التسيير والتقنيات الحضرية


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

التسيير والتقنيات الحضرية
التسيير والتقنيات الحضرية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

بحث حول العنف الحضري

اذهب الى الأسفل

بحث حول العنف الحضري Empty بحث حول العنف الحضري

مُساهمة من طرف Admin الجمعة نوفمبر 11, 2011 7:01 pm



1_ مقدمة :

تحتل ظاهرة العنف صدارة الدراسات الاجتماعية السوسيولوجية منها و النفسية وذلك لما تخلفه هذه الظاهرة على البنية الاجتماعية لكل المجتمعات وكذا وظائفها من اختلالات بارزة العمق تؤدي الى اهتزاز المجتمعات التي تتفاوت فيها حدة الظاهرة وأثارها ولهذا اصبحت تحتل صدارة الدراسات الاجتماعية بالنسبة للباحثين المهتمين بالظواهر التي تدخل ضمن هذا الميدان ونظرا للديمومة التي تتميز بها وسرعة انتشارهاواكتمالها كظاهرة اجتماعية من جهة اخرى .ان هذه الظاهرة هي حصيلة عوامل نفسية داخلية واجتماعية خارجية تجمع بين عوامل سياسية واقتصادية وثقافية .الا ان المتفق عليه هو ان هذه الظاهرة تنشأ وتتغذى في الوسط الاجتماعي وعند انتشارها يعاني المجتمع من مخلفاتها .

2_ تعريف العنف :

2_1 لغة :

كلمة عنف تشير في اللغة العربية الى كل سلوك يتضمن معاني الشدة و القسوة و التوبيخ و اللوم وعلى هذا الاساس فان العنف قد يكون فعليا وقوليا .

اما في اللغة الانجليزية فان الاصل الاتيني لكلمة violenceهو violentaiومعناها الاستخدام غير المشروع للقوة المادية لالحاق الاذى والاضرار بالممتلكات ويتضمن ذلك في معاني العقاب .الاغتصاب والتدخل في حريات الاخرين .

كما يعرفه منجد اللغة الفرنسية على انه صفة عنيفة تستعمل فيها القوة بطريقة تعسفية هدفها الارغام و القهر .

2_2 اصطلاحا :

يعرف العنف على انه مجموعة من السلوكات تهدف الى الحاق الأذى بالنفس او بالاخر . و يأتي بشكلين اما بدني مثل الضرب .التشاجر او التدمير او اتلاف الاشياء . والعنف اللفظي مثل التهديد .الفتنة . الغمز . النكتة اللاذعة وهو في الاخير يؤدي بطريقة مباشرة او غير مباشرة الى الحاق الأذى .

ويعرف العالم ALDER العنف كمايلي : استجابة تعويضية عن الاحساس بالنقص او الضعف اما بيير فيو فينظر الى العنف على انه ضعف جسدي او معنوي ذو طابع فردي او جماعي يلحقه الانسان بالانسان .

كما تناولت الموسوعة العالمية مصطلح العنف بصفة جادة الى حد ما حيث قامت بشرح هذا المفهوم عن طريق تجزئة الصفات الاساسية التي تنسب لهذا السلوك و تتمثل في النقاط الاتية :

· العنف عبارة تبرز او تتكون وتخلق معها عوامل بقوة حادة وقساوة معتبرة وهي في أكثر الاحيان ضارة ومهلكة

· هو صفة لشعور رهيب نحو شيء كالكره البغيض

· صفة لشخص له استعداد تام لاستعمال القوة ويتصف بالعدوانية

· صفة اللاتسامح وعدوانية كبرى

· صفة المبالغة في استعمال القوة الجسدية .

· صفة التعامل بالعنف كالارغام والقهر عن طريق القوة .

نستخلص من النقاط السالفة الذكر من تعريف الموسوعة العالمية لمصطلح العنف بانها ركزت على عوامل اساسية لكنها اكتفت بذكرها دون اعطاء تفاسير دقيقة لها كالقوة و العدوانية والاندفاع والقساوة الا ان هذا التعريف قد لمح الى الصفات الاساسية التي يتصف بها مصطلح العنف .

من خلال ماتقدم ذكره نلاحظ ان هناك ارتباطا وثيقا بين مصطلحي العنف و العدوان مما قاد الى الخلط بينهما .

3_ تعريف العدوان :

العدوان مفهوم عرف منذ خلق الانسان سواء في علاقته بالطبيعة او علاقتة الانسان بالانسان .وهو معروف في سلوك الطفل الصغير وفي سلوك الراشد .في سلوك الانسان السوي والمريض وان اختلفت الدوافع والوسائل والاهداف والنتائج وسواء كان التعبير عن هذا السلوك العدواني بالعنف أو الارهاب أو التطرف .

يعرف العدوان بانه سلوك يصدره فرد أو جماعة صوب أخر أو اخرين أو صوب ذاته لفضيا كان ام ماديا .ايجابيا أم سلبيا .مباشر أو غير مباشر. أملته مواقف الغضب أو الاحباط أو الدفاع عن الذات والممتلمات .أو الرغبة في الانتقام أو الحصول على مكاسب معينة ترتب عليها الحاق أذى بدني أو نفسي بصورة متعمدة بالطرف الاخر .

ويمكن اعتبار السلوك عدوانيا اذا توفرت فيه هذه الخصائص :

· تعمد الايذاء حتى وان لم يحدث

· قد يكون العدوان فرديا يمارسه الفرد ضد الاخر او ضد نفسه او ضد جماعة كما يكون جماعيا

· يكون العدوان ذا طابع مادي حيث يستخدم المعتدي اجزاء جسمه أو يستعين باسلحة وأدوات أخرى .أو يكون ذو طابع لفظي

· يمكن للعدوان أن يكون ايجابيا حيث تصدرعن المعتدي أفعال مادية أو لفظية من شانها ايذاء الطرف الاخر .أو سلبيا حيث يمتنع الفرد عن أفعال من شأنها دفع الضرر عن الاخر كالامتناع عن تقديم المساعدة أو العصيان المدني أو رؤية أوراق مهمة تسرق من زميل وعدم ابلاغه بذلك .

· يكون العدوان موجها بشكل مباشر نحو الموضوع الاصلي المثير للاستجابة العدوانية أو غير مباشر حيث يوجه الى أحد رموز الموضوع الاصلي كالتباطؤ في الانتاج كأحد اشكال العدوان على رجال الادارة .أو توجيهه الى أحد رموز الموضوع الاصلي .

· يكون العدوان استجابيا حين يحدث كرد فعل لأحد اشكال المضايقات من الطرف الأخر كاستعادة حق مسلوب .

· يمكن أن يكون العدوان مشروعا اجتماعيا .اي يتماشى مع قواعد المجتمع كقتل عدو أو حماية ممتلكات خاصة أو عامة .

4_ النظريات المفسرة لظاهرة العنف :

4 _1 النظرية البيولوجية :

تلح على التأكيد بان العدوان هو ولادي كما توكد على سلسلة المنبه_استجابة وبالتالي صعوبة السيطرة على العدوان وهذا معناه أن العدوان هو سلوك غريزي حيث أن الميول العدوانية هي أساسا استجابات غير متعلمة فهي استجابات موروثة اذ يجيئ الكائن لهذا العالم وهو مزود بها وعلى أن صورة الاستجابات يمكن أن تتعدل من واقع عملية التعلم و الممارسة .

4_1_1 التفسير اليتولوجي :

هذا التفسير يتمثل في رؤية علماء الايتولوجيا الذين يدرسون كافة الحيوانات بما فيها الانسان من الجوانب الوراثية و البيولوجية .ان كان علماء الايتولوجيا يكرسون جهدهم لدراسة الحيوانات فان بعضهم خرجوا بتعميمات هامة عن العدوان البشري من ملاحظة الحيوانات في الغابة والبراري حيث يعتقدون أن الناس يولدون ولديهم غريزة القتال ولهذا فالعدوان شيئ فطري في الطبيعة البشرية .

ولقد أبدع العالم كونراد لورنز في دراسة العدوانية وخصائصها مبينا أن شراسة الحيوان المفترس ودمويته ليستا سوى أسطورة فللعلاقات الدموية و العدوانية وظيفة محددة في الامور الاربعة التالية :

1. الدفاع عن المجال الحيوي

2. البحث عن الغذاء

3. المكانة المترتبة ضمن الجماعة بغية تحقيق توازن وظيفي وتقع في الاعلى مرتبة مهمات حماية الجماعة من الاعداء وحراستها وارساء العدالة بينها.

4. التزاوج اذ تبرز أكثر أشكال القتال ضراوة بين أفراد الجنس نفسه وتكون الغلبة للاقوى مما يؤدي الى تطور الجنس

بالاضافة الى ماسبق ذكره فهناك من يربط بين العدوان والعنف والاساس البيولوجي أو الحيوي في شكل كروموزوم بمعنى وجود وجود عامل وراثي في السلوك العنيف وذلك في حالة وجود xyyكروموزوم في الذكور وقد وجد هذا التركيب عند الكثير من السجناء ووجدت هذه الحالة البيولوجية لدى شخص قتل سبع ممرضات في مدينة شيكاغو الامريكية سنة 1966م .

وقد ذكر جاكوب ورفاقه ان الرجال الذين لديهم كروموزوم yزائدا بدلا من xyلديهم نزعات للعنف وكثير منهم أودع السجن وا النوع من الخلل في الكروزومات يمثل نسبة لا تتجاوز 1/1000 مولود ويكون لهؤولاء نزعة وميل الى العنف الذي يمكن أن يكون وراثي المنشأ.

كما يعتقد التفسير الوراثي بوجود منطقة في المخ اذا أثيرت دفعت الحيوان الى الهجوم على زملائه أما اذا أزيلت فان السلوك العدواني عنده يقل وما يؤكد هذا الزعم بالنسبة اليهم هو ذلك التشريح الذي أجري على دماغ طالب أمريكي أطلق النار على ثلاثة عشرة شخصا في جامعة تكساس عاو 1966 وجد أن هناك ورم في مخه في تلك المنطقة المسؤولة في الحيوانات عن العدوان .

ومن البحوث التي أجريت عن التشوهات الوراثية و البيولوجية الأخرى بحث ولسون و هرنست وقد توصل هذا البحث الى أن بعض الناس أكثر استعدادلارتكاب الجريمة وهذا مرده أما الى الاختلافات الوراثية أو الاصابات في المرحلة الجنينية التي قد تكون ناجمة عن تعاطي الأم للكحول أو التدخين أثناء الحمل .

4_1_2 نقد التفسير الايتولوجي :

على الرغم من كل ما جاء به التفسير الوراثي فيما يتعلق بظاهرة العدوان الا انه واجهة انتقادات كثيرة حيث قام witkin واخرون سنة 1976 بمسح شامل واسع النطاق تبين من خلاله للباحثين ان الاشخاص الذين يحملون كروموزومات xyy لم يكونوا يميلون للاشتراك في أعمال العنف وبالتالي فهم لايختلفون عن اولئك الذين يحملون كروموزومات xyبل تبين ان الذين يحملون كروموزومات xyy هم أطول قامة وأقل ذكاء قليلا بالمقارنة بالافراد المتوسطين ونتيجة لذلك فان هؤلاءالاشخاص عندما يرتكبون جرائم كانوا عرضة للوقوع في قبضة الامن .

4_1_3 مدرسة التحليل النفسي :

تناولت مدرسة التحليل النفسي ظاهرة العدوان والعنف بكثير من الاهتمام ولعل اهم علمائها الذين درسوا هذه الظاهرة بكثير من الاسهاب هو سيموند فرويد بالاضافة الى علماء اخرين .

· تفسير فرويد :

كان سيموند متأثرا بأفكار تشارلز داروين حيث وضع نظريته حول السلوك الانساني تذهب الى ان البشر تقودهم مجموعة من الدوافع او الغرائز الفطرية شبه الحيوانية .

في خطاب وجهه فرويد الى انشتين في سبتمبر عام 1932 نجده يعبر تعبيرا واضحا عن ارائه حول السلوك العدواني للانسان سواء ذلك السلوك الذي يوجه فيه الانسان العدوان نحوى الاخرين أو ذلك السلوك الذي ينتهجه الانسان لينتهي به الى تدمير ذاته وفي خطابه هذا وضح فرويد لانشتين ليف ان غرائز الانسان تتميز بطبيعتين : تلك التي تنشد الوحدة و المحافظة و التي نطلق عليها الغرائز الشهوية وتلك الغرائز التي تنشد التدمير و القتل كما انه لاينبغي ان نتسرع في تقديم أحكام أخلاقية عن الخير والشر .أو ايا من هذه الغرائز اقل أهمية من الاخر . فظاهرة الحياة تنبع من فاعلية كليهما سويا سواء عملا في انسجام أو تعارضا ويبدو كما لو أن احدى هاتين الغريزتين لا تكون قادرة على ان تعمل بمعزل عن الاخرى .

انتهى فرويد الى افتراض أن غريزة التدمير تعمل تعمل لدى كل كائن حي و انها تجاهد لكي يصل هذا الكائن الى صورته الاصلية من مادة غير حية وأنها تجاهد لكي يصل هذا الكائن الى صورته الاصلية من مادة غير حية فعملية الاكل عبارة عن عملية تحطيم الطعلم لغرض ادماجه في الجسم .

اما عالم الاجتماع الانجليزي ويلسون فقد صرح أنه اذا كان البؤس وعدم التساوي الاجتماعي في الماضي فقد تغير الوضع الان جذريا حيث يرى ان العالم الراسمالي المعاصر أصبح يتسم بالافراط في الديمقراطية و الحرية وبمستوى مرتفع من الرفاهية وكمية كافية من الوقت للتسلية وهذا يؤدي مع تدني مستوى وعي الاشخاص ومسؤوليتهم الاجتماعية الى ضياع الاستقرار الداخلي والى انفجار العنف .

اما عالم الاجتماع الامريكي وايت فيرى أنه ليست علاقة بين النظام الاجتماعي بوجه عام و القرارات الفردية فكل الناس الذين يتخذون قرارات مويدة للحرب في العالم المعاصر زعماء وأتباعهم يتخذون القرار بصنع الحرب وليس لأنهم يريدونها حقيقة لكن يقومون بذلك لأسباب نفسية بحتة.

اذن وتأسيسا على ما سبق فانه يمكن تفسير ما يحدث الان من عنف بشتى أنواعه سواء على المستوى الدولي و المحلي فقادة العالم وزعماؤه أصبحوا يتميزون بحالة نفسية مرضية تقودهم في الغالب لاعلان الحروب على الشعوب ليس لدفاعهم عن قضية معينة وانما يقومون بذلك لاشباع غريزة ذاتية داخلية تحركهم لابادة البشر وزيادة رفاهيتهم وغنى عيشهم .

· تفسير كلاين :

بالنسبة لكلاين لم تكن غريزة الموت فطرية ولكنها حقيقة ملموسة اكتشفها في عملها حيث أن مشاهدتها الاكلينيكية أقنعتها بأن غريزة الموت كانت غريزة أولية وحقيقة يمكن مشاهدتها تقدم نفسها على انها تقاوم غريزة الحياة eros فالطمع والغيرة والحسد واضحة لكلاين كتغيرات أعراض اكلينيكية لغريزة الموت ويتمثل هدف العدوان في التدمير و الكراهية اما الرغبات المرتبطة بالعدوان نتعود الى :

1. الاستحواذ على كل خير ( الجشع )

2. ان تكون طيبا مثل الشئ ( الحسد )

3. ازاحة المنافس ( الغيرة )

وفي الرغبات الثلاث نجد أن التدمير وصفاته أو ممتلكاته يوصل الى اشباع الرغبة فاذا احبطت الرغبة يظهر وجدان الكراهية .

ترى كلاي نأت العدوان اذا بقي على حالته أي داخل القلق الذي يأخذ شكل الخوف من الفناء أو الاحساس بالاضطهاد كمل تتحدث عن اسقاط العدوان أي نبذه الى الخارج في هذا الاسقاط تتركز العدوانية في موضوع مكروه هو رمز الشر ورمز العدوان فيما تسميه هي الاسقاطي أي بعد ان نصب كل سوئنا وعدوانيتنا على شخص خارجي يصبح رمز هذه العدوانية وحاملها ولاندرك منه الاجانبه هذا وبذلك نتهرب من عدوانيتنا وسوئنا وهذا الاسقاط سائد في العلاقات بين الناس خصوصا المهنية و الحزبية فيما يتعلق بمصدر السوء والشر و العدو انية ومن بين هذه الاسقاطات نجد الاخرون هم المخطئون وفي حالة الاسقاط تتحول الغريزة العدوانية الى الخارج ليتخذ الانسان فيما بعد من هذا الخارج هدفا لصب عدوانيته المتبقية .وفي اتهام الاخرين يجد الانسان راحة مزدوجة من ناحية تصريف العدوان بصبه عليهم أي الانتقاد .ومن ناحية أخرى اثبات البراءة الذاتية (نفي تهمة العدوان عن الذات ).

ذلك ما يحدث في التعصب الديني و الطائفي و السياسي حيث يعمد المتطرفون الى القاء اللائمة على افراد المجتمع واتهامهم بأنهم المتسببون فيما يحدث وما يتعرضون له من العنف خاصة المتطرفون الدينيون الذين يعتقدون أن الناس يستحقون ما يحدث لهم و بالتالي يبررون ما يقومون به من أعمال عنف واعتداء على الأخرين .

· تفسير رايش :

يؤكد رايش انه لم يجد مطلقا في أبحاثه العيادية حول أصل الحقد .الرغبة في الموت .أو غريزة موت كنزوة أولية .فهو يرى أن للعدوانية وغريزة التدمير هدفا دفاعيا يتمثل في الحفاظ على الحياة .فالتدمير هدفا دفاعيا يتمثل في الحفاظ على الحياة فالتدمير في وضعيات الخطر ينبع من الرغبة في الحياة حيث أن التدمير و العدوان هما في خدمة ارادة الحياة .

تقوم نظرية رايش على المبادئ التالية :

1. كل توتر عدواني ينتج عن الاحباط

2. شدة العدوانية تتناسب مع شدة الاحباط من ناحية وقوة الحاجة المحبطة من ناحية أخرى ويزداد العدوان مع نمو عناصر الاحباط حيث أن صد العدوانية يولد عدوانية لاحقة بينما يخفف تفريغها من شدتها بشكل مؤقت أو دائم .

3. تزداد العدوانية الموجهة نحو الذات عندما يصعب توجيهها نحو الخارج وحيث يستمرمنع تصريفها الخارجي .

4_1_4 نقد تفسير مدرسة التحليل النفسي Sadنقد تفسير فرويد)

مهما كانت تفسيرات فرويد للعدوان فانه مما لاشك فيه أن أراءه ازاء أصل وطبيعة العدوان هي اراء تشاؤمية فاعتباره أن العدوان سلوك ولادي ينبع من غريزة للموت مزود بها الفرد وأن الوظيفة الاساسية لغريزة الموت هي التدمير والعودة بالفرد الى حالة من اللاحياة وأن السلوك العدواني الواضح في هو المظهر الخارجي لهذه الغرائز فانه بالاضافة الى كل ذلك يعتبر أن العدوان هو أمر لامفر منه وهذا مايؤكد نظريته التشاؤمية .

4_2 نظرية الاحباط و العدوان :

اتجهت بعض الابحاث الحديثة والفكر المعاصر نحو دراسة العوامل السابقة والحالية والمستقبلية للافراد والتي تجعلهم أكثر استعدادا للتعامل بعدوانية واعتبروا أن الاحباط هو السبب الرئيسي للعدوان .

من أشهر علماء هذه النظرية دولارد وزملائه . نيل ميلر . روبرت سيزر . ماور . ليونارد دوب doob . ولقد انصب اهتمام هؤلاء العلماء على الجوانب الاجتماعية للسلوك الانساني وقد بينت هذه النظرية على فرض وجود ارتباط بين الاحباط و العدوان حيث يوجد ارتباط بين الاحباط كمثير والعدوان كاستجابة .

5_ أسباب انتشار العنف في المدن :

للوضعية الاقتصادية السيئة للأشخاص العنيفين أسباب متعددة .حيث صاحب نمو المدن العالمية وهذا راجع الى عدم قدرة هذه المدن على استيعاب الطاقات المتزايدة الطبيعية و الوافدة الأمر الذي فجر في المجتمع أزمات اجتماعية عديدة كانت مساهمتها كبيرة في ظهور ظواهر اجتماعية خطيرة أهمها العنف ويعني هذا ان اسلوب الحياة والصعوبات التي تواجه الفرد يوميا في المدينة والاحباطات المتتالية التي تصيبه هي التي تساهم في دفعه الى ذلك السلوك .

هناك من أرجع انتشار ظاهرة العنف في المجتمع الى النمو العمراني الحضري الذي يمتاز بالتغير الثقافي السريع وازدياد نسبة المهاجرين من الريف الى المدن واختلاف الثقافة الفرعية بل تناقضها مع الثقافة الكلية في وجوه كثيرة .وانتشار العلاقات العابرة غير الوثيقة التي لا تشعر الأفراد بالطمأنينة وراحة البال وسيادة المعايير الخلفية المتضاربة الأمر الذي يؤدي الى وجود حالة من الفوضى التي تسمى اللامعيارية .

يتبين لنا من خلال ماتقدم أن ظاهرة العنف ظاهرة اجتماعية تتأثر بعامل المكان فحسب الكثير من الاحصائيات وجد أن انتشار جرائم العنف يكون أكثر في الأوساط الحضرية منها في الريف .وقد نقع في التناقض عندما نقول أن المدينة تشهد حالات عنف أكثر من الريف على الرغم من أن الريف يشهد أشكالا من الفقر أكثر من المدينة لكن هذا يدفعنا للقول أن المدينة تعرف نوعا من الثقافة العابرة بمعنى أن المجتمع الريفي هو مجتمع يفتقر الى سبل الترفيه واللهو التي تتوفر في المدينة مما يشيع نوعا من الانحلال الخلقي كما أن الفرد يصبح لايتعامل فقط مع أفراد الاسرة أو الأهل والأقارب بقدر ما يصبح له شلة من الأصدقاء أو مجموعة تتقاسم معه التفكير مما يغير الكثير من المفاهيم والاعتبارات فيسهل الاغواء والاغراء خصوصا اذا شاع الاحتكاك بالخبرات الانحرافية كما نجد الفرد في المدن الكبيرة يقيم في الأحياء المزدحمة بالسكان والمكتظة بالمساكن التي لاتتوفر فيها الراحة أو الشروط الصحية وفي هذه الاحياء يجد الفرد نفسه على ارتباط بكثير من النماذج الاجرامية

6_ انتشار العنف في المجتمع الجزائري :

يعتبر العمل المصدر الذي يضمن به المواطن وسائل عيشه كما أنه شرط للاستفادة من حقه في أخذ حصته من الدخل القومي غير أن أزمة البطالة في الجزائر جعلت عددا كبيرا من المواطنين لايحصلون على هذا الحق الأمر الذي جعل فئة قليلة فقط تتمتع برفاهية الحياة نظرا لحصولها على أكبر نسبة من دخل الموارد الطبيعية التي تصدر الى الخارج ومن امثلة ذلك الوزير أيحي حيث يمتلك أكثر من 1000 حافلة نقل بينما نجد الانسان المتوسط الدخل لازال يفكر في كيفية تسديد ثمن الكراء .

هكذا أصبح الجزائريون الذين يفتقدون الى عمل يضمنون به عيشهم ويشعرهم بالمساواة في اقتسام الثروة يشعرون بغيلب العدالة الاجتماعية الأمر الذي دفع بعض الأفراد الى التعبير عن رفضهم لهذا الواقع من خلال السلوك العنيف .

لقد انعكست معاناة نسبة كبيرة من الأشخاص العنيفين من البطالة وعمل البقية في مهن بسيطة بشكل طبيعي على تدني مستوى الدخل لديهم حيث أن مداخيلهم ضعيفة بسبب افتقادهم لعمل مستقر يمكن من خلاله كسب عائد مادي مناسب يغطي حاجاتهم المختلفة خاصة مع تحول المجتمع الى النمط الاستهلاكي وبالتالي فان حالتهم الأقتصادية سيئة وهذا ما أظهرته دراسة سيف الاسلام شوية .حول اتجاهات المسجونين نحوالفعل العنيف حيث أكد على تدني الوضعية الاقتصادية للارهابيين .

لقد أدت التحولات الاقتصادية التي عرفتها الجزائر مع نهاية الثمانينيات الى ظهور تفاوت هائل في أسلوب مغيشة الأغنياء مقارنة بالفقراء في حالة المسكن ومستوى الدخل ونوعية الخدمات الصحية والتعليمية والثقافية التي يحصلون عليها وبالتالي غياب العدالة الاجتماعية

ان هذا الواقع الذي أصبح يعيشه الشعب الجزائري خلق شعورا بالحقد اصبح يسكن نفوس بعض الافراد نتيجة احساسهم بالظلم أو الحقرة وهو المصطلح الجزائري التي ولدته الأزمة

7_ الخاتمة :

ان أعلى معدل للعنف هو سكان المدن حيث يعيش هؤلاء وضعية اقتصادية سيئة فهم يعانون من أسلوب حياة صعب ويواجهون صعوبات كبيرة واحباطات متتالية كما أن أعلى معدل هو بين البطالين الذين يفتقدون الى مناصب شغل يحصلون من خلالها على دخول تغطي حاجاتهم المختلفة مما يعني بالضرورة تدني مستوى الدخل لديهم هذا ان لم يكن منعدما تماما
Admin
Admin
المدير
المدير

عدد المساهمات : 972
نقاط : 2426
تاريخ التسجيل : 09/11/2011

https://chemamin.forumalgerie.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى