي وبديل مختلف عن النموذج الصناعي الرأسمالي ،أو ربما اسلوباً لإصلاح أخطاء وعثرات هذا النموذج في علاقته بالبيئة .
ولقد حاول تقرير الموارد العالمية والذى نشر عام 1992م والذى خصص بكامله لموضوع التنمية المستدامة حصر عشرين تعريفا واسع التداول ،وزعها على أربع مجموعات هي التعريفات الاقتصادية ،والتعريفات البيئية ،والتعريفات الاجتماعية والإنسانية،التقنية والإدارية .
أ- فإقتصاديا : وبالنسبة للدول الصناعية في الشمال : فإن التنمية المستدامة تعنى إجراء خفض عميق ومتواصل في استهلاك هذه الدول من الطاقة والموارد الطبيعية، وإجراء تحولات جذرية في الأنماط الحياتية السائدة ،واقتناعها بتصدير نموذجها التنموى الصناعى عالميا ،أما بالنسبة للدول الفقيرة فالتنمية المستدامة تعنى توظيف الموارد من أجل رفع مستوى المعيشة للسكان الأكثر فقرا في الجنوب
ب-أما على الصعيد الإنسانى والاجتماعى: فان التنمية المستدامة تسعى إلى الاستقرار في النمو السكانى، ووقف تدفق الأفراد على المدن ، وذلك من خلال تطوير مستوى الخدمات الصحية والتعليمية في الأرياف ، وتحقيق أكبر قدر من المشاركة الشعبية في التخطيط للتنمية .
ج-أما على الصعيد البيئى : فان التنمية المستدامة هى الاستخدام الأمثل للأراضى الزراعية ،والموارد المائية في العالم ، مما يؤدى إلى مضاعفة المساحة الخضراء على سطح الكرة الأرضية .
د- أما على الصعيد التقنى والإدارى : فان التنمية المستدامة هى التنمية التى تنقل المجتمع إلى عصر الصناعات والتقنيات النظيفة التى تستخدم أقل قدر ممكن من الطاقة والموارد، وتنتج الحد الأدنى من الغازات والملوثات التى تؤدى إلى رفع درجة حرارة سطح الأرض والضارة بالأوزون .
ويؤكد تقرير الموارد الطبيعية : أن القاسم المشترك لهذه التعريفات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والتقنيية ، هى ان التنمية لكى تكون مستديمة يجب :
اولا : ألاتتجاهل الضوابط والمحددات البيئية.
ثانيا : لاتؤدى إلى دمار وإستنزاف الموارد الطبيعية.
ثالثا : تؤدى إلى تطوير الموارد البشرية (المسكن –الصحة –مستوى المعيشة – أوضاع المرأة- الديمقراطية – تطبيق حقوق الانسان )
رابعا: تحدث تحولات في القاعدة الصناعية السائدة .
• إن الهدف الأساسى للتنمية المستدامة هو الوفاء بحاجات البشر وتحقيق الرعاية الاجتماعية على المدى الطويل،مع الحفاظ على قاعدة الموارد البشرية والطبيعية ومحاولة الحد من التدهور البيئى ، ومن أجل تحقيق ذلك ، يجب التوصل إلى توازن ديناميكى بين التنمية الاقتصادية والاجتماعية من جهة ، وإدارة الموارد وحماية البيئة من جهة أخرى .
• غير أن أوسع التعريفات شيوعا للتنمية المستدامة(4):- أنها التنمية التى تهيئ للجيل الحاضر متطلباته الأساسية والمشروعة ،دون أن تخل بقدرة المحيط الطبيعى على أن يهيئ للأجيال التالية متطلباتهم ، أو بعبارة أخرى ، إستجابة التنمية لحاجات الحاضر ، دون المساومة على قدرة الأجيال المقبلة على الوفاء بحاجاتها .
• إذا كان هذا هو مفهوم التنمية المستدامة فكيف تكون التنمية المستدامة للصحاري وما هو مفهومها وخصائصها الحيوية ؟ .
• التنمية المستدامة للصحراء : تتضمن عتاصر رئيسية منها :
- التنمية البشرية المستدامة للبدو ، وبناء قدراتهم ورفع كفاءاتهم المهنية .
- وضع خطط للتقليل من الآثار المدمرة للجفاف ، وما يسببه من تدهور الحياة النباتية ، وتدهور المراعي ، أو الإنتاج الزراعي .
- وقف عمليات التنمية غير المستدامة لسكان الصحراء والتى تؤدى إلى إنجراف التربة ، وتغيير نمط التسرب السطحي للمياه .
- العمل بشتى الوسائل الطبيعية والصناعية على وقت زحف الرمال ، وزيادة عمليات التشجير حول الواحات ، والأراضي الزراعية على أطراف الصحراء .
- تحديد الحمولة البيئية للمراعي ، والإلتزام بها ، ووقف عمليات الرعى الجائر ، والقطع الجائر للأشجار والنباتات المعمرة ، وأخذ الإحتياطات للحد من ظاهرة حدائق الغابات .
- المحافظة على التنوع البيولوجي ، وتنمية الأنواع النباتية الكامنة في الوديان والجبال .
- ايقاف عمليات التنمية الزراعية الخاطئة بالصحراء .
- إزالة الألغام من الأراضي الصحراوية والإستفادة منها في أغراض التنمية المختلفة .
- التنمية المستدامة للمناطق الجبلية بالصحاري .
- إتباع أساليب التعدين المستدامة والمحافظة على البيئة الطبيعية للصحاري .
- وقف أسباب تدهور الأراضي في المناطق الرطبة وشبه الرطبة .
- إتباع أساليب الإدارة المتكاملة للموارد المائية السطحية والجوفية بالصحراء .
- تعبئة المجتمع المدني والجمعيات البيئية الأهلية لوقف التصحر ، والتوعية بآثاره المدمرة .
- وضع إستراتيجية لمكافحة التصحر ، والإلتزام بتحقيق أهدافها قصيرة – وطويلة المدى .


ثالثاً : خصائص الصحراء (5)
1. تعريف الصحراء
الصحارى الحارة هى المناطق التى تكون فيها موارد المياه أقل بكثير من قدرة عوامل البخر على التجفيف "يتمثل ذلك في قلة كمية المطر وعدم انتظامه" ، وعلاوة على التفاوت الشديد في درجات الحرارة بين الليل والنهار والصيف والشتاء ، وتتميز التربة بقلة المواد العضوية ، وينعكس ذلك على الغطاء النباتى فيكون ذا نبت متناثر يندر وجود الأشجار فيه ، كما تتصف الصحراء بوجود مناطق شاسعة عارية تماماً من النباتات .
2. تصنيف الصحارى
• يمكن تصنيف الصحراء على أسس مختلفة ، منها :
درجة الحرارة – كمية المطر – نوع التربة وطبيعتها ، أو شكل الأرض .
• يمكن تمييز نوعين من الصحراء على أساس درجات الحرارة ، وهى الصحارى الباردة والجليدية ، والصحارى الحارة .
أ.الصحارى الباردة والجليدية
• وهى الصحراء التى تتميز بفصل بارد تنخفض فيه متوسط درجة الحرارة إلى 555م أو مادون ذلك ، أما الصيف فتكون درجة الحرارة فيه عالية تصل متوسطها إلى 020م أو تزيد ، وتوجد هذه الصحارى في مناطق قارية بعيدة عن البحار ، مثال ذلك الصحارى الممتدة شرقى بحر قزوين وصحارى الحوض الكبير في أمريكا الشمالية .
• وهناك الصحارى الجليدية في أقصى شمال أوراسيا وأمريكا الشمالية حيث يغطيها الجليد معظم أيام السنة ، فالماء وفير فيها ولكنه ماء في صورة جليد، ولكن الحيوانات ولا تستطيع الحيوانات شرب الماء المتجمد ، والنباتات لا تستطيع إمتصاصه بجذورها – لذا فإن المناطق القطبية والأراضى المفرطة في البرودة طول العام – صحارى هى الأخرى ، ويمثل وجود مثل هذه الصحارى الجليدية جزءاً من التوزان البيئي وهى ضرورة لحياة الإنسان على سطح الأرض بحيث لوذاب الجليد أو عمل الإنسان على إذابته بفعل التغير الحرارى ، لإرتفع سطح الماء في البحار والمحيطات ولغمرت المياه الجزر والسواحل .
ب. الصحارى الحارة
وهى الصحراء التى لا يتضمن مناخها فصلاً بارداً ، ويكون فيها الصيف حاراً والشتاء دافئاً ، ويمكن أن تميز بين نوعين من الصحارى الحارة ، أولهما الصحارى القارية البعيدة عن سواحل البحار والمحيطات ، وتتميز بالتغيرات الشديدة في المدى الحرارى اليومى – والفصلى ، مثل الصحراء الكبرى ، وثانيهما الصحارى الساحلية التى تتميز بالتغيرات المحدودة في درجات الحرارة ، وتكون فيها الرطوبة النسبية أعلى من الصحارى القارية ، مثل صحراء الصومال ، وصحراء بيروفى أمريكا الجنوبية
3. الصحارى العربية
• تشغل الصحارى العربية جزءاًكبيراً من شمال أفريقيا ، تمتد ما بين المحيط الأطلسى والبحر الأحمر ، وتمتد شرقاً إلى شبه الجزيرة العربية والعراق ومناطق أسيا الوسطى ، وهى تعتبر أكبر حزام صحراوى في نصف الكرة الشمالى ، أى أن كل البلاد العربية تقع في الحزام الصحراوى ، يُستثنى من ذلك شمالى المغرب والجزائر ومرتفعات طرابلس وبرقة وغرب لبنان وسوريا والأردن، بالإضافة إلى جنوب السودان ، وشمال العراق – وغرب اليمن ،والمنطقة الجنوبية الغربيةوالشمالية الشرقية من سلطنة عمان ، أما مصر والعراق فيؤدى وجود نهر النيل ونهرى دجلة والفرات فيهما إلى تغيير الظروف البيئية .
• تتصف الصحراء بندرة المطر وموسميته ، وإختلاف كميته من سنة لأخرى ، وإقتصار سقوطه على أشهر معدودات في السنة ، وبذلك يمتد الفصل الجاف لفترة طويلة قد تغطى معظم شهور السنة ، والصحارى الجافة يسقط عليها مطراً أقل من 125 ملليمتراً والصحارى شبه الجافة (كمية المطر فيها تزيد على 250 ملليمتراً ) وهناك نوعين متميزين من المطر على الصحارى ، أولهما : مناطق المطر الشتوى ، ويسقط فيها المطر بين أواخر الخريف وأوائل الربيع ، مثال ذلك الصحارى الساحلية في شمال أفريقيا ، وكل الصحارى العربية الواقعة شمال مدار السرطان (في الأردن – سوريا – العراق – الكويت والمملكة العربية السعودية) أما النوع الثانى فهو مناطق المطر الصيفي ، حيث يسقط معظم المطر فيها في شهور الصيف ، مثال ذلك صحارى المناطق الشمالية من السودان وما يتاخمهما من صحارى واقعة جنوب الصحراء الكبرى بأفريقيا والصحارى الساحلية باليمن وسلطنة عمان ، من أهم صفات المطر في الصحراء ، أنه يسقط في رخات حادثة مفاجئة ، وقد يسقط في رخات شديدة تمتلئ بها الأودية الصحراوية سيولاً عارمة مدمرة .
• تعتبر الصحارى العربية مناطق حارة شديدة القيظ ، فالمدى الحرارى اليومى بين الليل والنهار مرتفع ، كذلك المدى الحرارى السنوى بين الصيف والشتاء مرتفع ، كما تؤثر التضاريس والبعد عن البحر وإتجاه الرياح في درجة الحرارة إلى حد كبير.
• المساحة الكلية للصحارى في العالم هى 000و250و48 كم2 أى يعادل 2و36% من المساحة الكلية لسطح اليابسة ، ومساحة الصحراء في العالم تزداد عاماً بعد عام على حساب المناطق غير الصحراوية ، وزحف الصحارى ظاهرة منتشرة في كثير من أنحاء العالم ، وترتبط بسوء إستغلال الأرض ، وتتضمن الظواهر الهامة للزحف الصحراوى : الجفاف ، تدهور الحياة النباتية ، تدهور إنتاجية الأرض من المراعى أو إنتاج الزراعة ، إنجراف التربة ، تغير نمط التسرب السطحى للماء ، زحف الرمال ، والعامل الأغلب في الزحف الصحراوى هو من صنع الإنسان ، وتتمثل هذه الوسائل فيما يأتى: الزراعة المتنقلة ، الرعى الجائر ، قطع الأشجار والنباتات المعمرة ، التنمية الزراعية الخاطئة ، الحرائق .
4. حيونات الصحراء
• حيونات الصحراء عديدة ، تنتمى إلى أنماط ورتب وأنواع متباينة ، فمنها القوراض والزواحف والطيور ومنها الحشرات والمفصليات ، وتتأقلم حيوانات الصحراء مع ظروف البيئة من حرارة مرتفعة ، وقلة مياه.
5. الكساء النباتى بالصحراء
• يتميز الكساء النباتى في الصحراء بصفات تتلائم مع ظروف الجفاف ، ومن أهم صفاته تباعد النبت عن بعضه ، وغالباً يتمثل الكساء النباتى بهيكل مستديم من النباتات المعمرة المتباعدة ، وتشغل المسافات بينها نباتات حولية في الفصل المطير ، سواء أكان هذا الفصل في الشتاء أم في الصيف ، وتباعد النباتات المعمرة في البيئة الصحراوية صفة تساعد على الحد من الإستنزاف السريع للرطوبة في التربة ، وبذلك نجد أن كثافة الغطاء النباتى تتناسب مع كمية المطر ، فكلما كان المطر قليلاً كانت كثافة الكساء النباتى محدودة ، والنبت مبعثراً متباعداً ، وإذا زادت كمية المطر زادت كثافة الكساء النباتى وتقاربت نباتاته .
6. سكان الصحراء
• البدو سكان الصحراء ، وهم من يعتمدون على تربية الحيوان والتنقل وراءه ، ووصف البعض البداوة الكاملة (Nomadism) بأنها الحركة الدائمة طوال السنة لتوفير العشب والماء للماشية في مختلف الفصول ، في حين أُطلق تعبير البداوة الجزيئة (Trans humance) على الحالات التى يقوم فيها بعض أفراد القبيلة بالتنقل مع الماشية من مكان إلى آخر بحثاً عن العشب ثم يعودون بعد موسم الرعى إلى مواطن إقامة القبيلة ، ويمارس معظم البدو قدراً معيناً من الزراعة .
• تجدر الإشارة إلى أن البداوة ليست ظاهرة عربية أو شرق أوسطية ، كما يظن البعض ، فأصحاب الماشية ورعاتها الرحل وشبه الرحل موجودن منذ الآف السنين في بوادى منغوليا والصين وآسيا الوسطى والجزيرة العربية وشمال أفريقيا ، وسهوب سيبريا وأوروبا الوسطى وأفريقية الشرقية والجنوبية ، وفي غضون القرنيين الماضيين شهدت البدواة إنحساراً شديداً نتيجة لظهور الدول الحديثة في مناطق مختلفة من العالم ، وفي العالم العربي جرت عملية إستقرار البدو في المناطق الحضرية بمعدلات سريعة منذ منتصف القرن الماضى ، حتى أن نسبتهم تقدر الآن بأقل من 5% من مجموع السكان (يتركزون في السودان والسعودية والعراق وليبيا وموريتانيا والصومال والأردن )
• تمثل البداوة التقليدية صورة حية للهجرة الموسمية التى تتحكم فيها ظروف البيئة الطبيعية (وفرة الماء وبالتالى عشب المراعى) كما تمثل التفاعل الحساس والمتوزان بين الإنسان (البدوى) وبيئته الصحراوية ، وكيف أنه لقرون طويلة إستطاع الحفاظ على التوزان بين متطلباته وقدرة البيئة الصحراوية على التحمل وإعادة التأهيل . لذلك فإن من الخطاً التعميم بأن الحياة البدوية هى من أسباب تدهور المراعى وتصحرها ، فعلى سبيل المثال ، بينت دراسة تم إجراؤها في الصومال أن البدو بخبرتهم الطويلة المتوازنة حافظوا على المراعى لسد حاجاتهم ، وأن تدهور المراعى وتصحر بعضها في الصومال نتج من سياسات أخرى ،فمثلاً في إطار التوسع الزراعى إمتدت الزراعة الحديثة إلى مناطق حساسة أيكولوجيا ساعدت على الإسراع في تدهورها ، وكذلك أدت سياسة توطين البدو في القرى إلى زيادة الضعط على المراعى المحدودة المحيطة بهذه القرى ، مما عجل في تدهورها وتصحرها . وأخيراً أدت عمليات تركيبة الثروة الحيوانية ، بالإقلال من الجمال ، وزيادة اعداد الماعز والغنم يهدف زيادة التجارة والتصدير إلى إحداث ضغوط على المراعى كانت لها آثار سلبية . فمن المعروف أن الجمال أكثر ملاءمة لبيئة المراعى الصحراوية ، في حين أن الماعز والغنم بأعدادها الكبيرة ، وحوافرها الدقيقة تعجل من سرعة تدمير العشب وطبقات التربة العليا ، مما يجعل المراعى أكثر تعرضاً لعوامل التعرية وبالتالى التصحر .
7. الآثار البيئية لقطاع النفط والتعدين والصناعات الإستخراجية وآثارها على البيئة الصحراوية(6)
• تتوافر بالمنطقة العربية أنشطة تنقيب عن النفط والغاز ، فقد وصلت عام 2003 إلى 454 فريق عمل فعال لكل شهر ، وقد وصل مجموع عدد إكتشافات النفط والغاز في الدول العربية 72 إكتشافاً منهم 33 في مصر ، 3 في سلطنة عمان كما يوضح ذلك الجدول التالى رقم (1) ، كما أن المخزون والإحتياطى المؤكد من مصادر الطاقة في الدول العربية طبقاً لإحصاءات عام 2003 يبلغ 6و56 % من نفط العالم ، 7و29 % من الغاز الطبيعى في العالم كما يوضح ذلك جدول رقم (2) .
• ومما لا شك فيه أن لذلك إنعكاسات بيئية على التنوع الحيوى وعلى الاندسكيب الطبيعى للصحراء ، رغم أن هناك تشديد عند تصميم عمليات البحث عن البترول والغاز الطبيعى سواء في البر والبحر على مراعاة التواجد المشترك في موائل وبيئات طبيعية هامة بالنسبة لأنواع حيوية متعددة ، وعلى ضرورة تقليل التفاعلات البيئية إلى أدنى حد ، أو منعها تماماً , لكن مع ذلك يحدث تسرب نفطى ، كما تؤثر صناعة النفط والغاز على جودة الهواء في المناطق الحضرية .
• كما تننشر بالوطن العربى الصناعات الإستخراجية من خامات المعادن وبخاصة الحديد والنحاس والزنك والخامات غير المعدنية مثل الفوسفات والبوتاس والرمال والصخور وغيرها ، وهى في معظمها تُستخرج من مناطق صحراوية ، وتتولد عنها كميات ضخمة من المخلفات الصلبة طبقاً لجيولوجية المواد المستخرجة فإذا كان التحجير يتم في مناطق مكشوفة (أى على سطح الأرض) فإن ذلك يتطلب إزالة طبقات الصخور ، التى تعلو الطبقة الحاملة للخامة المراد إستخراجها ، وفي أحيان كثيرة تقدر كميات هذه المخلفات بحوالى 20 طن لكل طن من الخامات المستخرجة ، وقد تصل إلى 100 طن في بعض المناطق ، وغالباً ما يتم التخلص من هذه المخلفات برميها في الصحراء ، وفي حالات إستخراج الخامة من مناجم تحت الأرض تتكون المخلفات الصلبة من الشوائب المصاحبة للخام والتى قد تصل في بعض الأحيان إلى حوالى 50% من كمية الخام المستخرج كما هو الحال في بعض مناجم الفوسفات في مصر ، وبعد فصل الشوائب يتم التخلص منها بالقرب من المنجم في الصحراء ، وفي عمليات إنتاج النفط وتخزينه ونقله تنتج مخلفات شبه صلبة (الحمأة الزيتية ) بكميات كبيرة ، تُلقى في الصحراء .
• ومما لا شك فيه أن ممارسات التعدين غير المستدامة تترك آثارها السلبية على البيئة الصحراوية من مواقع متدهورة متروكة وبعضها مُغلق لأغراض إعادة التأهيل ، ويقتضى الأمر تشجيع ممارسات التعدين المستدامة ، وتعزيز مشاركة أصحاب المصالح بما في ذلك المجتمعات المحلية والأهلية ، لأداء دور نشط في تنمية التعدين ، وفي نفس الوقت المحافظة على البيئة الصحراوية التى يتم إستخراج المعادن منه


رابعاً : التصحر في الوطن العربي
1- ظاهرة التصحر
• تعد ظاهرة التصحر مشكلة عالمية تعانى منها الكثير من الدول ، وخاصة تلك الواقعة في مناطق تسودها ظروف مناخية جافة أو شبه جافة ، أو جافة شبه رطبة ، تبلغ مساحة الأراضى الجافة في العالم 5.2 بليون هكتار ، منها أكثر من 3.6 بليون هكتار متأثر بالتصحر بدرجات مختلفة ، وهناك حوالي 1.25 مليار إنسان مهددين بظاهرة التصحر ، ولقد تجاوزت الخسائر المادية الناجمة عن نقص إنتاجية الأراضى بسب التصحر 52 مليار دولار سنوياً ، وبلغ عدد الدول المتأثرة بالتصحر في العالم 110 دولة .
• بالنسبة للوطن العربي فالمشكلة أكبر بكثير ، تبلغ مساحة الوطن العربي حوالي 14.1 مليون كم 2، تشكل هذه المساحة 10.15 % من المساحة اليابسة في العالم ، وتبلغ مساحة الأراضى القابلة للزراعة في الوطن العربي 14.5 % من المساحة الكلية ، منها فقط 4.2 % تحت الاستثمار الزراعي وهناك نسبة لا بأس بها من الأراضى المستثمرة حالياً ، تعانى بشكل أو بآخر من بعض مظاهر التدهور .
• وتقدر المساحات المتصحرة في الوطن العربي بحوالى 9.76 مليون كم 2 (68.4 %)من إجمالى المساحة الكلية ، وتتباين الأقاليم العربية في نسبة المساحات المتصحرة ، حيث تصل إلى حوالي 89.6 % في إقليم شبة الجزيرة العربية ، وحوالي 77.7 % في المغرب العربي ، وتقل النسبة لتصل إلى 44.5 في حوض النيل والقرن الافريقى ، وأقلها في الشرق العربى حيث لا تتجاوز 35.6 % ، بينما نجد صورة أخرى بعد قراءة المناطق المهددة بالتصحر ، حيث نجد أن أعلى نسبة من الأراضى المهددة بالتصحر هي في المشرق العربي التي تصل إلى 48.6 % يليها حوض النيل والقرن الافريقى 28.6 % ، ثم المغرب العربي 16.5 % وأخيرا شبه الجزيرة العربية 9 % (انظر الجدول رقم (3) والخاص بالمساحات المتصحرة والمهددة بالتصحر في الوطن العربي .)(Cool
• إن مشكلة التصحر في الوطن العربي كبيرة جداً بحجمها ونتائجها وذلك لأسباب عدة ، منها على سبيل المثال تسارع وتفاقم هذه الظاهرة بشكل كبير مع بداية النصف الثاني من القرن الماضي ، وجود المساحات الواسعة من الصحارى الطبيعية وأثارها السلبية ، الزيادة الهائلة في عدد السكان وما تسببه من ضغط على الموارد الطبيعية ، وتعرض المنطقة العربية إلى حالات جفاف وقحط منذ أكثر من 7000 سنة وذلك عندما بدأ السكان بالهجرة بإتجاه الأنهار ومصادر المياه .
• وهنا لابد من الإشارة إلى الفرق بين التصحر والصحراء فالأخيرة نظام بيئي طبيعي نشأ تحت ظروف مرتبطة بالنظام الكوني وهى ذات منشأ جيولوجي ( مثال الصحراء الكبرى – الربع الخالي ) ، أما التصحر فالمقصود به تدهور الأراضى ونقص انتاجيتها بسبب عوامل متعددة أهمها الاستثمار غير المرشد للموارد الطبيعية وإلى حد أقل التغيرات المناخية .
2- علاقة البيئات المختلفة في الوطن العربي وتأثرها بالتصحر
يمكن تحديد البيئات المختلفة في الوطن العربي وحالات تدهورهاعلى النحو الآتى :
أ / المناطق الصحراوية الحقيقية :
هي المناطق المتصحرة بفعل النظام الكوني عبر العصور الجيولوجية القديمة نتيجة للتغيرات المناخية التي حصلت قديماً ، تكون الأمطار فيها نادرة جداً مثل الصحراء الكبرى وصحراء الربع الخالي اللتان تشغلان مساحات شاسعة في الوطن العربي ، ويقتصر الوجود الانسانى فيها على مناطق الواحات .
ب / المناطق شبه الصحراوية :
السكان المستقرون فيها قليلون ، تمارس الزراعة في الواحات وبعض المنخفضات والاستغلال الرئيسي لهم هو الرعي والترحال وشبه الترحال في مراعى فقيرة ، تدهور التربة وتصحرها فيها شديد ، وتزداد هذه الظاهرة عند استخدام التقنيات الحديثة غير الملائمة لهذه البيئة مثل شق الطرق واستخدام السيارات والآليات وحفر الآبار واستغلال المورد المائي للمنطقة المعنية دون الدراية بكميات هذه المياه وعلاقاتها بالمحاصيل الزراعية التقليدية مثل ،علاقة أشجار النخيل في الوحات بعمق الماء الأرضى وكميته .
ج / المناطق شبه الجافة (Cool:
ذات كثافة سكانية متوسطة إلى مرتفعة ، والنشاط السكاني فيها مكثف والإستغلال الزراعي متزايد ، وهذا الاستغلال بعضه مرشد وبعضة غير مرشد ، الاستثمار غالباً يفوق القدرة التجديدية الطبيعية للموارد ، ويشاهد فيها كافة درجات تدهور الأراضى ومستوى سقوط الأمطار من 250 مليمتر إلى 400 مليمتر .
د / المناطق شبه الرطبة والرطبة (Cool:
الهطول المطري فوق 400 مليمتر ويصل في بعض الدول العربية إلى 1200 مليمتر معظمها عبارة عن مرتفعات جبلية ، تنخللها بعض السهول في المناطق الساحلية لبعض الدول العربية ، والكثافة السكانية فيها مرتفعة والاستغلال الزراعي مكثف وظهرت في هذه المناطق ملامح تدهور التربة وفي بعضها الآخر وصلت حالة التدهور إلى مراحل متقدمة ، نتيجة سوء استغلال للموارد الطبيعية . بالإضافة إلى تأثيرات تكوينها الطبوغرافي وطبيعة الهطول المطري فيها وعلى أساس أن هذه المناطق تعتبر مساقط المياه لمعظم الموارد المائية فإن أخطار تدهور التربة والتصحر فيها تنعكس على المناطق الزراعية القريبة منها والبعيدة .
3- أسباب تدهور التربة وتصحرها :
ساد الاعتقاد في الماضي بأن ظاهرة الجفاف هي المسبب الرئيسي لتدهور التربة وتصحرها ، إلا أن التحليل الدقيق لأسباب انتشار ظاهرة تدهور التربة وتصحرها يبين بشكل واضح أن الضغط على الموارد الطبيعية واستثمارها بشكل غير مرشد يلعب الدور الأهم في تدهورها .
أ - دور المناخ في تدهور التربة وتصحرها :
حدثت في المنطقة العربية تغيرات مناخية كبيرة عبر الأزمنة الجيولوجية تعاقبت فيها عصور جافة وأخرى رطبة وأدت العصور الجافة إلى بداية نشوء الصحراء الكبرى في أفريقيا منذ 5000 سنة وصحراء الربع الخالي كإمتداد لها في شبه الجزيرة العربية ، وبما أن الفترات الرطبة انتهت في المنطقة العربية منذ تلك الفترة ، وأن المناخ المحلى للوطن العربي هو استمرار للمناخ الجاف الذي بدأ بعد تشكيل الصحارى مع ميل عام نحو الجفاف ، فإن الأمر قد أصبح شبه مستقر، ولقد لعبت التغيرات المناخية القديمة والحديثة دوراً هاماً في نشوء الأنظمة البيئية الهشة في المناطق الجافة وشبه الجافة .
ب - العامل البشرى ودوره في تدهور التربة وتصحرها :
إن ما نشهده اليوم من تدهور بيئي وإتلاف الغطاء النباتي الطبيعي خصوصاً ، يجعلنا نتساءل كيف أمكن لهذا الغطاء النباتي على الرغم من ندرته إن يصمد حتى فترة قصيرة مضت ، وفي هذه الحالة لابد من التسليم بوجود توازن يسود الأنظمة البيئية إلى وقت قريب ، حيث أُعتبر أن العنصر البشرى هو ضمن العناصر البيئية الطبيعية نظراً لتواضع حاجياته ومتطلبات حياته من ناحية ، ونظراً لمحدودية وسائل استغلال الثروات الطبيعية التي لا تخل كثيراً بالتوازن البيئي من ناحية أخرى ، ولكن أمام الزيادة الهائلة في عدد السكان وزيادة حاجيات الإنسان وتوفر الوسائل الحديثة في إستغلال الأراضى ، وذلك كله أدى إلى تجاوز القدرة التجديديه للنظم البيئية وممارسة إستثمار جائر على موارد الأراضى المختلفة ، مما أخل بالتوازن البيئي ودفعه نحو التدهور .
ب /1 النمو السكاني السريع
لقد بلغ عدد سكان العالم مستوى لا مثيل له على مدى العصور ، حوالي 6 مليار نسمة في سنة 2000 ، وعلى المستوى العربي يتضاعف العدد كل 25 سنة تقريباً وبمستوى نمو سكاني قدره 3.2 % ، بينما مستوى النمو السكاني في العالم 1.7 % ، (Cool ويتفاقم هذا الانفجار السكاني بتضاعف تهديده للبيئة في البلدان التي تمثل فيها الشريحة التي تعمل بالزراعة أكبر نسبة من القوة الإجمالية للسكان ، وهذا هو الشأن لكل البلدان العربية باستثناء بعض الدول النفطية .
ب /2 تغير نمط النظام الاجتماعي :
إلى زمن قريب كان جزءاً هاماً من السكان بالوطن العربي ، وخاصة منهم السكانيين في المناطق الجافة وشبه الجافة ينتقلون من مكان لأخر بحثاً عن المرعى أو العمل في جنى المحاصيل الزراعية ، ومنذ أوائل النصف الثاني من القرن العشرين نلاحظ إستقرار متزايد للسكان نجم عنه ضغط متزايد على البيئة ، أدى إلى تدهورها السريع وإلى ارتفاع نسبة تدهور الترب وتصحرها .
ب /3 تغير نظم الاستغلال والإنتاج :
لم يعد يكتفي السكان بسد حاجياتهم عن طريق الإنتاج التقليدي الملائم للبيئة التي يعيشون فيها، وإنما أخذوا يلجأون أكثر فأكثر إلى إحداث زراعات جديدة غير مستقرة على حساب المراعى الطبيعية وإستعمال معدات حديثة وآلات حراثة غير ملائمة لترب المناطق الجافة وشبه الجافة تسبب في تفكك التربة وتهديم بناءها ، الشيء الذي يعرضها للإنجراف أكثر فأكثر.
4- أسباب التصحر الناتجة عن النشاط البشرى :
4- 1/ تصحر المراعى وتدهورها (Cool:
• تقع غالبية المراعى الطبيعية في الوطن العربي ضمن نطاق المناخ الجاف وشبه الجاف بين خطى الأمطار 50 – 200مليمتر ، وتقدر مساحتها بحوالى 510
Admin
Admin
المدير
المدير

عدد المساهمات : 972
نقاط : 2426
تاريخ التسجيل : 09/11/2011

https://chemamin.forumalgerie.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى