التسيير والتقنيات الحضرية


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

التسيير والتقنيات الحضرية
التسيير والتقنيات الحضرية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الأزمات الحضرية

اذهب الى الأسفل

الأزمات الحضرية Empty الأزمات الحضرية

مُساهمة من طرف Admin الأربعاء يناير 04, 2012 1:46 am

المقدمة :
في الماضي لم تكن البيئة موضوعا مسيطرا على عقول الناس كما هي الآن ، نحن الآن نتمتع بمستوى معيشي عال ، نريد امتلاك سلع عالمية ؟ ،و محيط أكثر جاذبية ، كما ننشد الراحة ، نريد أن نهرب من المشاكل الحياة اليومية و ونقضي الوقت في المرح من غير أن نقضي عدة ساعات وسط الإزدحام المروري في طريقنا إلى مناطق التنزه مثل الشاطئ ، نريد لأبنائنا تعلما أفضل وفرصا وظيفية مناسبة عندما ينهون تعليمهم المدرسي والجامعي ، نريد أن نهيئ للمستقبل نريد العيش في بيئة مريحة ، وإنسانية ، ومع ذلك بها من عناصر الجدمال وما يزيدنا إلهاما ويرفعمن معنوياتنا لغرض الطموح والمغامرة . تلك هي مغامرة و إبداع الشعب الذي جعل بريطانيا دولة عظمى. لقد حان الأوان للتضحية بوقتنا ومواهبنا و خبرتنا الذاتية للمساعدة في صنع بيئة نمتلكها ، ونستمتع بها ، ونفخر بها جميعا .
إن هذه الفقر من إصدار حكومة المملكة المتحدة بعنوان (( كيف تود أن نعيش)) و التي كتبة في عام 1972 م. مع أنها تبدو وكأنها قد كتبت بالأمس. إن الطموح الذي احتوته ، ومتطلبات تنفيذها هي أوامر ماسة الآن اكثر مما كانت عليه في العقد الأخير من القرن العشرين. و السؤال هنا ، هل نرغب في جعلها أمورا أحوج بعد عشرين عاما مما هي عليه الآن؛ أم أننا سنسعى إلى تحسين جوهري للمستوى النوعي لحياتنا الحضرية؟
تدهور الأماكن الحضرية :
لقد وصلنا إلى المرحلة في تطورنا التقني حتى أصبحة لدينا القدرة على تشكيل البيئة التي نحتاجها ، أو تدميرها إلى درجة لايمكن إصلاحها ، وذلك حسب استخدامنا لهذه المقدرة ، ولعمل ذلك يجب علينا أولا تقرير ما نريد الوصول إليه وذلك أبعد مايكون من السهل .
إن الحاجة للعناية بالبيئة الحضرية هي أعظم في الوقت الحضري من أي وقت مضى. من المؤكد أن البلدان و المدن عبر القرون يجب أن تصنف ضمن أعظم الإنجازات التقنية و الفنية و الثقافية و الإجتماعية . إن الأماكن الحضارية هي اهم جزء على الإطلاق في المدن ، والتي يحدث بها أكبر قدر من الإتصال البشري والتفاعل الإجتماعي .هذه الاماكن تشمل جميع اجزاء النسيج العمراني . وهي تمتد من شوارع و منتهزات و ميادين البلدة أو المدينة إلى المباني التي تحتويها وتحددها.
إن الأماكن الحضرية في كثير من الدول المهددة ، و على الأخص في العقد الماضي . وقد كانت بريطانيا ، على سبيل المثال ، مشهورة بأنها تقود العالم في مجالات الحياة العمرانية المتحضرة و المواصلات و الإسكان و العناية الصحية و الثقافية . وكان بها أماكن عامة رائعة حقا ممع ذلك ، نشهد الأن تدهورا خطيرا لحالة تلك الأنماكن العامة الرائعة . لقد تحول كثير من بلدان و مدن العالم – و بالأخص مراكزها – إلى أماكن غير آمنة ، و متسخة ، و مليئة بالنفايات ، و مغطات جدرتانها بالكتابات و الرموز السوقية وملوثة ، ومزدحمة ومختنقة بالحركة المرورية , مكدسة بالمباني القبيحة ذات الصيانة الرديئة الغير الآمنة . تلك الأماكن تمتلئ بالمشردين في الليل الذين يعيشون في صناديق الكرتون ومداخل المباني ، و أنفاق القطارات الأرضية . بينما تمتذلئ في النهار بنفس النوعية من الناس الذين يستجدون في الشوارع . وفي نفس الوقت يحيط الملاك بممتلكاتهم بالاسوار ليمنعوا العامة من الوصول على المراكز التسويق والماداخل الارضية لمباني المكاتب في اوقات المساء , وايام عطلة نهاية الأسبوع . اصبحت المباني والمدن , بالنسبة للكثير , مجرد وسيلة لجمع المال . لذلك لابد من إدراك حقيقة أن السعي للربح والنمو الإقتصادي لايتماشى دائما مع تحسين طراز معيشتنا الحضرية .
في نفس الوقت الذي تدهورة فيه الاماكن العامة , بدا هناك إزدهار في الاماكن الخاصة – مع التركيز على الخصوصيات والإنعزال والراحة الشخصية , والاستهلاك الخاص , وتوفير عامل الأمان تحقيقا لمبدأ الإهتمام (بالذات اولا) فيما يسمى بكل بذاءة (بالثقافة المصلحة) . لقد أصبحت الاماكن العامة تدخل تحت العبارة المشهور التي اطلقها دوغلاس آدمز – ( إنها مشكلة الآخرين )
لايمكن ان تضهر هذه الانانية بشكل اكثر وضوحا منها عند بوابة مدخل شارع داونينجdowning stret الكريهة . لقد تمكن رئيس الوزراء السابق من جعل احد اشهر الشوارع في العالم شارعا خاصا . يحذوا المستثمرون العقاريون , في اماكن كثير من العالم ,حذو هذا النموذج السيئ بإحاطة مشاريعهم بأسوار وبوابات لجعلها مقاطعات محمية بالكامل مع ان هذه الخلفية المفزعة ماثلة للعيان , فلم يهتم عامة الناس في يمو نمن الايام بالبيئة المبنية كما هو الآن , ففي بريطانيا ,يرجع جزء من تزايد هذا الغهتمام إلى آراء صاحب السمو الملكي الأمير ويلز المعلنة . ويبدو ام مشاكل لندن وبريطانيا يمكن أن يوجد ما يمثلها في مدن كثير حول العالم , بما في ذلك امريكا الشمالية واروبا واستراليا .
إن إعاد النظر في المناطق الحضرية يمكن أن يكون تجربة محزنة . في كثير من المدن وخصوصا المدن الاروبية تتميز المراكز بشوارع متعرجة جذابة , ذات مستوى عاللي من التفاصيل , والتي في بعض الأحيان يتراوح الجالس بها بينما في اوقات اخرى قد يشعر بملل . يقع بهذه المراكز مبان تركتها الكنيسة او الدولة او المؤسسات الصناعية أو التجارية . أما حواف المدينة فيرمز لها عادة بانها ضواحي مملة بلا روح وفي المناطق الداخلية من المدن تنتشر كتل ذات تقسيمات طويلة من مباني الشقق والأحياء الفقيرة الكئيبة ذات الحالة السيئة . إن المدينة بأكملها تعاني القذارة , والحركة المرورية التي تتسع بالضوضاء والإختناقات .
يعيش أربعة اخماس الاروبيين في بلدان ومدن وبإرتفاعات محدل إمتلاك السيارات فقدة الاماكن شخصستها المميزة . وإنه لمن السهولة بمكان أن تدمر مدينة تراثها وتفقد ما يميزها لكي تصبح اماكن تهيمن عليها السيارات والمباني العالية , والتي يمكن مشاهدتها في أي مكان من العالم .
إن الغنتشار الأفقي للمناطق العمرانية والتوزيع المتباعد إستعمالات الاراضي جعل توفير خدمات المواصلات أمرا صعبا ومكلفا إلى درجة إن بحض المدن أضحت تفتقر لغدارة جيدة . يغل على الغنشاءات الجديدة عدم إيثارة وتدني المستوى وقد عبر مايلز كينجتون(miles kington) عن روح عدم الغكتراث بمشاكل المدن عندما كتب بوضوح في جريدة الإندبندنت في شهر يوليو 1988م يصف بصخرية إنجلترا للسياح:
((هل بلد بها كاتدراءية ؟
لا، المدينة بها مواقف سيارات عالية الإرتفاع تحجب منظر الكاتدرائية . تشمل المميزات الأخرى للمدينة على فرع لمتاجر لورا آشلي laura Ashley ، الذي يرتبط بعلاقة توأمية بأكثر من مدينة أجنبية ، ومحطة قطارات تبعد بمسافة غير مريحة من وسط المدينة ، وجريدة محلية مسائية لا تباع قبل الساعة الثالثة مساء ، وفريق كرة القدم يأمل في الصعود ثانية إلى الدورية الممتاز ، ومحطة إذاعة محلية تذيع نفس الموسيقى الأمريكية التي يذيعها الآخرون ، و فروع للبنوك الئيسية ، وعلى الأقل معبرين علويين ، وموقف لسيارات الأجرة به أكثر من خمس سيارات ، وطريق دائر سترى عليه لوحات توجهك إلى مركز المدينة . ولو اتبعت تلك الإرشادات سوف تصل إلى نهاية المطاف إلى طريق مسدود يقع خلف قاعة السنما ، ولا ىأحد يعرف لماذا .))
في الحقيقة أصبحة المناطق الحضرية تنتابها الفوضى ، وليست ملائمة للناس . وخلال العقود القليلة الماضية ، و بالرغم من النوايا الحسنة ، فقد جعل الوضع أسوأ مما كان عليه بكثير . إننابحاجة لنظرة جديدة للتعرف على ما يهم مستخدمي المناطق العمرانية ، نرد أن ننظر إلى المناطق الحخضرية كوحدة واحدة وليس كمجموعة غير مترابطة ومتناثرة . وقبل كل شيئ نحتاج إلى تعاهد من سكان المدن و مستخدميها ألا يكونوا مهتمين فقط ببناء قاعدة إقتصادية وجذب سياح ، وحيوية ، وبقاء ،وخضرة ، إلى غير ذلك من الشعارات المطبقة في المدن ولكن ينبغي أن يسرخوا بصوة عال (( إننا نريد أفضل للمدينة ككل )) ، وأن يتعاهد لتحقيق ذلك ، إذن كيف يمكن أن نحسن تصميم وصيانة الأماكن الحضرية العامة و الخاصة التي تفتقر حاليا للخيال الإبداعي يتعامل المصممون الحضريون بالأحلام و الرؤى ، فهم بحاجة إلى معرفة عدةأساليب لتطبيق تلك الؤى ، أو لإقناع الآخرين بأهمية تطبيقها . يمكن إعتبار كتب الأنظمة و القوانين جزء من أدوات المهنة للمصممين العمرانيين ، وهي ليست الكل ، بل جزء فقط . لابد من أننكون حذرين من الإفراط من تطبيق القوانين على كل ما نصنع ليبدو دقيقا ومنتظما .
المناطق العمرانية غير منظمة ومعقدة و غنية وغير مرتبة ةوعملية التصميم العمراني تحتاجإلى أن نترك مجالا للفوضى و التعقيد ! يأكدسير باول رائيلي Sir paulreilly)) ويقول :
<<هناك ثلاثة خواص لدى سكان المدينة هي الفوضى و النهب و الإزعاج . إن المتجول في مركز المدينة بليموث Plymouth الجديدة عند الساعة التاسعة ليلا سوف يدرك ميزة تلك الخواص>>.
إن ما حدث في لندن خلال الثماننيات من القرن العشرين يبرز المشكلة . هناك أشياء كثيرة جيدة يمكن أن تكون حدثت في لدن في أماكن مثل كينجز كروس King’s Cross، وبرودجيت Broadgate وساوث بانك South Bank ، وأماكن أخرى حيث يعمل قلييل من المطورين مع معماريين مبدعين ومصممين حضريين وفننانين وحرفيين لإنتاج مشارع أفضل وذات شعبية . إن ما يهم هو التالي : عندما تأخذ بعين الإعتبار البيئة الحضريةلمدينة لندن الكبرى ككل ، فإن هذه الشاريع ، لا تكفي لإنقاذ لندن .
إذا أردت أن ترى القطاع الخاص أن يفعل إذا ترك وشأنه ، فلاتذهب إلى أبعد من جزيرة دوجز dogs في منطقة دوكلاندز Docklands في لندن . إن جهود الحكومة البريطانية في تطور الثقفي و التحدي الذي يواجه التصميم الحضري في هذا القرن لا تعدو أن تكون موجهة من قبل متطلبات السوق وفوضى الانتهازية التي أنتجت سيركا معماريا هو أفكار متناثرة من طراز ما بعد الحداث ، وبنايات ضخمة مهجورة ذات زخارف مثل التي في منطقة كناري ورف Canary Wharf ، وقطارا يشبه قطارات مدة الألعاب ، ليوصلك إلى المنطقة . إنها خيبة أمل للساكنين و العاملين . لقد كانت هناك خطوة متوسطة توفق بين النواحي المالية و البناء تم تجاهلها في خضم العجلة . هذه الخطوة يطلق عليها التصميم العمراني .
هناك حاجة إلى كل من الالتزام السياسي و الاستثمار الحكومي ، غير أنه من الصعب إقناع الوزراء بأن التصميم الجيدو البئة الناسبة ستدعمهم بأصواب الناخبين .
لا نستطيع تجاهل حقيقة أن السياسيين أخطؤوا ترتيب أولوياتهم فيما يخص احتياجاتنا البعيدة المدى . واستنتاج أيضا أن قدرا كبيرا من الاستثمار الحكومي مطلوب بشكل ملح لأكمال ما أعد القطاع الخاص بتنفيذه .
كيف يمكن تطبيق تخطيط المدن و الأقاليم ؟ كتب البوفيسور كولن بوكانان Professor Colin Buchanan في تقرير اللجنة المشرفة على ثالث مطار في لندن قائلا :
(( ولد التخطيط نتيجة لوضع المنازل المتلاصقة ، و الازدحام ،و المراحيض الخارجية ،وانعدام أماكن ألعاب الأطفال ،والتطوير الشريطي ،و التضخم العمراني ، و التدهور الريفي ،وتدمير المعالم البارزة . لقد ولد التخطيط من حصيلة تجارب قرن من التوسع الصناعي الذي برهن بشكل لا يدع مجالا للشك على أن قوى السوق فشات بشكل ذريع في تحقيق بيئة إنسانية )).
إن ما يجب أن ندركه بتمنع هو أن التخطيط مع كونه عمل على أساس قانونية معقدة وفي إطار ديمقراطي فإنه في مجاة قد فشل في تحقيق بيئة إنسانية . لماذا ذلك ؟ وماذا يمكن عمله لتحسين الوضع ؟
المشكلة لاتكمن في نظام التخطيط بحد ذاته ، بل إننا بحاجة إلى في نظام التخطيط قوي . وربما كانت المشكلة في طريق إدارة هذا النظام . هناك حاجة لقدر أكبر من الحساسية عند تطبيق الأنظم التخطيطية ، وذلك بتحكم أفضل في اختيار مواقع البنايات العالية ، وتفهم أفضل للنمو الطبيعي للمدن ، وتضحية لتحقيق مستوى أعلى في تصميم المباني . لا بد من أن يتعجب الزائر العادي لمعظم البلدان و الندن ويستغرب لكيفية التراخيص بالبناء للكثير من المشاريع السيئة ،والرديئة ،و المملة ، الأمر الذي أدى إلى تدمير الأنماط الحالية للشوارع ، و التهديد المحتمل لشخصية المنطقة لسنوات قادمة . هذه النتيجة تدعو الشخص للتساؤل عما إذا كان أولئك المسؤولون عن اتخاذ مثل هذه القرارات من المهنيين و السياسيين ،يعرفون حقا ما يفعلون .
في مدينة نيويورك وبعض المدن الأخرى ، ينظر إلى فتح الدور الأرضي في البنايات للاستخدام العام على أنه مكسب للصالح العام ، الأمر الذي يدعوا غالبا إلى السماح لصاحب البناية بأن يزيد المساحة المبنية للدور ، أو يزيد عدد الأدوار .ويجب ألا يلجأ النظام التخطيطي لمثل هذه الحيل السخيفة . إن المساهمة التي تقدمها المشاريع للأماكن العامة ليست أمرا قابلا للتفاوض في المراحل النهائية من المشروع ، بل ربما كانت أهم عناصر المشروع . مع ذلك ، فإن قبول هذا المبدأ يتطلب تغييرا كاملا في تنظيم المشاريع و في النظرة إلى التخطيط على مستوى العالم ككل . بكل بساطة ، يجب ألا تمنح ترخيص البناء إلا عندما يساهم التطوير المقترح في تحسين مستوى الأماكن الحضرية العامة ، ويوفر مرافق وخدمات مناسبة وعناصر جمالية للمارة في الشوارع .
يجب أن يكون التخطيط أكثر من كونه مسألة قصيرة الأجل تفتقر إلى بيع الأراضي و تطورها . أن دور وازدهار وتدهور حالات التطور تتكون من ثلاث سنوات من التطوير الجنوبي تتبعها خمسة إلى عشر سنوات من الركود الاقتصادي التي تكون في الحقيقة مضرة جدا بالمظهر الخارجي لشوارع المدينة . لذلك ينبغي أن تكون البلدان والمدن قادرة على الاستثمار بثقة في المستقبل المتوسط و البعيد المدى . كما يجب الاستفادة من الفرص عندما تسمح ، شريط ألا يأثر ذلك سلبا على الارتباطات و الخطط البعيدة المدى.
لا يمكن الفصل بين عملية التخطيط ، و مواضيع الجودة المعمارية ، و صيانة البيئة المبنية . لقد اشتمل المعنون (( كيف تود أن تعيش )) الذي أصدر في عام 1972 على الجمل التالية :
(( غير جيد ، مزعج ، غير انساني ، عادي وممل )) ، هذه هي بعض الصفاتالتي عبر بها المساهمون في عمل التقرير لوصف العمارة الحديثة كما يراها الناس في البلدان و المدن في جميع أنحاء البلاد . إن ردة الفعل نادرا ما تكون خاطئة فيما يخص العمارة و الناس . ولأن الناس لا يستطيعون تعليل سبب المشكلة باستخدام مفردات معمارية لا يعني هذا بالضرورة أن المباني جيد.
من السهل حقيقة – وبمرارة – التعريف على الأمثلة السيئة لمشاريع التطوير الحضري . ففي غالب الأحيان لم يقصد القائمون على هذه المشاريع إقامة أمثلة سيئة ومكروهة وممقوتة من العامة . وفي الحقيقة أنه من الصعب جدا التعرف واستحداث مكونات التطوير الجيد قبل البدء في التنفيذ .
إن الاهتمام بالبلدان و المدن يشمل العناية بما بعد البناء ، العناية بالنفايات و الملصقات ، وأماكن إيقاف السيارات ، نظافة الشوارع ، و المحافظة على تبليط ورصف المسطحات بفرش الشوارع وواجهات المباني ، و العناية بالأشجار و النباتات . إن أهمية العناية بما بعد البناء لا تقل بأي حال من الحرص على الحصول على تصميم جيد من البداية .
وكما أننا جميعا أصبحنا أكثر حساسية نحو التوازن البيئي لكوكبنا، فإن عملية تدوير وتصنيع المواد المستعملة يجب أن تكون متوفرة في مدننا . أن الورق ،و البطاقات والزجاج و البلاستيك كلها مواد قابل لإعادة للتصنيع في الوقت الراهن . وفي إيطاليا و على سبيل المثال ، تتوفر صناديق لجمع المخلفات القابلة للتصنيع حتى في البلدان الصغيرة و القرى .
الأماكن الحضرية العامة هي الأهم :
إن الأماكن الحضرية العامة أهم بكثير من المباني الخاصة ومن حركة المرور . ومع ذلك ، يقتصر تركيزنا في التخطيط ، في كل أنحاء العالم إلى حد كبير على المباني الخاصة وحركة المرور . ويبدو أننا فقدنا القدرة على الوقوف والتأمل فيما ننتج بشكل عام . ويستطيع الكثير منا التفكير في مجموعات من الطرق و المباني ، والتي ببساطة لا تشكل أي شيء بحد ذاتها لذلك ينبغي التوقف عن الإهتمام بالمباني و الأشكال الجمالية المنفردة ، وتوجيه التفكير بجمالها . يجب علينا أن ننسى البنايات المتباعدة بعضها عن بعض التي بنيت في العقود الأخيرة ، والتي تفصل بينها الطريق و الأرضي البيضاء التي لم تبن . إن هذه الحلول السطحية للمشاريع التي تفتقد إلى الفكر لم تخدمنا جيدا . لابد من التركيز على الأماكن الجذابة و المتداخلة التي ترتبط بمقياس واحتياجات الشاة بدلا من السائقين . يجب أن نستغل شخصية الأماكن و تمييزها و الفروق بينها ، لأن الأماكن العامة الممتعة مهمة جدا للشعور بالاطمئنان و الراحة . وفي الماضي ، لم يقتصر فن البناء على البنايات فقط ، بل شمل الفراغات و الأماكن و هذا ما ينبغي أن يستمر . ولتحقيق هذا الأمر ، لابد من تعاون جميع المختصين في شؤون البيئة و العمرانية.
إن الحقيقة التي لا مفر منها هي أن الناس يحكمون على أعمال المعماريين و المخططين و مصممي البيئة الخارجية و مهندسي الطرق و المهندسين المدنيين من خلال جودة الأماكن التي يرونها ويحسون بها من حولهم ، ولهم الحق في ذلك . إن ما يهم في نهاية المطاف ، هو النتيجة وليست الطريقة. نلدرا ما يكون حكم الناس على البيئة المبنية مديخا أو تفضيلا .
• نتيجة معظم المشاكل العمرانية من فقدان النسيج العمراني للتحكم في حجم العمران . في الماضي كانت المدينة مجموعة من المباني محاطة بشوارع حولها . إن ما سمى بإعادة التطور الشامل في العشرين أو الثلاثين سنة الماضية أدى إلى تدمير هذه البنايات العمرانية المألوفة و الناجحة ، وكانت النتيجة غير مرضية ، نتج عنها أماكن نادرا أنها توصف بأنها جذابة .
3- توصيات و اقتراحات للحد من الأزمة العمرانية :
1- الأولوية الأولى أن يتنم الإتفاق على نوع الأماكن الحضرية العامة المناسبة للمنطقة المحددة ، ثم بعد ذلك تتم الموافقة على نوع المباني ومشارع التطوير و نظام لحركة الملائمة ، ما يحصل غالبا هو العكس ، مما يؤدي إلى نتائج مدمرة للنسيج العمراني . لابد أن توفر الأماكن التنوع لمستخدميها ، لذلك من المناسب أن تكون متميزة و مختلفة بعضها عن بعض ، كل واحد من هذه الأماكن له جذوره المرتبطة بمحيطه التاريخي و الجغرافي و الطبيعي و الثقافي .
2- في معظم الحالات ، تنبع المباني النفردة الاحتياج ، وتتماشى مع شخصية المكان ، ولو تعمد أن يجلب كل مبنى الانتباه بمفرده لكانت النتيجة فوضى غير مقبولة . غير أنه من الممكن القبول بأن ينفرد القليل من المباني بنفسه ، لكن يجب أن تكون أغلبية المباني متجانسة ،تعمل كعناصر مكملة بعضها البعض في المجموعة .
3- كثير من المدن الصغيرة بها مراكز صغيرة يمكن اعتبارها أماكن مفردة. أما مراكز البلدان و المدن فإنها مع الوقت تكون منطقة ذات أنماط مختلفة ومميزة ، هذه المناطق و الأماكن لابد أن تعرف وتطور مع المحافظة على هويتها الحقيقية التي أنتجتها .
4- عند تنظيم أو إعادة تنظيم المدن و البلدان يجب إلى عدم النظر من منظور سائقي السيارات أو المطورين العقاريين .من المهم جدا اعتبار الاحتياجات وطموحات الناس ككل ، مع إعطاء أولوية للمشاة و الأطفال وكبار السن . إن هذا التغيير البسيط أو الزيادة في الأولوية من الممكن أن تحدث تحويلات في بيئتنا العمرانية ونمط حياتنا .
Admin
Admin
المدير
المدير

عدد المساهمات : 972
نقاط : 2426
تاريخ التسجيل : 09/11/2011

https://chemamin.forumalgerie.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى