التسيير والتقنيات الحضرية


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

التسيير والتقنيات الحضرية
التسيير والتقنيات الحضرية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

العمـــــــــــارة اللونيـــــــــــة

اذهب الى الأسفل

العمـــــــــــارة اللونيـــــــــــة Empty العمـــــــــــارة اللونيـــــــــــة

مُساهمة من طرف Admin الثلاثاء ديسمبر 06, 2011 1:18 am

هى أهم الفنون وأعرقها وأكثرها احتكاكا بالإنسان والعمارة تحوى الحياة الإنســانية بمختلف صورهـــــــــــا
والعمارة هى فن تشكيل الأسطح والكتل بهدف خلق فراغات تحقق انتفاعا ومتعة فنية معينة في إطار نظام طبيعي كوني مطلق , وتخضع العمارة مثلها مثل اى فن للنقد والتقييم من جانب المتخصصين في مجالاتها والدارسين لعلومها ،ومن جانب مستعمليها ومتلقيها من غير المتخصصين وبعد المعايشة والمشاهدة يتم الحكم عليها أو التأثر بها كعمارة مبدعةأو محايدة أو مزعجة, وهنا يجدر بنا أن نسال أنفسنا عــــن الذي يميز العمارة كفن عن مجرد البناء ؟ وما الذي يرفع البناء إلى مستوى الفــــــــن ؟

في اعتقادي إن الذي يميز العمارة ويرفعها إلى مستوى الفن هى تلك المكونات المتراصة مع بعضها البعض والتي تشكل النسق المعماري وبنيته المادية, ابتداء من السطح بمكوناته من ملمس ولون وانتهاء بالشكل بمكوناته من كتلة وفراغ , ومن هنا سيكون حديثنا محاولة للتعرف على البنية المادية للعمل المعماري من خلال أحد عناصر هذه البنية آلا وهو اللون وذلك لما للون من قوة كامنة وقدرة على تغيير ظاهر التكوينات والأشكال ولما له من تأثيرات نفسية على المزاج والسلوك .

فالإبداع الفني هو الأداة المباشرة للوصول إلى عمارة متكاملة , وهو فيما أرى يتحقق في العمارة من خلال التأثير الفسيولوجي والنفسي على المتلقي لروافد الجمال والإبهار والتعبير أكثر من مجرد اهتمام بالوظيفية التي تحققها العمــــــــارة.

هذا وقد أضافت الدراسات التي تبحث في تأثير اللون على الإدراك بعدا جديدا لتفهمنا واستخدامنا للتطبيقات اللونية وامكانتها في العمارة وذلك في كل من الواجهات الخارجية وفراغات المباني الداخلية.

فاللون جزء من حياة الإنسان , وإذا نظرنا للعالم حولنا نجد أننا نعيش في محيط لونى تتغير ألوانه باستمرار. وقد تعلق الإنسان منذ اللحظة الأولى لوجوده بالألوان , واستخدامها لتلوين جسمه وتزينه ونقلها بعد ذلك إلى مصنوعاته وجدران مسكنه ، وأخيرا إلى عمارته , ويؤثر اللون في وظائف الجسم مثلما يؤثر الضوء في العقل والإحساس , ولكل من الضوء واللون تأثير عضوي ونفسي يظهران في بعض الوظائف الحيوية مثل زيادة الشهية وسرعة دقات القلب ومن ثم سرعة الدورة الدموية . وللون تأثير نفسي ينعكس على الاستجابة العضوية فبعض الألوان تثير الإحساس بالبهجة والمرح بينما بعضها يثير الكآبة والحزن .

وقد استخدمت الألوان في العمارة منذ الحضارة الفرعونية في فراغاتها الداخلية وخاصة في الحوائط والأسقف. كما ظهرت المعالجات اللونية في العمارة الإغريقية نتيجة لاستخدام الجرانيت والرخام , أما في العمارة القوطية فإن الزجاج الملون كان له تأثير جوهري على فراغاتها الداخلية , وبالمثل لعب الرخام الملون دورا متميزا في دواخل وخوارج العمارة بمصر وتركيا وغيرهما من البلاد الإسلامية , كما استخدمت الألوان في العمارة الشعبية في العالم كقرى النوبة وقرى وسط وجنوب أفريقيا التي تعتبر التلوين طقسا هاما من طقوس البناء .

وبعد الحرب العالمية الثانية ظهرت الكثير من التيارات الفنية التي تنادى باستخدام الألوان في البناء وخروج اللون إلى الطرقات العامة ,حيث استهجن معماريوا تلك الفترة العمارة السائدة والتي وصفوها بالملل والكآبة . وقد ظهر هذا الاتجاه واضحا في عمارة ما بعد الحداثة وهو تيار معماري يحمل دعوة للعودة إلى العمـارة التراثيــة في قـــالب جديــد

كما ظهرت حركات لونية أخرى عرفت باسم عمارة الببغاء أو عمارة الطاووس, وهذه يطلق عليها أحيانا اللوحة اللونية أو والتي استخدم فيها المعماريون الألوان الأساسية الأربعة : الأحمر, الأصفر, والأخضر, والأزرق للتأكيد على التشكيل المعماري أو تقوية التتابع الفراغـــــــــي و للتذكير بأهمية اللون في العمل المعماري
إن استخدام اللون في البيئة العمرانية يضيف إليها بعدا جديدا يأتي من كون الألوان ذات تأثيرات نفسية, حيث تعطى إحساسا بالانتماء المكاني للأفراد , وتقلل من الميول التخريبية , وتزيد من الإنتاج وتفاعل الإنسان مع البيئة المحيطة

تؤثر رؤية عين الإنسان للألوان نفسياً بل وصحياً عليه. إن للألوان تأثير سيكولوجي والتي تصنف إلي تأثير مباشر وآخر غير مباشر

فالتأثيرات المباشرة هي التي تظهر تكويناً عاماً بمظهر المرح أو الحزن أو الخفة أو الثقل كما يمكن أن تشعر ببرودته وسخونته أما التأثيرات غير المباشرة فهي تتغير تبعاً للأشخاص وتبعاً لحكمهم العاطفي أو الموضوعي ومثالاً علي ذلك: فاللون البرتقالي يحدث عاطفياً الحرارة والدفء وموضوعياً يمثل النار وغروب الشمس التي تشع منها التأثيرات السيكولوجية المعبرة عن التأجج والاصطدام المشتعل. أما الأزرق الفاتح فيذكر بالسماء والبحر ويوحي بالهدوء والسكينة، وترتبط بعض الألوان عند الأشخاص بتمثيل أشياء ما لها ذكرى معينة إما سلبية أو إيجابية فنجد أن بعض درجات اللون الأخضر قد تكون ذات تأثير سيئ لدى بعض الأشخاص حيث يؤدى إلي الوهم والقلق والاضطراب في حين أنه يذكر البعض الآخر بالطبيعة النباتية والحياة والخصوبة فيوحي لهم بالراحة والصبر والنمو والأمل

والإحساس بالبرودة والسخونة تجاه اللون هو إحساس موجود بالفعل إلا أنه يصعب أحياناً الاقتناع بدور اللون بالنسبة للإحساسات العاطفية لأن هذه الإحساسات هي جزء من التكوين المزاجي لكل فرد

وتختلف الألوان في تأثيرها السيكولوجي بالوزن … فالأسطح ذات الألوان الباردة الفاتحة تظهر للعين أخف وزناً وأقل أهمية في حين تظهر الألوان الساخنة أو الفاتحة أكثر ثقلاً. كما يظهر التأثير السيكولوجي للألوان بما تسببه من خداع بصري بالنسبة للمسطحات والأحجام فالألوان الباردة وعلي الأخص الزرقاء تظهر وكأنها تزيد مما يعطي تأثيراً باتساع الحيز، في حين أن الألوان الساخنة تتقدم وتعطي تأثيراً بقصر المسافة بينها وبين الرائي. كما أن استجابة الإنسان للألوان والتي تتمثل في رفضه الألوان القوية عندما يقع نظره عليها تضفي الطابع السيكولوجي عليها حيث تحدث رد فعل غير طبيعي للجسم فمثلا الألوان الحمراء تسرع من نبضات القلب، والخضراء تبعث علي الراحة، أما الحيادية فقد تبعث علي الاكتئاب

هذا بالنسبة للتأثيرات النفسية، ماذا عن التأثير العضوي؟ يتعدى تأثير اللون في بعض الأحيان من التأثير السيكولوجي إلي التأثير الفيسيولوجى (أي العضوي) يتأثر به عضو أو أعضاء من الجسم. ويمكننا القول بأن هذه التأثيرات العضوية تنتج عن التأثيرات السيكولوجية التي تسبقها. فمثلاً حالات الاضطرابات التي تحدث من اللون الأحمر بالنسبة لبعض الأشخاص والتأثير المنبه للون الأصفر، والتأثير الملطف المسكن الناتج عن اللون الأخضر كذلك التأثير الحسي المعروف للبرتقالي بالنسبة لعملية الهضم حيث يزيد من العصارة المعوية، بلا شك فإن مراجع هذه الألوان هو التأثير الفسيولوجى. ويؤثر اللون من الناحية الفسيولوجية أيضاً علي الجسم بالنسبة للشعوب التي تعيش في بلاد الشمال حيث السماء الرمادية القاتمة، والشعوب التي تعيش حيث السماء الصافية والشمس الساطعة … فالإنسان يبحث عن البحر بمائه الأزرق أو عن الريف الأخضر بتأثيره الباعث علي الإتزان والراحة الجسمانية والفكرية

وبعكس ذلك فالأجواء الحمراء حتى لمحبي هذا اللون لا تشكل وسطاً مناسباً للهدوء النفسي. وقد أدت دراسة التأثيرات الفيسيولوجية للون علي الكائنات الحية إلي اكتشاف المعالجة بالإشعاعات الملونة للبحث عن إيجاد علاقات بين البيئة والأمراض

المصدر : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
Admin
Admin
المدير
المدير

عدد المساهمات : 972
نقاط : 2426
تاريخ التسجيل : 09/11/2011

https://chemamin.forumalgerie.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى