التحسين الحضري

من طرف **Admin** الجمعة نوفمبر 11, 2011 6:56 pm

1_ مقدمة :

تعتبر التدخلات العمرانية من أهم مقومات المدينة التي تسمح بالتواصل وتأقلم السكان مع وسطهم الحضري الذي يمكن أن يعرف أزمات متفاوتة الأهمية تسمح بالتأثير على السكان حيث يمكن أن تؤثر على حياتهم اليومية في جميع الميادين ومن بين هذه التدخلات الفعالة التي تسمح بتكيف المواطن مع وسطه الحضري التحسين الحضري فما هو التحسين الحضري ؟ وماهي أهدافه ؟ وماهي مراحله ؟

2_ تعريف عملية التحسين (l amélioration) :

يعرف التحسين على أنه التغيير نحو الأفضل واضفاء صبغة حسنة عللا الشيئ لتلبية احتياجات السكان

حسب التعريف الفرنسي التحسين الحضري يتمثل أساسا في اصلاح وترميم عمارة أو تجهيز أو فضاء عمراني من أجل جعله في أفضل حالة وهو أيضا مجموع الأعمال التي تمس كل جوانب اطار الحياة والهدف منه هو رفع مستوى حياة السكان وذلك عن طريق مايلي :

ü تحسين الاطار الفيزيائي لحياة السكان

ü تشجيع الاتصال بين الأفراد وتقوية العلاقة بينهم

ü اثراء النوعية الجمالية للمحيط الذي يساهم في تغيير السلوك النفسي والاجتماعي .

3_ تعريف عملية تحسين السكن القديم :

هو مجموعة التدخلات الرامية الى تحسين نوعية السكنات القديمة وترقيتها في اطار السكن والتأثيث أو في اطار تدخلات أخرى أشمل وأوسع والمقياس المعتمد هو توفير أهم التجهيزات التي تضمن راحة السكان .

4_ متطلبات عملية التحسين :

عملية التحسين الخضري تحتاج الى دقة كبيرة في اختيار التقنيات والمراحل التي تسير بها العملية وتقتضي تكوين فريق عم مؤهل يضم مهندسون من مختلف الاختصاصات مهمته الاشراف على سير العملية وتنظيمها حيث يجب معرفة مايلي :

ü خصائص الحي

ü الاطار المالي للعملية

ü تحديد الأهداف وترتيبها حسب الأولوية

ü تشخيص وتحليل التدهور

5_ أهداف التحسين الحضري :

ü تحسين الاطار المعيشي للمواطن

ü تقليص الفوارق بين الأحياء

ü ترقية التماسك الاجتماعي

ü القضاء على السكنات الهشة وغير الصالحة

ü تدعيم الطرقات والشبكات المختلفة

ü ضمان توفير الخدمات العمومية وتعميمها خاصة تلك النتعلقة بالصحة والتربية والتكوين والسياحة ...

ü حماية البيئة

ü الوقاية من الأخطار الكبرى وحماية السكان

ü مكافحة الأفات الاجتماعية والانحرافات

ü محاولة القضاء على الفقر والبطالة

ü التحكم في مخططات النقل والتنقل وحركة المرور داخل محاور المدينة وحولها

ü الارتقاء بالبيئة السكنية

ü تسهيل الحصول على المنافع العامة والوصول الى الشبكات

ü تطوير التكفل بالنضافة والسلامة والراحة

6_ مراحل التحسين الحضري :

قبل انجاز مخططات التحشين الحضري يجب التطرق الى المراحل الأتية :

ü انجاز البطاقة التقنية لتشخيص كل النقائص والعيوب الموجودة على مستوى الأحياء المعنية بالتحسين بعد موافقة الهيئات التقنية DPAT. DAIRA. APC .

ü اعطاء رخص البرنامج من طرف الولاية عن طريق DPAT الذي يعد مسير البرنامج المالي الولائي ويقوم بالدراسة و البر مجة .

ü بعث الدراسة وانجازها عن طريق المناقصة الوطنية التي من خلالها يتم اختيار مكتب الدراسات لانجاز هذه الدراسة .

ü بعث الأشغال وفق دفاتر الشروط المنجزة من طرف مكتب الدراسات عن طريق المناقصة الوطنية حيث من خلالها يتم تعيين المقاول أو الشركة المكلفة بالبناء .

ü فتح ورشة والتي منها تنطلق الأشغال

ü المتابعة حيث تكون من طرف لجنة تقنية تضم كل الهيئات الولائية وتدوم حتى اتمام الأشغال واستلامها .

7_ تعريف التدهور الحضري :

هو ذلك التغيير التدريجي الذي يطرأ على مجموع الفضاءات العمرانية أو جزء منها نحو الأسوأ مما يؤدي الى فقدان قيمتها أو خصائصها التي بدورها تؤثر سلبيا على مستوى الحياة .

والتدهور له مسببات ناتجة عن الاهمال وسوء التسيير ومن أهم الجوانب التي يمسها التدهور :

ü الفضاء الخارجي

ü المحيط البيئي

ü المباني

7 _ مظاهر التدهور في الاطار الغير المبني :

ü عدم تناسق المساحات الخضراء

ü عدم الاهتمام بالمساحات الخضراء

ü عدم تهيئة أماكن الراحة

ü عدم المحافظة على فضاءات اللعب

ü الروائح الكريهة المنبعثة من شبكات الصرف الصحي

ü غياب مواقف السيارات

ü انتشار التجارة الغير شرعية

ü الانتشار العشوائي لأعمدة الانارة

8_ مظاهر التدهور في الفضاء المبني :

ü تشوه الواجهات بفعل التحولات التي أدخلت عليها من طرف السكان كبناء الشرفات وغلق الفتحات اضافة الى خلق فتحات جديدة

ü استعمال انابيب لتصريف المياه خارج الواجهة

ü رداءة الألوان المستعملة في الواجهات وعدم تجانسها نتيجة الاختيار العشوائي

ü ظهور تشققات وتصدعات الجدران

9_ التحسين الحضري ضرورة بيئية وحتمية اقتصادية :

التحسين الحضري يعتبر في الوقت الراهن ألية جديدة للارتقاء بالحياة داخل الأحياء السكنية حيث أنه جاء نتيجة لعدة أسباب :

ü عدم فعالية أدوات التخطيط العمراني مثل POS..PDAU

ü محدودية المواد وضعف البرامج الموضعية لذلك باشراك السكان في عملية التخطيط

ü عدم وجود الأسلوب المناسب لتحقيق الارتقاء المطلوب داخل الأحياء السكنية .

ü عرض الجهود الذاتية عة كيفية تمويل المشاريع العمرانية

فالتحسين الحضري ألية ترتكز أساسا على تقييم وتشخيص جودة الحياة داخل الأحياء السكنية انطلاقا من المؤشرات الذاتة والنوعية وهذا لقياس مستوى رضا السكان على اطار معيشتهم ومن بينها :

ü مستوى الأمن والممتلكات داخل الأحياء السكنية

ü الاستقرار والسكينة

ü الصحة والبيئة

ü الترفيه والثقافة

ü السكن اللائق

ü سهولة الوصول لشبكات المنافع العامة

ü الخدمات الجوارية .

10_ مبادئ التحسين الحضري :

ü التشاور والحوار بين مختلف متدخلين المدينة على مستوى البلدية

ü تدخل القطاع الخاص والاستماع الى أراء المستعملين عن طريق التشاور والمشاركة .

ü ترقية نوعية الفضاء الحضري من جميع النواحي وهذا من أجل اعطاء صورة حضرة متناسقة

ü تطوير قائمة الشراكة بين الشركات المتخصصة في المجال الحضري.

ü ترقية البحث والتجديد

ü الاعتراف بسياسات التجديد التي تراعي وسائل تجسيد المدن الجديدة

ü التشاور بين الجماعات الاقليمية لتفعيل صلاحية التسيير المحلي للفضاء الحضري.

ü ترقية عمل السلطات العمومي

ü الاستفادة من عمليات التشخيص

ü وضع أعمال ذات طبيعة تنسيقية لتهيئة الطرقات حيث هذا التنسيق ينعكس على ارادة الفريق القائم بالأعمال

11_ التحسين الحضري عملية مستمرة :

ان عملية التدخل لتحسين اطار الحياة ليست بالضرورة للتدهور الذي يصيب المنشأت والساحات فقط وانما قد يكون نتيجة لتلك التغيرات التي تطرأ على خصائص المجتمع وثقافات السكان بمرور الزمن وتعاقب الأجيال فنقوم بعملية التحسن في كل مرة بهدف مواكبة التحولات بهدف تكيف الأجيال مع التغيرات .يقول الباحث فايل دي لاهور :تبرز المشكلة حينما ندرك نحن المهندسين اننا نغلف حياة الجيل الجديد الذي يختلف عن جيانا في هياكل الماضي البالية

وهذا التصور هو الذي يفسر تلك الاضافات المتتالية التي اتت بها أجيال السكان وقاموا بادخالها على التجمعات السكنية فلم يعد للبنائين من تأثير الا على الا على الانشاء الأول ولهذا على مسيري المدن أن يتركوا أثناء الانشاء الأول مجالا للمستقبل بسماحهم للأبنية أن تتغير .

أما المساحات العامة فمن الواجب السماح لها بالتطور عبر تعديلات تتناول جوانب الديكور الحضري والمعالم والألوان .

وبصفة عامة ينبغي أن تتصف المشاريع بالمرونة حتي تكتسب خاصية مهمة هي قابلية التحسين غير أنه يجب أن لاتتم هذه العمليات بصفة عشوائية وانما ينبغي أن تكون بصورة منظمة ومهيكلة خاضعة لكل المعايير التقنية والقانونية حيث يمكننا ادراجها ضمن عمليات التحين الحضري حيث يمكننا القول أنها عملية مستمرة مع مرور الزمن وتعاقب الأجيال .

12_ فوائد التحسين من الناحية العمرانية :

الهدف الأساسي للتحسين الحضري هو اعادة تأهيل الحي السكني وادماجه مع المحيط المجاور له ومع المدينة ككل سواء من الناحية الوظيفية أو الفيزيائية وذلك عن طريق :

ü اثراء الوظائف العمرانية داخل الحي السكني :

وذلك بالتخلي على وحدة الوظيفة داخل الحي السكني حيث يقول Gosione Battail لابد من أجل ضمان مستقبل الحي من ادخال وظائف جديدة وهي الوظائف المكملة للوظيفة السكنية الترفيهية والثقافية ..حيث يجب توفير التجهيزات والنشاطات الضرورية للحياة اليومية وأفاق التطور الاقتصادي حتى تتكون لديهم صورة لحي متكامل ومنسجم مع المحيط الذي يجاوره .

ü انشاء مركز للحي :

انشاء مراكز صغيرة داخل الاحياء التى تعيش بمعزل عن المدينة من شانه ان يدخلها في اعادة هيكلة كليةمن خلال رهانات عمرانية اجتماعية اقتصادية و من اجل ذلك لا بد ان يتوفر هذا المركز على الخصائص التالية :

ü تنويع وضائف هذه المراكز

ü تنشيط الشركاء الرسميين كالسكان والتجار

ü فتح خذه المراكز نحو الخارج بمحاذاة شبكات النقل العمومي و الخاص .

ü تطوير وظيفة الساحات العامة وتشجيع الحركة داخلها

وبذلك تكون هذه المراكز أماكن للتعارف والتفاعل واستقبال السكان سواء بالنسبة للحي أو المدينة وتساهم في تطوير مستوى الحياة الاقتصادية ويستطيع السكان من خلالها اثبات هويتهم .

ü اعادة تهيئة المساحات الخارجية :

معظم الفضاءات الخارجية لاحيائنا هي عبارة عن مساحات مهملة ومتروكة لا تؤدي أي وظيفة بالرغم من أن هذه المساحات يجب أن تكون فضاء للحياة والتجمع والالتقاء .

ففي منطقة دراستنا (القماص ) يمكن استخلاص خصائص المساحات والتي تتميز بما يلي :

ü هي فضاءات مهملة لاتحتوي على تأثيث حضري وغير نظيفة .

ü غياب التكامل بين وظيفة السكن والوضائف التي تؤديها هذه الفضاءات

ü بعض الفضاءات حولت الى أماكن لرمي القمامات .

ü هذه القمامات أصبحت أماكن لاستقطاب الأطفال الصغار للتسلية

ü هي فضاءات تنعدم فيها شروط الأمن والراحة

ü كثرة الروائح الكريهة التي تؤثر على نفسية الأشخاص

ü غياب التخصيص في هذه الفضاءات حسب استعمالها من الفئات العمرية المختلفة

ü عدم التحكم في الفضاءات الفارغة في السكنات الجماعية وبالتالي تسهل عملية تكدس القمامات

ان الأخذ بعين الاعتبار كل هذه المعطيات يعني التنسيق بين مختلف متدخلين المدينة والمستعملين من أجل اعادة تنظيم المساحات الخارجية وتهيئتها بشكل جيد ومن أجل ذلك لابد من معرفة احتياجات السكان المختلفة من هذه الفضاءات .

ان الفضاءات الخارجية يجب أن تكون مهيأة ومنظمة من أجل أن تكمل الوظيفة السكنية ومن أجل ذلك يمكن أن نصنف احتياجات السكان من هذه الفضاءات الى مايلي :

ü الراحة لجميع الفئات العمرية

ü الأمن

ü الالتقاء والتفاعل

ويمكن تصنيف الاحتياجات حسب الوظيفة الى :

Ø المساحات الخاصة بالتنقلات وتتكون من :

v طرق السيارات .

v ممرات الراجلين والأرصفة

v ممرات الدراجات ووسائل نقل المعقين

v مناطق خاصة بالهدوء والراحة (نباتات ذو روائح طيبة ومساحات خضراء )

v المناطق الخاصة بالالتقاء والتفاعل ونجد فيها :

_ مساحات اللعب للأطفال

_ مساحات الالتقاء للجميع

ü الاعتناء بالجانب الجمالي والمناظر الطبيعية :

أثبتت العديد من الدراسات أن الجانب الجمالي يحضى باهتمام السكان وله تأثير على نفسية الانسان وتصرفاته داخل الحي . فانشاء مناظر طبيعية يكون بتطبيق عمليات تدخل متنوعة وقوية على المساحات مثل المساحات الخضراء

ولكي يمكننا اثراء الجانب الجمالي يجب علينا أن نقوم بالتدخلات التالية :

Ø تثمين المداخل

Ø ايجاد هوية للوحدات الطبيعية

Ø انشاء مناظر طبيعية غنية بالأشكال

Ø التفنن في المساحات الخضراء

13_ الخاتمة :

نستنتج من خلال هذا البحث أن عملية التحسين الحضري عملية فعالة تساعد على تكيف السكان مع الوسط الحضري الذي يعيشون فيه فهي تسمح بتطوير الوسط الحضري بالاضافة الى تلبية متطلبات السكان . أم فيما يخص منطقة الدراسة (القماص) فالتحسين الحضري من أهم الوسائل الحضرية التي يمكن أن نطبقها على القماص للنهوض بالوسط الحضري وتجنب المشاكل الحضرية التي تعاني منها المنطقة