جنان التيقر بعين البيضاء

بعد يوم مضن لآباء و شباب يقضون يومهم تحت لفح الهجير عملا أو تسوقا أو تجوالا،و أمهات و قد لسعهن حر الشمس و حر المطبخ مجتهدات في تحضير ما لذ و طاب من مأكولات متفننات في تزيين طاولات الفطور،و بعد الإفطار و أداء صلا¬¬ة العشاء و التراويح،ليس هناك أريح من قصد الشباب و العائلات العيبضية (نسبة الى سكان عين البيضاء) نسبة إلى عين البيضاء حديقة سعيدي الجموعي أو ما تعرف ب;جنان التيقرهذا الأخير هو الاسم الذي عرف به المجاهد و الشهيد سعيدي الجموعي و الذي أبت فرنسا إلا أن تسميه التيقرما يقابلها عربيا النمر نظير بسالته و مجابهته للاستعمار الغاشم و الذي أستشهد سنة 1959 بالمنطقة المسماة بالتراب التونسي و كان قد نقل رفاته في عهد الرئيس شادلي بن جديد عام 1984 إلى مقبرة العالية بالجزائر العاصمة،حديقة سعيدي الجموعي يعود تاريخها إلى سنة 1930 أين غرس والد الشهيد أشجارا لتصير حديقة بالمكان و عكف على الاهتمام بها بعده ابنه عبد الرحمان شقيق سعيدي الجموعي و خريج أول دفعة عربية سرية للطيران سنة 1957،كان لابد من هذا السرد التاريخي للتعريف برجالات و فحول الجزائر رحمهم الله، أما الحديقة فالحديث عنها في حد ذاته زهر يفوح منه الأرج،فزائرها تشخص عيناه من أول وهلة يرى فيها روعة و جمال الخالق من أنواع لا تعد و لا تحصى من أشجار الزينة و الفواكه من صفصاف و صنوبر و دفلة و دردار و كاليتوس و نخيل و رمان و تفاح و إيجاص و توت،و عرفنا من أحد القيمين على الحديقة أن بها زهاء الأربع مائة نوع من الورود و الأزهار و راح يسرد لنا:الفل و القرنفل و الياسمين و الريحان و مسك الليل و سلطان الغابة و النرجس و الخزامة و هلم جرا من أنواع و أسماء لا يحسنها إلا ذوي الاختصاص،ناهيك عن أعشاب طبية شتى كما خصص جزء بالحديقة كمشتلة لعديد أنواع النباتات و الأشجار،وكان قد خصص المكان كحديقة عمومية سنة 2005 تستهلك به المأكولات الخفيفة و المشروبات و المثلجات كما هيء بالحديقة مكان خاص بالعائلات و ألعاب للأطفال بطاولات و وطرق و ممرات بين الأشجار و أضواء متلألئة على الطريقة العصرية،كما يوجد بالحديقة بئر لسقي الأشجار و النباتات،إذ لا تمل عيناك و أنت تتأمل إبداع الخالق،يداعبك نسيم هواؤه عليل،و تملأ عينيك حسنا بخضرة و أضواء تعكسها مياه مسبح في إحدى جنبات الحديقة،فالعائلات التي تقصد الحديقة لا يبدو أنه هناك أهدأ و أنقى هواء بالمدينة من جنان;التيقر;،أما الشباب و أثناء تواجدنا بالحديقة و لدى حديثنا معهم و هم يتسامرون بدا و أنهم جد مرتاحون فاصلتهم بين الجملة و الأخرى عبارة;ماشاء الله; تعبيرا منهم على جمال و روعة المكان حتى ان من الشباب من تلفظ بأنها جنة إلهية في أرضه،فيما لم نفوت الفرصة للدردشة مع القائم على شؤون الحديقة الذي أدلى لنا بأنها تستقبل متربصين من جميع أنحاء الولاية تخصصاتهم في مجال الزراعة و الفلاحة لإجراء تربصات و دراسات تطبيقية ميدانية،كما أنه يتم الاحتفال بعيدي النصر و الشجرة من كل عام بذات الحديقة بحضور السلطات المحلية و شخصيات وطنية أين تقام معارض بالحديقة منها معرض الشهيد و معرض الفخار و العسل و الزيتون و معرض الكتاب و معرض العصافير و يكرم بذات المناسبة موظفوا و تلاميذ عدد من الاكماليات التي من بينها إكمالية سعيدي الجموعي التي تحمل نفس اسم الحديقة،و تعد حديقة سعيدي الجموعي أو جنان التيقر ثاني أكبر حديقة بعد حديقة ساحة أول نوفمبر التي كانت تعرف ب;سكوار فيليجان; بعين البيضاء،فإن كان لابد للمدينة من رئتين تتنفس بهما المدينة فجنان التيقر و سكوار فيليجانس هما رئتا عين البيضاء.
المصدر : ainbeidaonline