أنواع التلوث البيئي والتوعية

من طرف **Admin** الجمعة نوفمبر 11, 2011 11:27 am

طلالة على أنواع التلوث البيئي والتوعية

اعداد الدكتور/ ابراهيم بن عبدالحميد عالم

أمين عام جمعية البيئة السعودية- أمانة محافظة جده

الباب الأول:

1- المقدمة:

عقيدة الإسلام السمحة والتقاليد العربية الأصيلة لديه في التعايش مع البيئة الصحراوية القاسية لآلاف السنين ولقد حققت المملكة العربية السعودية نهضة تنموية كبرى في التعليم, الثقافة, الاعلام, الصناعة, النقل, المواصلات, الاتصالات, الاسكان, توسع المدن, إدارة واستخدام المنطقة الساحلية, ولم تسبب هذه التنمية الفريدة اضرارًا بيئية جسيمة بسبب التخطيط والتنفيذ والتشغيل وخاصة عند الأخذ بعين الاعتبار للقضايا البيئية في المشاريع الصناعية الكبرى كما هو الحال في مدينتي الجبيل وينبع الصناعيتين ولا يعني هذا عدم تدهور البيئة في مواقع لم تحظ بنفس المستوى من التخطيط والتنفيذ والتشغيل.

وإنه لمن الصعب تعريف البيئة وفي نفس الوقت من الصعب تجاهل تلبية وعدم الإلمام بها لأننا جزء منها وهي منا ولعله من الأفضل تحديد عناصر البيئة من خلال الهواء الذي نتنفسه والماء الذي نشربه ونستخدمة واليابسة التي نعيش عليها والطاقة التي تقينا شر الحر والبرد والحياة التي نعيش عليها وتعيش علينا وعليه يمكن تعريف البيئة بالمحيط حولنا من هواء وماء ويابسة ويضاف إلى ذلك عنصري الطاقة والحياة.

البيئة حديث الساعة الذي شغل الصغير والكبير بالغريزة وحب البقاء لاستمرار الحياة ولعل ما آثار موضوع البيئة ما نسمعه وما نقرأه في وسائل الاعلام عن التغييرات البيئية التي أدت إلى انقراض بعض أنواع الحياة والمرحلة الحالية من التدهور البيئي في الطبيعة بسبب نمط حياتنا وسلوكياتنا في الترف والتبذير لدرجة بدأت تهدد الحياة عامة وحياتنا بصورة خاصة ودخلت في مفرداتنا تعاريف ومفردات جديدة مثل الانحباس الحراري وثقب الاوزون والتدوير والمصادر المستديمة .. إلخ. واصبح وضع البيئة علمي واجتماعي وسياسي واقتصادي يمس حياتنا بشكل مباشر.

وبغض النظر عن التطورات الحالية فإن البيئة من صلب أعمال ومهام ومسؤوليات وزارة الشئون البلدية والقروية متمثلة في خدمة سكان المدن والقرى ابتداء من النظافة والحدائق والتجميل والمرافق والأسواق وصحة البيئة والوقاية الصحية وتحسين وضع المباني وما يتعلق بمياه الشرب والصرف الصحي وما تتطلبه حالات الطوارئ من أمطار وسيول وتلوث في البر والبحر والهواء وتخطيط للمدن للخدمات الاجتماعية والترفيه مثل إدارة السواحل والمنتزهات أو الصناعية مثل المدن الصناعية أو المواصلات مثل الطرق وموقع المطارات والمواني. فلا شك أن وزارة الشئون البلدية والقروية تحمل على عاتقها مسؤولية كبيرة حيث أنها همزة الوصل ما بين الصحة والبيئة مما دعى إلى إنشاء الإدارة العامة لصحة البيئة في الوزارة والامانات والبلديات بهدف تنفيذي واضح وهو الوقاية خير من العلاج.

1-1- الاسلام والبيئة:

ان الدين الإسلامي هو الأكثر وعيًا بيئيًا ولقد حثنا ديننا الحنيف كأفراد ومجتمع مراعاة الطبيعة وعدم قطع الشجر أو ايذاء الحيوان وحثنا على عمران الأرض بما لا يضر الآخرين واستخلفنا سبحانه وتعالى كإدارة واعية نحافظ على نعمه تعالى (وإذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الأرض خليفة). كما حثنا ديننا الحنيف على النظافة الشخصية ونظافة المكان ونظافة التصرف والخلق الحسن بما يؤدي إلى رفع الوعي والحس البيئي وان أيًا من الاضرار البيئية التي حدثت فهي تعزي إلى الجهل وافتقاد الوعي البيئي الذي ظل غايبًا حتى على المستوى العالمي قبل عقدين من الزمان وعلى كل لا تبدو الصورة قاتمة كما يتخيل البعض فهنالك العديد من الجهات الحكومية والبيئية ذات الاهتمام البيئي والمتعلقة جزئيًا بالبيئة تعمل نحو بيئة أفضل على المستوى المحلي والدولي.

1-2- المملكة العربية السعودية والبيئة:

ادراكًا من حكومة خادم الحرمين الشريفين من الاهمية المتزايدة على البيئة وحمايتها وصون الموارد الطبيعية من قبل السكان وحرصًا على حماية هذه الموارد للأجيال الحاضرة والقادمة وضعت الحكومة الرشيدة حماية البيئة جل اهتمامها كما أن قضايا البيئة على المستوى العالمي تستحق العناية لأهميتها ولتحديد وضع المملكة على المستوى الدولي والاقليمي وفي المنظمات والهيئات الدولية المتعددة والمختصة بادرت المملكة باقرار القوانين والانظمة في نظام الحكم وكذلك الخطط الخمسية للدولة ومن ثم أقرت انشاء وحدات للبيئة في الإدارات المختلفة بجانب الإدارة المركزية المسئولة عن البيئة في مصلحة الارصاد وحماية البيئة وأقرت انشاء اللجنة الوزارية للتنمية وما سبق ذكره وما يلي جزء من وثيقة صادرة من مصلحة الارصاد وحماية البيئة.

1-3- اللجنة الوزارية للبيئة:

تم تأسيس اللجنة الوزارية للبيئة بموجب المرسوم الملكي رقم 5/ب/5635 في 14/4/1410هـ ويرأس هذه اللجنة صاحب السمو الملكي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزبر والدفاع والطيران والمفتش العام, وعضوية:

صاحب السمو الملكي وزير الداخلية, صاحب السمو الملكي وزير الخارجية , صاحب السمو مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام لشئون الطيران المدني وأصحاب المعالي وزير البترول والثروة المعدنية , وزير المالية والاقتصاد الوطني , وزير الصناعة والكهرباء , وزير الصحة , وزير التخطيط, وزير الزراعة والمياه, وزير الشئون البلدية والقروية, وزير الاعلام, رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية , سعادة رئيس عام مصلحة الارصاد وحماية البيئة (أمين عام اللجنة الوزارية للبيئة).

تعد المملكة العربية السعودية من أكبر المساهمين في النشاط البيئي على جميع المستويات المحلية والاقليمية والدولية.

تعتبر مصلحة الارصاد وحماية البيئة (MEPA) المنظمة الحكومية الرسمية التي تتناول الأدوار التشريعية بالاضافة إلى تنفيذ الاشراف على التنفيذ وتوفير التمويل اللازم لأبحاث ودراسات محدودة محليًا ودوليًا كما تعبر هذه الإدارة نقطة التركيز الأساسية للمنظمات الوطنية والدولية فيما يتعلق بالشئون البيئية ذات الصلة بالمملكة العربية السعودية هذه المنظمة معروفة على النطاق العالمي ذلك من خلال الأمم المتحدة لحماية البيئة (UNEP) المنظمة العالمية للارصاد (WMO) إلخ.. وتلعب مصلحة الارصاد وحماية البيئة دورًا هامًا ونشطًا على المستوى الاقليمي وذلك مع المنظمة الاقليمية لحماية البيئة البحرية (ROPME).

كما ساهمت مصلحة الارصاد وحماية البيئة في تأسيس المنظمة الاقليمية للمحافظة على البيئة البحرية بالاضافة إلى المساهمة في تأسيس المنظمة الجديدة (PERSGA) المنظمة الاقليمية للمحافظة على بيئة البحر الأحمر وخليج عدن فلدى مصلحة الارصاد وحماية البيئة لوائحها وقوانينها الخاصة التي تنفذ في المملكة العربية السعودية ولا يزال لديها قائمة للعرض وللحصول على موافقة مجلس الوزراء للتنفيذ.. أما الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وانمائها (NCWCD) التي من أولى اهتماماتها المحميات وحماية الحياة الفطرية ومن بين الجهات الحكومية المهمة الأخرى مثل:

الهيئة الملكية للجبيل وينبع, وزارة الشئون البلدية والقروية, وزارة الصحة, وزارة الزراعة والمياه, وزارة الداخلية, وزارة الخارجية, وزارة الصناعة والكهرباء, وزارة الاعلام, وزارة البترول والثروة المعدنية, البحرية السعودية, حرس الحدود, الدفاع المدني.

بالاضافة إلى ذلك هناك جامعة الملك عبدالعزيز التي يوجد بها سبعة كليات مهتمة بالبيئة بما في ذلك كلية علوم البحار والبيئة والمناطق الصحراوية:

- جامعة الملك فيصل.

- جامعة الملك سعود التي لديها كليات وأقسام تقدم بيئية كبيرة.

- جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بكلياتها واقسامها المختلفة ونشاطها المكثف في المجال البيئي بالاضافة إلى معهد البحوث وإداراته المختلفة خاصة إدارة موارد المياه والبيئة.

- مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتكنولوجيا التي تقوم بتمويل واجراء الابحاث البيئية اللازمة من خلال قسم متخصص في المدينة.

- وهنالك برامج للتوعية من خلال وسائل الاعلام المسموعة والمقرءوة والمرئية بشكل ندوات أو مقابلات أو تغطية أخبار بيئية.

1-4- القطاع الخاص:

تعتبر الهيئة الملكية للجبيل وينبع من أبرز الجهات الصناعية على المستوى المحلي والدولي حيث حافظت على البيئة بشكل مدروس بدأت بدراسات التقيم البيئي والاستفادة من تجارب الآخرين ووضع الشروط والمواصفات التي تحمي البيئة وتحافظ على الحياة الفطرية ولقد حازت الهيئة على جوائز علمية متميزة مثل جائزة سلسكاوا العالمية في مجال البيئة.

وتعد شركة ارامكو ا لسعودية (SAUDI ARAMCO) نموذجًا يحتذى به للشركات المحلية المهتمة بالبيئة سواء في مجال التخطيط أو التنفيذ والمتابعة ومن المهم ملاحظة دعم الشركة بتمويل الأبحاث في مجال البيئة واجراء التقييم البيئي لكل المشاريع الجديدة كما لديها مشاريع نظافة للمناطق الملوثة من السابق قبل الوعي البيئي.

وهناك شركات أخرى تعمل في مجال البيئة مثل (DAMATH) التي تعمل على نقل النفايات الخطرة والبلدية السائلة والصلبة ولديها أيضًا دراسة حول النفايات الطبية كما تقوم أيضًا شركة الخليج للخدمات البيئية بدراسة حول مخاطر النفايات لأمانة مدينة جدة يتم تمويلها من قبل البنك الإسلامي للتنمية ويجب الا ننسى في هذا الصدد مجموعة سكاب (SKAB) المتخصصة في مجال البيئة ولديها حقوق خاصة لنفايات البلدية في المملكة باستثناء المنطقة الشرقية هذا وسيتم تدوير هذه النفايات في مصانع ضخمة منتشره في ارجاء المملكة كذلك قامت الشركة بأعمال التشغيل والصيانة لمصلحة الارصاد وحماية البيئة كما أن الشركة متميزة في مجال معالجة مياه الصرف الصحي في مجمعاتها السكنية ويضاف إلى هذه الشركات العديد من الشركات العاملة والمهتمة في مجال البيئة بشكل إداري أو تنفيذي أو بحثي.

الباب الثاني

2- أنواع الملوثات والتلوث:

الملوثات قد تكون طبيعية مثل العوالق الهوائية التي يشعر بها مع العواصف الصحراوية أو عند انفجار البراكين أو تلوث الماء من الطوفان والسيول, وقد تكون صناعية من منبعثات المصانع أو مياه التبريد والرجيع. أو تكون زراعية مثل المبيدات الحشرية والعشبية حتى الاسمدة لا تخلو من الملوثات التي تضر بالصحة العامة والطبيعية وقد تكون الملوثات انشائية من مخلفات المباني أو الطرق والجسور, أو نفايات طبية من المستشفيات والعيادات البشرية والبيطرية سواء كانت جرثومية أو مشعة أو مخلفات صرف صحي ولا يفوتنا أن نذكر المخلفات البلدية التي يشارك فيها كل بيت بالنفايات المنزلية وتنوعها من خطرة إلى عادية, والملوثات تنقسم إلى عدة أنواع منها المشع والبيولوجي والكيماوي والعضوي وغير العضوي, وهذه الملوثات تنتقل إلى جسم الإنسان إما بصورة مباشرة أو عن طريق الهواء أو الماء الملوث أو بصورة غير مباشرة بواسطة تناول الاطعمة الملوثة النباتية والحيوانية وتنتقل المواد الضارة من الرئة إلى المعدة إلى بقية الجسم من خلال الدورة الدموية. والأمراض المتعلقة بالتلوث عديدة مثل السرطان. وفشل الاعضاء في القيام بوظائفها, مثل الفشل الكلوي أو الكبدي بالاضافة إلى التسمم الفوري حتى الموت, كما حدث في بوبال بالهند عندما تسربت الغازات السامة على المناطق السكنية المجاورة لمصنع الكيماويات. وقد تصيب الملوثات جلد الإنسان مباشرة مما يؤدي إلى الحساسية والتقرحات الجلدية والأمراض الجلدية الخبيثة وقد تؤثر على الدماغ ومستوى الذكاء على سبيل المثال بفعل معدن الرصاص والحقيقة ان حياة المدينة تطغى عليها الأمراض ذات العلاقة بالمدنية بسبب الملوثات بما في ذلك الضوضاء الذي يؤثر على الاعصاب في حين أن الحياة الريفية أكثر صحة وإن كانت آخذة في التغيير بسبب التقنية الحديثة وهذا يفرض علينا دراسة الاوضاع الحالية والتخفيف من التلوث حفاظًا على الأرواح والممتلكات والمال.

ويصنف التلوث إلى الأنواع التالية:

تلوث الهواء, تلوث التربة والمياة الجوفية, تلوث المحيطات والبحار, تلوث الشواطئ, تلوث اليابسة, تلوث موارد المياه, التلوث الاشعاعي, التلوث الحراري , تلوث الازعاج والضجيج, التلوث المرئي , تلوث المباني والمنازل.

2-1- تلوث الهواء:

كيف تكون الهواء? تشير الدلائل أن الأرض تكونت بدون غلاف جوي وأن الأرض نفثت بالغازات المكونة من بخار الماء والنيتروجين وثاني اكسيد الكربون حيث تكونت المحيطات والبحار كما تكونت الصخور الجيرية. وبفعل أشعة الشمس تحلل الماء إلى الاكسجين والهيدروجين. وتكون الاوزون في الطبقة العليا من الغلاف الجوي. والاوزون هو مركب يحتوي على ثلاث ذرات من الاكسجين وهذه الطبقة لها دور مهم يؤثر على الحياة حيث انها تمتص الاشعة فوق البنفسجية والحد من تأثيرها على سطح الأرض, والأشعة فوق البنفسجية ذات طاقة عالية وقد يؤدي تسربها إلى زيادة الاصابة بسرطان الجلد بسبب التعرض لأشعة الشمس التي تحوي هذه الأشعة كما أنها تؤثر على النباتات حيث تتناقص المحاصيل الزراعية ويقل الغطاء النباتي عامة مما يؤدي إلى زيادة في التصحر.

يعرف تلوث الهواء بوجود مادة أو أكثر من الملوثات في الهواء مثل الغبار أو الابخرة أو الغازات أو الروائح أو الدخان أو المواد المتطايرة بكميات وخصائص وبقاء لمدة كافية للضرر بالإنسان أو الحيوان أو النبات أو الممتلكات أو بسبب عدم الراحة عن طريق الانف أو الاذن أو عضاء الجسم المتضررة أو ما يتعارض مع استمرار الحياة الفطرية بشكل طبيعي.

ونظرًا لسرعة التطور العلمي والتقدم الصناعي فإن المركبات الحديثة تنتج يوميًا دون دراسة متأنية على النواحي الصحية أو البيئية حيث يزيد عدد المركبات الكيمائية التجربة عن 000ر65 مركب يستخدمها البشر في الحياة اليومية مثل الوقود, المبيدات الحشرية ومواد البناء والانشاء من القاء الدهان والمذيبات العضوية ومواد الصناعة مثل المواد البتروكيماوية والمواد المشعة والاسمدة الصناعية. وبعض هذه المواد تسبب الأمراض مثل السرطان والحساسية الصدرية, وما زالت البحوث التي تجري في هذا المضمار محدودة بسبب الكم الهائل من المركبات وبسبب شح التمويل لانجاز البحوث الملائمة.

وعلى أي حال فإن الغلاف يتلقى جرعات هائلة من الغازات الضارة المنطلقة من السيارات والمصانع في جميع انحاء العالم مثل اكاسيد الكبريت واكاسيد النيتروجين ذات الخواص الحمضية التي تؤثر على الجهاز التنفسي وتؤدي إلى الصدأ وتآكل الحديد والمعادن وإلى تكون المطر الحمضي وهو المطر المحمل بالمواد التي تغير خاصية الماء المتعادلة إلى ماء ذو خاصية حمضية تؤثر على الزراعة والغابات والبحيرات. إضافة إلى ذلك فإن استهلاك الوقود العضوي يؤدي إلى استهلاك الاكسجين وزيادة غاز أول اكسيد الكربون وغاز ثاني اكسيد الكربون الذي يعزى إليه تأثير البيت الزجاجي والمقصود به امتصاص الغلاف الجوي للحرارة بسبب ارتفاع نسبة غاز ثاني اكسيد الكربون بدلاً من انعكاسها وهذا يؤدي إلى زيادة طفيفة في درجة الحرارة على الكرة الأرضية, وكلما زادت الحرارة ذاب الجليد في القطب الشمالي والقطب الجنوبي مما يؤدي إلى ارتفاع منسوب المياه في المحيطات والبحار وتغطية أجزاء أكبر من اليابسة, وتدل البحوث على زيادة نسبة ثاني اكسيد الكربون بنسبة 27% مما كانت عليه في منتصف القرن التاسع عشر الميلادي. والضرر لا يقتصر على ما سلف, فهناك العديد من الغازات العضوية التي تطلق في الجو منها مالم يعرف عنه ضرر مثل الميثان ومنها ما هو ضار مثل الفريون. والمركبات العضوية المهاجنة التي يعتقد انها السبب في تآكل طبقة الاوزون وتكون ثقب الاوزون.

وتلوث الهواء لا يقتصر على الغازات فقط ولكنه يحوي العوالق الهوائية منها ما هو كبير لا يستنشقه الانسان (قطر, أكثر من 3 ميكرون) , هذه العوالق تترسب عليها الملوثات العضوية مثل المركبات العطرية متعددة الحلقات (Poly Cyelic Aromatic Carbon) وتختصر ب¯ (PAII) ويعرف عنها أنها من مسببات السرطان, أو ملوثات غير عضوية مثل المعادن الشحيحة (Trace Metals) المعروفة بضررها للصحة العامة, وبالتالي تدخل الملوثات إلى أجسامنا عن طريق التنفس من الرئة ثم إلى الدم ومنه إلى أعضاء الجسم.

ولعل احدث ما في دراسات تلوث الهواء هو ا ستخدام النمذجة الرياضية لمتابعة انتشار الملوثات من المصدر إلى المناطق الاقليمية وإلى بقية العالم ويوجد من العلماء من هم متخصصون حسب نوع النموذج الرياضي سواء كان اقليميًا أو عالميًا. والعديد من النماذج الرياضية تتوقع مدى تساقط المواد الكيماوية على سطح الأرض حسب البعد من المصدر. وتعتمد هذه النماذج على مدى صحة المعلومات المتعلقة بمصدر الملوثات وعلى معلومات الارصاد والتوقعات الجوية وتؤكد صحتها بمقارنة التوقعات مع القياسات الحقيقية.

كما تستخدم الاقمار الصناعية لدراسة التلوث حيث تحلل معلومات الاستشعار عن بعد وترسل على أشرطة ممغنطة أو بواسطة الهاتف إلى مراكز التحليل التي تقوم بتحليل المعلومات واصدار الصور الفضائية لها.

لقد اصدرت مصلحة الارصاد وحماية البيئة أنظمة وقوانين لمعايير تلوث الهواء بالاضافة إلى ذلك تقوم الهيئة الملكية بالجبيل وينبع بتطبيق أنظمة أكبر صرامة من النظام الامريكي للبيئة في كل من الجبيل وينبع والحقيقة ان مصادر التلوث من المناطق الصناعية الصغيرة وكسارات الصخور يتطلب المراقبة المستمرة والتحكم الصارم بعكس الصناعات الكبيرة المسؤولة مثل ارامكو السعودية وسابك.

يمكن اعتبار التصحر وغياب الغطاء النباتي ملوثًا للهواء بسبب زيادة العوالق الهوائية والغبار في الهواء.

من جهة أخرى وجد المركز الوطني للابحاث (NCAR) في المنطقة الشرقية تعد مصدرًا عالميًا للعوالق الهوائية كنتيجة جانبية عند دراستها لحرائق حقول النفط في الكويت.

وتساهم النشاطات الانسانية في تلوث الهواء ابتداء بتنفس الاكسجين وطرد ثاني اكسيد الكربون, والعادات السيئة للنشاطات الضارة والمدمرة مثل الحروب والتجارب النووية وتلوث الهواء الصناعي وتمتلك المملكة العربية السعودية أفضل المجمعات الصناعية في الجبيل وينبع والتي حازت على جوائز عالمية في البيئة بفضل امتلاكها أفضل أنواع وسائل ومقاييس مكافحة التلوث.

من ناحية أخرى تنفذ شركة ارامكو (SAUDI ARAMCO) السعودية قوانين ولوائح مصلحة الارصاد وحماية البيئة وعلى أية حال هنالك ضرورة وحاجة ماسة إلى تطبيق هذه القوانين في ا لمناطق الصناعية الصغيرة, ومن بين مصدر تلوث الهواء في البلدية السيارات, المناطقة الصناعية, ومحطات التحلية على بعض المدن الساحلية. هنالك أيضًا كسارات الحجارة بالقرب من المدن ومصانع الاسمنت التي تعتبر أيضًا مصدر للدقائق والجسيمات المعلقة. ففي دراسة أجريت مؤخرًا بمعهد أبحاث جامعة الملك فهد للبترول والمعادن (RIK FUPM) أظهرت الدراسة أنه خلال أيام الأسبوع يوجد نسبة عالية من الجسيمات والدقائق المعلقة بينما تقل في نهاية الاسبوع وذلك بسب قلة النشاطات العمرانية ومن مصادر تلوث الهواء الأخرى (بعض النفايات) متى ما كان هنالك حريق عرضي أو غلاف هوائي راكد يسود المنطقة.

2-2- تلوث التربة والمياه الجوفية:

يمكن أن تتعرض التربة والمياه الجوفية للتلوث لا سيما في المناطق التي تدفن فيها النفايات الصناعية أو الزراعية أو الانشائية أو الطينية بالاضافة إلى النفايات البلدية وتعاني مدن المملكة عامة من تدني مستوى المرادم البلدية سواء من الناحية الانشائية أو التشغيلية أو حتى الإغلاق السليم ولعل المردم الصحي الوحيد لدفن النفايات تتميز به مدينة الجبيل الصناعية أما مرادم بقية المناطق فإنها بدائية أو يتم تحديثها فقط من حيث التشغيل والصيانة.

وتعتبر مياه الصرف الصحي من مسببات تلوث التربة والمياه الجوفية بسبب غياب شبكات الصرف الصحي وتدني الصيانة والتشغيل تؤدي جميعها إلى تلوث المياه الجوفية والتربة.

ومن العوامل الأخرى التي تسبب في تلوث المياه الجوفية والتربة التخلص الغير مسؤول من الكيماويات, والزيوت والمعادن في المنطاق المكشوفة.

وتسبب التخلص العشوائي للنفايات الخطرة في غاية الاهمية وهي النفايات الغير معروفة أو المجهولة وهذا بالطبع يتطلب الاشراف على عملية التعريف بالاضافة إلى المعالجة والتخلص منها.

2-3- تلوث الميحطات والبحار:

المحيطات والبحار هما المصادر الرئيسية للثروة السمكية وللقشريات مثل الربيان وابو مقص وأم الربيان, اضافة إلى القواقع التي تؤكل في معظم بلاد العالم والاعشاب البحرية المستخدمة كطعام في الشرق الأقصى وخاصة في اليابان, ومن المتوقع استخدام الزراعة البحرية كمصدر رئيسي للغذاء في المستقبل, وأدت حركة السفن التجارية وناقلات النفط إلى تلوث البيئة البحرية خاصة في البحار المغلقة, كما أن تفريغ ماء الرجيع ونفايات المصانع وتآكل المواني الصناعية والتجارية ومنصات صناعة البترول ومياه المجاري في المحيطات والبحار أدى إلى زيادة نسبة المعادن الثقيلة في المياه مثل الزئبق الذي يؤدي إلى اصابة الجهاز العصبي وتشوه المواليد والجنون.

ولعل أشهر ملوثات المحيطات هي بقع الزيت, التي بدأت مع بداية نقل النفط البحري وتطور الأمر إلى تسرب النفط من حقول البترول البحرية مثل ما حصل خلال الحرب العراقية الايرانية في حقل النيروز, لا شك أن أكبر كارثة عرفها التاريخ في هذا المضمار هي بقعة الزيت في حرب الخليج والتي اصابت الشواطئ الكويتية والشواطئ السعودية من الخفجي إلى جزيرة أبو علي, وتأثرت الحياة الفطرية من كائنات دقيقة ومواقع تربية ومعيشة الكثير من الكائنات البحرية التي تعتمد على الاعشاب البحرية والشعاب المرجانية, كما لاقت الاف الطيور حتفها بسبب تلوث ريشها بالزيت وابتلاعها للنفط خلال محاولتها تنظيف الريش وعدم قدرتها على تناول الطعام بسبب الاضطراب البيولوجي من دخول الزيت إلى جوفها وفقدانها للحرارة بسبب الزيت الذي افقد الريش خاصية العزل الحراري.

والحقيقة أن بقع الزيت لها اضرار غير مرئية حيث يكون مستحلبًا (خليط من الماء والزيت) في عامود ويذوب جزء منها ويغطس بعضها إلى القاع ويتبخر حوالي 30% منها في الهواء ويطفو الباقي على السطح إلى أن يضرب الشواطى, أما ما غطس في القاع فانه يبقى مصدرًا مستمرًا للملوثات أو يطفوا إلى السطح مع التغييرات الفصلية في البحار مثل تغيير درجة الحرارة أو التيارات البحرية. وتتعدى اضرار بقعة الزيت تأثيرها السلبي على البيئة البحرية إلى الضرر بصحة الإنسان بصورة غير مباشرة, حيث ان القشريات والاسماك والقواقع قد تتراكم فيها الملوثات وتؤثر على الإنسان الذي يتناول الاطعمة البحرية الملوثة مثل ما حدث في ميناماتا باليابان, حيث تلوث السمك بالزئبق وكانت اصابة سكان قرية الصيد سيئة حيث اصيبوا بمرض يسمى ميناماتا نسبة إلى قريتهم, وهذا المرض يؤدي إلى الجنون وتشوه المواليد والاطراف.

وتجدر الاشارة إلى أن هناك علاقة وثيقة بين تلوث المحيطات والبحار وتلوث الهواء, حيث أثبتت الدراسات ارتفاع نسبة ثاني اسكيد الكربون ومركبات الكبريت في عينات الجليد من القطبين الشمالي والجنوبي, ويلاحظ أن التلوث في القطب الجنوبي أقل بكثير منه في القطب الشمالي لأن النصف الشمالي منه يقطنه 90% من سكان الارض.

2-4- تلوث الشواطئ:

الشواطئ ذات قيمة بيئية عالية فعليها المسطحات الطينية ذات الكتلة الحيوية العالية التي تمتلى بالكائنات البحرية في حالة المد وعندما ينحسر البحر في حالة الجر تتخلف بعض الكائنات مثل الديدان البحرية واليرقات على المسطحات وتأتي الطيور لتتغذى عليها, كما توجد على الشواطئ الأحراش الملحية (Salt Marsh) وهذه نباتات تغطي جزئيًا بالبحر في حالة المد وينحسر عنها الماء في حالة الجزر وهي تعد مصدرًا للمغذيات (Nutrients) مثل مركبات النيتروجين والفوسفات كما أن الطيور تتخذها مأوى ومكمنًا جيدًا لاعشاشها الخفية ولعل من أهل النباتات على الشواطئ نبات الشورى أو القرم (Mangrove) ذو القيمة البيئة العالية حيث يلعب جزءًا مهمًا في الشبكة الغذائية كما أن جذوره التي تغطيها بحيرات الماء في فترة الجزر تعتبر مرعى لصغار السمك والربيان وأورقاها المتساقطة غذاء لمختلف الكائنات الدقيقة واغصانها مأوى للطيور واخشابها مصدرًا للوقود في الماضي , وأوراقها تستخدم لطعام الماشية. ولقد كانت تغطي هذه النباتات مساحات شاسعة في منطقة المد والجزر بالقطيف وتاروت والدمام الا انه من سوء الحظ ولجهل الانسان وجشعه تم الردم العشوائي لكثير من مستوطنات هذه النباتات وبقي القليل الذي يصارع من أجل البقاء في مناطق محدودة على خليج تاروت. ويستخدم هذا النبات قصبات هوائية للتنفس ويزداد عدد القصبات كلما ساءت الاحوال البيئية.

والشواطئ تعاني من النفايات البحرية التي تلقي بها السفن في البحر وينتهي بها المطاف إلى الشاطئ ويلاحظ على الشواطئ المفتوحة الاخشاب والاغنام التي ماتت على ظهر السفن التي تأتي بها من الخارج وانواع مختلفة من القمامة كالبلاستيك والأوعية والفلين والحبال ومختلف أنواع العوامات. أما ما يأتي من البر فهو الردم العشوائي والنفايات البلدية وما يلقى من فضلات الإنسان المعالجة وغير المعالجة بصورة منظمة أو بطرق عشوائية, وعادة ما تقضي بقع الزيت على نباتات الشورى أو الاحراش الملحية أو تغطي المسطحات الطينية وبالتالي تقضي على وسط حيوي وعنصر مهم في الشبكة الغذائية للعديد من الكائنات البحرية. لا شك ان الشواطئ تحتاج إلى الكثير من الاهتمام للمحافظة عليها لاهميتها البيئية والترفيهية والصناعية واهميتها كمنفذ بحري للموانئ التجارية والصناعية.

ولقد رفعت مصلحة الارصاد وحماية البيئة للجهات اقتراح خطة تنسيقية وتنظيمية وتنفيذية لحماية الشواطئ بمسمى إدارة المناطق الساحلية.

تلوث اليابسة:

اليابسة هي موطن الانسان الطبيعي للعيش وهي تتلوث حسب النشاط الانساني في المنطقة فإذا كان النشاط زراعيًا فإن المبيدات العشبية والحشرية والاسمدة قد تلوث التربة إذا لم تستخدم بالطريقة السليمة. كما ان طرق الري غير المدروسة قد يزيد من ملوحة التربة وتجعلها غير صالحة للزراعة.

أما بالنسبة للمدن فالمخلفات الانشائية والمخلفات المنزلية ومحطات البنزين وأماكن تغيير الزيت وأماكن تجميع القمامة والمناطق التي لا يتوفر فيها الصرف الصحي والمسالخ التي تذبح فيها الماشية دون ضوابط والمستشفيات الخالية من المساندة الصحية للتخلص من النفايات الطبية وما إلى ذلك من منشآت توفر الراحة والرفاهية ولكنها في الوقت نفسه تولد آثارًا سلبية بيئية إذا لم يخطط لها بالطرق السليمة. اما بالنسبة للمناطق الصناعية فيجب توفير الوسائل الكفيلة للتخلص من النفايات الصناعية السائلة والصلبة بالطرق السليمة سواء بالمحارق الصحية أو المرادم الصحية حسب نوع المخلفات. كما يجب معالجة مياه الرجيع قبل تصريفها.

ولعل خير مثال لتلوث اليابسة هو قناة لوف (Love Canal) بالقرب من نياجرا بالولايات المتحدة الامريكية حيث تم حفر قناة للمياه ولم يتم المشروع واستخدمت القناة لإلقاء المخلفات الكيميائية وبعد زمن طويل اصبحت المنطقة سكنية ولوحظ في المنطقة ارتفاع نسبة الأمراض الصدرية ونسبة الاجهاض للحوامل وقد ادى البحث والتحقيق إلى ترحيل السكان واغلاق المنطقة. وتتعدى النشاطات البشرية التلوث حيث ان الاتساع العمراني يقضي على الغابات والحياة البرية كما ان تكسير الجبال أدى إلى اضطراب الاتزان البيئي الدقيق للزواحف والكائنات التي تقطن الجبال نظرًا لعدم قدرة هذه الكائنات على منافسة الإنسان.

لا شك أن المرادم البلدية والمرادم الخاصة بالنفايات الخطرة تعتبر مصدرًا اساسيًا لتلوث التربة والمياه الجوفية ومصدر لغاز الميثان المسبب للتسخين الحراري في المناخ بالاضافة لكونها مصدر روائح كريهة وحرائق عشوائية ويوجد في مدينة الجبيل الصناعية مردم بلدي صحي بعوازل تمنع تلوث المياه الجوفية وآبار اختبار بالاضافة إلى شركة معالجة وإدارة النفايات الخطرة.

2-6- تلوث موارد المياه:

الامطار والبحيرات والأنهار والمياه الجوفية هي ا لموارد الطبيعية للمياه, ومن المعروف ان خصائص المطر الطبيعية في الدول الصناعية تغيرت إلى حد بلغ فيه تركيز أيونات الهيدروجين الموجبة إلى درجة الحموضة. وهذا المطر قد أثر على الاشجار في الغابات والحياة في البحيرات. كما أن الملوثات التي تلقي ضمن مياه الرجيع في الانهار أثرت على الحياة مثل نهر التايمز الذي فقدت فيه الحياة بسبب التلوث, وادت الصحوة البيئية إلى فرض قيود ومعايير لتخفيف الملوثات حتى عادت الحياة إلى النهر, ولعل اسوأ كوارث تلوث المياه هي التي حصلت في اليابان حيث القيت المخلفات التي تحتوي على عنصر الكادميوم في النهر الذي يستخدم لري حقول الارز وذلك أدى إلى أصابة أهل القرية بمرض اتش اتش بسبب الكادميوم حيث تتحول العظام من صلبة إلى هشة وتنكسر الضلوع إذا عطس المريض, إضافة إلى التلف الكلوي, ولقد كانت الاصابة أكبر لدى كبار السن.

أما بالنسبة للمياه الجوفية فإنها تتلوث بانتقال الملوثات السطحية على اليابسة مع مياه الامطار أو السوائل بفعل الجاذبية إلى منسوب المياه الجوفية .. ولهذا السبب يجب اختيار مناطق جيولوجية ملائمة للمرادم الصحية البلدية والصناعية وعزلها بطبقة صماء لا تسمح بمرور السوائل.

ولعل أكبر ملوث للمياه الجوفية هي مياه الصرف الصحي بسبب غياب شبكات الصرف الصحي ومحطات المعالجة الفعالة في معظم المدن والقرى.

2-7- التلوث الاشعاعي:

وهو التلوث الناتج عن انتشار المواد المشعة بسبب الاهمال في التخلص من النفايات المشعة أو المتفجرات النووية كما حدث لكثير من العسكريين في الولايات المتحدة الذين اصيبوا بالسرطان من جراء تلك التفجيرات, والتعرض للاشعاعات الناتجة من مولدات الكهرباء النووية له آثار ضارة كما حدث في شيرنوبيل بالاتحاد السوفيتي حيث تساقط الغبار المحمل بالاشعاع على أوربا الشرقية والغربية وأدى إلى تلوث المحاصيل الزراعية والحيوانات والمنتوجات الحيوانية.

وهذا النوع من التلوث اخطر الأنواع حيث ان المواد المشعة تبقى نشطة لمدة طويلة من الزمن قد تصل إلى مئات السنين وخير دليل على ذلك حادث ج¯زيرة (THREE MILES ISLAND) في الولايات المتحدة حيث اغلق المفاعل النووي فيها لفترة سنوات طويلة قادمة. ولا يخفى على الجميع الأمراض وتشوهات المواليد في هيروشيما ونجازاكي باليابان نتيجة لإشعاع القنبلة الذرية في الحرب العالمية الثانية.

وتقوم مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بإدارة النفايات المشعة في المملكة العربية السعودية.

2-8- التلوث الحراري:

هو التخلص الذي يؤدي إلى زيادة الحرارة في البيئة ويؤثر على الحياة واستمرارها ويعد رجيع المصانع الذي يصب في البحار مصدرًا رئيسيًا لهذا النوع من التلوث حيث أن ارتفاع درجة الحرارة يؤدي إلى القضاء على الحياة في المنطقة بسبب نقص الاكسجين لأن ذوبان الاكسجين في الماء يقل مع زيادة درجة الحرارة, كما يؤدي إلى هروب الاسماك والكائنات المتحركة, ومن السهل علاج هذا النوع من التلوث بتبريد مياه الرجيع قبل اعادته إلى الوسط المائي.

وتقوم الهيئة الملكية بالجبيل وينبع بتبريد مياه الرجيع في قنوات مكشوفة لتخفيض درجة الحرارة ولتخفيف أي تلوث حراري. وكذلك الامر لمحطات التحلية حيث يجب أن يكون الفرق أقل من عشرة درجات مئوية بين مياه الرجيع ومياه البحر.

2-9- تلوث الإزعاج والضجيج:

وهو التلوث الذي يؤدي إلى عدم الراحة بسبب الاصوات الصناعية وضوضاء السيارات والقطارات والطائرات. مما يقلق راحة الإنسان ويؤدي إلى توتر اعصابه ويمكن تجنب هذا النوع بالسكن في المناطق الهادئة النائية.

وتمنع قوانين وزارة الشؤون البلدية والقروية الضوضاء سواء كان المصدر من الورش المقلقة للراحة حيث صدرت الانظمة والتعليمات لنقلها إلى المناطق المخصصة مثل الورش والمناطق الصناعية كما يحظر بوق السيارات عند المدارس والمستشفيات.

2-10- التلوث المرئي:

هو ما نشاهده من مناظرة مؤذية من القمامة على الشوارع واعقاب السجائر على الطرقات وعلب المشروبات وأكياس النايلون خاصة في الاماكن العامة الترفيهية مثل الشواطئ والحدائق والأسواق وهذا النوع من التلوث صعب التحديد والتعريف ويمكن وصفه بما يخل بالذوق العام بسبب العبث بالطبيعة والفطرة.

2-11- التلوث داخل المباني والمنازل:

ان الملوثات من حولنا لم نسلم منها حتى داخل المنازل وفي المكاتب بل ان التلوث داخل المباني قد يفوق التلوث الخارجي, فمادة الطلاء المستخدمة تحوي العديد من المذيبات والمركبات العضوية المعدنية الضارة. والمواد المتطايرة من السجاد والمواد الخشبية الطبيعية (المعالجة كيميائيًا) والصناعية (المستخدمة غالبًا في صناعة الاثاث والبيوت الجاهزة) مثل مركب الفورمالدهايد الذي يسبب الصداع وقد يؤدي إلى الأمراض التنفسية المزمنة والتهابات العين والأنف والحنجرة وتزداد هذه الملوثات كلما كان المنزل جديدًا.

توجد بعض العوالق المتطايرة الناتجة عن نشافة الملابس في المواد العازلة المصنوعة من مادة الاسبستوس الذي ثبتت خطورتها كمسبب للسرطان وهي المادة التي تصنع منها الالواح التي كانت تستخدم مع المكواة لعدة سنين خلت. بالاضافة إلى تطاير العوالق المختلفة من تحلل المواد المصنوعة من الالياف, وإذا كان السكان من المدخنين ينتشر الدخان والعوالق المتطايرة في المنزل وقد تدخل إلى رئة الرضع والاطفال بدون اختيار وقد يكون ضررها أكبر عليهم لأنهم في مرحلة نمو.

يدخل مكيف الهواء الملوثات البيولوجية مثل التي ادت إلى مرض الليجنيز ولو اسهبنا في الموضوع لوجدنا الكثير من مصادر التلوث المختلفة في المنزل, ويجب هنا الا ننسى الملوث الطبيعي الذي يتخلل البدروم أو الدور الأرضي للمنازل وهو غاز الرادون المشع النتاتج من التحلل النووي لمادة الراديوم في باطن الأرض ويتسرب إلى السطح من جوف الأرض خلال الشقوق والثغرات وقد يحبس في الادوار السفلية من المنازل.

ولحماية البيئة والمحافظة عليها هنالك عدة اجراءات ستتخذ هذه الورقة مرتكزًا لا حدًا منها وهي التوعية البيئية لأهميته الفاعلة وقائيًا وعلاجيًا لمشاكل البيئة.

الباب الثالث

3- التوعية:

كما طرحت الورقة فإن هنالك احدى عشر نوعًا للتلوث البيئي وكل نوع له سماته الخاصة وجمهوره الخاص المعين وهنالك دور محدد في التعامل معه للقطاعات والفعاليات المختلفة حكومية وقطاع خاص ومؤسسات وطنية ومنظمات المجتمع المدني ووسائل الاعلام والتعليم والاتصال.

3-1- التوعية البيئية:

التوعية البيئية يجب أن تكون ضمن مخطط عام من المهد إلى اللحد ويجب أن تشمل الصغير والكبير والرجل والمرأة والغني والفقير لأن الجميع مشتركون كعناصر أساسية في معادلة الحياة, ومن هذا المنطلق يجب أن تطبق عملية التوعية بالشكل التالي:

أولاً: العمل على توعية الفرد وهو طفل في المنزل ومع دخوله إلى الحضانة ثم المدرسة ثم الجامعة واخيرًا في موقع العمل وهذه التوعية تتطلب برامج للوالدين وللمدارس وللإدارات الحكومية والخاصة وتتضمن تغيير نمط الحياة والتوعية نحو معرفة الطبيعة والإهتمام بها.

ثانيًا: العمل على توعية المجمع من خلال وسائل الاعلام المسموعة والمقروءة والمرئية ومن خلال المساجد وخطب الجمعة والأنشطة الوطنية مثل اسبوع الشجرة واستحداث اسبوع البيئة بالاضافة إلى المسابقات سواء تلفزيونية أو اذاعية أو صحفية أو مدرسية لرفع الوعي البيئي ويجب وضع البرامج التي تجذب المشاهد للتعرف على الطبيعة والمحافظة على البيئة.

ثالثاً: العمل على تطبيق الأنظمة البيئية بمسئولية من جميع الجهات ونشر الوعي لدى القطاع الخاص, والعام باستخدام المواد الصديقة للبيئة والمواد التي يمكن تدويرها والاقتصاد في الماء والكهرباء والتخفيف من استخدام المواصلات بشكل فردي والاتجاه نحو النقل العام كما يجب أن تضع جميع المشاريع للتقييم البيئي بحيث لا تتوقف التنمية ولا تتأثر البيئة.

3-2- التعليم كأهم مدخل للتوعية البيئية:

ضمنت الكثير من الدول مادة البيئة في مناهجها التعليمية بهدف تعليم اجيال المستقبل التطور والصناعة المسؤلة نحو البيئة وسوف تدرس مادة البيئة في مرحلة التعليم كمادة أساسية.

3-3- تحفيز القطاع الخاص لإنشاء صناعات لتدوير:

يشاهد في كثير من الدول فصل النفايات مثل البلاستيك والزجاج والورق والالمنيوم والمعادن الأخرى والمواد المتحللة التي يُصنع منها السماد بغرض اعادة الاستخدام. والآن يتم في مدينة جدة انشاء أكبر مصنع لتدوير النفايات المذكورة عالميًا تحت سقف واحد بتكلفة ثلاثمائة مليون ريال وسوف تمتد هذه التجربة البيئية إلى مدن المملكة العربية السعودية. وفي هذا المجال يمكن أن يلعب القطاع الخاص دورًا مقدرًا وفعالاً

3-4- التقيم البيئي كأساس لإعداد مشاريع التنمية:

هي الدراسة التي تسبق عمل أي مشروع صناعي أو تطوري وتصنع الملعومات الأساسية عن البيئة في الموقع واحتمال تأثرها والإجراءات التي يجب أن تتبع لحماية البيئة مستقبلاً من المشروع سواء في الانشاء أو التشغيل.

3-5- جمعيات البيئة كأداة للتوعية:

بسبب الوعي البيئي قامت العديد من الجمعيات اللاربحية في العالم بهدف حماية البيئة والمحافظة عليها بشكل موضوعي مجرد من المصلحة الذاتية والتجارب ولقد انشئت أول جمعية بيئية بالمملكة العربية السعودية في المؤتمر الأول للصحة والبيئة في شهر شعبان 1416هـ بمسمى جمعية البيئة السعودية بموافقة ورعاية سمو أمير منطقة مكة المكرمة الأمير ماجد بن عبدالعزيز رئيس شرف الجمعية.

3-6- الإعلام المسموع والمرئي والبيئة:

يعتبر الاعلام المرئي والمسموع والمقروء أهم وسيلة لنشر المعلومات وللتوعية بسبب تقدم التقنية في الارسال والاستقبال من خلال الاقمار الصناعية وتنافس الدول لعرض الأفضل لديها على المستوى العالمي وتطور اجهزة العرض والتسجيل بحيث تفي بمتطلبات المستهلك بسهولة متناهية ويجب استغلال هذه الوسائل الاعلامية لنشر الوعي البيئي من خلال مخطط يشمل:

1- تحديد المادة البيئية التي يسهل استيعابها وتمس الفرد بشكل أو آخر ولقد برزت في هذا المجال محطة سي ان ان ومحطة البي بي سي.

2- وضع برامج متفاعلة وتشد وتجذب المشاهد من خلال ابراز تأثير البيئة على صحة وسلامة الفرد واهمية وعي الفرد لتغيير سلوكياته ونمط حياته للمساهمة في تحسين الوضع البيئي ويمكن أن يكون اسلوب البرنامج مشابه لبرنامج سلامتك في التلفزيون الخليجي.

3- توفير الدعم المادي من خلال الجهات الحكومية أو الشركات البترولية لاهتمامها الحالي نحو البيئة وتغيير الانطباع العام عن الشركات. أو من خلال الدعاية والاعلان في البرامج للشركات المهتمة بالبيئة.

4- تكوين الجهاز الفني الملم بالبيئة والاعلام من الكفاءات الخليجية المتوفرة لاهمية ارتباط معد البرامج ببيئة المشاهد وكذلك الاستفادة بالكفاءات الدولية للاستفادة من التقنية المتوفرة.

5- الاهتمام بجميع شرائح المجتمع سواء كانت العامة أو المثقفة.

6- اعداد برامج لجميع الاعمار ابتداء من الاطفال إلى الشباب <