التسيير والتقنيات الحضرية


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

التسيير والتقنيات الحضرية
التسيير والتقنيات الحضرية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المدينة وتسيير النقل الحضري – حالة مدينة المسيلة

اذهب الى الأسفل

المدينة وتسيير النقل الحضري – حالة مدينة المسيلة Empty المدينة وتسيير النقل الحضري – حالة مدينة المسيلة

مُساهمة من طرف Admin الجمعة نوفمبر 11, 2011 12:40 pm

الدكتور / خلف الله بوجمعة

استاذ محاضر ومدير مخبر بحث بجامعة المسيلة - الجزائر

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
ملخص :

تعيش جل مدن العالم تطورا مذهلا في جميع المجالات و خاصة الناحيتين السكانية و العمرانية. و قد نتج عن ذلك أزمة حضرية خانقة في المدن الكبرى و المتوسطة، وخاصة في العواصم المتميزة كطوكيــو بومباي و القاهرة و غيرها.

و لا شك أن الجزائر ليست بمنأى عن هذه المشاكل خاصة منها المرتبطة باقتصاد المدينة كالنقل الحضري. فقد أدى التزايد السكاني لبعض المدن إلى تداخل الوظائف، و تعدد الحركة و تنوع أسبابها، مما شكل ظاهرة جديرة بالدراسة و الاهتمام.

و من بين المدن الجزائرية ذات الحجم المتوسط نجد مدينة المسيلة، التي شهدت حركة توسع عمراني مذهل مع بداية التسعينيات من القرن الماضي نتج عنه صعوبات كبيرة في ميدان النقل الحضري. و صعب هذا من التحركات السكانية بمختلف انواعها حيث بينت الملاحظة الميدانية ان القطاع يعاني من غياب التنظيم.

فإذا علمنا أن طبوغرافية المكان لا تطرح أي إشكال لكون الأرضية مستوية، و بأن الطرقات تمتد لتغطي كافة النسيج العمراني للمدينة، فإن عدم تحقيق النقل الحضري لما كان ينتظر منه من الأهداف يعود لا محالة لخلل في الجانب ألتسييري للقطاع كعدم التوافق بين التصميم المقترح و متطلبات الكثافة السكانية و عدم الدقة في اختيار المسارات اللازمة و محطات التوقف زيادة على التسعيرات غير الموافقة.

وتهدف هذه المداخلة إلى تبيان أهمية الجانب التسييري في تنظيم النقل الحضري داخل مدينة المسيلة، وتوضيح علاقة ذلك بمخططات التهيئة والتعمير السارية المفعول. كما ترمي إلى إبراز مكانة ذلك في تحقيق النجاعة المرجوة التي تؤدي إلى بلوغ الراحة المرجوة للمستعملين.



مقدمة :
عرف العالم تزايدا سكانيا مذهلا. و قد صاحب ذلك تطور متسارع للمدن و امتداد لمجالاتها، و ازدياد لعددها. و نتيجة لما سبق ظهرت مشكلات معقدة لم تكن معروفة في العصور السابقة داخل المدن. و قد برز النقل الحضري كاحدى هذه المشكلات إن لم يكن اعقدها على الإطلاق. و للدلالة على أهمية هذا العمل نشير إلى أن ً الإنسان في مدينة شيكاغو يقضي تسع سنوات من عمره في المتوسط داخل المترو و وسائل النقل الاخرى ً. ( روبير أوزيل (فن تخطيط المدن) منشورات عويدات بيروت (1983).
و حاولت كثير من الدول كالجزائر مثلا الاستثمار في هذا المجال خاصة في الحواضر الكبرى بهدف التحكم في التنقلات داخل المدينة و تسييرها بزيادة البنيات التحتية، و زيادة الوسائل و تنويعها. و لكن لوحظ أن المشكل ما فتئ يزداد تأزما من يوم لآخر.
فإذا عرفنا أن تسير المدينة تقنيا يتم بواسطة أدوات التهيئة و التعمير المتمثلة في ثنائية المخطط التوجيهي للتهيئة و التعمير و مخطط شغل الأراضي، فان ذلك يتطلب منا البحث عن طرق لتسيير النقل الحضري يمكنها أن تستفيد من هذا البعد لتحسين الاداء على ان تكون مبنية على قراءة صحيحة لهذه المخططات.



1.النقل الحضري و أنظمة الحركة المرورية:
لا شك أن شبكة الطرقات في المدينة هي المسؤول الأول على تغذية كل الأجزاء المكونة لها. ً فهي تشبه شرايين الجسم إلى حد بعيد ً حسب أحد الباحثين (.زين العابدين علي تخطيط النقل الحضري عمان دار الصفاء (2000). فالشوارع المجمعة تقوم بتجميع حركة المرور من الشوارع الفرعية لتضخها في الشوارع الرئيسية ذات التدفقات العالية. و يضمن النقل الحضري التنقلات داخل المدينة مستعملا هذه الشوارع و الطرقات التي تشكل شبكة حتى في المدن الصغرى.

2.1.النقل الحضري :
يعرف النقل الحضري من بين التعريفات العديدة على انه ً مجموعة التقنيات المستعمـلة و التهيئـــات و البنيات التحتية و الوسائل، التي تهدف مجتمعة او في مجملها إلى التنظيم الإداري و الضمني لتنقلات الأفراد و الحيوانات و السلع و المعلومات في ظروف مثلى من وقت و تكلفة و راحة ً. و يطرح النقل الحضري مشكلات مجالية جغرافية و أخرى لامجالية. و نهتم عادة كمختصين بهذه الأخيرة أي المشاكل المطروحة على مستوى مركز المدينة و أطرافها.
فالمختص في العمران او في الجغرافية و التهيئة المجالية يدرس مشكلات الإختناق المروري المؤدي إلى هدر الوقت و القلق و التلوث و الحوادث و قلة أماكن التوقف على مستوى مراكزالمدن. كما يدرس كيفيات ربط اطراف المدينة مع المركز و و ربطها أيضا فيما بينها. و توجد إمكانية للتعاون مع مهندس النقل الذي يقوم فيما بعد ً بتقييم شبكة النقل و اختيار الشبكة التي تناسب و متطلبات المدينة المعنية. ( مصطفى فواز (مبادئ تنظيم المدينة) بيروت معهد الإنماء العربي ( 1980).
و الاختناق المروري هو المشكل الأساسي الذي يعنى بدراسته المختصون في تسيير النقل الحضري. فهذا العامل ينشأ أساسا من تنامي التنقلات التي تتولد من زيادة حاجيات السكان للحركة. فكل المحـاولات التنظيمية و التسييرية تهدف أساسا للتحكم في هذا العامل و تطويعه. و نشير إلى أن الحاجة الإجمالية للتنقلات تحدد بمعرفة مجموعة من العناصر كما يلي:

- طبيعة و وسيلة النقل المستعملة

- حجم تنقلات الافراد اليومية

- المدة الزمنية لكل تنقل من مكان الانطلاق إلى مكان الوصول

- طبيعة المدينة و مورفولوجيتها العامة التي تحتم على الدارس معرفة الكثافة السكانية و نوع النشاطات الغالبة ( تجارية، سياحية، جامعية، دينية، سياسية...)

2.1.أنظمة الحركة المرورية

يقصد من أنظمة الحركة المرورية هندسة المرور التي تحقق انسيابيــة و أمان الحركة المرورية داخل المدينـة و ذلك عن طريق ما يلي:

- تنظيم مكونات المدينة من خلال ضمان شبكة نقل تتواءم مع حجم التحركات

- السطرة على التناقض الدائم بين سر عات المرور لأنواع السيــارات المختلفة و دراسة التقاطعات بين حركة المشاة و الحركة الميكانيكية.

و يتحقق ما سبق من خلال ضمان شبكة طرقات، مخططة و مصممة للتلاؤم مع حجم و نوعيــة المرور و اتجاهاته و سرعاته و كثافته و عدد رحلات النقل الجماعي و النقل الخاص من و إلى كل الأجزاء المكونة للمدينة. ويتم ضمان الحركة المرورية داخل المدينة و حولها بواسطة:

- طرق سريعة خارجية للمرور الخارجي

- طرق سريعة رئيسية بين الاحياء و المركز

- طرق اساسية بين الوحدات العمرانية

- شوارع رئيسية و محلية


2.تنظيم النقل الحضري داخل المدينة:
1.2.شبكة النقل

إن طبيعة شبكة النقل الحضري في كل مدينة و مدى كثافتها و تنظيمها دليل على التطور الحضري. كما تعبرعلى قدرة المخططين على ضمان مدينة منظمة تؤدي وظائفها على أكمل وجه و توفر الراحة و الأمان لسكانها. فعندما يراد " المحافظة على المدن العتيقة او توسيعها في انسجة جديدة تبرز مشكلة النقل كمسألة جد هامة " (M.WEILL ( L’urbanisme) éditions les essentiels Milan ( 2002 ) ).

و هناك قواعد تتحكم في تصميم مخطط الحركة و النقل داخل المدينة كما يلي:

- نوع الحركة اي للبضائع ام الاشخاص

- منبع الحركة اي مناطق تولدها من المركز او من المناطق السكنية

- المقصد اي تحديد الوجهة النهائية أو الأساسية للحركة

- النوعية اي كل من المسارات و وسائل النقل المستخدمة فردية ام جماعية، خاصة ام عمومية

- سرعة وسيلة النقل
ففي النموذج المدروس أي مدينة المسيلة نلاحظ ان شبكة النقل الحضري تمتاز بالكثافة التي تتناسب طردا مع الكثافة السكانية كما يظهر في الشكل التالي الذي يبين أن الضغط الكبير في الطلب على التنقلات يقع على المحور شرق – غرب حيث تتركز الجامعة و المعاهد الثانوية و الفنية و المنطقة الحضرية الجديدة:
و لضمان مرونة نسبية لهذه المخططات ينبغي إدخال تحسينات من حين لآخر عليها للتأقلم مع المستجدات و مع الحاجات الجديدة. و معنى ذلك أن هذه المخططات ذات طبيعة استاتيكية و تحتاج إلى وسائل في اتجاه إكسابها نوعا من المرونة و الديناميكية.

2.2.تخطيط الطرق في المدينة

تعتبر عملية تضميم و تخطيط الطرق اهم عامل من العوامل الميسرة لعملية تسييرها. و في هذا الإطار يجب مراعاة المبادئ التي تحكم العلاقة بين الإطار المبني و شبكة الطرقات الحضرية، و المتمثلة أساسا في:

- التناسق الوظيفي بين الطريق و محيطه. فالطريق عنصر تركيبي في المدينة يؤثر و يتأثر بمحيطـه. و من هنا يجب ضمان التكامل بينهما.

- التدرج الوظيفي للطرق لضمان سلاسة و انسيابية الحركة

- إخضاع الإختيار الوظيفي للطرق حسب العناصر التصميمية.
و في النموذج المدروس هناك اختلال واضح في التناسق بين شبكة الطرق ومحيطها الذي يمتاز بالكثافة و لغياب التدرج و نقص الانسيابية و السلاسة في تدفق الحركة.

3.2. تأثير الطرق على المدينة

لا شك ان التكامل واضح بين الطريق و المجال المبني المحيط بها. و للتحكم أكثر في النقـــل الحضري و تسييره بطريقة عقلانية ينبغي الإعتماد على دراسات تحليلية لمسارات الحركة الميكانيكية و المشاة مشابهة للدراسات العمرانية، لمعرفة نقاط التقاطع بينهما. فهذا الأمر يمكن من التصرف لتقليل حوادث المرور. و يتأتى ذلك من خلال رسم كل نوع من المسارات في المدينة بشكل منفصل ثم نقوم بعملية مطابقة

(Superposition) لبعضها على البعض الآخر للتعرف على نقاط التلاحم و معالجتها.

و قد اظهرت لنا الدراسة الميدانية التي قمنا بها بمدينة المسيلة الغياب الكلي للدراسات التحليلية لمسارات الحركة الميكانيكيـة و حركة المشاة. فكل ما هنالك عمل مبني على ملاحظات يومية من طرف الهيئة التقنية بالبلدية. فإذا كنا نعلم أن هذه الأخيرة قابلة للتغيير في اي وقت من جراء تدخلات المسؤولين للتجاوب مع تدخلات بعض الفاعلين في المدينة او لتحقيق مصلحة ما، فإننا ندرك بسهولة مدى الخلل ألتسييري الذي يعاني منه النقل الحضري.


4.التمفصل بين النقل الحضري و التعمير:

يبرز التمفصل بين النقل الحضري و بين التعمير كعامل مهم في تحسين تسيير النقل الحضري. و لا ننسى بأن ً الكثافة السكانية تمثل طلبا عن التنقل، و هما متناسبان طرديا Piron, V (Urbain interurbain : laproblématiqueestdevenue globale), revue Transport N°393) Paris (1999).

و لا شك أن عملية تقسيم المجال تقسيما عمرانيا اعتمادا على المقاربة الوظائفية (سكن، عمل، خدمات...) التي تتحكم في الحاجـة إلى التنقل و في توليدها. و هذا الأمر يتطلب ضمان حد أدنى من التناسق بين تنظيم حركة النقل الحضري و بين شبكات الربط داخل المدينة و حولها. كما أنه يؤثر على سهولة الوصول من منبع الحركة إلى وجهتها أو نقطة الوصول.

و يمكن أن نلاحظ أن الشكل العام للمدينة، و كيفية معالجة مجالهــا من طرف المختص في العمران، و خصائص شوارعها و أزقتها، و كيفية تهيئة طرقاتها و تنظيم أماكن توقف السيارات هي التي تحدد أساسا النماذج المختلفة للتدفق. و هذه الأخيرة تحرص على ضمان سهولة التنقلات و انسيابية المرور، و تحاول تفادي اختناق الحركة. و هذا الأمر صالح في مركز المدينة التي تشكل مصدر أو وجهة غالبية التنقلات في المدن، كما يصلح على أطرافها.

و الشكل الموالي يظهر بسهولة أن المحور الرئيسي للمدينة الرابط بين اشبيلية غربا و لاروكاد شرقا هو الأكثر استعمالا من طرف النقل الحضري، لكونه مرتبط ارتباطا وثيقا مع الحركة النشيطة للتعمير في هذا الحيز. و كان من المفروض أن يكون أكثر تمفصلا مما هو عليه مع ما يحيط به من منشآت و مرافق مهمة بالمدينة.





و مما رأينا سابقا نستنج بان نجاح عملية تسيير النقل الحضري لا تتوقف على جانب وسائل النقل وحده بل تتعداه لعالم العمران و تسيير المدينة. فهذا الأمر يبين ان التحكم في النقل الحضري و تسييره تسييرا عقلانيا، يبدأ في مراحل قبلية تتمثل في مراحل إعداد المخططات التوجيهية للتهيئـة و التعمير الخاصة بالمدينة. و هذا الأمر يتطلب معايير لتنسيق السياسات المختلفة بداخل المدينة، يمكن من خلالها بلورة رؤية موحدة للتهيئـة العمرانية و النقل الحضري.
5.من أجل تسيير عقلاني للنقل الحضري بالمسيلة

شهدت مدينة المسيلة ذات الحجم المتوسط حركة توسع عمراني مذهل مع بداية التسعينيات من القرن الماضي ادى إلى امتدادها على عدة محاور. و نتج عن ذلك صعوبات كبيرة في ميدان النقل الحضري. و يبدو من خلال الملاحظة الميدانية أن قطاع النقل عموما يعاني من غياب التنظيم في الحركة و في برمجة التنقلات المختلفة خاصة على المحاور الهامة، و هي محور لاروكاد –أشبيلية، و محور طريق بوسعادة –برج بوعريريج المتشعب، و التي يظهرها الشكل رقم 03.

و هذه المحاور تطرح بها حاليا كثيرا من الإشكاليات المتعلقة بالنقل الحضري، و التي تتطلب تدخلا عاجلا من طرف المختصين. و المحول رقم 05 المخصص للشاحنات بعد فتح مصنع الاسمنت في منطقة حمام الضلعة هو محاولة جديدة لتوزيع الحركة و إبعاد ما يمكن أن يعقد من حركة النقل الحضري في القطاعات الحيوية داخل المدينة.





فإذا علمنا أن طبوغرافية المكان لا تطرح أي إشكال لكون الأرضية مستوية، و بأن الطرقات تمتد لتغطي كافة النسيج العمراني للمدينة، فإن عدم تحقيق النقل الحضري لما كان ينتظر منه من الأهداف يعود لا محالة لخلل في الجانب التسييري للقطاعنذكر من بينهاعلى سبيل المثال عدم التوافق بين التصميم العمراني المقترح و متطلبات الكثافة السكانية.

و لاحظنا أن التزايد في الطلب على التنقلات على مستوى مركز المدينة و الأطراف خاصة في الجهتين الشمالية و الغربية، أدى إلى حدوث اختناق شديد في الطريق الوطني رقم 60 العابر لوسط المدينة باتجاه العاصمة انطلاقا من باتنة (محور شرق-غرب). و ظهرت من جراء ذلك عدة نقاط ساخنة نشأت من تفرعات الشوارع المتقاطعة معه خاصة تلك النافذة إلى حي" دالاس" و حي "بن طبي" و حي " الظهرة".

فهذه الأحياء تمتد فيها ساعات الاختناق المصاحبة لأوقات الذروة لساعة و نصف اكبر من المتوسط مما بات يتطلب تنظيما جديدا بإعداد مخطط للتنقــــل و الحركة مساير لمخططات التعمير السارية المفعول.

و هناك جانب آخر يتمثل فيً عدم الدقة في اختيار المسارات اللازمة و محطات التوقف ً ( الشركة الجزائري للدراسات و البنيات التحتية (مخطط النقل و الحركة لمدينة المسيلة ) الجزائر (2005). فهذا العامل يفرض علينا إعادة النظر في كثير من المعطيات الحالية لكون المخطط الخاص بالنقل و الحركة المنظم لكل التنقلات داخل المدينة ً يبنى على معطيات بمستويين هما الوضعية الحالية أو المرجعية و الوضعية المستقبلية أو السيناريوهات ً (CETUR Etudes des prévisions de Trafic urbain, CETUR Paris(1990)).

و يضاف لما سبق غياب تسعير مدروس بدقة وفق حقيقية المدينة. و بالتالي يكون متوافقا مع المعطيات الاجتماعية و الاقتصادية للسكان.

و يتطلب الأمر حلولا عاجلة على المدى القريب للوضعيات الحالية عن طريق اقتراح إعادة النظر في الإشارات المرورية و تحديد نفاذ بعض المسارات إلى مركز المدينة مباشرة. كما يتطلب تدخلا على المستويين المتوسط و البعيد لتقدير حجم النقل الحضري المطلوب في منظور معين بناء على تقدير النمو المستقبلي للمدينة (يفضل أن يتطابق مع منظور مخطط التهيئة و التعمير).



الخلاصة :

ان تسيير النقل الحضري تسييرا عقلانيا يتطلب التحكم في عدة عناصر أهمها اختيار المسارات بدقــة

و بالتوافق مع مخطط التعمير للمدينة، وكذا الاختيار الأمثل لكل من أماكن التوقف و المحطات تفاديا للاختناق المروري و النقاط الساخنة المفضية إلى الحوادث. و التحكم في هذا العامل، يتطلب تسخير أداة قانونية و تقنية هي مخطط الحركة و التنقل المدروس بعناية فائقة.

و لتحقيق ذلك ينبغي الاعتماد على النماذج الرياضية المعروفة للتحكم في سيولة الحركة و انتظامهــــا، و الاقتصاد في الجهد و الوقت و التكلفة، مع ضمان الحد الأدنى من الراحة للمستعملين.

و في نموذج الدراسة نقترح الاعتماد على طريقة التنبؤ السكاني التي تقوم على اعتبار السكان أهم عنصـــر و الأكثر ديناميكية في تحليل المؤثرات على الرحلات المتولدة في المدينة. و تقوم الطريقة على حساب التوقع السكاني في منظور ما لتقدير حاجاتهم للرحلات اليومية مستقبلا باستخدام قيم معينة من معدلات الانحدار الخطي لبيانات سنة الأساس.
التوصيات :

تختص هذه التوصيات بالجانب ألتسييري من النقل الحضري و تسيير الحركة و المرور بصفة عامة خاصة بمدينة المسيلة و هي قابلة للتعميم على الجهات المشابهة. و هي كالتالي:

1. إعداد مخطط للنقل و الحركة مبني على دراسات علمية و ميدانية يمكن من تحسين تدفق النقل الحضري و التجاوب مع خصوصيات النسيج العمراني

2. اعتماد نظام المراجعة الدورية للمخطط المذكور أعلاه بشكل يسمح بمرونة أكثر في التسيير و يمنح القدرة على التجاوب مع المستجدات.

3. اختيار المسارات بدقة بالاستعانة بمختصين في النقل، و ربط أماكن التوقف بهذا العنصر مع تصنيف هذه الأخيرة إلى دائمة و مؤقتة.

4. تغيير المسارات دوريا كلما كان ذلك ضروريا

5. الاعتماد على الدراسات الاجتماعية و الاقتصادية المتخصصة لمعرفة الوضعية العامة للسكان، بهدف وضع صيغ متعددة للتسعير بحيث يتجاوب مع المحيط.

6. اختيار وسائل النقل المناسبة للمدينة على أن تكون قادرة على تلبية الطلب الآني و المستقبلي ( في منظور مخطط التعمير).

7. خلق هيئة مستقلة على مستوى البلدية للتكفل بالنقل الحضري لكون الهيئة التقنية الحالية غير قادرة على ذلك لتشعب مهامها.



المراجع :

1.الشركة الجزائرية للدراسات و البنية التحتية ( مخطط النقل و الحركة لمدينة المسيلة) الجزائر ( 2005 )

2.مصطفى فواز (مبادئ تنظيم المدينة) معهد الإنماء العربي بيروت (1980)

3.روبير أوزيل (فن تخطيط المدن) ترجمة شعبان بهيج منشورات عويدات بيروت (1983)

4.زين العابدين علي (تخطيط النقل الحضري) دار الصفاء عمان (2000)

.5CETUR (Les études de prévisions du trafic en milieu urbain) CETUR Paris (1990).

.6 PIRON,V (Urbain Interurbain) In revue Transport N°393 Paris (1999).

.7WEILL,M (L’urbanisme) Edition les essentiels Milan (2002)

Admin
Admin
المدير
المدير

عدد المساهمات : 972
نقاط : 2426
تاريخ التسجيل : 09/11/2011

https://chemamin.forumalgerie.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى