عمارة ما بعد الحداثة

من طرف **Admin** الثلاثاء ديسمبر 13, 2011 1:30 am

1-جذور حركة ما بعد الحداثة :
يوم 15 جوليو 1972 وقع على فناء العمارة الحديثة من طرف نقاد وهي لحظة الانهيار الحاصل في "Missouri"، أي نهاية الحركة الحديثة وبداية حركة ما بعد الحداثة، سببها الأزمة الاقتصادية في سنة 1973 وهذا ما أدى بالبحث عن نمط آخر للحياة أو بمعنى آخر طريقة أخرى للسكن ورغبة كل واحد لإيجاد جذوره والتمسك بتاريخه إلا أن الإشارات الأولى لهذا الاتجاه التاريخي ظهر في الستينات من طرف بعض المهندسين الإيطاليين، البلجيكيين واليابانيين، وأول من عرف هذه الأفكار من خلال أعماله هو R. Venture حيث أبرز تناقض في العمارة سنة 1966 في نفس الفترة قاد هذه الأفكار مجموعة من المهندسين الأمريكيين.
2. تعريف تيار ما بعد الحداثة :
هي حركة تعرف الأشياء أنها موحدة التركيب ومتجانسة ومتقاربة وهو اتجاه معماري ظهر في السبعينات والذي أحدث ضجة كبيرة في أنحاء أمريكا ويعرف كفن إذن فهو طراز يوجد علاقة بين المبنى والتاريخ وكذا المحيط (الموقع والمجتمع) .
3. أسباب ظهورها :
- رفض الخصائص الصناعية التكنولوجية والوظيفية للحركة الحديثة في العمارة وعدم اهتمامها بالتاريخ .
- أعمال Aldorossi وانتقاده للعمران الحديث ودفاعه عن نمطية في المدينة تكون محل الذاكرة الجماعية فكانت إعادة التاريخ العمراني بكل خصائصه .
- أعمال R. Venturi التي كانت تهتم باحترام إيكولوجية العمارة المحلية والتقاليد الحديثة .
- أعمال جوني .
- الثورة ضد المبدأ الرئيسي للعمارة الحديثة : " الشكل يتبع الوظيفة "، حيث أن هذه الحركة ولدت من معارضة العمارة الحديثة المنطلقة من الباهاوس الذي يميز العمران في علاقات وظيفية واجتماعية تربط بين التناغم والتطابق بين مختلف الطرازات المعمارية في مبنى واحد .
4. مبادئها :
- يأخذ بعين الاعتبار الظروف المحلية ويتأقلم جماليا مع المحيط .
- يتميز بتقارب واستيحاء من الأشكال التاريخية وخليط من الطرازات والعناصر المعمارية (أقواس، أعمدة ....) وكثير من عناصر العمارة الكلاسيكية .
- اعتمد ممثلي هذا الاتجاه أنظمة مختلفة بدء بالتركيبة الصارمة R. Meyer ، والألوان المتناقضة Machel Grave إلى التناسق Kelmel Jhon .
- رفضت مبدأ الاستقلالية واتجهت نحو إعادة اكتشاف التسلسل الحاصل في الباروكية الذي ظهر على عدة مستويات :
أ - عزلة المباني داخل فضاء أخضر مع انسجامها مع المحيط .
ب- التسلسل في الفتحات وارتباطها وكثرة الزخارف .
ج- اكتشاف المبادئ التركيبية تختلف على الكلاسيكية .
د- البحث عن الجديد في العمارة بكسر التوازن في المحيط، حيث أن إحياء العناصر المعمارية له أهمة أكثر من التجديد الشكلي والاستفادة من أخطاء الحضارة وتجاربها .
ربط الماضي بالحاضر .
استعمال الرموز والزخارف .
إدماج المبنى بالموقع (بيئة، عمارة محلية وتقاليد) .
مواد البناء المستعملة : الخرسانة، الحجارة، الحديد والزجاج .
الإكثار من العناصر الإنشائية لإظهار وظيفة المبنى .

5. مظاهرها :
- 1950 قامت اليابان بتطوير غاية العمارة الأصلي من خلال أبعادها العمرانية والحضرية وأشهر المعماريين Tang Kenzo الذي تميزت أعماله بالتوازن بين العمودي والأفقي وكذلك Isosaki Arata الذي توحي مبانيه بما بعد الحداثة .
- في فرنسا : المعماريون وجدوا حلولا تمثلت في تداخل الشكل والوظيفة، حيث امتزت بين الفضاء الحضاري والنوعية الفنية للمشاريع .
- مشروع Group Maguire : انطلق من ظواهر سوسيولوجية للمدينة من خلال تحقيق خاصيات النسيج المدني التقليدي (تقليد، تعقيد، تنوع، كثرة الأنماط والأشكال ).
- توسيع في متحف الفن الحديث بنيويورك 1981 .
- مجموعة Battrey Park city 1986 .
- مقر أبراكاس في مارن لا فيه في فرنسا للمعماري Ricardo Bofill تميز بتوجهه نحو الكلاسيكية وميله إلى الفخامة. من مشاريعه : حي سكني في Montpellier 1979-1989 وساحة َAbraxas (Movne-cavatte) .

6. اتجاهات حركة ما بعد الحداثة :
1. التيار التاريخي : (بدايات ما بعد الحداثة) :
يمكن إرجاع بدايات عمارة ما بعد الحداثة إلى ظهور عدد من التوجهات الأسلوبية المحلية التي قادها بعض المعماريين المحليين، في دول مختلفة في العالم حيث وظفوا اللغة التاريخية أو المحلية التاريخية التقليدية .
لقد ارتبط مفهوم التيار التاريخي في العمارة مع فكرة الإقليمية الحديثة والعمارة المحلية، الذين ارتبطتا بالمفهوم السيكولوجي للعمارة، حيث دعا هذا الاتجاه إلى مبدأ ضرورة إدراك الأشكال الحضرية من خلال المجتمع، ومعناها مرتبط بالأهداف الحضرية، وقد ظهرت تطبيقات التيار التاريخي ضمن المنظور الإقليمي الجديد من خلال تأثير المعماريين بالخصائص القومية الموجودة في المنطقة .
1-1 أسلوب الحرية الجديد (New-Liberty) :
ظهرت في ايطاليا مجموعة من المباني حملت قيما تاريخية واضحة، اعتمد بعضها على أسلوب الحرية الذي يرجع تاريخه إلى عام 1900 وأظهر بعضها التوجه الروماني الجديد، من أهم رواد هذا الأسلوب المعماري Franco Albini (1950) والمعمار باولو بورتو غيزي . واجه هذا الأسلوب عدة انتقادات من قبل نقاد العمارة منهم رايز بنهام ونيكولا بفمنر، فالأول هاجم الأسلوب بوصفه تحديا طفوليا لتيار الحداثة، لأنه يعمل على توظيف أسلوب عمارة ما قبل الماكنة، أما الناقد بفمر فقد اعتبره صدى منحرف، فالفن الجديد وأشار كلاهما إلى أن المعاني التاريخية المستعملة غامضة .
من مميزات الأسلوب توظيف عناصر تاريخية بأسلوب غير مباشر ومعقد باستعمال خطوط منحنية باروكية، أما الخطوط العمودية الظاهرة على الواجهة في ترتبط بأسلوب عمارة الروكوكو والعمارة الباروكية في تنظيمها الإيقاعي .
مثال1: مشروع ومخطط دار بابا ينجي للمعماري بورتو غيزي في روما (1969-1970).
تم توظيف عناصر تاريخية بأسلوب غير مباشر ومعقد باستعمال خطوط منحنية باروكية، أما الخطوط العمودية التي تظهر على الواجهة فهي ترتبط بأسلوب عمارة الروكوكو والعمارة الباروكية في تنظيمها الإيقاعي الذي اقترب من شكل آلة الأورغ.
1-2 الأسلوب الشكلي الانتقائي :
من رواد هذا الأسلوب ياما ساكي وسارينين وفيليب جونسون عملوا على توظيف اللغة التاريخية كعنصر زخرفي .
مثال 1: كلية ستيل ومورس في نيوهيفن للمعمار إيروسارينين عام (1958-1962):
حيث قام المعماري بخلق فكرة المكان الحضري من خلال خصائص المجتمع الذي يحمل معه خصائص عمارة النيوغوثيك، فتظهر الفضاءات التي جاءت صدى لفضاءات مدن العصور الوسطى والجدران الكتلية الصماء الفخمة
مثال 2: مبنى شركة البترول في ديترويت للمعمار ياماساكي 1964 :
حيث اعتمد على الاستعارة التاريخية الغوطية فيظهر المبنى متوجا بتاج كمحاولة لتحويل الوقائع الحضرية إلى أحلام نستعيد بها الماضي.
1-3 الأسلوب الياباني الجديد :
من رواد هذا الأسلوب كونيو مايكاوا، كنزو تانغا، وكيشو كوروكاوا و كيونوري كيكوتاك . تميز الأسلوب بإستخدمات جديدة لأشكال يابانية تقليدية قومية موظفين العناصر التقليدية المألوفة .
مثال 1: دار الأطفال القومي في يوكوهوما باليابان للمعمار توروكاوا (1964-1965):
حيث تميز شكل السقف في هذه الدار بالعمارة التقليدية في هيئتها المعكوفة.
مثال 2: فندق توكون في يوناغو عام ( 1963-1964) للمعمار كيونوري كيكوتاك :
يستحضر المصمم الهيكل التقليدي الإنشائي للعمود والعتب إلى جانب السقف المنحني المرتبط بأسلوب تصميم المعابد اليابانية واستخدام وحدة التاتامي في غرف الفندق.
2. التيار الكلاسيكي الحر (Free-Style Classicism) :
اعتمد هذا التيار على الأشكال والمعالم والقيم الكلاسيكية إلى جانب المعرفة الحضارية التي ترجع إلى حقبات تاريخية مختلفة توظف كمنظومة دلالية وذلك لربط الماضي بالحاضر .
أ- أسلوب مدرسة ما بعد الحداثة :
من أهم رواده روبرت فنتوري، جارلز مور، مايكل غريفز وروبرت ستيرن. يلح هذا الأسلوب على حضور الماضي وحضور التراث الفني الكلاسيكي للعمارة.
مثال 1: دار تشسينات هيل في بنسلفانيا للمعمار روبرت فنتوري (1962):
حيث قام المعماري بإظهار فكرة التعقيد والتناقض في مكونات الدار، حيث أن الفضاءات الداخلية معقدة ومجردة في أشكالها وعلاقاتها، ويعكس المظهر الخارجي للدار الصورة الرمزية التقليدية والحديثة، حيث يظهر أسلوب إظهار كتلة الدار بحجمها المبسط واستخدام لغة الأسطح المستوية وأسلوب اللاتناظر المتناظر.
مثال 2 : دار رودز في كاليفورنيا عام (1979-1980) للمعمار جارلز مور :
تجسد هذه الدار حالة التعاون بين صاحب المشروع والمعمار حيث تعكس الدار تصورات صاحب الشأن، فقد كانت رغبة المالك الحصول على واجهة ذات استعراض مسرحي للدار من جهة من خلال الارتباط الحي ما بين الخارج والداخل ومن جهة أخرى تحقيق فكرة إحياء الدار الفرنسية التي تعود إلى القرن الثامن عشر.
مثال 3: مبنى بورتلاند للمعمار مايكل غريفز في أوريغون عام (1970-1982):
وهذا المبنى يظهر قدرات غريفز العالية في تصميم المباني العلية، والذي يعد مثالا نموذجيا يعكس تيار ما بعد الحداثة مثلما مثلت بناية مدرسة الباوهاوس تيار الحداثة. فهي تعكس الجانب الفني في عمارة ما بعد الحداثة من خلال استخدام عنصر التزيين بما يحمله من معان رمزية إلى جانب استخدامه اللغة الصريحة التي ظهرت في المقياس العام للمبنى في تكوين عكس بها اللغة الجماهيرية التي يفهمها المجتمع، فعنصر التزيين في هذا المبنى يلعب دورا مهما في ربط المبنى بأسلوب تقاليد عمارة الغرب الكلاسيكية وعلى الأخص تقاليد الأسلوب الحر، فيعمل على توضيح معنى المبنى. فمثلا يظهر العنصر التزييني الشريطي على جوانب المبنى المرتبط أصلا بلغة التزيين الجماهيرية الشعبية، إلى جانب المنحوتة التي وظفت كعنصر رمزي دال أمام مدخل البوابة الرئيسية والتي جاءت كرمز لأحلام المدنيين.
ب- أسلوب مدرسة برشلونة :
وتمثل في أعمال المعمار ريكاردو بوفيل .
مثال 1: مقر أبراكاس في مارن لافالية بفرنسا للمعمار بوفيل (1978-1982):
مزج عدد من المتناقضات : اعتمد بوفيل فكرة عمارة القصور القديمة وعمارة الشوارع الفرنسية التقليدية، متأثرا بقصر فرساي والأسلوب الغوطي الفرنسي كما تظهر فكرة التناظر التام، أما فكرة الأفقية جاءت صدى لعمارة قصر فرساي، كما يظهر أسلوب معالجة العناصر التاريخية من خلال أشكال قديمة مثل العمود خاصة في أركان المبنى في تجسيد الزوايا بشكل أعمدة ضخمة.
جـ- أسلوب التمثيل التجريدي :
يعمل هذا الأسلوب على نقل المعالم الكلاسيكية بأسلوب خفي غير ظاهري ومن رواد هذا الأسلوب المعمار جيمس ستيرلنغ .
مثال 1: معرض شتوتغارت الجديد في شتوتغارت للمعمار جيمس ستيرلنغ (1977-1984):
يعكس المتحف فكرة التوافق السياقي مع المجاورات إلى جانب فكرة المدينة الحافلة بالذكريات، فالمشروع يحمل معه إشارات من الأبنية المجاورة ويحترم ارتفاعاتها إلى جانب ما أظهره من ارتباط وثيق مع محاور الحركة الرئيسية في المنطقة وخاصة في أسلوب ارتباطه مع الشارع الرئيسي الذي جاء صدى لأعمال العقلانيين، فإلى جانب العلاقة المحورية المباشرة لكتلة المبنى مع الشارع الرئيسي، فالزائر عليه أن يسلك طريقا غير مباشر استعراضيا يتميز بلا رسمانية للوصول إلى أجزاء فضاءات العرض التي تظهر مرتبطة بعضها مع بعض بسلسلة من العلاقات المستمرة العقلانية.
تجسيد التناقض من خلال المناظرة بين الماضي والحاضر فوق المدخل تظهر مظلة ذات تأثير بالبنائية معلقة فوق خلفية كلاسيكية .
في المدخل المواجه للشارع الرئيسي يؤشر نقطة فوق موقف السيارات، سقف حديدي يقترب من كوخ أو معبد قديم، يعتبر نقطة انطلاق لزيارة المعرض.
3. التيار المحلي الجديد (Neo-Vernacular) :
يمثل هذا التيار اتجاها يجمع بين الحداثة ومباني القرن التاسع عشر المعتمدة على المقياس الإنساني، حيث يطلق على نتاج هذا التيار عادة : "العمارة الإنسانية"، ويتميز باستخدام مادة الطابوق والخشب إلى جانب مفردات من العمارة الحضرية التقليدية التي تعمل كدلالات وإشارات لغوية يفهمها المستخدم أو المستفيد والجمهور معا مثل الأسقف المائلة والتفاصيل المجزأة.
مثال 1: مشروع سكن شارع لينغتون في لندن لجماعة داربون دارك المعمارية عام (1961-1968):
يعكس هذا المجمع فكرة التجديد الحضري الذي اعتمد على جمع وظائف متنوعة خدمية مثل المكتبة والنادي ودار اجتماع لكبار السن مع فعليات السكن كما عكس تركيبا فريدا جمع بين الحداثة والتقاليد. يلاحظ في هذا المجمع محاولة المعماريين تصغير المقياس العام للمجتمع بهدف الاقتراب من المقياس الإنساني من خلال عمليات تجزئة الأسطح المكونة للتكوين وإبراز التطليعات العميقة في الواجهة كمحاولة لإظهار خصوصية الساكن الفردية في كل شقة، ومن ناحية أخرى يظهر استخدام الطابوق في الإكساء الخارجي للمبنى مدى تعاطف المشروع مع السياق العام السائد، كمحاولة للتوافق مع خصائص المباني الموجودة في المنطقة التي يرجع تاريخها إلى القرن التاسع عشر.
4. تيار الاستعارة المجازية والميتافيزيقية (Metaphore and Metaphysics) :
يهدف إتباع هذا التيار إلى تحقيق المعنى في العمارة من خلا ل اعتماد مبدأ الاستعارة للأشكال العضوية إلى جانب استخدامها لوسائط بصرية تعتمد خصائص ميتافيزيقية (ما وراء الطبيعة).
أ- تيار الاستعارة المجازية :
يهدف إتباع هذا التيار إلى تحقيق المعنى في العمارة، حيث يعتمد على استعارة معينة، يتم توظيفها بشكل مباشر أو غير مباشر، معتمدين في ذلك على تقاليد الحركة العضوية، فترتبط أشكال العمارة هنا بتصورات جسم الإنسان ومكونات الطبيعة .
المثال1: الدار الوجه في كيوتو باليابان للمعمار كازوماسيا ياماشيتا 1974 :
عمل المعماري على اقتباس الإستعارة الشكلية لوجه إنسان (استعارة مباشرة)،عاملا على إبراز ضخامة المقياس وخشونة التفاصيل.
المثال 2: مبنى إداري في طوكيو للمعمار ياماشيتا 1979 :
حيث يظهر شكل الوجه في مخطط إحدى شرفات المبنى، وقد كتب يقول معلقا على هذه التجربة : "إن صاحب الوجه هو رئيس الدائرة، وهو دكتاتور مسيطر على فعاليات المبنى ... ولهذا فقد حاولت أن أرمز إلى هذه الدكتاتورية من خلال نقل معالم وجه المسئول في مخطط الشرفة" .
ب-الاستعارة الميتافيزيقية (ما وراء الطبيعة الخيالية):
إن أتباع هذا التيار يؤمنون بأن لكل عمارة مصادرها الميتافيزيقية مثلما كان الحال في اعتماد عمارة عصر النهضة على مصادر الميتافيزيقية البلاتونية مثلا. لقد تميزت أعمال معماريي هذا التوجه بنزعتها الفكرية التي اقتربت من نزعات أفكار رسامي السريالية خاصة في مجال أسلوب خلق عالمهم الروحاني الخاص بهم معتمدين على لغة استعارية مجازية معينة بهدف الوصول إلى معنى العمارة. فبعض معماريي هذا التيار أنتج أشكال مجردة حملت معها أفكار هندسية ارتبطت بظواهر كونية معينة . واتجها بعضهم الآخر إلى إبراز حالة التناقض القصوى مع الطبيعة من خلال استحداث أشكال بلاتونية نقية. وظهر توجه آخر وظف وسائل بصرية في التكوين بهدف الوصول إلى حالة اللانظام من خلال عملية الخداع البصري .
مثال 1: مشروع نوج لشركة بيست في كاليفورنيا لجماعة سايت (1976-1977):
تميزت بوابته الرمزية التي ظهرت بهيأة كتلة منكسرة من الكتلة الأصلية، إذ تنفصل هذه الكتلة من أحد أركان المبنى لتكشف عن موقع الدخول الرئيسي للمبنى بالإعتماد على وسائط ميكانيكية في تحقيق ذلك .
مثال 2: دار عرض تيلت في ميرلاند لجماعة سايت (1976-1978):
يظهر السقف الجداري منحرفا ومائلا إلى السقوط ليرتبط بالأرض في إحدى نهايات الواجهة ويرتفع في الزاوية المقابلة ليكشف عن مدخل المبنى .

المصدر : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]