التسيير والتقنيات الحضرية


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

التسيير والتقنيات الحضرية
التسيير والتقنيات الحضرية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الضوابط والمعايير التخطيطية للحد من ضوضاء وسائل المواصلات

اذهب الى الأسفل

الضوابط والمعايير التخطيطية للحد من ضوضاء وسائل المواصلات Empty الضوابط والمعايير التخطيطية للحد من ضوضاء وسائل المواصلات

مُساهمة من طرف Admin الثلاثاء يناير 10, 2012 10:53 pm

الضوابط والمعايير التخطيطية للحد من ضوضاء وسائل المواصلات

الدكتورة / سلوى عبدالرحمن مجاهد
قسم الهندسة المعمارية – كلية الهندسة – جامعة اسيوط – جمهورية مصر العربية
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

ملخص البحث:
الضوضاء هى أكبر أعداء المجتمعات الحضرية المعاصرة ويعده العلماء أحد أنواع التلوث البيئى. وللضوضاء مصادر كثيرة إلا أن حركة المرور تتسبب فى 75% من ضوضاء المدن. وفى غياب الادراك الكافى لخطورة الضوضاء ومع إهمال السبل الوقائية تزداد حدة هذة الظاهرة ويزداد ضحايا هذا التلوث ويأتى هنا دور المخططين عند إعداد المخطط العام للمدينة بالتحكم فى الضوضاء من خلال إختيار التخطيط المنطقى لإستعمالات الأراضى وللعلاقة بين مكونات المدينة والتخطيط الجيد لشبكة الطرق. لذا يهتم البحث بدراسة الوسائل التخطيطية التى تهدف للتخفيف من حدة هذه الظاهرة. وتحقيقا لهذا الهدف يقوم البحث بدراسة الموضوعات التالية: أثر الضوضاء على الانسان وممتلكاته؛ العوامل التى تؤدى لزيادة مستوى ضوضاء المرور؛ وأيضا التعرف على الوسائل التخطيطية لخفض الضوضاء فى المدن. وذلك في سياق منهج استقرائي استنتاجي تحليلي.
وينتهي البحث بطرح عدة توصيات بشأن التخطيط المنطقى لإستعمالات الأراضى وللعلاقة بين مكونات المدينة والتخطيط الجيد لشبكة الطرق. يمكن من خلال تبنيها التحكم فى الضوضاء. ويقوم هذا البحث بطرح حلول تخطيطية وحضرية لحماية المدن من الضوضاء.

محتويات البحث:
أولا: المقدمة: ويتناول فيها دراسة أضرار الضوضاء؛ وأسباب تناول هذا الموضوع؛ والهدف من البحث.
ثانيا: العوامل التى تؤدى إلى زيادة مستوى الضوضاء.
ثالثا: الوسائل التخطيطية والتصميمية للتحكم فى الضوضاء.
رابعا: الخلاصة: وتشمل النتائج والتوصيات التى تم التوصل لها.
خامسا: قائمة المراجع.

1. مقدمة :
ماهى أضرار الضوضاء على الإنسان وممتلكاته؟
لماذا الحاجة لتناول موضوع التحكم فى ضوضاء وسائل المواصلات؟
ماهى أهداف هذا التناول؟
1.1 ماهى أضرار الضوضاء على الإنسان وممتلكاته؟
تعتبر الضوضاء من مشكلات الحياة الأساسية التى تسبب أضرارا صحية على الانسان اذا ما وصلت لحد معين من التأثير. فقدرة الانسان على تحمل التعرض للأصوات العالية والحادة محدودة. ففى الوقت الذى تقدر درجة الصوت المناسبة ليتمكن الانسان من سماع الأصوات العادية بقوة (60 ديسيبل) فإن زيادة القوة بمقدار (30 ديسيبل) قد يؤدى لحدوث تلف للقدرة السمعية، كذلك التعرض لموجات صوتية مستمرة ولمدة طويله وبقوة (100 ديسيبل) يؤدى لتأثير سيئ على القدرة السمعية (Cool.
وحاسة السمع ليست هى الضحية الوحيدة لهذه الظاهرة حيث تتسبب فى ارتفاع ضغط الدم واختلال فى وظائف القلب وضعف نمو الأطفال والأجنة. وقد دلت الأبحاث على أن معاناة 35% من مرضى التوتر العصبى والقرحة والأزمات القلبية كان بسبب تعرضهم لمعدلات عالية من الضجيج لفترات طويلة ومتتالية. هذا علاوة على تأثيرها السلبى على الاقتصاد ليس لما تسببة من أمراض فحسب بل لما تسببه من تدنى انتاجية الموظفين بما يعادل 15% من أيام العمل (Cool، وأيضا لما تسببه من أضرار للمبانى وخاصة التاريخية منها. حيث أن الذبذبات والاهتزازات الناجمة عن الضوضاء تؤثر على متانة المبانى التاريخية على المدى البعيد. لذا تعد الضوضاء من أكبر أعداء المجتمعات الحضرية المعاصرة حيث أنها أحد أنواع التلوث البيئي التى تؤثر على صحة الانسان وممتلكاته.
لذلك اهتمت الهيئات الدولية بوضع حدود وقيم لمستوى الضوضاء المناسب ولأداء الوظائف الطبيعية للجسم وأداء الأعمال المطلوبة بكفاءة (3) نذكر منها:
• المستوى المناسب للنوم المريح 35 ديسيبل.
• يجب ألا يزيد مستوى الصوت عن 60 ديسيبل لإمكان التخاطب مع الآخرين.
• يجب ألا يزيد مستوى الصوت عن 80 ديسيبل للحفاظ على شدة السمع عند التعرض لفترات طويلة.
ووضعت الدول المتقدمة تحديدا لمستوى الصوت المسموح بها فى المناطق السكنية وهى 55 ديسيبل نهارا و 45 ديسيبل ليلا. وهى لاتسمح بإقامة طرق جديدة قبل التأكد من أن حركة المرور عليها لن تتسبب فى ازعاج سكان المناطق المجاورة.
1. 2 لماذا الحاجة لتناول موضوع التحكم فى ضوضاء وسائل المواصلات؟
أثبتت الإحصائيات أن حركة المرور تتسبب فى 75% من ضوضاء المدن (2). وفى دراسة لحساب معدلات الضوضاء الصادرة من بعض وسائل النقل وجد أن السيارة الصغيرة تصدر صوت بقوة من 70 - 100 ديسيبل ، والموتور 130 ديسيبل، والترام 50 ديسيبل (Cool، وشكل رقم (1) يبين مستوى الضوضاء التى تصدر من وسائل المواصلات المختلفة. أما عن الأســباب الأخرى والتى تمثل 25% من ضوضــاء المدن فتنمثل فى ضوضاء المصانع والضوضاء الاجتماعية. ولمشكلة المرور آثار أخرى خطيرة وخاصة على التنمية في المجتمع فإنها تختلف هي الأخرى في جوانبها المتعددة؛ فعلاوة على آثارها الضارة من النواحي الصحية من حيث تلوث البيئة وأضرار الضوضاء ونتائج حوادث الطرق. فإن لها آثاراً سلبية على النواحى الاقتصادية من ناحية استنفاذ طاقات المجتمع وقدرات أبنائه، سواء
فيما يتعلق بالوقت الضائع في وسائل المواصلات أو النفقات المهدرة بسببها أو في ارتفاع معدلات الجريمة في المجتمع. ومن هنا يتتضح أهمية البحث لتلاشى ظاهرة ضوضاء المرور.
1. 3 ماهى أهداف هذا التناول:
يتناول هذا البحث قضية ضوضاء وسائل المواصلات بهدف منع أو تقليل حدوث هذه الظاهرة وذلك بإدراجها كأحد المحددات التصميمية والتخطيطية سواء فى مرحلة التخطيط لمناطق حضرية جديدة أو فى مرحلة التنمية الحضرية لمناطق قائمة. فيعد نظام النقل سواء تحت أو فوق سطح الأرض أكبر مسبب للتلوث

بالضوضاء. فيجب التركيز ليس فقط على تسهيل الحركة الآلية ولكن أيضا بدون الإخلال بالصحة الجسدية والنفسية للسكان.ويعد تلافى حدوث ظاهرة الضوضاء أحد الدواعى الاقتصادية وخاصة فى الدول النامية حيث يقلل من استخدام وسائل حجب الضوضاء (الحواجز، النوافذ المزدوجة، المواد الماصة للصوت،......إلخ ). وهذا يتطلب استراتيجية خاصة للتعامل مع التزايد المستمر لكثافة حركة المرور.

2. العوامل التى تؤدى إلى زيادة مستوى ضوضاء وسائل المواصلات.
زيادة حجم وسرعة حركة المرور
تنظيم استعمالات الأراضى الغير مدروس
شبكة الشوارع المعقدة ذات الطبيعة الآلية
المبانى العالية على جانبى الطريق
2. 1 زيادة حجم وسرعة حركة المرور
يعتمد مستوى الضوضاء فى الطرق على ثلاث أشياء: (1) حجم حركة المرور، (2) سرعة المرور، (3) عدد الشاحنات وعربات النقل الثقيلة فى الطريق. وبصفة عامة تزداد الضوضاء بزيادة الثلاث عناصر السابقة. فزيادة حجم حركة المرور بمقدار عشرة أمثال العدد تؤدى لزيادة فى مستوى الضوضاء مقدارها 10 ديسيبل وهذا المقدار يضاعف من قوة الصوت. وجدول رقم (1) يوضح العلاقة بين الزيادة فى حجم المرور ومعدلات الزيادة فى مستويات الضوضاء وتأثيرها المدرك على المستمع. ويزداد مستوى ضوضاء المرور بزيادة سرعة السيارات؛ كما هو موضح بجدول رقم (2). وكلما زادت نسبة الشاحنات وعربات النقل الثقيلة كلما زاد مستوى الضوضاء الناتجة عن الطريق؛ كما هو موضح بجدول رقم (3). ولزيادة كثافة المرور أسباب تتعدد من نواحٍ وأبعاد مختلفة، بيد أن أهمها يتمثل في:
• معدل التزايد السكاني العالي كأحد عوامل تفاقم مشكلة المرور في المجتمع.
• سوء التوزيع الجغرافي للسكان وتباين الكثافة السكانية في المناطق المختلفة وتمركزهم في العواصم والمدن المهمة والمراكز الحضرية الصناعية والتجارية.
• الهجرة الداخلية المتزايدة من المناطق الريفية التي أدت إلى زيادة حجم المناطق الحضرية؛ وهو ما يشكل أعباء متزايدة على المدن المكتظة غالباً باعتبارها مراكز جاذبة تتميز بوجود المنشآت والمؤسسات المهمة في مجالات مختلفة.
• سوء التخطيط العمراني للمدن ووجود نقص في شبكات الطرق وعدم وجود طرق بديلة لاستيعاب الكمّ الضخم من السيارات، مع مرور الطرق السريعة داخل المدن، علاوة على سوء تصميم المباني والتقاطعات والمداخل والمخارج الرئيسية.
• الزيادة الكبيرة والمطردة لعدد السيارات الخاصة المملوكة للأفراد، نتيجة ارتفاع مستوى المعيشة وزيادة دخول قطاعات مختلفة من الأفراد.
جدول رقم (1):
معدلات الزيادة فى مستوى الضوضاء والزيادة فى قوة الضوضاء المدركة تبعا للزيادة فى حجم المرور
حجم المرور
(مركبة/ساعة) الزيادة فى حجم المرور مستوى الضوضاء
(بالديسيبل) الزيادة فى قوة الضوضاء المدركة
1000 الأساس 52 الأساس
1250 25% 53 7% أقوى
1600 60% 54 15% أقوى
2000 100%
(العدد مضاعف) 55 23% أقوى
4000 300%
(أربعة أمثال العدد) 58 50% أقوى
7000 600%
(سبعة أمثال العدد) 60.5 80% أقوى
10000 900%
(عشرة أمثال العدد) 62 100% أقوى
(مضاعفة قوة الضوضاء)

المصدر: City of Vancouver Engineering Services
ملحوظة: مستوى الضوضاء فى هذا الجدول مقاس عند سرعة 50 كم/ساعة وعلى مسافة 10 متر من الطريق
ملحوظة: مستوى الضوضاء فى هذا الجدول مقاس لحجم مرور 2000 سيارة/ساعة وعلى مسافة 10 متر من الطريق

2. 2 تنظيم استعمالات الأراضى الغير مدروس:
إن تنظيم إستعمالات الأراضى فى مدننا يؤثر تأثيرا سلبيا على حركة المرور. فالتوزيع الغير مدروس للأنشطة الحضرية يؤدى إلى زيادة معدل استخدام السيارة وزيادة زمن وعدد الرحلات بالسيارة للحصول على الخدمات أو للقيام بالأنشطة المختلفة، مما يزيد من كثافة حركة المرور زيادة مفتعلة كان يمكن تلافيها بالتخطيط الجيد. ويرجع السبب فى سوء توزيع استعمالات الأراضى إلى عدم وجود قيود على البناء والنشاطات بالمدن، وكذلك إلى الامتدادات العشوائية الغير مخططة. تتمثل مظاهر سوء توزيع استعمالات الآراضى فى الآتى:
• وجود الأنشطة التى تطلب هدوء(المساكن ،قاعات المؤتمرات،...إلخ) بجوار الأنشطة الصاخبة أو بجوار الطرق السريعة أو الطرق المكتظة بالمرور.
• وجود الأماكن الترفيهية مثل المقاهى وبعض الانشطة الترفيهية (المراجيح) شكل-2-كثرة العربات فى الشوارع (صوت الكلاكسات) مع أختلاط المركبات والمشاه والباعة الجائلين فى الشوارع يؤدي بدوره إلى وجود نوع من الضوضاء.
• تمركز كافة المبانى الحكومية والثقافية والادارية والتجارية فى منطقة وسط المدينة.
• وجود محلات بيع السلع المعمرة وتجارة الجملة ومخازنها فى وسط المناطق السكنية ومندمجة مع دور السكن مما يعرقل حركة المرور بسبب عمليات الشحن والتفريغ.
2. 3 شبكة الشوارع المعقدة ذات الطبيعة الآلية:
فى مدننا المعاصرة قد تم مراعاة السيارة أكثر من البشر. وأصبحت العوامل الرئيسية فى تشكيل شبكة شوارع المدينة هو سهولة وصول السيارات. وهذه الآلية أدت إلى أن أصبحت المدن المعاصرة ذات شبكة شوارع لها أشكال لاتنتهى من التفرعات الإشعاعية, وبهذا زيدت مساحات المناطق التى خصصت للطرق وحركة النقل. و تميزت شبكة الشوارع فى المدن المعاصرة بالمظاهر التالية:
• الشبكات المعقدة من الطرق السريعة, والعامة والتقاطعات المعقدة- شكل (3)- مما يؤدى لزيادة عدد مرات توقف السيارة ومن ثم إعادة تشغيلها وهذا يزيد من مستوى الضوضاء الصادرة عنها.
• إختراق شبكات الطرق السريعة والسكك الحديدية الإقليمية للنسيج العمرانى للمدن وخاصة المناطق السكنية بها لمسافات تزيد عن 7500 متر فى بعض الحالات فى المدن المصرية مما ينتج عنة تلوث بيئى وسمعى كما بالشكل رقم (4).
• عدم تخصيص ممرات لحركة المشاة ولحركة الدراجات فى المدن مما أدى إلى تصادم حركة المشاة والدراجات مع حركة السيارات مما يعرقل سيولة المرور وزيادة استخدام آلات التنبيه مما يزيد من نسبة الضوضاء.
• زيادة حجم المدينة، فأدى ذلك إلى زيادة المسافات المقطوعة فى التنقل للحصول على الخدمات وكذلك زيادة معدل استخدام السيارات وبالتالى زيادة استهلاك الطاقة والضوضاء والازدحام وتلوث الهواء والماء والتربة وارتفاع درجة الحرارة.
2. 4 المبانى العالية على جانبى الطريق
فى هذه الحالة تقوم صفوف المبانى العالية على جانبى الطريق باحتجاز ضوضاء المرور فيما يشبه الوادى العميق كما هو موضح بشكل رقم (4). فتقوم واجهات المبانى بالانعكاس التكرارى للموجات الصوتية مما يتسبب فى زيادة مستوى الضوضاء (10). وتأثير هذا الدوى الزائد يماثل تأثير ظاهرة صدى الصوت. وتزيد حدة هذه الظاهرة كلما زادت درجة الاحتواء لهذا الفراغ بمعنى آخر كلما زادت النسبة بين إرتفاع المبنى وعرض الشارع (كلما زادت نسبة d/w).
3.الوسائل التخطيطية والتصميمية للتحكم فى الضوضاء:

تخطيط إستعمالات الأراضى.
تنظيم الحركة وتخطيط شبكة الشوارع.
إدماج التحكم فى الضوضاء فى عملية التصميم.
3. 1 الوسائل الطبيعية ومبادئ التحكم فى الضوضاء
عند انبعاث الموجات الصوتية من المصدر تقل قوتها تدريجيا كلما بعدنا عن المصدر. فتكاد تنعدم مشكلة الضوضاء على مسافة 150 متر من الطريق الشريانى الاقليمى، وعلى مسافة 30 : 60 متر من الطريق السريع (4) . وذلك نتيجة لعدة ظواهر طبيعية منها تشتت الموجات وامتصاص الهواء وتأثير نوع الأرضية والرياح ودرجة الحرارة. وفيما يلى توضيح لتأثير بعض العناصر الطبيعية، وذلك بهدف مراعاتها أثناء عملية التخطيط أو التجديد والتطوير الحضرى:
أ. تأثير اتجاه الرياح:
عندما يكون اتجاه الرياح معاكس لإتجاه الصوت (أى أن الرياح تتجه من المستمع إلى مصدر الضوضاء) فإن هذا يجعل الموجات الصوتية تنحنى إلى أعلى بعيدا عن سطح الأرض - أنظر شكل رقم (5) أ – وهذا يخلق منطقة ظل صوتى (منطقة خالية من الضوضاء )، ولكن عندما يكون اتجاه الرياح فى نفس اتجاه الضوضاء فهذا يجعل الموجات الصوتية تنحنى لأسفل فى اتجاه سطح الأرض (9) ( أنظر شكل رقم (5) ب) متجهه بالكامل نحو المستمع.

ب. استخدام النباتات:
يمكن للنباتات أن تتحكم فى الضوضاء من مصادرها المختلفة. وذلك حسب نوع، وارتفاع، وكثافة ومكان زراعة النبات، وكذلك أيضا حسب اتجاه الرياح وسرعتها، ودرجة الحرارة والرطوبة الجويه. فتستطيع النباتات أن تقلل الإزعاج الصوتى بمقدار من 7 – 21 ديسيبل لكل 30 متر من عرض النباتات المنزرعة (4) (شكل (6)، وحتى نحصل على نفس الإنخفاض عن طريق البعد فقط فينبغى على المستمع أن يبعد عن مصدر الضوضاء بمسافة لا تقل عن 100 متر (2). وشكل رقم (7) يبين مقدار النقص فى مستوى الصوت لمسافات مختلفة وذلك دون استخدام النباتات. ولكى ندرك التأثير الفعال للنباتات ينبغى أن نعرف أن تقليل مستوى الضوضاء مثلا من 65 إلى 55 ديسيبل أى بمقدار 10 ديسيبل يخفض إرتفاع الصوت (مقدار الانزعاج بالضجيج) إلى النصف بينما تقليل المستوى إلى 45 ديسيبل أى بمقدار 20 ديسيبل يعمل على تخفيض ارتفاع الصوت إلى الربع (7 ).
وتقوم النباتات بالتحكم وتخفيف التلوث الضوضائى عن طريق امتصاص الأصوات والضجيج، وكسر الموجات الصوتية وتشتيتها، وذلك كالتالى:
• إمتصاص الأصوات:
أوضحت الدراسات ان أوراق الأشجار تستطيع إمتصاص الضوضاء بنسبة تصل إلى نسبة 35% من جملة الذبذبات المارة بها، وقد تصل هذه النسبة إلى 45% فى حالة وجود الأشجار الكثيفة. وللمساحات الخضراء ومغطيات التربة دورا أيضا فى تقليل الضوضاء بنسبة 40%. فزراعة جوانب الطرق السريعة بالمسطحات الخضراء ومغطيات التربة تزيد من انخفاض الأصوات مقارنة برصف وتبليط تلك الجوانب.
• كسر الموجات الصوتية وتشتيتها وانحرافها:
تقوم النباتات بكسر وتغيير اتجاه الموجات الصوتية. فقد وجد أن افرع النباتات والجذوع السميكة للأشجار تستطيع أن تحجب وتكسر موجات الأصوات المزعجة. ويجب ألا نغفل قدرة الأشجار على تغيير اتجاه الرياح المحملة بالأصوات الغير مرغوب فيها. فالتدرج فى ارتفاع النباتات بحيث يكون القصير منها فى اتجاه مصدر الصوت والطويلة منها فى اتجاه المستمع يعمل على توجيه الضوضاء لأعلى بعيدا عن المستمع ويحقق كفاءة أعلى لتشتيت الموجات الصوتية.
(أ) باستخدام النباتات
(ب) بدون استخدام النباتات

ج. استغلال طبوغرافية الموقع:
فى حالة وجود ميول فى أرضية الموقع فإنه ينبغى وضع الطرق فى المنسوب المرتفع وتوزيع المبانى فى المنسوب المنخفض فى منطقة الظل الصوتى فيقل بذلك تأثير الضوضاء بشكل ملحوظ على من بداخل المبنى، وذلك بدون استخدام الحواجز (1) (انظر شكل رقم(Cool). أما فى حالة الميول الصعبة فإنه يمكن جعل الطريق فى المنسوب المنخفض وتوزيع الكتل على الهضاب فى نطاق الظل الصوتى المتكون بواسطة ميول الموقع كما هو مبين بشكل رقم(9).

3 .2 تخطيط إستعمالات الأراضى:
إن المدينة سواء نمت وفق للتخطيط العام أو امتدت تلقائيا لابد وأن تكون من مجموعة مختلفة من استعمالات الأراضى وتنظيم استعمالات الأراضى له أثره الكبير فى خفض مستوى الضوضاء حيث يعمل على تقليل زمن الرحلة للحصول على الخدمات المختلفة أو تقليل الرحلات نفسها وذلك عن طريق اتباع التالى:
• الدمج بين المركزية واللامركزية فى توزيع الخدمات:
 بحيث يتمكن السكان من الحصول على الخدمات اليومية أو الاسبوعية سيرا على الأقدام أو بإستخدام الدرجات ففى هذه النوعية من الخدمات تراعى اللامركزية فى توزيعها. فهذا يسهم كثيرا فى الحد من الحركة المرورية الغير مرغوب فيها.
 أما بالنسبة للخدمات الأخرى مثل التجمعات التجارية الكبرى وخدمات السلع المعمرة فيراعى تجميعها وعزلها عن المناطق السكنية وإبعادها عن منطقة المركز فيفضل قربها من الطريق السريع حتى يسهل إمكانية الوصول إليها وحتى لاتتسبب حركة السلع منها أو إليها فى مشكلات مرورية. فتمركز الخدمات هنا يتيح للسكان البحث عما يرغبون فى نفس الحيز ودون الحاجة للتنقل.
• الفصل بين الاستعمالات السكنية والاستعمالات الغير سكنية لأن الاختلاط يزيد من التصادم ويزيد من كثافة المرور فى الشوارع السكنيه فيزيد نسبة الضوضاء فى الأحياء السكنية(5).
• التأكد من أن الأنشطة الحساسة تجاه الضوضاء لاتتجاور مع الطرق السريعة والمزدحمة (6).
• التأكد من أن مستوى الضوضاء فى مواقع الأنشطة الحضرية يتناسب مع نوعية هذا النشاط. لذا تم تقسيم الأنشطة لفئات حسب مستوى الضوضاء المناسب لها (11) كما هو موضح بجدول رقم (4).
جدول رقم (4):
تصنيف الأنشطة حسب مستوى الضوضاء المناسب لها.
وصف النشاط مستوى الضوضاء
بالديسيبل فئة النشاط
المتنزهات، المناطق الترفيهية، الملاعب، الأنشطة الرياضية، الموتيلات. 70 – 65 (أ)
الخدمات الادارية، الخدمات التجارية. 65 – 60 (ب)
السكن، الفنادق، المستشفيات، المدارس، الخدمات الدينية، المكتبات، قاعات المؤتمرات، قاعات الاستماع. 60 – 55 (ج)

أما المناطق التى لاتزال بها أراضى غير مبنية بالقرب من الطرق السريعة فيمكن استغلالها فى الأغراض التجارية والصناعية والأنشطة التى لاتتأثر بالضوضاء كما تتأثر بها الاستعمالات السكنية. فهذه الاستعمالات تستعمل كمنطقة عازلة للضوضاء بين الطريق السريع والمنطقة السكنية، علاوة على المميزات التى تتحقق لها نتيجة لقربها من الطريق السريع من إمكانية وسهولة الوصول لها من قبل العملاء. وهناك بديل آخر حيث يمكن جعلها مناطق مفتوحة للإستعمال الترفيهى أو كمتنزه بالقرب من الطريق السريع. وعلاوة على دورها كمنطقة عازلة فهى تضفى على الطريق مزايا بصرية. والمنطقة العازلة يمكن تخصيصها لتجميع أعمال الصرف الخاصة بالمنطقة والاهتمام بزراعتها بالنباتات والأشجار فهى تساعد فى تقليل الضوضاء بالاضافة لما تضفية من راحة نفسية لسكان المنطقة.
3. 3 تنظيم الحركة وتخطيط شبكة الشوارع:
يهدف تنظيم الحركة إلى تقليل كثافة المرور لتحسين الظروف البيئية قى المدينة وذلك من خلال الوسائل التالية(12):
1. تحسين بيئة حركة المشاة وربطها بالخدمات والأنشطة الرئيسية وبمحطات وسائل النقل الجماعى.
2. إعداد شبكة مسارات الدراجات وتأمين أماكن لترك الدراجات عند محطات النقل الجماعى.
3. تحسين وسائل النقل الجماعى وزيادة فاعليتها لتحقيق أعلى إمكانية للوصول إلى قلب المناطق وربط نقاط تغيير الوسيلة مع شبكة المشاة والدراجات.
4. تقييد استخدام السيارات الخاصة وتهدئة المرور وذلك بزيادة مناطق المرور الهادئ والمناطق الخالية من السيارات تماما مثل المناطق التاريخية والأثرية ذات القيمة والمناطق التجارية الكبرى. ويستلزم ذلك اعادة الصياغة المعمارية لفراغ الشارع وذلك بغرض تقليل حجم وسرعة حركة المرور فيه وتجديده لكى يصبح فراغ مشترك للمشاة والدراجات والسيارات. والفكرة تعتمد على إعادة هذا الفراغ للمقياس الانسانى وذلك باجبار السيارات على التقليل من سرعتها ومراعاة المشاة أكثر من السيارات. وهذا يستلزم وضع عقبات فى الشارع، مثلا تغيير نوع الأرضية وتغيير خط الرصيف، واعداد الشارع ليصلح لحركة المشاة والدراجات، وذلك بزيادة عرض الرصيف واضافة الخضرة والعناصر الطبيعية للطريق. هذا مع إعداد أماكن انتظار سيارات حول هذه المناطق على أن تكون بالقرب من محطات النقل الجماعى.
5. منع الشاحنات والعربات الثقيلة من الدخول لشوارع المدينة ويتطلب مراعاة ذلك عند التخطيط لإستعمالات الأراضى.
وتحقيقا لهذه الأهداف ينبغى تنظيم وتصنيف وتقسيم ممرات الحركة قى المدينة على الأسس التالية (13) : أولا يتم تحديد نوعين رئيسيين. النوع الأول: ممرات مقصورة على حركة المشاة والدراجات. والنوع الثانى: ممرات للحركة الآلية حيث يتم فصل حركة السيارات عن كل أنواع النقل البطيئ. وبين هذين النوعين توجد ممرات بينية تندمج فيها بدرجة أو بأخرى الحركة الآلية مع حركة المشاة والدراجات. وينبغى تصميم كل نوع من انواع هذه الممرات بحيث يسهل إدراك السكان بنوعية الممر المتواجدين فيه وذلك بالتنوع فى إستخدام عناصر المفروشات والتغير فى أنواع تبليطات الأرضيات والاستعانة بالعلامات الارشادية. ومما سبق يمكن أن نحدد خمسة أنواع لممرات الحركة - كما هو موضح بالشكل رقم (10) - كما يلى:
• ممرات مشاة: تقتصر هذه الممرات على حركة المشاة مثل الحدائق والمساحات الخضراء. (F) فى شكل رقم (10).
• ممرات المشاة والدراجات: فى هذه الممرات تتداخل حركة المشاة والدراجات فى الشوارع السكنية والتجارية ويسمح بدخول عدد محدود من الحركة الآلية على ألا تتعدى سرعتها سرعة المشاة (F/C). فى شكل رقم (10).
• ممرات المرور الهادئ: فى المناطق السكنية ومنطقة وسط المدينة حيث الأنشطة المنوعة. فى هذه المناطق يتم اعاقة المرور العابر ، ويتم تحديد سرعى قصوى للحركة الآلية تقدر بـ 30 كم/ ساعة وكذلك تحديد نوع وحجم المركبات لضمان راحة وآمان حركة المشاة والدراجات. (C). فى شكل رقم (10).
• ممرات تتداخل فيها جميع وسائل النقل: ينبغى أن تستوعب هذ الممرات الحركة الآلية ويخصص لها حاراتان على ألا تتجاوز السرعة فيها 50 كم/ساعة. ويتم تخصيص حارة منفصلة فى صورة شارع عريض مشجرلحركة المشاة والدراجات.(C/T) فى شكل رقم (10).
• ممرات الحركة الآلية: (T) المناطق الحضرية القاصرة على حركة المرور الآلى بسرعة متوسطة تتراوح من 50 – 70 كم/ساعة ( TM فى شكل رفم (10))، أو بسرعة أكبر من 70 كم/ساعة ( TH فى شكل رفم (10))، ينبغى فصل حركة المشاة والدراجات عند التقاطعات بحلها بواسطة الأنفاق. يندرج تحت هذه الفئة الطرق الإقليمية السريعة وخطوط السكك الحديدية. وتتركز هذه الممرات خارج المناطق السكنية ومنطقة المركز وهى تخدم المرور العابر والنقل الثقيل.

المصدر: Swedish Local Authorities (1999)
3. 4 إدماج التحكم فى الضوضاء فى عملية التصميم
يمكن الحد من تأثير ظاهرة الضوضاء إذا تم أخذها فى الاعتبار أثناء عملية التصميم وذلك من خلال الوسائل التالية:
‌أ- توجيه وتشكيل المبنى:
فى شكل رقم (11) يبين أحد الأمثلة كيفية تشكيل شكل المبنى بحيث يتم تخليق فراغ خارجى محمى من تأثير الضوضاء بفعل خصائص الكتلة نفسها. وهذا المبدئ يمكن تطبيقه للعديد من الأشكال. واستخدام الكتل فى تخليق الفراغات الخارجية الهادئة فى خلفية المبنى يفوق فى كفاءته استخدام الحواجز لتحقيق نفس الغرض.
‌ب- توزيع العناصر داخل المبنى:
يمكن التقليل من التعرض للضوضاء بوضع عناصر المبنى الحساسة للضوضاء (مثل غرف النوم) فى الخلفية ووضع العناصر الأقل حساسية للضوضاء ( مثل المطبخ، الحمام) بينها وبين الطريق واستخدامها كمنطقة عازلة للضوضاء (انظر شكل رقم (12). وفى حالة حتمية تعرض العناصر الحساسة للضوضاء للطريق بشكل كلى أو جزئى (بالواجهه الجانبية) - فى حالة المبانى القائمة – فإنه يمكن تقليل دخول الضوضاء وذلك وبالرغم من فتح النوافذ بغرض التهوية وهذا بتعليق حاجز خارج النافذة وهذا بقصد حجب الضوضاء من العناصر التى تقع على الطريق، وشكل رفم (13) يوضح طريقتين مناسبتين للاستخدام فى حالة النوافذ التى تفتح رأسيا، وبتعديل الحاجز يمكن تركيبه على النوافذ والأبواب التى تفتح افقيا ( الأبواب المعلقة والمنزلقة) ولكنها تكون أقل كفاءة لأن ضوضاء المرور سوف تدخل من النافذة بالتساوى من الجانبين. ولحد ما يمكن للستائر الثقيلة أن تعوق دخول الضوضاء ولكنها فى الوقت نفسة تعوق دخول الهواء.

‌ج- استغلال البلكونات فى المبانى العالية:
كما سبق شرحه فى 2 . 4 فإن مستوى الضوضاء يزداد فى الطرق التى تصطف على جانبيها المبانى المرتفعة بفعل الإنعكاس التكرارى للصوت محدثا دويا يشبه ظاهرة صدى الصوت. إلا أنه يمكن الحد من هذه الظاهرة باستغلال البلكونات المطلة على الطريق فى امتصاص القدر الأكبر من الموجات الصوتية (أنظر شكل رقم(14)) وذلك باستخدام أحد أو جميع الوسائل الثلاث التالية (11):
• تعليق ستارة من مادة ثقيلة ومقاومة للعوامل الجوية.
• زيادة درجة احتواء البلكونة بزيادة ارتفاع الكوبستة، وذلك باستخدام مادة شفافة مفاومة للعوامل الجوية مثل مادة Plexiglas التى تستعمل لنوافذ السيارات. إلا إنه فى منطقتنا يفضل استبدالها بالمشربيات الخشبية.
• تبطين السقف والحوائط الداخلية بمواد ماصة للصوت مثل الفينيل أو الكرتون المقوى المطلى بمادة عازلة للرطوبة، وهذه الوسيلة فعالة فى تقليل مستوى الضوضاء فى فراغ البلكونة بالاضافة لفاعليتها فى عزل الفراغ المجاور لها، لذا تستخدم هذه الوسيلة لعزل الفراغات ذات خصوصية صوتية عالية مثل قاعات المؤتمرات أو غرف الاجتماعات.

4. الخلاصة:
النتائج
التوصيات
4 . 1 النتائج:
على الرغم من أن مستوى الضوضاء فى الوقت الحالى يعد المعيار الحقيقى لقياس مدى تقدم الأمم، إلا أن معاناة سكان مدننا العربية من الضوضاء تتزايد يوما بعد يوم. وذلك كنتيجة حتمية لوجود قصور فى تناول هذه القضية فى مرحلتى التخطيط والتصميم. فيمكن تلخيص ما أوضحته هذه الدراسة من العيوب التخطيطية التى أسهمت فى زيادة التأثير السلبى لضوضاء وسائل المواصلات كما يلى:
• عدم وجود معايير للتوافق بين استعمالات الأراضى وحركة المرور بالمدن.
• عدم الوعى بالعلاقة بين وضعية نشاط معين فى منطقة ما ومدى حساسية هذا النشاط للضوضاء.
• عدم كفاءة شبكات الطرق وعدم تنوعها.
• غياب المقياس الإنسانى للمدن فأصبحت الحركة فيها خاضعة للسيارة.
وسوف تزداد هذه المعاناة ما لم يتم تفعيل دور التخطيط والتصميم الحضرى فى التحكم فى ضوضاء وسائل المواصلات. حيث أن المعطيات المعمارية والتخطيطية تؤكد امكانية حماية السكان من ضوضاء وسائل المواصلات سواء بالتقليل الفعلى لمستوياتها أو بالتعامل معها لتفادى تأثيرها السلبى. ويوجد هناك أربعة مداخل للتحكم فى الضوضاء بالوسائل التخطيطية: استغلال الامكانيات الطبيعية؛ تنظيم استعمالات الأراضى؛ تنظيم الحركة وتخطيط شبكة الطرق؛ تصميم وتشكيل المبانى.
4 . 2 التوصيات :
تنحصر التوصية الرئيسية لهذا البحث فى ضرورة التعامل مع مشكلة ضوضاء وسائل الواصلات بأقل تكاليف مادية لتخفيف العبء عن كاهل الدول النامية بقدر الامكان. وهذا يتحقق بإعتبار هذه القضية أحد المحددات التخطيطية والتصميمية التى تلعب دوراً فى إتخاذ القرارات التخطيطية والتصميمية. وبطبيعة الحال فإن الأمر يختلف بالنسبة للمدن القائمة بالفعل عنه بالنسبة للمدن التى سيتم انشاءها. ولهذا فقد تم تقسيم التوصيات إلى توصيات خاصة بالمدن التى سيتم انشاءها وأخرى خاصة بالمدن القائمة.
أولا: بالنسبة للمدن التى سيتم انشاءها.
فى هذه الحالة تكون المدينة أشبه بالصفحة البيضاء فيصبح موضوع التحكم فى ضوضاء وسائل المواصلات أكثر مرونة فى التعامل معه وخاصة فى المراحل الأولى من اعداد المخططات. وفى كل الحالات ينبغى الإلتزام بالمبادئ التالية:
- استغلال الامكانيات الطبيعية فى الحد من الضوضاء مثل الرياح والطبوغرافيا والنباتات كما ورد فى 3 . 1؛
- تنظيم استعمالات الأراضى المتوافق الذى يهدف إلى تقليل استخدام وسائل المواصلات وخاصة السيارات؛ وتقليل التصادم بين الاستعمالات المختلفة؛ والفصل بين الأنشطة الحساسة للضوضاء (مثل المناطق السكنية والمراكز الثقافية والمدارس وقاعات المؤتمرات) والطرق الاقليمية والسريعة واستخدام المناطق الغير حساسة للضوضاء مثل المناطق الترفيهية والمفتوحة والمناطق التجارية الكبرى كمنطقة عازلة بينهما. (أنظر 3 . 2)؛
- تنظيم الحركة وتخطيط شبكة الطرق بهدف اعادة المقياس الانسانى للمدينة؛ وذلك من خلال تشجيع حركة المشاة) وفى نفس الوقت التحكم فى الحركة الآلية، بحيث يتم تسهيل الحركة الآلية فى الطرق الشريانية والسريعة، وتقييدها بدرجات متفاوته فى الشوارع الرئيسية والشوارع السكنية والتجارية. (أنظر 3 . 3)؛
- تصميم وتشكيل المبانى بحيث تعمل على تقليل التأثر بالضوضاء كما تم تفصيله فى بند 3 . 4.
ثانيا: بالنسبة للمدن القائمة:
فى هذه الحالة يكون الأمر أكثر تعقيدا حيث تكون المدينة قد مرت بمراحل عديدة من التحول والتطور. ولكن يمكن اتخاذ بعض الإجراءات التى من شأنها إعادة الهدوء لمدننا والتى تتمثل فيما يلى:
- التوسع فى انشاء الطرق السريعة خارج المدن لمنع المرور العابر من استعمال الطرق المحلية داخل المدن ولتشجيع الحركة الآلية على استعمالها كبدائل للطرق السكنية.
- تجنب استخدام المطبات الصناعية فى الشوارع المحلية بغرض تهدئة المرور بها وذلك لأنها تتسبب فى اتلاف السيارات واعاقة حركة سيارات الاسعاف والشرطة والانقاذ، كما أن لها تأثير ضار على المرضى أثناء نقلهم.
- اعادة الصياغة المعمارية لفراغ الشوارع السكنية وذلك بغرض تقليل حجم وسرعة حركة المرور فيه وتجديده لكى يصبح فراغ مشترك للمشاة والدراجات والسيارات. والفكرة تعتمد على إعادة هذا الفراغ للمقياس الانسانى وذلك باجبار السيارات على التقليل من سرعتها ومراعاة المشاة أكثر من السيارات. وهذا يستلزم وضع عقبات فى الشارع، مثلا تغيير نوع الأرضية وتغيير خط الرصيف، واعداد الشارع ليصلح لحركة المشاة والدراجات، وذلك بزيادة عرض الرصيف واضافة الخضرة والعناصر الطبيعية للطريق.
- التوسع فى تخصيص مناطق بالمدن للمشاة فقط مثل المناطق التجارية والمناطق التاريخية والمناطق المفتوحة.
- خلخلة المناطق السكنية من الأنشطة الغير متوافقة مع الوظيفة السكنية، والتى تعمل على زيادة الحركة الآلية فى المنطقة أو عرقلتها.
- تقسيم مناطق المدينة إلى فئات حسب مستوى الضوضاء فيها-وهذا الأمر يتطلب انشاء محطات فحص فنى بالمدن لقياس مستوى الضوضاء فى مختلف أنحاء المدينة-واعتبار ذلك مرجعا لتحديد نوعية الأنشطة التى يمكن أن تقام بها. يمكن الاسترشاد بالتصنيف الوارد بجدول رقم (2).
- عدم الترخيص لإقامة أى نشاط إلا بعد دراسة تأثيرة على حركة المرور ؛ ومناسبة مستوى الضوضاء فى المنطقة التى يراد اقامته فيها لنوعية هذا النشاط.
- الحد من ساعات العمل للخدمات التجارية والخدمات الترفيهية وخاصة فى ساعات الليل؛ مما يساهم فى تقليص حجم المرور فتقل الحركة على الطرق فى تلك الساعات وبالتالى تقل الضوضاء.

5. المراجـــع:
1. اللحام، محمد صادق: " المعطيات العمرانية لحماية البيئة من مخلفات المواصلات " ندوة مراكز المدن العربية .. إعادة التأهيل عمرانيا – حضريا – إجتماعيا – إقتصاديا، حلب – الجمهورية العربية السورية 10 – 12 نوفمبر 1998.
2. بركات، أحمد محمد: " مشكلات المرور فى المدن وحركة المواصلات " تنظيم المرور والنقل فى المدن العربية (الجزء الثانى) من إصدارات المعهد العربى لإنماء المدن؛ 1994؛ ص 110:85.
3. حسن، على محمد عبد المنعم: " تهدئة المرور بالأحياء السكنية ومنطقة وسط المدينة " تنظيم المرور والنقل فى المدن العربية (الجزء الأول) من إصدارات المعهد العربى لإنماء المدن؛1994؛ ص 469:453.
4. عبد الغفور، عبد الواسع: " أسرار ملوثات الهواء ودور النباتات فى المحافظة على البيئة " ندوة المنتزهات العامة والحدائق ودورها فى الترويح وحماية البيئة، عمان – المملكة الأردنية الهاشمية 23 – 25 أبريل 2002؛ ص 44:31.
5. كمونة، حيدر عبد الرازق: " البيئة الصحية فى المدن العربية " من إصدارات المعهد العربى لإنماء المدن؛ 1988؛ ص 32:3.
References:
6. Angotti T. : “Noise Pollution: A City Planning Problem” [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] September, 2003.
7. “Acoustics and Noise Control Handbook for Architects and Builders”, Leland K. Irvine and Roy L. Richards, Krieger Publishing Company, Malabar Florida, 1998.
8. Consulting Acoustical Engineers: “City Noise – Report of the Urban Noise Task Force”, City of Vancouver, Victoria; B.C.C; Wakefield Acoustics Ltd.; April 1997; P.p. 3:5.
9. Ibid. P.p. 12:15.
10. Ibid. P.p. 20:22.
11. Ibid. P.p. 34:36.
12. Greed. C., Roberts M.: “Introducing Urban Design: Interventions & Responses”, Longman; 1998.
13. Gunnarsson S. O.: Town and Infrastructure Planning for safety and urban quality for Pedestrians Strategies for creating a walking-friendly city, Edited by lof, Sweden, September 2001

بعض المواقع المعنية بالتحكم فى الضوضاء على شبكة الانترنت:
1. Acoustical Society of America [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
2. Canadian Acoustical Association [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
3. Health Canada, Consumer and Clinical Radiation Protection, Healthy Environments and Consumer
4. Noise & Acoustics [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
5. Noise Pollution Clearing House [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
6. Right to Quiet Society [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
Admin
Admin
المدير
المدير

عدد المساهمات : 972
نقاط : 2426
تاريخ التسجيل : 09/11/2011

https://chemamin.forumalgerie.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى