التسيير والتقنيات الحضرية


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

التسيير والتقنيات الحضرية
التسيير والتقنيات الحضرية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

التنمية الريفية وتأثيرها على الاستيطان الريفي في ناحية العباسية

اذهب الى الأسفل

التنمية الريفية وتأثيرها على الاستيطان الريفي في ناحية العباسية Empty التنمية الريفية وتأثيرها على الاستيطان الريفي في ناحية العباسية

مُساهمة من طرف Admin الجمعة نوفمبر 11, 2011 11:18 am

أ. م. د. وهاب فهد الياسري

جامعة الكوفة – كلية الآداب



المقدمة

يمكن ان تعرف التنمية بأنها مجموعة الجهود المنظمة التي تبذل وفق تنظيم مرسوم للتنسيق بين الإمكانات البشرية والمادية والطبيعية المتاحة في وسط اجتماعي معين يهدف إلى تحقيق مستوى أعلى من الدخل القومي والدخول الفردية ومستويات أعلى للمعيشة والحياة الاجتماعية بنواحيها المختلفة كالتعليم والصحة والأسرة والشباب ثم الوصول إلى تحقيق أعلى مستوى من الرفاه الاجتماعي ([1] )إذ إن قضية التنمية لها جوانب كثيرة ومختلفة فإذا تحدث مزارع في التنمية مثلاً فانه قد ينظر اليها على أنها عملية تتعلق أساساً بإنشاء الجمعيات التعاونية الزراعية وتحسين وسائل الري ومد شبكات الطرق لمساعدة المزارعين على نقل حاصلاتهم . وقد تزايد في الآونة الأخيرة الاهتمام بصورة مطردة بالتنمية الزراعية الريفية سواء كان ذلك من قبل الحكومات أو الهيئات العالمية لان اغلب المستوطنات الريفية في دول العالم النامي يسود التخلف والمعاناة والإهمال ، وفي قطرنا كان الاهتمام بالريف في الحقب الأخيرة واضحاً كتعبيد الطرق إيماناً بأهمية الطريق المعبد في زيادة الإنتاج وتسهيل مهمة تسويقه إلى المنافذ التسويقية فضلا عن الصلة والعلاقات الإقليمية مع المراكز الحضرية ألتي ترتبط مع المناطق الريفية بطرق نقل جيدة .. تم إيصال التيار الكهربائي إلى اغلب المناطق الريفية وتزويد الريف بالماء الصالح للشرب و بالخدمات الصحية وخدمات التعليم بمختلف مستوياته وكان له الأثر في تعليم نسبة كبيرة من أبناء الريف الأمر الذي ظهر في الجانب الزراعي ونحن مدركين أهمية الوعي في العملية الزراعية بدءاً من عملية الحراثة والبذار إلى عملية النمو والحصاد والتسويق وهذه الأمور جميعها تعد عناصر مهمة وعوامل فاعلة لتنمية الريف باعتبار إن المستوطنة الريفية صورة من صور استقرار الإنسان وتنظيمه للمكان .



مبررات الدراسة

جاءت الدراسة لناحية العباسية لمسوغات منها تتعلق في أن مقومات التنمية لم تدرس دراسة علمية في المنطقة ولم يعثر الباحث على أي بحث تناول المنطقة بهذا العدد أولاً ومن ثم موقع المنطقة ضمن محافظة النجف ثانياً التي هي مسكن الباحث من أن بعض المستوطنات الريفية يصعب الوصول إليها وهذا ما كلف الباحث المشقة وبذل الجهود وفي الوصول إلى ابعد مستوطنة ريفية بهدف أن يكون البحث شاملاً ومتكاملاً للمنطقة .



هدف الدراسة

يهدف البحث إلى دراسة ريف ناحية العباسية التي هي احدى الوحدات الإدارية التابعة إلى محافظة النجف . كمنطقة دراسة للبحث ، لغرض التعرف على مقومات التنمية للمنطقة ودراسة عناصرها الأساس وإظهار أهميتها منطلقين من تأثيرها على زيادة الوعي لدى ساكني المستوطنات الريفية للمنطقة وتحسين الإنتاج الزراعي كماً ونوعاً الأمر الذي يعمل على زيادة المردودات الاقتصادية للفلاح وزيادة قدرته الشرائية وهذا يظهر على تحسين وضعه ألمعاشي وعلى مستلزمات حياته كتحسين وحدته السكنية ومرفقاتها من مرافق صحية وحمام ومخزن للحبوب وزرائب الحيوانات وهذا له اثاره على الاقتصاد العام للبلد .

حدود منطقة الدراسة

اقتصرت الدراسة على ريف ناحية العباسية التي شملت (57) مستوطنة ريفية نسمة وثم تناول عناصر وأساسيات التنمية الريفية ومنها التنمية الزراعية باعتبار أن المنطقة زراعية تشتهر بزراعة الرز وهي من الناطق الزراعية المعروفة . في العراق كذلك شبكات الري والبزل والخدمات الزراعية وخدمات الإسكان والخدمات الاجتماعية التي تتضمن الخدمات الصحية ثم شبكة الطرق لما لهذه العناصر من أهمية اقتصادية واجتماعية للمستوطنات الريفية لمنطقة الدراسة .

أسلوب الدراسة

اعتمد أسلوب الدراسة بالطرائق الآتية :

1. جمع المعلومات والبيانات (الإحصائيات) من الدوائر الرسمية ذات العلاقة.

2. جمع المعلومات عن طريق الدراسة الميدانية ـ الزيارة ـ لمنطقة الدراسة .

3. المقابلات الشخصية التي أجراها الباحث مع سكان المنطقة والمسؤولين في المنطقة

مفهوم التنمية الريفية

المجتمع الريفي هو الموضوع الأساس الذي تنفذ فيه عملية التنمية الريفية، إذ أدى الأمر إلى تحديد مادي للبيئة الاجتماعية وقد بدأت المحاولات إلى وضع تعريف يميز المجتمع الريفي من غيره من المجتمعات منذ أمد ليس ببعيد مع ظهور علم الاجتماع الريفي . فقد عرف (ساندرس) المجتمع الريفي بأنه (ذلك الشكل من العلاقة التي تقوم بين الناس ومسؤوليتهم في منطقة محلية حيث يقيمون في مزارع متناثرة وفي قرية تكون عادة مركزاً لنشاطهم المشترك ونفهم من ذلك أن المجتمع الريفي ليس مجرد منطقة جغرافية ولكنه علاقة لابد من إقامتها والمحافظة عليها ومن ثم هناك الجانب الجغرافي والجانب النفسي للمجتمع الريفي مصطلحاً) (2 ). على الرغم من التمييز بين المجتمع الريفي وبين المجتمع الحضري وبين المجتمع البدوي ومن جهة أخرى من الأمور غير المتفق عليها بين المهتمين بالعلوم الاجتماعية . إلا أن هناك عدة محاولات لتحديد مفهوم الريف من ناحية والفصل بينه وبين الحضر من ناحية أخرى ، كمحاولات (دوبية) في دراسته للقرية الهندسية وتقديره لسمات عامة وكذلك محاولات (هاندلين) تقديره لصفات عامة يمكن تطبيقها على المجتمعات الريفية في أنحاء العالم (3 ). لان سكان القطاع الريفي يشكلون نسبة عالية من إجمالي سكان البلدان النامية ولاقتصاده دوراً مهماً في اقتصاديات هذه البلدان التي تعتمد على استغلال وتصدير المواد الخام والمنتجات الزراعية النباتية منها والحيوانية . وان حوالي أكثر من (56%) من سكان البلدان النامية يعيشون في المناطق الريفية ، وان نسبة من يعمل بالزراعة منهم إلى إجمالي الأيدي العاملة يبلغ (59%) ويعمل الباقون في مهن أخرى كالخدمات المختلفة وغيرها (4 ).

لذا فان المصطلح المستعمل دولياً وعلى نطاق واسع للتنمية الآن هو أنها عملية تغيير مقصودة تقوم بها سياسات محددة وتشرف على تنفيذها هيئات حكومية مسؤولة تعاونها هيئات أهلية على المستوى المحلي ، وتستهدف إدخال نظم جديدة وخلق قوى اجتماعية جديدة وتهيئة الظروف المتعددة لهذا الجانب من التغيير الاجتماعي الهادف الذي يطلق عليه اسم (التنمية) فالتنمية إذن هي الجهود المنظمة التي تبذل وفق تخطيط مرسوم للتنسيق بين الإمكانات البشرية والمادية والطبيعية المتاحة في وسط اجتماعي معين يهدف إلى تحقيق مستويات أعلى للدخل القومي والدخول الفردية ومستويات أعلى للمعيشة والحياة الاجتماعية في نواحيها المختلفة كالتعليم والصحة والأسرة والشباب ثم الوصول إلى تحقيق أعلى مستوى ممكن من الرفاه الاجتماعي .

من هنا نفهم أن التنمية هي التحريك العلمي المخطط لمجموعة من العمليات الاجتماعية والاقتصادية من خلال أيديولوجية معينه لتحقيق التغيير المستهدف من اجل الانتقال بالمجتمع من حال غير مرغوب فيها إلى حالة مرغوب الوصول إليها (5)وقد أكد (تودارو) إن التنمية الريفية لا تعني التنمية الزراعية فقط بل ينبغي النظر إليها على أنها التغيير الذي يطرأ في البناء الاجتماعي والاقتصادي في المؤسسات والعلاقات والعمليات الاجتماعية في المناطق الريفية في حين ينظر (فسك) إلى مفهوم التنمية الريفية على أنها مجموعة من السياسات لها هدفان هما :

أ‌- الارتقاء بالفرد الريفي إلى المستوى الأفضل .

ب - زيادة الإنتاج كماً ونوعاً لاستكمال واستيفاء متطلبات التنمية القومية والتي تشكل التنمية احد مقوماتها ( 6 ).

وعرفت التنمية الريفية بأنها : تعني عملية تنمية القطاع من المجتمع الريفي وذلك بدمج المناطق الريفية والسكان الريفيين في الجزء الباقي من النظام الاجتماعي والاقتصادي القومي من خلال إستراتيجية التنمية القومية عن طريق عناصر التغيرات والمتمثلة في النمو في الإنتاج وضمان المشاركة في اتخاذ القرارات عل المستوى المحلي ومستوى المنطقة والتوسع في فرص الاستخدام في الزراعة وتحسين الأحوال البشرية (7 )، الصحة ، التغذية ، تخطيط الأسرة ، الاقتصاد المنزلي ، التعليم وان يكون هناك استثمار زراعي للعناصر المعتمدة في تلك التغيرات باعتبار الاستثمار احد المحددات الأساسية في التنمية الاقتصادية والاجتماعية فهو وسيلة لزيادة الدخل الوطني و وسيلة لتوسيع وتنمية وتحسين تركيب الأنشطة الاقتصادية الإنتاجية لإدخال منجزات التقدم العلمي والتقني (8 )وعليه فان التنمية الريفية تعني أنها مجموع عمليات مخططة تستهدف تعبأة الإمكانات المادية والبشرية الموجودة في المجتمع ، ثم وضع الخطط الملائمة وتنفيذها بهدف رفع المستوى الاقتصادي والاجتماعي والعمراني والحضاري لإفراد المجتمع مع ضرورة مشاركتهم في هذه العمليات من بدايتها إلى نهايتها ( 9 ).

إن اغلب مفاهيم التنمية الريفية تؤكد في محتواها على تهيئة الظروف الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والعمرانية ووضع خطط تنموية تهدف إلى زيادة الإنتاج الزراعي ورفع مستوى معيشة سكان الريف . وتنصب هذه التأكيدات على أهمية التنمية الزراعي باعتبارها الشرط الأساس للتنمية الريفية ويمكن اعتبار التنمية الريفية المتكاملة ، أكثر شمولاً من التنمية الزراعية لأنها تتضمن عناصر أخرى كثيرة إضافة إلى عناصر التنمية الزراعية كاستصلاح الأرض والطرق الريفية والتسليف الإنتاجي والتسهيلات التعليمية والصناعات الحرفية الريفية وحوافز الإنتاج وغيرها .

ويمكن أن نستنتج بان التنمية الريفية المتكاملة هي مجموعة برامج تستهدف النهوض بالقطاع الريفي في جميع النواحي الاقتصادية والاجتماعية والحضارية والعمرانية ورفع مستوى الإنتاج وتحسينه إلى الحد الذي يرفع مستوى دخول الفلاحين ومستواهم المعيشي وتوفير مستلزمات الرفاه الاجتماعي.



أهمية التنمية الريفية :

تبرز أهمية التنمية الريفية من خلال ما تصفه من البرامج التنموية بهدف تحقيقها وإنقاذ المناطق الريفية التي عادة ما تكون متخلفة بالمقارنة مع المراكز والمناطق الحضرية التي تقع ضمن نطاقها الإداري وان كل المؤثرات الاقتصادية تشير إلى الكثير من المشكلات المتأصلة في تلك المناطق التي يرجع السبب فيها إلى الإهمال الشديد الذي عانت منه تلك المناطق وقلة البرامج الإصلاحية المخصصة للتنمية في الماضي لان مسيرة التنمية في معظم البلدان النامية ركزت على تطوير القطاع الصناعي وغالباً ما تتم عملية التصنيع في المراكز الحضرية مما يؤدي إلى رفع مستوى المعيشة للسكان الحضر في مقابل استمرار تدهور مستوى معيشة سكان الريف لذلك ينظر إلى تنمية الريف على أنها ( إستراتيجية مصممة بهدف تطوير الحياة الاقتصادية والاجتماعية لمجموعة من سكان الريف وتتضمن هذه الإستراتيجية توسع منافع التنمية لتشمل الفلاحين وصغار المزارعين والمستأجرين والمعدمين)(10)كذلك تؤدي التنمية الريفية إلى تقليل المهاجرين من الريف إلى المدينة وتخفف الضغط على المرافق والخدمات العامة بالمناطق الحضرية لان هناك بعض الساكنين المهاجرين إلى المدينة يرغبون في العودة إلى المناطق الريفية الأمر الذي يساعد على زيادة جاذبية المناطق الريفية كأماكن للمعيشة والعمل وتساعد زيادة الدخول في المناطق الريفية نتيجة عملية التنمية على زيادة الطلب على السلع الاستهلاكية والخدمات المنتجة من القطاعات الأخرى وهذا من شأنه أن يؤدي إلى إيقاف حركة الهجرة من الريف إلى المدينة وحددت هجرة معاكسة من المدينة إلى الريف(11).



أشكال التنمية الريفية :

نستعرض ألان أشكال التنمية الريفية المتكاملة والتي ما من شانها أن تتحقق وتلبى أهدافها احتياجات سكان الريف..وتنمية وتطوير الريف في الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والعمرانية إذا ما تتضمن في برامجها التنموية تلك الأشكال أو تلك العناصر ولتناولها الآن وكما يأتي :

1. التنمية الزراعية :

إن موضوع التنمية الزراعية لا يخرج عن فكرة خلق مستوى أعلى للمعيشة في حدود المناطق الزراعية وزيادة الإنتاج الزراعي عن طريق زيادة الكفاءة الإنتاجية للوحدة المساحية من الاستثمار بتطبيق الأساليب الحديثة في الزراعة وزيادة الخدمات الزراعية ، وان التنمية الزراعية لا تتحقق بتوفير مستلزمات الإنتاج الحديثة فحسب بل إن العملية تكمل بتطوير ورفع كفاءة الإنسان الذي يستخدم تلك اللوازم والموارد المتاحة في المنطقة الريفية لان التنمية الزراعية هي التي تنصرف إلى جميع الاجراءت التي من شأنها زيادة الإنتاج الزراعي المتاح لعملية التنمية الاقتصادية (12). والتي تتحقق عندما تبدأ الزراعة بالخروج من أطواق الزراعة التقليدية والاتجاه ونحو التطور من خلال انتشار المبتكرات الميكانيكية والبايلوجية الحديثة التي تؤدي إلى زيادة إنتاجية عوامل الإنتاج التقليدية المتمثلة بالأرض والقوى العاملة (13). وزيادة الإنتاج الزراعي يعني زيادة الدخل الحقيقي للفرد والتي يمكن التوصل إليها عن طريق الاجراءت والتدابير التي تتخذها الدولة كالخطط والسياسات التي تهدف إلى تحقيق معدلات أعلى في النمو

لان الأهداف التي تسعى إليها التنمية الزراعية(14) تتمثل في زيادة الرفاهية الاقتصادية والاجتماعية للريف والاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية والبشرية كذلك تقوية التشابك مع القطاع الصناعي والتوجه مع الصناعة الزراعية (15)لان من الخطأ اعتبار الصناعة والزراعة عاملين

متنافسين من عوامل النمو الاقتصادي فلقد أبانت الأحداث الاقتصادية التي مرت بها بعض بلدان العالم الثالث صدق الرأي القائل بأن الزراعة (تكمَل النمو الصناعي بل وتعد أساس تقدم المجتمع (16).

وقد كانت مسوغات الزراعة ونتائجها لريف ناحية العباسية واضحة سواء في تنفيذ الخطط الزراعية التي وضعت لتشمل ريف منطقة الدراسة والشاملة لجميع الجوانب الاقتصادية والاجتماعية ... فقد شرعت التنمية الزراعية إلى توزيع الأراضي الزراعية ووفقاً لمختلف القرارات والقوانين الزراعية التي صدرت بشأن الإصلاح الزراعي ، كقانون (117) لسنة 1970 والذي وضع حدود الملكية الزراعية على أساس طريقة الإرواء وكمية الأمطار الساقطة وخصوبة التربة ونوع المحصول السائد التي يمكن زراعته في تلك المنطقة واعتماد طريقتي التوزيع الجماعي والفردي . (17)

وقد أدت عملية التوزيع هذه إلى انتقال كثير من العوائل الفلاحية التي لا تملك اراضي زراعية إلى المستوطنات التي فيها أراضي زراعية حصلوا عليها من خلال عملية التوزيع وإشراك عدد اكبر من الساكنين في الأراضي ، حتى إننا نلاحظ بعض المستوطنات أخذت شكلاً خطياً ممتداً مع امتداد الأراضي الزراعية ومع امتداد الأنهار وتمثل ذلك في المستوطنات التي تقع في الجزء الشرقي لمنطقة الدراسة والتي امتدت على طول امتداد سيد جواد كمستوطنة ثلث الخراب ، أبو ذهب ، كطينة ، أبو سمسم ، الكطيعة ، المالحة الشرقية ، الخميسية وأدى هذا بأن يختار الفلاح موقع داره بالقرب من أرضه الزراعية ليكون قريباً منها ( 18 ). وقد ازدادت المساحات الزراعية في المنطقة وهذا ما نلاحظه من خلال جدول (1) والذي يوضح لنا التوسع الذي حصل في زيادة المساحات المزروعة فعلاً في عام 1987 ، وعام 1997 عما هو علية في عام 1977 وهذا تابع إلى الاهتمام بالتنمية الزراعية والى ما قادته الحملة الزراعية وخاصة خلال فترة الحصار الاقتصادي المفروض على قطرنا والمحفزات التي وضعت وشرعت لأسعار بيع المنتجات الزراعية وخاصة الحبوب والتي دعت بالفلاح إلى الاهتمام بحقله واستغلال أكبر مساحة ممكنة وزراعتها متوخياً من خلال ذلك المردود الاقتصادي الذي يحصل عليه بعد عملية تسويق إنتاجه فقد كانت نسبة الزيادة في المساحة المزروعة فعلاً من المساحة الكلية لمنطقة الدراسة لعام 1987(5،55%) عما هو علية في عام 1977 بلغت(9،34%) وبلغت في عام 1997(7،82%) (19)كما نلاحظ المساحة المزروعة فعلاً قد تباينت في السنوات الماضية ، فقد كانت في عام 1977(32828) دونم وقد ازدادت في عام 1987 إلى (52142) دونم حتى بلغت في عام 1997(77814) دونم . وهذه مساحة ليست قليلة إذ تشكل نسبة مئوية تقدر (7،82%) دونم من المساحة الكية لعموم منطقة الدراسة والبالغة (94000) دونم .



جدول (1)

توزيع المساحات الزراعية في ريف ناحية العباسية ونسبتها من مساحتها للسنوات 1977، 1987 ،1997



المساحة الكلية بالدونم


المساحة المزروعة فعلا لعام

1977

بالدونم


ما تشغله المساحة المزروعة من المساحة الكلية لمنطقة الدراسة

بالدونم


المساحة المزروعة فعلا لعام 1987

بالدونم


ما تشغله المساحة المزروعة من المساحة الكلية لمنطقة الدراسة

بالدونم


المساحة المزروعة فعلا لعام 1997

بالدونم


ما تشغله المساحة المزروعة من المساحة الكلية لمنطقة الدراسة

بالدونم



94000




32828




34.9




25142




55.5




77814




82.7


المصدر : الباحث بالاعتماد على : مديرية زراعة وري محافظة النجف ، قسم التخطيط والمتابعة ، بيانات غير منشورة للأعوام 1977 ، 1987 ، 1997 .





2. شبكات الري والبزل :

إن الاهتمام بشبكات الري والبزل يعد عنصراً مهماً في التنمية الزراعية لأنها من الوسائل المهمة لصيانة التربة وحمايتها الذي ينعكس ذلك على زيادة الإنتاج ويتطلب أن تكون شبكة الري ذات كفاءة عالية تكفل وصول مياه الري في الوقت المناسب وبالكميات الكافية لكل المحاصيل المزروعة ، ويجب أن تنال شبكة البزل عناية مماثلة . لان حالة البزل لها تأثيرها في تحديد الجدارة الإنتاجية للأراضي الزراعية إذ أنَ صرف الماء الزائد عن حاجة المحاصيل تؤدي إلى ارتفاع منسوب الماء الأراضي وهذا يؤدي إلى ظهور الأملاح على أسطح التربة وتدهور خصوبة الأرض وهبوط إنتاجيتها.

وتؤدي كفاءة شبكات الري والبزل إلى التنقية في استعمال المياه وبالتالي تحديد الحصص المائية لكل مشروع الأمر الذي يجعل عملية الإنتاج الزراعي في استقرار وفي زيادة وعدم تعرضه إلى تذبذب وفي منطقة الدراسة يظهر لنا عدم كفاءة شبكة الري والبزل ، إذ تعاني المنطقة من نقص واضح في شبكات الصرف ، فهي لا تخدم الأجزاء من المساحة المزروعة والواقعة بين منطقة الدراسة وبين شط الكوفة ،إلا أن مناطق الاهوار والمستنقعات في المنطقة تعد مصارف طبيعية تسد النقص الذي تعاني منه شبكة الصرف مثل (هور ابن نجم) والذي يخدم مساحات واسعة في ريف ناحية العباسية ( 20 )وتعتمد طريقتين للري في المنطقة تتمثل في :

أ‌-الري بالواسطة:

الذي تعتمده المستوطنات الريفية الواقعة في المناطق القريبة والجنوبية الغربية للمنطقة إذ تقدر المساحات المرورية بالواسطة أكثر(46162) دونم ( 21).

ب‌- الري السيحي:

وتمثل في الأجزاء الشمالية والوسطى والجنوبية الشرقية . ومن المقارنة بين الأراضي التي تسقى بالواسطة والأخرى التي تسقى سيحاً نلاحظ أن هذا يظهر على حجم المستوطنة الريفية وحتى على حجم السكان . فنجد إن المناطق المرورية سيحاً يزداد فيها حجم المستوطنة كما هو الحال في الأجزاء الشمالية الشرقية وهذا يتمثل في مستوطنات كل من الصليجية ، المشكية ، أم رفش ، الفتك .. فضلا عن أن المستوطنات تمتاز بكثافتها العالية وان المستوطنة تأخذ شكلاً طولياً تمتد مع الجداول والأنهار . في حين تمتاز المستوطنات التي تسقى أرضيها بالواسطة فتظهر أنها طولية ومتجمعة في نهاية مجرى النهر وبالقرب من الآبار تأخذ المستوطنات هيئة متجمعة .

الخدمات الزراعية ـ

ويقصد بها المعارف والأساليب التكنيكية التي يمكن استخدامها لزيادة الإنتاج الزراعي وتضم مختلف المكائن والآلات الزراعية ( 22 )وهي ذات أهمية باعتبارها إحدى الأساليب المكملة لتنمية الزراعية ، ويشمل الخدمات الزراعية و كل ما يتعلق بتطوير الزراعة وتسهيلات التسويق الزراعي ومحطات تأجير المكائن والآلات الزراعية والتسليف الزراعي والإرشاد الزراعي وكذلك البذور والأسمدة الكيماوية والخدمات البيطرية .

وتسهم تنمية الموارد البشرية الاستثمارية في التعليم والتدريب والصحة والتغذية والسكن والخدمات الأخرى ( 23 ) والتي تكون مترابطة فقدرة الفلاح على الإنتاج يتوقف على تنمية مهارته وصحته ومدى توفير الخدمات اللازمة .. لذا فان تلك الخدمات تعد استثماراً من العنصر البشري لأنها تؤثر في الإنتاج بالرغم من صعوبة قياس أثرها .. ألانه يجب إدخال الخدمات الاستثمارية في علمية التخطيط للتنمية الريفية.

ـ الإسكان :

إن الاهتمام بجانب الإسكان الريفي أمر يجب أن يولى أهمية بالغة باعتبار إن المسكن الجيد الذي تتوفر فيه الشروط الصحية والحياتية عامل يؤثر في النشاط الاقتصادي للساكنين ويزيد من إنتاجهم ويؤدي إلى بقائهم في أرضهم وخاصة المناطق الريفية وهذا يعمل على زيادة استثمار وخطط التطوير والتنمية الريفية وفاعليتها .. إذ أن المخططين الذين يهتمون في تطوير الريف في دراستهم لواقع الإسكان الريفي يبحثون في سلبيات الإسكان الريفي وإيجابياته فيعملون على تحديد السلبيات أو التخلص منها أو التقليل من أثارها الضارة ويستثمرون العوامل الايجابية الذي تشجع ساكني الريف على البقاء في أرضهم يتم استثمارها بشكل يخدم الريف (24)لان المسكن الريفي يعد المكان الذي يوفر للإنسان الراحة والطمأنينة والصحة وان الإسكان الريفي في حقيقته جزء لا يتجزأ من التنمية الريفية (25). و عملية توزيع المساكن الريفية وتصاميمها الداخلية وشكلها الخارجي وتوزيع فضاءاتها ومواد بنائها هي متشابهة ومتقاربة في بساطتها وهي وحدة سكنية فقيرة بالمقارنة مع الوحدات السكنية في المدينة وتخطيطها وتوزيع الخدمات الأساسية (خدمات البني الارتكازية) .. وذلك لعدم وجود أسس محددة لتطوير الأرياف بسبب عدم وجود سياسة إسكانية على الإطلاق فضلاً عن عدم الاهتمام أو انعدام الخدمات والمرافق العامة من ناحية وعدم التطلع إلى تحسينها من ناحية أخرى وإيجاد مساكن صحية

تتوفر فيها كل الشروط لخلق بيئة سكنية سليمة تساعد الأسرة الريفية على استمرار معيشتها وتطوير حياتها وتشجيع الفلاح على الاستقرار في أرضه ، الأمر الذي ينهض بمستوى الإنتاج الزراعي وتطوير الريف . وللمسكن الريفي شروط يجب توفيرها فيه .. هي بالتالي تؤدي إلى إيجاد حياة مستقرة للساكنين . وهذا له علاقة فعالة في عملية التنمية .. ومن هذه الشروط ما يأتي

1 . أن يكون تصميم الوحدة السكنية قابل لتوسع المستقبلي .

2 . احتواؤه على عدد من غرف مناسبة وحجم للعائلة .

3 . احتواؤه على غرف أضافية يمكن استعمالها مخازن للحبوب والعلف (26)

4 . أن تتوفر في المسكن الخدمات الآتية :

أ ـ المرافق الصحية .

ب ـ الماء النقي .

جـ ـ الكهرباء .

د ـ التهوية .

هـ ـ مدخلان احدهما خاص لسكان الدار والثاني للحيوانات . (27)

ونظراً لواقع السكن الريفي في المنطقة الدراسة تبين أن الوحدات السكنية هي اقل من عدد العوائل ، إذا أنَ هناك وحدات سكنية تشغل بأكثر من عائلة فهناك ثلاث عوائل وأربع وخمس عوائل في دار سكنية واحدة ، وهذا يعود إلى الارتباط العائلي في منطقة الدراسة ، فعندما يتزوج الأبناء لا ينفصلون عن العائلة الأصلية (الأب، الأم) بل يبقى في نفس الدار ويتم بناء غرفة تخصص للابن الذي يتزوج وهكذا لبقية الأبناء ويرجع العامل الأساس في ذلك فضلاً عما مر هو حاجة العائلة إلى الأيدي العاملة لانجاز وإدارة الأعمال الزراعية النباتية منها والحيوانية الأمر الذي يساعد على بقاء الأبناء المتزوجين داخل نفس المسكن الذي يسكن فيه الأب وألام .. وبقية أفراد العائلة .

الخدمات الاجتماعية

تبرز أهمية الخدمات الاجتماعية في تأثر العائلة الريفية في مستوى الخدمات المقدمة لها وهذا له نتائجه على العمليات الإنتاجية إذ ترتبط عملية تحسين الإنتاج ونوعيته وتطوير الريف بعملية تطوير الخدمات الاجتماعية . إذ ( تعد المستوطنة الريفية وحدة اجتماعية يقوم بين أفرادها وجماعتها نظام معين يتضمن تنسيق وتنظيم العلاقات بينهم وفي نفس الوقت يحدد الحقوق والواجبات والمسؤوليات التي تعد ملزمة لسلوك الأفراد في هذه الجماعة ، وتشمل الأوضاع الاجتماعية كلاً من التركيب الاجتماعي والأنماط الأسرية والعادات والتقاليد والمعتقدات والعرف السائد في الريف (28)يضاف إلى ذلك الخواص السكانية كالتوزيع المكاني للسكان والمواليد ونسبة الهجرة لأنها تستعمل كمؤشرات للحاجة المستقبلية للأرض ودراسة الأحوال الاقتصادية والتواصل إلى قواعد لفهم خصوصية المنطقة والأساس الاقتصادي لغرض الإطلاع على معوقات التطوير والفرص المتاحة والتنبوء لمستقبل المنطقة) . (29)

وتأتي ضرورة دراسة الخدمات الاجتماعية من أهميتها في عملية التنمية الريفية لأنها ترتبط أساساً بالإصلاح الاجتماعي والى الاهتمام ببناء المستشفيات وتدريب الأطباء ، وتوفير الأدوية والعقاقير ونشر الوعي الصحي (30)لان الإنسان هو الأساس في ذلك والذي له اثره في زيادة أو نقصان الإنتاج الزراعي، وكل ذلك له علاقته في عملية تطوير الريف ومن خلال الاهتمام بالخدمات الاجتماعية والتي تتمثل بما يأتي :

أـ الخدمات التعليمية :

يعد التعليم وبمختلف مستوياته هدفا أساسيا في التنمية الريفية إذ أن ارتفاع المستوى التعليمي يرتبط مع بقية الخدمات التي تقدم إلى المناطق الريفية عناصر مهمة فاعلة في عملية التنمية فأن زيادة الإنتاجية وارتفاع مستوى الدخل متعلق بارتفاع بالمستوى التعليمي ، وارتفاع مستوى الدخل يؤدي بالناس إلى الإقبال على التعليم ( 31 )إذ أن التطور الكمي الحاصل في التعليم في الريف سواء على مستوى التعليم الابتدائي أو القانوني ينسجم مع التطور الحاصل في التعليم على مستوى القطر ، برغم من أن النظام التعليمي في البيئات الريفية يتميز بعدة خصائص في البلدان النامية كارتفاع نسبة الأمية ووجود تفاوت في التعليم بين الذكور والإناث لصالح الذكور ، إضافة إلى التفاوت الواضح في التعليم بين المناطق الريفية والمناطق الحضرية لذا فأن توفير فرص التعليم في الريف وخاصة المدارس الزراعية بالإضافة إلى مستويات التعليم الأخرى كالمدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية ، والتي يمكن من خلالها توفير خبرة للعمل في الزراعة الأمر الذي ينعكس على الإنتاج الزراعي كماً ونوعاً وجودة .. وبالتالي يظهر تأثير ذلك على الاقتصاد العام للبلد . وقد أتضح من خلال الدارسة الميدانية إلى منطقة الدراسة أن الاهتمام بمستوى التعليم واضح وخاصة بالتعليم الابتدائي والمدارس المتوسطة ، وقد أظهرت عدد المدارس الابتدائية ولعموم المستوطنات الريفية للمنطقة بلغ (37) مدرسة ابتدائية موزعة على جميع المستوطنات ، وبلغ عدد المعلمين فيها (353) معلم ومعلمة في حين بلغ عدد التلاميذ (6569) تلميذ وتلميذة توزعوا على جميع المدارس وضم (3870) تلميذ و(2699) تلميذة يتلقون تعليمهم الابتدائي ولمختلف المراحل الدراسية .

أما المدارس المتوسطة فيها فقد بلغ عددها ( 5 ) مدرسة متوسطة بلغ عدد المدرسين فيها (90) مدرس ومدرسة في حين بلغ عدد الطلبة (2191) طالب وطالبة توزعوا على جميع المدارس المتوسطة وضمت (1866) طالب و(325) ( 32 )طالبة ولمختلف المراحل الدراسية .

في حين أوضحت الدراسة الميدانية خلو المنطقة من المدارس الثانوية وفي حالة إكمال الطالب دراسته المتوسطة فأنه إما أن ينقطع عن الاستمرار في مواصلة دراسته وهذا فعلاً ما تم ملاحظته في عدد من الذكور في حين كانت الحالة تسود جميع الطالبات إذ يجلسن في بيوتهن وينخرطن في إدارة الأعمال المنزلية وفي ممارسة أعمال الزراعة في الحقل وفي تربية الحيوانات ما عدا نسبة قليلة لا تتجاوز أصابع اليد يذهبن إلى الثانوية الموجودة في المركز الحضري لناحية العباسية ، خاصة الذين تكون مساكنهم في المستوطنات الريفية القريبة من مركز الناحية . أما الذكور فأن نسبة منهم لأبأس بها تفوق نسبة الإناث يواصلون دراستهم الثانوية في الناحية .





ب ـ الخدمات الصحية :

تأتي أهمية توفير الخدمات الصحية نتيجة حاجة المجتمعات الريفية لها ، وتعاني المجتمعات الريفية في أقطار الوطن العربي عامة وفي العراق بصورة خاصة من مشكلات صحية ، ويعاني ريف منطقة الدراسة هذه المشاكل ايضاً وتتمثل الخدمات الصحية في خدمات رعاية الأمومة والطفولة والرعاية الصحية الوقائية منها والعلاجية كذلك مكافحة الأمراض .. وهذه إذا ما توفرت فأنها تؤدي إلى خلق قوة منتجة .. وخلق فلاح نشط قادر على المساهمة في عملية التنمية وتحسين الإنتاج وزيادة كميته الأمر الذي يظهر على زيادة المردود الاقتصادي للفلاح من خلال مبيعات منتجاته الزراعية. وتقوية قدرته الشرائية وهذا يجعله أن يلبي احتياجاته المنزلية الضرورية والكمالية .

وتعاني منطقة الدراسة من قلة المراكز الصحية الكفيلة بالمحافظة على صحة السكان . بالرغم من انتشار الكثير من الأمراض وخاصة الآن في ظرف الحصار الاقتصادي والذي انعكس ايضاً على الجانب الصحي فقد اتضح من خلال الزيارة الميدانية أن أكثر من (84) طفل يتوفون سنوياً منذ عام 1991 ولحد الآن ولأسباب كثيرة تعلقت اغلبها في سوء التغذية وأمراض ذات الرئة والإسهال . (33) يتوفر في ريف المنطقة مستوصف واحد يتكون ملاكه من طبيب واحد ومعاون طبي ومضمد واحد .. وهو ايضاً يعاني من قلة المستلزمات الطبية الضرورية . ويذهب أغلب مرضى ريف المنطقة إلى المستشفى العام في النجف .. وهو في حالة أفضل عما هو عليه في ريف المنطقة .. وخاصة السكان الذين يملكون مركبات خاصة يمكنهم بالتنقل بها إلى مركز محافظة النجف والتي تتبع لها ناحية العباسية ـ منطقة الدراسة ـ إداريا أو تتم مراجعة المرضى إلى العيادات الخاصة والموجودة في المركز الحضري لناحية العباسية ومن هنا فأن الخدمات الصحية لا تلبي حاجة سكان ريف المنطقة وهو أمر يحتاج إلى دراسة والى اهتمام وتطوير الجانب الصحي ويتم ذلك بالعناية بالمراكز الصحية وانتشارها في المنطقة وإقامة حملات وزيارات صحية من قبل رئاسة صحة النجف بين مدة وأخرى ويشكل منظم ودوري .. تتضمن برامج إرشادية صحية وتوضيح السبل الكفيلة التي من اجلها أن تقاوم وتعالج الأمراض في المنطقة وزيادة الوعي الصحي لدى سكان ريف منطقة الدراسة .

شبكة طرق النقل :

تعد شبكة النقل الريفية من أهم الوسائل التي تساعد على انجاز خطط وبرامج التنمية الريفية ، إذ أنها تعمل على تسهيل الاتصال بالمدن والمراكز الحضرية الأخرى ، كذلك تساهم في نقل الخدمات الزراعية إلى المزارع وتسهيل تسويق الإنتاج الزراعي إلى مراكز الاستهلاك ومنافذ التسويق بشكل دائم وسريع . فيتطلب الأمر العناية والاهتمام بالطرق الداخلية والتي تربط الحقول والمزارع بالطرق العامة والطرق الخارجية الرئيسة والتي تربط شبكة الطرق الريفية بالطرق الرئيسة تؤدي إلى رفع مستوى المناطق الريفية . ويؤثر الطريق في تنمية المنطقة الريفية ، لما له من أهمية في تسهيل انسيابية حركة النقل ومستلزمات التطوير إلى الريف وقد ظهر تأثير طرق النقل في منطقة الدراسة واضحاً وذلك في اتخاذ مساكن بعض المستوطنات الريفية على شكل خطي مع الطريق المجاور لها ، كما ظهر ذلك في اتخاذ مساكن بعض المستوطنات الريفية على شكل خطي الذي يربط منطقة الدراسة بناحية الحرية المجاورة إليها ( 34 ) ، وقد ساعد هذا الشكل من الاستيطان في أن يكون الفلاح بالقرب من أرضه الزراعية الأمر الذي يساهم في سهولة الوصول إليها . وان تكاليف نقل المحاصيل الزراعية من الحقل إلى الأسواق منخفضة تقريباً ، بالإضافة إلى توفير فرصة تفاعل الفلاح مع جيرانه نتيجة القرب النسبي بين مسكنة والمساكن الأخرى ، وقد عبد عدد من طرق ريف المنطقة بعد أن كانت المنطقة تربط بطريق معبد واحد وهو الطريق الرئيس الذي هو كوفة ـ عباسيات وتم ربط المنطقة بالجسور مع المراكز الحضرية والمناطق الأخرى وهذا زاد من علاقتها الإقليمية مع تلك المناطق المتمثلة بالعلاقات الاقتصادية والتجارية ومنافذ التسويق .. والجدول (2) يوضح تلك الجسور . ولازالت تؤدي دوراً في كثير من الجوانب الاقتصادية والصحية والتعليمية ، لأنها تعمل على تسهيل حركة النقل وانسيابية الحركة وتقلل من الازدحام المروري فيما لو تقام تلك الجسور ، وهذا الأمر بالتأكيد له أهميته في انتعاش المنطقة اقتصادياً إذ يتم نقل المنتجات الزراعية وبيعها في المراكز الحضرية والمناطق الأخرى .

وقد ساهم سكان المستوطنات الريفية في ناحية العباسية في المشاركة مادياً ، لتعبيد الطرق التي تربط مستوطناتهم بالطرق الرئيسة في مركز الناحية أو الطرق الفرعية الأخرى والتي لها أهمية في نقلهم ونقل منتجاتهم الزراعية إلى منافذ التسويق وفعلاً ما تم في طريق (مستوطنات أم الجير) ( 35 ).

وتعبيد الطريق بجانبيه الأيمن والأيسر والذي يربط تلك المستوطنات بالطريق الرئيسي الذي يتصل بمركز ناحية العباسية وبطول 10 كم لكل جانب وبكلفة (10) مليون دينار(36 ) لكل جانب تم استيفائه من سكان المستوطنات على شكل تبرعات

الاستنتاجات

لقد توصل الباحث من خلال الدراسة الميدانية ، واستعراضه لمفردات البحث إلى ما يأتي :ـ

1 . إن التنمية الريفية يجب أن تصاغ بصورة شامله بدءاً من مستوى الحقل الزراعي والوحدة الإنتاجية الزراعية إلى مستوى الاقتصاد القومي .

2 . إن عناصر التنمية الريفية ضرورية لنجاحها وتنفيذ خططها ويجب أن ترتبط فيما بينها ، فالتنمية الزراعية هي احد عناصر التنمية وغير كافية لإحداث التنمية الريفية بل تضاف إليها الفعاليات غير الزراعية كتوفر الخدمات الاجتماعية كخدمات التعليم وخدمات الصحة كذلك البيئة السكنية الملائمة .

3 . تحتاج منطقة الدراسة إلى إيجاد شبكة طرق للنقل معبدة وجيدة لكي تساهم فاعلة في تسهيل انتقال الساكنين من مستوطناتهم إلى بقية المستوطنات في منطقة الدراسة وكذلك اتصال الساكنين بصورة عامة مع مركز الناحية وبقية المراكز الحضرية المحيطة بالمنطقة والمناطق التي لها علاقة تجارية واجتماعية إذ تعاني المنطقة من قلة الطرق المعبدة وكثرة الطرق الترابية خاصة فيما بين المستوطنات . فحاجة المنطقة إلى الطرق المعبدة يأتي من حاجة المنطقة إلى تلك الطرق لأنها منطقة زراعية ويحتاج إلى الفلاح إلى تسويق إنتاجه إلى المنافذ التسويقية بالإضافة إلى أن بعض المنتجات الزراعية السريعة التلف تحتاج إلى نقل سريع لغرض إيصالها إلى السوق لتصريفها وبيعها .

4 . إعداد برامج خاصة لسكان ريف المنطقة تهدف إلى التوعية بالجوانب الحياتية والاقتصادية والتي من شانها أن تجعل عملية التنمية تحقق أهدافها .

5 . الاهتمام بالجوانب الاجتماعية وزيادة الدورات التثقيفية لينعكس هذا على الإنتاج الزراعي .

المصادر


1 - سالم خلف عبد ، المجتمع الريفي ، دار الكتب للطباعة والنشر جامعة الموصل 1992 ص251

2 - د. زكي حسن الليلة وياسين طه طاقة ،الإرشاد الزراعي والمجتمع الريفي ، مطابع دار الكتب للطباعة والنشر ، جامعة الموصل ،1987 ،ص160

3 -سالم خلف عبده ، المجتمع الريفي مصدر سابق ص54 .

4 - منظمة الأغذية والزراعة ، الأمم المتحدة ( الفاو ) روما 1983 ص77

5 - سعيد عبد العظيم عثمان وسالم خلف عبده ، تنمية المجتمع الريفي ، مطبعة جامعة الموصل 1989 ، ص44

6 - سالم خلف عبد ، المجتمع الريفي
Admin
Admin
المدير
المدير

عدد المساهمات : 972
نقاط : 2426
تاريخ التسجيل : 09/11/2011

https://chemamin.forumalgerie.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى