بحث حول سيدي مبروك بقسنطينة

من طرف **Admin** الجمعة نوفمبر 11, 2011 6:32 pm

التطور التاريخي و المجالي لمنطقة الدراسة :

مقدمة :

لدراسة كل ما يتعلق بالعمران لمنطقة او مدينة ما , لابد من التطرق لماضيها , أي كيفية توسعها و مراحل نموها , و المعروف أن كل المدن الجزائرية مرت بفترات تاريخية متعددة و كل فترة تركت بصماتها على شكل هذه المدن و مظهرها العمراني , مدينة قسنطينة هي الأخرى عرفت عدة مراحل لنموها العمراني , و كان حتميا ان تساير منطقة سيدي مبروك هذا التسلسل رغم ان هذه الاخيرة لم تكن تذكر دائما في تاريخ المدينة الا مع بداية القرن العشرين . لانها لم تكن انذاك منطقة معمرة .

- اصل التسمية :

يجع اصل التسمية الى احد الاولياء الصالحين من العهد التركي الذي استقر بالمنطقة و بعد وفاته اطلق عليها اسمه '' سيدي مبروك ''

1-1- مراحل التطور العمراني:

1-1-1 مرحلة ما قبل الاستعمار:

سطح المنصورة لم يكن محط انظار أي من الحضارات القديمة لا نوميديين لا الرومان , لا الفنيقيين و لا حتى المسلمين ونظرا لقربة الملركز (الصخرة ) و كونه مجال ريفي واسع خصص لتربة المواشي و زراعة الحبوب خاصة في عهد الاتراك .

حيث نجد ان معظم الاراضي الفلاحية الخصبة كانت تابعة لاملاكهم بالاضافة الى هذا عمل سطح المنصورة في هذه الفترة على حماية الصخرة من الجهة الشرقية و هضبة الكوديا تعمل على حمايتها من الجهة الغربية هذه الصفة جعلت منه موقعا استرتيجيا هاما و ملفت للانظار .

2-1-1 المرحلة الاستعمارية :

* الفترة الاولى ما بين 1837-1884 : هي مرحلة خروج المدينة في اسوارها , و اول ما بدا التعمير بالمنطقة كان بسطح المنصورة التي '' اكتشفت '' اكتشف المعمر اهميته نظرا لاشراقه على المدينة 750 م مما سمح له بمراقبة الاهالي و بالتالي انشا الحي العسكري (la remonte) galifet

الذي قدرت مساحته ب 10 هكتارات , و هو اكثر ثكنة بالمدينة , كما عرفت هذه المرحلة تشجير غابة المنصورة سنة 1865 م على مساحة 74 هكتار بعد الحي العسكري , انجز عنه بناء مناطق سكنية بالقرب من ميدان التربة الخيول بسيدي مبروك الاعلى و كذا تخصيص المنصورة '' تحصيص الدومينال '' سنة 1884 م و بعض العمارات .

- كما شهد سيدي مبروك الاسفل انشاء مستودعات السكة الحديدية بعد ازالة بعض المساكن ’ هذه المستودعات لعبت دورا اقتصادي هاما حيث بلغت اليد العاملة 400 عامل سنة 1970 م و اهم الاعمال التي استفادت اكبر منها المنطقة الشرقية عامة في جر مياه جبل الوحش لتامين كميات اكبر لسيدي مبروك , و قدرت مساحة التوسع خلال هذه الفترة ب : 63.7 هكتار كان نصيب العسكريين منها 63 ℅ .

- *الفترة الثانية ما بين 1884 – 1913 م

تميزت هذه الفترة بقلة الانجزات العمرانية المتمثلة في :

- تحصيص البورجوازي ما بين سنتي 1912 – 1913 م بسيدي مبروك الاسفل . بالاضافة الى هذه التحصيصات تم تدشين جسر سيدي راشد سنة 1912 م الذي كان له تاثير مزدوج ’ حيث فتح مجال الاتصال بالمنطقة الشرقية على المستوى المحلي , كما تم بعض انجاز المدارس و عيادة الولادة الموجودة حاليا بالمنطقة .

- في هذه الفترة نجد ان المعمرين احتلوا مساحة كبيرة قدرت ب 187 هكتار .

- * الفترة الثالثة ما بين 1913 – 1933 م

- ان بناء الجسور ادى الى موجة تعمير كبرى , و خاصة بعد الحرب العالمية الاولى ففي هذه المرحلة تجسدت صورة المنطقة بشقيها العلوي و السفلي حيث ازداد التوسع على اراضي جديدة , بازدياد عدد التحصيصات السكنية بسيدي مبروك الاسفل و ظهور مجموعة من الفيلات اليهودية بسيدي مبروك الاعلى . و الجدول الموالي يوضح هذه التحصيصات و سنة انجازها .

-

موقع التخصصات وسنة إنجازها (الفترة ما بين 1923-1933)

إسم التخصص

موقعه

سنة إنجازه

باتريموان

سيدي مبروك الأعلى

1923-1924

كانال بانيال

سيدي مبروك الأسفل

1928

ليلند

سيدي مبروك الأعلى

1928

موازلفي

(سيدي مبروك الأسفل)المنصورة

1929

لويس لفيلا

سيدي مبروك الأعلى

1931

حي ليبان

سيدي مبروك الأسفل

1932

حي الشرطة

سيدي مبروك الأعلى

1932

سان بون

سيدي مبروك الأسفل

1933

المصدر:

مذكرة تخرج بعنوان منطقة سيدي مبروك "دراسة البنية المجالية سنة 1991 "

-رافق هذا الإنجاز بعض المنشآت الرياضية منها ملعب بيبنيار "pipihiére"

كما ظهرت بعض البيوت القصديرية على حواف المنصورة .

-ونظرا للزيادة الهائلة في عدد سكان المنطقة أصبح منبع الفزقية غير كافي بالتالي بدأ العمل في استغلال منابع بومرزوق واستصلاح خزانات القنطرة والمنصورة .

*الفترة الرابعة مابين 1933-1962 م

امتازهذه الفترة بعدم التجانس المجالي .بحيث إلى جانب الأكواخ القصديرية الرديئة ،ظهر نمط جديد يسمى بالأحياء الفوضوية الصلبة واحتلت المواقع الغير قانونيةespace illicite))مشكلة أزمة حولة المنصورة .

في حسين تواصل تدعيم الإنجازات الإستعمارية،و إضافة بعض التحصيصات لصالح المستعمرين و الجدول الموالي يوضح ذلك.

موقع التخصصات وسنة إنجازها (الفترة ما بين1933-1962)

إسم التخصص

موقعه

سنة إنجازه

أبوتر

سيدي مبروك الأعلى

1942

السعادة

سيدي مبروك الأعلى

1942

الشرطة

سيدي مبروك الأسفل

1942

بون روبو

سيدي مبروك الأسفل

1942

البوسيجور

سيدي مبروك الأعلى

1959

الملجأ العائلي

سيدي مبروك الأعلى و الأسفل

1959

المصدر:

مذكرة تخرج بعنوان:منطقة سيدي مبروك، دراسة البنية المجالية 1991م

معهد علوم الأرض. قسم التهيئة الحضرية.

كما أنجزت هذه الفترة بعض المنشآت الدينية منها:

مقرات الجمعيات الدينية .(الأباء البيض) .أما الوظيفة العسكرية فقد تعززت بإنشاء ثكنة جديدة ((les gardes mobilesلتكملة حي "قاليفي" (Galifet)بالمنصورة.

- كما استمرت الأكواخ القصديرية و السكن الفوضوي في الظهور خاصة في الفترة مابين 1960-1962م وقد ساعد في ذلك موقع سيدي مبروك الذي مكن المهاجرين المقهورين من الإستقرار دون مشاكل . والجدول الآتي يوضح تطور نسبة الأكواخ القصديرية بالمنطقة:

الفترة

النسبة

قبل 1942

12℅

1942-1946

8 ℅

1947-1953

21℅

1954-1969

59℅

المصدر:

مذكرة لويزة عميرش"مدينة داخل مدينة"سيدي مبروك 1983م

*الفترة مابين 1963-1999 م

و هذه الفترة نستطيع تقسيمها إلى 4 مراحل :

- المرحلة الممتدة مابين 1963-1969 م:

تميزت بتزايد المساكن الفوضوية بصورة مكثفة و احتلال المساكن المتخلى عنها من قبل الأوروبين والتي كان الطلب عليها بمدينة قسنطينة ككل أكثر مما هو عليه في المدن الأخرى ،و من هنا بدأت تظهر أزمة الزكن بالمدينة مما ألزم السلطات المحلية التوجه إلى إتمام بعض المشاريع الموجهة لإسكان الجزائريين و التي تدخل ضمن مشروع قسنطينة 1956 مHLM" " و في البوسكي "حي الآجئين"

- المرحلة الممتدة مابين 1970-1982 م:

-

تميزت بكونها فترة تنشيط المشاريع السكنية و هي حتمية فرضتها الهجرة المكثفة ،حيث تضاعف عدد سكان المدينة ثلاث مرات .في هذه الفترة .كما شهدت المدينة تغيرات واضحة في نسيجها العمراني ،وفي هذا الإطار عرف سيدي مبروك توطين العديد من التجهيزات منها .الثانويات ،المتوسطات ،المدارس و المنشآت الصحية إلى جانب المشاريع السكنية المتمثلةفي تحصيصات البناء الفردي و منطقة حضرية سكنية جديدة "ساقية سيدي يوسف"

- المرحلة الممتدة مابين 1983-1990 م:

-

وفي الفترة التي استنفذ فيهاسيدي مبروك أرضية، وقد اتسمت باستكمال معظم المشاريع السكنية المبرمجة (ساقية سيدي يوسف)،(تحصيص أحمد باي الحياة) وانجازتجهيزات جديدة منها :التعليمية (مثل :خوالدية صالح)

و التجارية ( مثل :سوق الرماش سنة 1986) ،كما شهدت هذه الفترة تغيير في نمط النسيج القديم حيث ادخلت بعض التعديلات والتجديدات خاصة على نمط الفيلا (من النمط الأوروبي إلى النمط الحديث الجزائري ).

- المرحلة الممتدة مابين 1990-1999 م:

-

لم تشهد هذه المرحلة توسعا عمرانيا و هذا نظرا لعدم وفرة الجيوب الفارغة أو المساحات الشاغرة بالمنطقة لكنها تميزت ببعض التغيرات المتمثلة في:

-امتصاص بعض الأكواخ القصديرية الموجودة بسطح المنصورة و اقامة كل من :وكالة تحسين و تطوير المسكن (A.A.D.L) ودار الشباب بإمكانهاو بنفس المنطقة ثم انجاز بعض المنشآت الإدارية المبرمجة من قبل ضمن الحي الإداري لكن هذه الأخيرة احتلت من قبل أعوان الشرطة و الدرك الوطني .

-انجاز مقر الصندوق الوطني للتوفير و الإحتياط (CNEP)سيدي مبروك الأعلى و بالقرب من سوق الرماش.

-بالإضافة إلى عملية التكثيف سواء عن طريق زيادة طوابق في نمط الفردي أو شغل الفراغات الموجودة مابين البنايات.

الدراسة السكنية للمنطقة

مقدمة:

تعتبر الدراسة السكنية محور أساسي في الدراسات العمرانية .كونها عنصر مهيكل للمجال الحضري ،ونظرا للميزات الطبيعية للمنطقة و الفترات المتباينة لظهور مختلف أجزائها فإن هذه الأخيرة تحضى بتركيبة مميزة .لذا تطرقنا لأهم العناصر المعبرة في هذه الدراسة و التي تعطينا صورة واضحة عن المجال من حيث نمط البنايات .التوزيع المجالي اهذه الأنماط كثافتها .حالة البنايات ....الخ

1- الأنماط السكنية:

تعود نشاة معظم أحياء منطقة الدراسة الى الفترة الاستعمارية و من بدا التوسع العمراني لها و اخذت المساكن انماط مختلفة ثم تصنيفها بعد معالجة نتائج الاستثمارات الخاصة بالعينة المدروسة الى ما يلي :

1-1- النمط الفردي (نمط الفيلات ) :

و هي المساكن التي تحيط بها حديقة و قد تسكنها اسرة واحدة او مجموعة اسر تنتمي الى عائلة واحدة و هو احسن نمط بمنطقة الدراسة . تسكنه حاليا الطبقات الاجتماعية الميسورة الحال و بمثل اكبر نسبة بالمنطقة أي ما يعادل 69.72 ℅ و يحتوي على نوعين :

* الفردي الاستعماري و بمثل 44.72 ℅.

* الفردي الحديث و يمثل 25 ℅ .

1-2- النمط الاجتماعي :

و هي العمارات التي تتكون من مجموعة من الطوابق قد تصل او تفوق ال 10 طوابق يشترك سكانها في المدخل واحد و في مجال خارجي واحد كما ان مساكنها متجانسة من حيث التقسيم الداخلي الا من حيث الغرب فانها تختلف سكان هذا النمط من ذوي الدخل المتوسط .

يوجد في كل من سيدي مبروك الاعلى بحي الرائد منتوري و هي العصافير و سيدي مبروك الاسفل بحي سي محمد و حي مرابط و هو تمثل نسبة 23.28 ℅ من اجمالي السكنات .

1-3-نمط البناء الذاتي :

يتمثل هذا النمط في تلك البينايات التي تشكل نسيجها متداخلا بين المسكن المرتفع و المسكن الافقي يوجد هذا النمط بسيدي مبروك الاسفل بحي داوديعمار الذي يتكون من مساكن ذات اشكال غير منتظمة هندسيا متلاصقة و متبلية المساحة و يشكل هذا النمط نسبة قليلة جدا مقارنة بالنمط الفردي .

الشبكات :

شبكة المياه الصالحة للشرب :

من خلال المخططالذي يمثل شبكة المياه الصالحة لشرب تبين لنا ان منطقة الدراسة ( سيدي مبروك – الاعلى –سيدي مبرك الاسفل ).

تبين ان منطقة الدراسة تمون من خزان يقع في الجهة الشمالية الغربية المنطقة سعته تبلغ 70.000 م³ و هذا الخزان متصل بقنوات رئيسية و فرعية تمتد الى جميع مساكن المنطقة بتراوح قطرها ما بين ( 40- 80 ) كما ان نسبة التغطية تصل الى حوالي 95 ℅ اما حالة الشبكة فهي على العموم جيدة .

عندما نلاحظ الشبكة نجد :

* شبكة ذات القطر 400 ملم بمحاذات الطريق .

* شبكة ذات القطر200 ℅ تمتد من

* شبكة ذات القطر 100 ℅ تتواجد على الطريقين .

* اما ذات القطر 80 ℅ فيتوزع على حدود الطرق الثالثة لتعذبة السكان .

حالة المساكن المتواجدة في المنطقة :

مقدمة :

بعد دراسة الانماط السكنية الموجودة بالمنطقة تبين لنا ان معظمها يعود الى الفترة الاستعمارية هذا ما جعلنا نتساءل عن وظعية النسيج العمراني لمجال الدراسة و درجة تدهوره علما ان هذا الاخير في عمر البناية و قدمها يمكننا من استنتاج عينتين :

حالة جيدة :

وهي تشمل خاصة النمط الفردي الحديث : كتخصيص المنزه . تحصيص الحياة , حاج احمد باي , تخصيص بن حباب , تخصيص الزهور و النمط الجماعي المتمثل في حي منتوري .......الخ و اجمالي سيدي مبروك الاسفل .

حالة رديئة :

هناك بنايات فوضوية , غير قانونية , ذات اشكال هندسية غير منتظمة و اوضاع سكنية مزرية موجودة في سيدي مبروك الاسفل محصورة بين الطريقين .

الاسباب :

- بالنسبة للمنطقة العليا و ذلك لانها ظهرت ما بين الفترة )90-80 ) و هذا راجع الى التطور المجالي للمنطقة و كذلك للحالة المادية الجيدة للمساكين

- المنطقة السفلى :

- راجع ايضا الى تاريخ المنطقة فرض قدمها لان المنطقة شهدت عدد لا باس بها من العمليات الترميمية و المحافظة على المساكن .

الموضــــــــــع :

من المعلوم ان كل مدينة لها موضع اولي توضعت عليه يسمئ ''النواة'' و اثناء توسعها قد تصادف مواضع اخرى تختلف او تتشابه مع الموضع الاهلي كما هو الحال في مدينة قسنطينة .

ففي بداية نشاتها توضعت فوق الصخرة (النواة) على جانب واد الرمال و بومرزوق تحيطها العوائق و الانحدارات الشديدة من كل جهاتها اضافة الى جروف و انكسارات هذه التقطعات الفزيائية كان لها اثر بالغ على طبيعة و تنظيم المجال العمراني , بحيث كانت تشكل عائق امام توسعها فبعد الصخرة لم يجد المستعمر بديلا لتوسع المدينة سوى مجموعة الهضاب المتقطعة و المنتشرة هنا و هناك حول الصخرة و امتداد العمران خارج النواة الأصلية على الاطراف الشرقية ( هضبة سيدي مبروك )و الجنوبية الغربية ( هضبة الكوديا) هذا التوسع لم يكن عشوائيا بل كان اختيار فرصة الوضع و ذلك لما كانت توفره هذه الاطراف من التسهيلات اكثر من غيرها .

1)- فربما من الصخرة .

2)- استواء سطحها .

3 )- ارتفاع الهضبة الشرقية مقارنة بارتفاع الصخرة اعطاها ميزة و قيمة استراتجية مما جعلها محطة انظار المستعمرين ( الاتراك – الفرنسيين) فوضعوا منشاتهم العسكرية بها قصد السيطرة على المدينة القديمة و مراقبة الاهالي . و عموما فان موضع منطقة الدراسة يحتل الجهة الشرقية للقطاع الحضري سيدي مبروك و يتربع على مساحة ....