بحث حول النفايات

1- مقدمة:
إن الزيادة الكبيرة في عدد سكان الأرض ومع التقدم التكنولوجي والتحسن في مستويات المعيشة وما يتبع ذلك من زيادة في كميات الإنتاج والاستهلاك اليومي للسكان من حاجيات مختلفة أدى إلى الزيادة الكبيرة في كميات النفايات المفرزة بكافة أنواعها منزلية كانت أو صناعية عادية أم خاصة والتي تشكل خطورة كبيرة على صحة الإنسان وسلامة البيئة من جهة وعلى الاقتصاد الوطني من جهة أخرى ,ولقد أصبحت كيفية تسيير هذه النفايات وكيفية التخلص منها ومن أضرارها مشكلا وهاجسا يعيق الحكومات خاصة دول العالم الثالث التي تفتقر إلى الإمكانيات المادية والتقنية لتسيير هذا القطاع ,وما الحالة المزرية التي يعيشها معظم المراكز الحضرية بالمدن الجزائرية إلا دليل على ذلك.
تعريف النفايات : -2
لقد عرفت منظمة الصحة العالمية النفايات على النحو التاليالنفايات هي بعض الأشياء التي اصبح صاحبها لا يريدها في مكان ما ووقت ما نظرا لفقدانها لقيمتها المادية ,بحيث يمكن تصنيفها وتعدادها ضمن قائمة تنظيمية يتم من خلالها التعرف على ما إذا كان من الواجب التخلص منها نهائيا أو إعادة استعمالها ومعالجتها). كما عرفها القانون الإنجليزي لحماية البيئة على النحو التالي النفايات هي أية مواد لسنا بحاجة إليها بالإضافة إلى أية مواد ناتجة عن عملية إنتاجية أو مادة أو أجهزة أو أدوات مكسورة أو ملوثة أو ملابس تالفة) .
ويعرفها القانون الجزائري الخاص بالبيئة على النحو التالي النفايات هي كل ما يفضل من عملية إنتاج ,استعمال أو استهلاك مادة ما أو جهاز أو منتوج أو بشكل عام كل أثاث يتخلى عنه مالكه أو في نيته التخلي عنه أو عليه أن يتخلى عنه .
لكن لا يكفي أن يتم التخلي عن شيء ليصبح نفاية لأنها قدلا تكون شديدة المنفعة ومفيدة في أشياء أخرى ,وكلمة نفاية لغة قد تعطي معنى سلبي في حد ذاته لكن العارفين والدارسين لقطاع تسيير النفايات يعرفون جيدا قيمة هذه الأخيرة .
3 - مصادر النفايات:
البيوت(النفايات المنزلية): هي صلبة ومن كل نوع ينتجها الساكن ومطروحة في صناديق الزبالة الفردية والجماعية.
المتاجر:الآتية من المؤسسات التجارية والصناعية والفنادق والتي يمكن القضاء عليها من النفايات مع النفايات المنزلية كمثال على ذلك :التغليف، أوراق .
الحدائق والبساتين: كل النفايات الناتجة عن قطع الأشجار أو شذبها كالأوراق،الأغصان ،الأعشاب...
الطرق:كل ما تحتويه من أوراق التغليف،أوراق الأشجار ،تربة أو رمل .
أعمال البناء: كل ما ينتج عنها من مواد هدم أو بناء.
الأماكن أو المؤسسات العمومية:مستشفيات،مدارس ،مكاتب عامة إدارات....
المصانع:كل ما يتبقى من عمليات الإنتاج .....
مراكز معالجة المياه المستعملة: أوحال ،أتربة ،رمل.....
وهذا الجدول يبين أهم مصادر وأنواع النفايات الصلبة ...
أنواع النفايات: -4
تنقسم النفايات من حيث النوع إلى ثلاث أقسام هي:
1.4- النفايات الصلبة:
كل النفايات الصلبة المختلفة والملموسة بكافة أحجامها والتي يمكن أن تجمع وتنقل بطرق معينة وتنقسم هذه الأخيرة الى نوعين هما :
نفايات صلبة عادية: وهي التي لا تشكل خطورة كبيرة على صحة السكان أو البيئة كالنفايات المنزلية ،نفايات المتاجر ،نفايات الطرق،نفايات الهدم والبناء...
نفايات خاصة:وهي التي تشكل خطورة كبيرة على صحة الإنسان من جهة وعلى البيئة من جهة أخرى ونأخذ على سبيل المثال:نفايات الاستطباب (المستشفيات) كالحقن،أدوات التشريح والعمليات الجراحية إضافة الى نفايات المصانع الكيميائية والإشعاعية إضافة الى الدهون والمواد المنظفة والأحماض المسببة لمخاطر التسمم والالتهابات.

2.4-النفايات السائلة:
نجدها في المياه المستخدمة في التنظيف والغسيل والاستحمام وفي دورات المياه وما تحتويه من منظفات صناعية ومطهرات ....
3.4-النفايات الغازية:
كل ما يحويه الهواء من ملوثات وغازات سامة الناتجة عن النفايات الصلبة بحد ذاتها ودخان المصانع والسيارات إضافة الى الروائح الكريهة ونركز في هذا البحث عن النفايات الصلبة وهذا الجدول يوضح أهمها:
4.4- النفايات الصلبة الحضرية:
الأمثلة الوصف النوع
نفايات المطبخ ،بقايا غذائية نسيج ،جلد ،خشب... نفايات صلبة من كل نوع ينتجها السكان ومطروحة في صناديق الزبالة الفردية أو الجماعية. نفايات منزلية
أثاث ،خشب،عجلات ،أدوات كهر ومنزلية . نفايات منزلية لا يمكن وضعها في الصناديق نظرا لحجمها وتتطلب وضعها على حدى نفايات مزعجة
التغليف ،الورق البلاستيك،نفايات التنظيف نفايات آتية من مؤسسات تجارية وصناعية يمكن القضاء مع النفايات المنزلية. نفايات المتاجر
عشب ،أغصان ،أوراق شجر نفايات من قطع الأخشاب والأعشاب نفايات خضراء للبساتين والحدائق
نفايات نباتية,تعليق , تنظيف
نفايات عضوية للأسمدة الشبيهة بالنفايات المنزلية نفايات الأسواق
بطاريات , بقايا الدهون والمطهرات
نفايات منزلية محتوية على مواد سامة نفايات خطيرة
رمل , ورق , ورق أشجار , مغلفات كنس الطرق نفايات من تنظيف الطرق
أدوات ناتجة عن الحفر والتهديم والحصب نفايات أشغال البناء والتهديم نفايات ناتجة عن البنايات
رمل , وحل,الأتربة... أوحال ناتجة عن التقطير أوحال معالجة المياه

5-أخطار و أضرار النفايات :
 على صحة الإنسان :
- كثرة الإصابات بالجهاز التنفسي نتيجة الغازات السامة و الروائح الكريهة اتي تصدرها النفايات والتي تؤدي الى ظهور أمراض الحساسية و الربو .
- كثرة الإصابة بالأمراض المعيدية الخاصة بالأطفال الذين يلعبون في أماكن تواجد النفايات خاصة النفايات الخطيرة (نفايات الاستطباب).
- إلحاق الضرر ببصر الإنسان الدي يسبب له أمراض نفسية
 على البيئة :
- إلحاق الضرر بالنباتات نتيجة انتشار الجردان ،الحشرات...
- تلوث التربة الزراعية نتيجة اختلاطها بالنفايات التي تنتج بكتيريا ضارة وعناصر ثقيلة سامة تعفنها وتغيير لونها .
- تؤثر على المصادر المائية :
*المياه السطحية:ان القاء النفايات في أماكن تواجد المسطحات المائية يشكل خطرا كبيرا لكونها سريعة التحلل والانتشار وقد تختلط بالمياه وقد تعجز في بعض الأحيان طرق المعالجة المعروفة عن تنقيتها .
*المحاصيل الزراعية المسقية بمياه مختلطة بالنفايات كذلك لها خطورة كبيرة على صحة الإنسان والبيئة
*المنتوجات المائية والأسماك : تتراكم النفايات المرمية في أعماق الأنهار والبحار في أجسام الأسماك والحيوانات البحرية المختلفة فتتسبب في موتها وموت المستهلكين لها .
*الهواء: تفرز النفايات غازات سامة وروائح وحشرات تسبب في تلوث الجو وتضعف من نقاوته
 على جمال العمارة: ان تجمع القمامات وأكوامها الهائلة في الأوساط الحضرية يؤثر على المنظر العمراني للمدن ويكسبها شكل غير لائق مهما كانت نوعية الفن المعماري بها.
 على الاقتصاد الوطني:
ان النفايات تسبب خسائر اقتصادية كبيرة في مجال الصحة العمومية حيث
من ميزانية الإنفاق الصحي تعود على الأمراض الناتجة من النفايات :أجور%50
عمال أدوية ،رعاية أطفال.....وعلى تسيير هذه الأخيرة.
وهذا الجدول يوضح خسائر الانتاج المحلي عن تلوث البيئة بالمكروبات الناتجة عن القمامات سنة 1992بالمليون دولار
الانفاق على التلوث الدولة
128 الجزائر
345 السعودية
83 المغرب
39 تونس
102 مصر

6- تسيير النفايات:
يقصد بالتسيير كل العمليات المتعلقة بجمع ونقل ومعالجة وتغيير والتخلص من هذه النفايات بما فيها من مراقبة لكل هذه العمليات وفق برنامج وطرق منظمة ومبرمجة زمنيا ومكانيا ومن طرف أعوان ومستخدمين في هذا المجال .

وتتمثل أهم مراحل وطرق التسيير فيما يلي :
1.6- مرحلة الجمع:
تحدث أولا على مستوى المنازل حيث أن الفرد يجمع نفاياته ويضعها في أكياس خاصة أو براميل ويضعها خارج المنزل (كذلك بالنسبة للمتاجر والمدارس ...)ثم تتم المرحلة الثانية من عملية الجمع وهذا يقوم بدور أعوان مصالح البلدية عن طريف المرور في أوقات منتظمة للمصالح المكلفة برفع النفايات من الطرق وأمام أبواب المنازل والمتاجر ويتم تجميع النفايات في حاويات جماعية من أنواع مختلفة (براميل،صناديق....) تكون محكمة الاغلاق ولمنع تسرب النفايات الى الخارج ومنع تجمع الحيوانات والحشرات وحمايتها من الامطار والرياح...
وتتم المعاملة مع النفايات على حسب أنواعها فان كانت النفايات خاصة وتشكل خطورة على صحة الانسان والبيئة لا بد أن تجمع بطرق خاصة وأماكن خاصة وأحسن طريفة لذلك هو وضعها في أماكن استقبال مخصصة لها تكون متحركة بواسطة شاحنات أو حاويات ذات أوصاف معينة مع توفر شروط الوقاية التامة
2.6- مساحات التجمع:
لابد أن تختار بطريقة تجنب انتشار الروائح الكريهة وتمنع تجمع الحشرات والحيوانات وتنظيفها بشكل مستمر .
عند التخطيط لانحاز مناطق سكنية جديدة لا بد أن تخصص مساحات لتجميع النفايات تكون وظيفية تتماشى وطبيعة المنشآت المنجزة في التخطيط وملائمة لجميع المستعملين.
3.6-أنواع مركبات الجمع والنقل:
توجد أنواع كثيرة من مركبات الجمع والنقل منها :
- عربات صغيرة:ذات عجلات يمكن جرها وتسمح بجمع النفايات في الأماكن الضيقة والتي لا تستطيع الشاحنات دخولها .
- شاحنات جمع مجهزة بعربة:مركبات ذات قدرات متوسطة من أجل تجنب تفرق الفضلات أثناء نقلها .
- شاحنات جمع ذات هياكل مغلقة ونظام لضغط النفايات:وهو النوع الشائع استعماله في الجزائر والأوساط الحضرية.
- شاحنات جمع انتقائي :مجهزة برافعة لرفع الحاويات المتخصصة.
- شاحنات ذات صناديق مختلفة .
عند اختيار شاحنات الجمع والنقل لابد من رؤية أقصى حجم للنفايات التي يمكن جمعها في الأوساط الحضرية مع الأخذ بعين الاعتبار المعطيات المحلية كحالة الطرقات ونوعية التهيئة العمرانية فلا بد من وضع مخططات للجمع والنقل لكل حي من أحياء أي مدينة
محطات التحويل : هي مكان وسيط لتجميع وتخزين النفايات تحسبا للتخلص منها عن طريق نقلها إلى أماكن أخرى لكن بكميات كبيرة جدا ومحطات التحويل هذه ليست لبلدية واحدة فقط وانما قد تكون لعدة بلديات تابعة لمنطقة واحدة ولا بد لهذه الأخيرة أن تتميز بشروط وخصائص معينة كأن يكون لها أعوان استقبال مؤطرين وأن تكون أمكنة مغلقة بشكل محكم وذات صبغة قانونية .
لابد من أخذ مساحات بعيدة عن مناطق سكنية مع ربطها بطرق كبيرة وخطوط المجاري المائية وخطوط الكهرباء والهاتف .
8- فرز النفايات وتقليصها:
تتم عن طريق الجمع الانتقائي من خلال تخصيص حاويات مختلفة على حسب نوعية النفايات كما يلي :
• حاويات مخصصة للنفايات غير قابلة للاسترداد والمنجزة عن الفرز.
• حاويات خاصة بالنفايات النباتية .
• حاويات خاصة بالمواد القابلة للتثمين(ورق،بلاستيك،معادن...) فيما يخص عملية الغرز والتقليص .
• حاويات خاصة بالنفايات ذات خطورة كبيرة (حاويات،مواد الاستطباب) وباستطاعة المستهلكين المشاركة في تقليص كميات النفايات وذلك بالتخلي عن التغليف غير النافع والفصل بين النفايات القابلة للاسترداد وغير القابلة للاسترداد وفيما يخص عملية التقليص من الأضرار الناجمة عن النفايات فباستطاعة أي بيت المساهمة في الفصل بين المواد الخطيرة والنفايات المنزلية مثل مواد التنظيف ومبيدات الحشرات والنفايات الزئبقية
تقتضي عملية الاسترداد هذه التكاليف وانضباط من قبل السكان ولنجلح هذه العملية يجب بدل مجهودات منتظمة فيما يخص اعلام وتوعية مولدي النفايات باعتبار ذلك ضروريا
ومن السهل استرداد النفايات على مستوى الصناعة والتجارة وذلك لان توليد منافذ النفايات هي أكثر تركيز وبذلك أكثر سهولة في المراقبة ومن جهة أخرى فانه من فائدة الصناعة اقتصاديا ،تثمين المواد المتبقية ولكن في هذه الحالة أيضا من الضروري عدم الخلط بين مختلف النفايات من أجل ذلك يجب القيام بعملية اعلام وتوعية باتجاه مسؤولي المؤسسات المعنية.
9- استرداد النفايات وتثمينها:
ان النفايات منجم من المواد الأولية واسترجاعها وتثمينها يشكل لبلادنا أمرا اقتصاديا هاما وتعتبر نفايات التغليف جزءا هاما من هذه المواد واسترداد القوة الطاقوية لها فائدة كبيرة جدا وهذه بعض الأمثلة عن استغلال بعض النفايات:
- تستخدم النفايات في تحسين نوعية التربة حيث يتم تحويلها الى مواد عضوية تساهم في القضاء على الجراثيم الممرضة وبذور الأعشاب الضارة وبيوض الديدان والحشرات .
- النفايات المنزلية العضوية تساهم بشكل فعال في عمليات تسميد الأرض.
- تستخدم القدرة الطاقوية الهامة للنفايات في صناعة القرميد الموجه للبناء .
ونجد في بعض البلدان المتقدمة أنه يتم استرجاع المصادر الأساسية الموجودة في النفايات ويعيدون استعمالها على النحو التالي :
˚ النحاس والحديد يتم جمعهما واعادة صهرهما واستخدامهما مرة أخرى .
˚ الزجاجيات يتم صهرها وغسلها واعادة استعمالها .
˚ الأقمشة يعاد تنظيفها ونسجها .
˚ البلاستيك يتم فصله وغسله كل حسب صنفه ثم يعاد استخدامه كمادة أولية في بعض الصناعات.
˚ استرجاع نفايات الهدم والبناء وتمثل هذه النوعية أكبر مجموعة من النفايات حيث يتم فرزها بشكل مختلط ويعاد استعمالها في بناء الطرقات وأماكن التفريغ والسدود .
˚ استرجاع الورق والورق المقوى يتم تنظيف الورق القديم ويتم نزع الألوان والأوساخ منه ويعاد استخدامه من جديد في صناعة الورق كذلك يتم استخدام الزجاج المسترجعة والرمل في هذه الصناعة .
لكن تبقى دول العالم الثالث بعيدة كل البعد عن هذا المجال لان معظم النفايات التي لها طاقات كبيرة وفوائد عظيمة تذهب هدرا وتخلط مع باقي النفايات التي لا يمكن استردادها .
1.9- معالجة القمامة وتصريفها:
يقصد بالمعالجة كل عملية فيزيائية أو كيميائية أو بيولوجية والتي تعدل من خصائص الفضلات وتقلل من مخاطرها والتخلص منها بشكل أسهل لا يعرض الإنسان للخطر ويحافظ على النظام البيئي بشكل عام .
2.9- معالجة النفايات:
تتعرض النفايات الى معالجة أولية قبل وضعها في المزبلة ونوجد عدة طرق ومناهج لهذه الأخيرة من ميكانيكية وبيولوجية وهوائية وفيما يخص الجزائر فنلاحظ أن أهم طرق المعالجة هي الهوائية.
تسحق النفايات وتجمع على شكل حزم وبشمل متجانس وتحفظ في مساحات خاصة ثم تترك للانحلال الهوائي (تحت تهوية طبيعية أو ميكانيكية) كما قد تتعرض لعملية الإحراق والتي تدخل في سياق عملية المعالجة ولكن لابد من التخلص من الغازات السامة الناتجة عن عملية الاحتراق بشكل أفضل لايضر البيئة من خلال معالجة افرازات العملية بطرق مختلفة.
3.9- الدفن الحي والتقني للنفايات:
 إن أول شئ يتم اختياره في مراكز الدفن التقني للنفايات هو الموقع الملائم لها وفق مخطط بناء واستغلال محدد تتم الموافقة عليه مسبقا مع الأخذ بعين الاعتبار إعادة ضم الموقع الى بيئته الطبيعية .
 ان تضاريس الموقع وحدها قادرة على تحديد شكل مركز الدفن وتخطيطه على حسب حجم النفايات وكمياتها .
 يتم دفن القمامة في طبقات رقيقة وتدخل في الحفر عن طريق البلدوزورات ثم تبسط ويتم تغطيتها بطبقات من التربة والحجارة وعادة ما يتم الدفن في حفر طبيعية أو صناعية في موقع قريب من المدينة (لا تزيد عن20 كلم عن مركز التجمع تفاديا في زيادة التكاليف والتشغيل كما يجب أن يكون حجم الموقع كافيا لتصريف القمامة لفترة لا تقل عن 5سنوات) مع العلم أن النفايات الخاصة لا بد أن تتعرض لمعالجة خاصة وتدفن في أماكن خاصة ومنفصلة .
10- تسيير النفايات في الجزائر:
- الوضعية الحالية لتسيير النفايات الصلبة في الجزائر (وقائع وأرقام)
ان تحليل الوضعية الوطنية في مجال العناية بالنفايات الصلبة الحضرية يرجع الصعوبات الحالية في مجال تسيير النفايات الى عوامل متعددة الأشكال من تنظيمية وتقنية و مؤسساتية ويرجع أيضا الى غياب تشريع وتنظيم واضح ودقيق في مجال تسيير النفايات .
ان هذه النقائص المتعددة الأشكال التي تشكل عائقا أساسيا أمام إيجاد الظروف الملائمة لتنمية سوق وطنية للنفايات قد كان من نتائجها اختلال كيفية تنظيم المصالح المكلفة بتسييرالنفايات التي لم تعد ملائمة لمتطلبات اطار حياة يكون في مستوى آمال المواطنين في بداية هذا القرن وتبدو هذه الوضعية أكثر وضوحا في أكبر التجمعات الحضرية التي تولد بدون انقطاع كميات هائلة من الفضلات جراء الضغط المشترك بين التحضير غير المراقب والتدني الملحوظ للوسائل البشرية والمادية الموكلة للتسيير.
وهذا الجدول يوضح نمو حجم النفايات وتدني الوسائل البشرية والمادية الموكلة الى التسيير:

بالإضافة الى هذا النقص على المستوى الكمي فان الوسائل الآلية ليست متلائمة مع مهمة الجمع والنقل والمعالجة ودفن النفايات اظافة الى مشاكل الصيانة وعدن التحكم في التسيير .
ناقلات محصاة 4100 منها:
-300 شاحنة ذات عربة ضاغطة
-3800ناقلة من مختلف الأنواع
نسبة50% من التوقف نظرا لمشاكل الصيانة

ويضاف الى هذا العائق المادي الكبير عدم مهنية المستخدمين المكلفين بتمييز النفايات

مجموع المستخدمين على المستوى الوطني :20000 عون
نسبة تأهيل الأعوان 2الى 10%

وفيما يتعلق بشروط التخلص من النفايات فان الوضعية العامة تدعو الى تساؤلات كبرى ، حيث نجد أن ضوابط اختيار مواقع المزابل ليست معتمدة أو مخطط لها من قبل ولا تتحترم أبسط قواعد حماية البيئة.
كل المزابل العمومية هي الآن في حالة يرثى لها بسبب الخلط بين المزابل المخصصة للفضلات المنزلية والنفايات السامة الناتجة عن الأنشطة الاقتصادية وعن مؤسسات الاستشفاء والتي تفرغ كلها بكيفية غير شرعية ،اضافة الى انعدام الرقابة .
ان التحقيق الذي أنجزته مصالح وزارة تهيئة الاقليم والبيئة يبرز أن هناك 3000 مزبلة فوضوية عبر التراب الوطني وتشغل هذه الأخيرة مساحة150.000 هكتار .
أما بخصوص تثمين النفايات فان بلادنا تسجل تأخرا عظيما في هذا المجال نظرا لغياب سياسة ملائمة لتنمية سوق النفايات.
11- البرنامج الوطني للتسيير المندمج للنفايات الصلبة PROGDEM
اتجاه الوضعية الحالية والسيئة لتسيير النفايات ببلادنا قررت الحكومة العمل على وضع تسيير النفايات الصلبة الحضرية محور عمل ذو أولوية في استراتيجيتها وفي مخططها للعمل البيئي وللتنمية المستدامة وذلك من خلال إعداد وتنشيط البرنامج الوطني للتسيير المندمج للنفايات الصلبة الحضرية .
1.11- التعريف بالبرنامج:
هو عبارة عن تمشي مندمج ومرحلي وتدريجي لتسيير النفايات الصلبة الحضرية يهدف الى استئصال التصرفات الحالية فيما يخص المزابل الفوضوية كما يرمي الى تنظيم عملية الجمع والنقل والقضاء على النفايات في ظروف تضمن سلامة البيئة والمحافظة على نظافة الوسط ،وهو برنامج مقدم من طرف الحكومة في إطار المخطط الثلاثي لدعم الإنعاش الاقتصادي
2.11- أهداف البرنامج:
ان استراتيجية العمل الذي تريد الحكومة إنجازه عبر البرنامج الوطني للتسيير المندمج للنفايات الصلبة تهدف الى إيجاد الوسائل الضرورية التي من شأنها أن تضمن تسييرا مندمجا للفضلات الصلبة الحضرية ولتحقيق الأهداف الأساسية المتعلقة ب:
- تحسين إطار حياة المواطن والحفاظ على صحته .
- الإتلاف السليم والعقلاني بيئيا للنفايات وتثمينها .
- إحداث مناصب شغل دائمة

3.11- مكونات البرنامج:
ان التسيير المندمج للنفايات يهدف الى إتلاف النفايات في ظروف سليمة وعقلانية بيئيا لبلوغ هذه الغاية فان البرنامج الوطني لتسيير الفضلات المنزلية الذي تطبقه الحكومة في 40 مدينة كبيرة يتمثل فيما يلي :
 إنجاز وتنشيط المخططات البلدية لتسيير النفايات المنزلية .
 تحسين قدرات التسيير .
 اتجار مراكز للدفن التقني
 التكفل بنفايات أنشطة الاستشفاء .
 تمهين مصالح التنظيف والتسيير الخاصة بمراكز الدفن التقني وذلك بضمان استقلالية التسيير ولاستقلال المالي .
 ضمان التمويل وفردنة مصالح التسيير .
 ترقية الرسكلة (الاسترجاع ) بواسطة وضع منظومة وطنية لاسترجاع وتثمين فضلات التغليف .
 إيجاد الأدوات الاقتصادية لترقية الصناعات المرتبطة بتسيير النفايات .
 تنشيط مخطط التحسيس المستمر على المستوى البلدي والوطني.
 ضمان تطبيق القانون الخاص بالعقوبات .
 ادماج البعد البيئي ضمن مواد البرنامج المدرسي .
12-القانون الوطني المتعلق بتسيير النفايات ومراقبتها وإزالتها :
بناءا على الدستور ولا سيما المادتين 122 و 126 وبناءا على عدة قوانين ومراسيم رئاسية تم إصدار قانون خاص بتسيير النفايات ومراقبتها وإزالتها ونأخذ على سبيل المثال المادة 6-7-8 من القانون والتي تنص على ما يلي:
المادة-6- : يلزم كل منتج للنفايات أو حائز عليها باتخاذ كل الإجراءات الضرورية لتفادي إنتاج النفايات بأقصى قدر ممكن .
المادة-7-: يلزم كل منتج للنفايات أن يعمل على تثمين المواد التي يستوردها أو يسوقها وعن المنتوجات التي يصنعها .
المادة-8-: في حالة عدم مقدرة منتج النفايات أو الحائز عليها على تفادي إنتاج أو تثمين نفاياته يلزم بالعمل ضمان إزالة هذه النفايات على حسابه الخاص بطريقة عقلانية بيئية .
المادة-9-: تخطر إعادة استعمال مغلفات المواد الكيميائية لاحتواء مواد غذائية مباشرة .
لكن تبقى هذه القوانين وغيرها مجرد حبر على ورق وتطبيقها لم يتجسد على أرض الواقع نظرا لغياب سياسة ومنهجية منضمة متبعة من طرف الدولة إضافة الى غياب الرقابة وقلة المؤطرين والمستخدمين في مجال تسيير القطاع إضافة الى قلة الوعي لدى الفرد الجزائري بمخاطر النفايات على صحته وعلى الوسط الحضري والبيئي الذي يعيش فيه .

- الخاتمة:
وتبقى الإدارة السليمة للنفايات ليست بمجرد التخلص منها فقط وانما بتدويرها واستغلالها بشكل أفضل يعود بالفائدة على الاقتصاد الوطني من جهة ويحافظ على صحة السكان وسلامة البيئة من جهة أخرى، وكل هذا يتحقق عندما تتعاون كل الأطراف الفاعلة من إداريين،عمال نظافة ،أعوان مستخدمين في تطبيق سياسة تسيير منظمة ومبرمجة مع تدخل دور الدولة في تشجيع الاستثمارات والمشاريع في قطاع تسيير النفايات وتوعية السكان وتربيتهم تربية بيئية .