مقال بعنوان العمارة القطرية بين الأصالة والمعاصرة

من طرف **Admin** الأربعاء ديسمبر 14, 2011 12:00 am

في أي بلد في العالم العمران جزء أصيل وهام من ثقافة ذلك البلد ، تاريخا وحاضرا ومستقبلا أي ترجمة روح الفكر إلي سلوك، ولا يوجد بلد في هذا الكون –القرية- بمنآي عن التأثر بالخارج والثقافات الأخرى أصبحت مشرعة الأبواب بل غازية شئنا أم أبينا فلا توجد مصلحة للجمارك ولا موظفين في الفضاء الواسع وما عادت أشرعة الرقابة الأخرى مجدية وذات نفع أو جدوى بل أصبح من الضروري التحصين بلقاح ثقافة الأصل المنفتح لخلق وعي جمعي في أي بلد بحيث تكون هناك القدرة علي الثبات والمواجهة بروح العصر من ناحية والامتصاص للهضم لفرز الايجابيات والسلبيات من ناحية أخري، وهذا لا يتأتي خبط عشواء ما لم تكن للبلد - أي بلد –مفهوم راكز لمعني أصالة قيم المجتمع –في المجتمع البدوي أو الرعوي- أو الدولة في المجتمع الحديث ومن ثم لأداتها في المجتمع الحديث –الحكومة الراشدة-وعي بالآليات ليصبح الوعي سلوكا وعملا مطابقا للقول ومن ثم يصبح واقعا معاشا ومن هنا كانت الثقافة هي حياة تمشي علي رجلين ولذلك فالقادم إلي دولة قطر والمتطوف بإرجائها يجد تجانسا بديعا وخلاقا في أول المشاهدات الحية والملفتة للانتباه- العمارة القطرية- وتستطيع دون كبير عناء يذكر وبملاحظه عابره أو متأنية أن تجد الأصالة كتراث حاضرا أمامك من أقدم مبني إلي أحدث مبني وتستطيع قراءة التاريخ وجرعات التطور في المجتمع من خلال هندسة العمارة القطرية ككتاب مفتوح أمام ناظريك جميلا مثل زرقة مياه الخليج الممتد أمامك والذي بلا شك قد منح أبناء الخليج وقطر خاصة أفقا واسعا في الرؤى والتفكير والاستحرار لو صح التعبير والتخزين ومن ثم التجريد في عملية قلق غير محسوس للمشاهدين إلا عبر التأمل المستدام ليخرج الناتج خلق ملموس في مناحي كثيرة بمشاهدات ثرة وغنية ومن بين هذا الناتج هندسة العمارة القطرية كشاهد محسوس وملموس على صدق ما نقول ، وتستطيع أن تتعرف على ذلك في أحدث مبني علوا وجمالا وأكثر تقنية ، تجد أنفاس الأصالة كأنفاس الزهور تضج من حولك فتمنحك الراحة النفسية والجسدية والفكرية وترفدك بأريج الماضي الأصيل الفواح ونداه يتساقط عليك وأنت داخل إلي أي مبني كحبات الحبب علي الكأس المعتق حتى تدمن النشوة فتنشد أشعار العرب كلها وأنت تري فروسية عنترة العبسي في رقصة في العرضة القطرية في الأفراح، صورة أخري على هذه الأرض الطيبة للأصالة والمعاصرة وتذكر ناقة طرفة بن العبد وأنت تري سباق الهجن إمام ناظريك مبني ومعني صورة أخري حية لمعني الأصالة والمعاصرة وحين ترنو إلي المسطحات الخضراء والنوافير الملونة المزركشة صورة أخري من الهوى العربي القديم المتجدد وتبدو وكأنك أبن الجهم انتقلت من بداوة قراع الخطوب إلي قصر الوصافة :ـ

عيون المها بين الرصافة والجسر جلبن الهوى من حيث ادري ولا ادري

وحولك مناظر ومحتويات مهرجان الثقافة والتراث بصوره المتعددة والملونة عبق آخر من عطر الماضي والحاضر والمستقبل ، هذا عطر لاتنتجه المصانع ولا الآلات بل تنتجه حياة فكرية متطورة ومتجددة ومتجذرة في الناس برؤى ثاقبة ومستنيرة باليات ووسائل سالكه تضج بالحياة وتضخ الحياة في شرايين المجتمع ، يحرس كل ذلك قيادة راشدة رشيدة تمشي على هدي ونور ، ذلك أن الوعي بالذات يبدأ بالوعي بالقيم الراسخة والأصيلة للذات.