التسيير والتقنيات الحضرية


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

التسيير والتقنيات الحضرية
التسيير والتقنيات الحضرية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تسيير النفايات الحضرية الصلبة بين الواقع المعقد و الفاعلية المطلوبة – دراسة حالة مدينة المسيلة الجزائر

اذهب الى الأسفل

تسيير النفايات الحضرية الصلبة بين الواقع المعقد و الفاعلية المطلوبة – دراسة حالة مدينة المسيلة الجزائر Empty تسيير النفايات الحضرية الصلبة بين الواقع المعقد و الفاعلية المطلوبة – دراسة حالة مدينة المسيلة الجزائر

مُساهمة من طرف Admin الجمعة نوفمبر 11, 2011 11:04 am

من إعداد :

يوسف لخضر حمينة –قسم تسيير المدن – جامعة محمد بوضياف –المسيلة –الجزائر

العنوان الشخصي : 02 شارع عمرون لخضر –المسيلة 28000- الجزائر

جوال : 0021362758550

بريد الكتروني : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

ملخص:

لم يكن تسيير النفايات الحضرية الصلبة – و لفترة غير بعيدة – محل اهتمام و معالجة منهجية صارمة من قبل السلطات المعنية. و قد أظهرت المعاينة الميدانية أنه لا يوجد حل مقبول يدمج الأبعاد البيئية و التشريعية و المالية في آن واحد. و أمام توسع المدن و تطور الصناعة في الجزائر و تغير أنماط الحياة، فالملاحظ أن ذلك أدى إلى تزايد كمية النفايات الصلبة الحضرية مما يتطلب إعادة النظر في تقنيات التسيير الخاصة بمعالجتها. و الحقيقة أن المقاربة التقليدية لجمع و نقل و معالجة النفايات الصلبة تعرف إلى غاية اليوم مشاكل تهدد الصحة العامة انطلاقا مما يلي:

-نقص الوسائل المادية و البشرية

-مشاكل تنظيمية

-نقص الموارد المالية

-صعوبات تطبيق النصوص القانونية

-نقص في تحسيس المواطن تجاه الموضوع

و في هدا الإطار تطرقت هده الدراسة إلى معالجة النفايات الصلبة الحضرية من زاوية بيئية تهتم بتدهور من جهة البيئة و محاولة تخفيض كمية النفايات عن طريق الاسترجاع الدي يشكل موردا ماليا للبلدية من جهة أخرى.

الكلمات المفتاحية : , النفايات الصلبة الحضرية, البيئة , التسيير .

مـقــدمـة:
تفاقمت مشكلة البيئة الحضرية بالجزائر بظهور النفايات باِختلاف أنواعها و تراكمها بالوسط الحضري بدون أدنى معالجة، مما يترتب عنها أضرار متعددة الجوانب.و اِزدادت اِهتمامات الدولة بموضوع البيئة الحضرية لاسيما بعد بروز مفهوم التنمية الحضرية المستدامة كبديل مناسب لمعالجة إشكالية التدهور البيئي من خلال تراكم النفايات الصلبة و ذلك بإصدارها العديد من القوانين و المراسيم أهمها القانون رقم 01/19 المؤرخ في 12 ديسمبر 2001 المتعلق بتسيير النفايات و مراقبتها و إزالتها. وبذلك أصبح تسيير النفايات الحضرية الصلبة محل اهتمام و معالجة منهجية صارمة .لكن أمام التوسع المطرد و السريع للمدن و تطور الصناعة في الجزائر و تغير أنماط الحياة الحضرية صار لزاما علينا البحث عن حلول كاملة و جذرية .



إن تزايد كمية النفايات الصلبة الحضرية(يوميا بـ 8,5 مليون طن سنويًا على المستوى الوطني تُمثل منها النفايات الحضرية الصلبة 7 مليون طن)يتطلب إعادة النظر في تقنيات تسييرها يبرز جليا في الرمي المباشر لمختلف أنواع النفايات الصادرة من مختلف الأنشطة الحضرية (سكان، تجهيزات، صناعة، نقل...) في مواضع مكشوفة داخل النسيج الحضري .

كل ذلك يستدعي إعادة التفكير في حل مشكل النفايات الصلبة المطروحة على مستوى المجال الحضري من خلال تصور نظام تسيير و تقنيات معالجة تتلاءم و التطورات الحديثة بهدف المحافظة على توازن البيئة الحضرية و توطيد التنمية المستدامة.

في هذا الإطار تبرز مدينة المسيلة باِعتبارها نموذجًا يُساعد على فهم و إدراك نظام تسيير النفايات الصلبة و الإختلالات التي تعاني منها العملية و التقنيات المستعملة لمعالجتها و التخلص منها. لذا سنتطرق إلى تسيير النفايات الحضرية الصلبة في الواقع للوقوف على أهم الاختلالات الهيكلية و الوظيفية التي تعاني منها العملية على مستوى جميع المراحل وذلك من خلال تحليل خصائص مدينة المسيلة وتحديد إمكاناتها الاِقتصادية و الاِجتماعية.

. ننوه هنا أنه من بين التقنيات الحديثة للتعامل مع مشاكل المدن و بخاصة مشكل النفايات الحضرية نجد نظم المعلومات الجغرافية (GIS)؛هذه التقنيات سهلت كثيرا تعامل المختصين مع المشاكل الحضرية اليومية و ساعدت في عملية التسيير و التحكم في نمو المدن من جهة و في توفير إطار حياة أفضل للسكان من خلال إمكانية التدخل السريع و الدقيق لحل أية مشكلة (اتسيير النفايات الحضرية ، النقل الحضري، تحديد مستويات التلوث و طبيعتها ، ....).سنتطرق إلى توضيح تعدد جوانب مشكلة النفايات الحضرية الصلبة المطروحة من خلال تحليل خصائص المدينة و إمكاناتها الاِقتصادية و الاِجتماعية من اجل الوقوف على أهم الحلول الممكنة عمليا و اقتصاديا لحلها محاولين الخروج باقتراح منهج إجرائي عملي للوصول إلى تسيير أفضل .

1. تقديم مدينة المسيلة:الموقع و الحدود.

تمثل مدينة المسيلة حالة الدراسة، حيث هي عاصمة ولاية و بلدية المسيلة، تبعد عن البحر بمسافة 100 كلم، و ترتفع عن سطحه بـ : 460م، يمر بها طريقين وطنيين هما: الطريق الوطني رقم 40 الرابط بين ولاية برج بو عريريج وولاية الجلفة، و الطريق الوطني رقم 45 الرابط بين ولاية باتنة وولاية الجزائر العاصمة. كما أن لولاية المسيلة حدود مع 07 ولايات، الشيء الذي يعطي لمدينة المسيلة حركية خاصة، و مكانة استراتيجية معتبرة. و نظرا لموقعها الاستراتيجي هذا، سميت ببوابة الصحراء، و عاصمة الحضنة.
1. مدينة المسيلة : النشأة و التطور.

تعاقبت عليها عدة دول وشعوب، بدأ بالدولة الرومانية التي أنشأت مدينة زيبي جوستيانا، و التي تسمى حاليا بشيلقا (تبعد بحوالي 3 كلم عن مدينة المسيلة الحالية). و قد أنشأت مأخذ للمياه من واد القصب، وبجانبه نقطة للحراسة، تحولت بعد ذلك إلى حي. ثم أعقبتها فترة الحكم العربي الإسلامي، حيث أسس الحماديون على الضفة الشرقية لواد القصب ثلاث أحياء هم: رأس الحارة و شتاوة و خرب تليس، و التي كانت تمثل النواة الأولى لتأسيس مدينة المسيلة. ثم توسعت بعد ذلك بإضافة حي الجعافرة. ثم جاءت مرحلة الحكم التركي، التي تميزت ببناء القلاع العسكرية التي أسست مع حي الكراغلة(الكراغلة هم من كانوا من أب تركي و أم عربية)، الذي أزيل إثر الزلزال العنيف الذي ضرب المدينة في 1965م. و قد تميز تخطيط هاتين المرحلتين بالشوارع الضيقة (impasse)و الممرات المسدودة (cul de sac)، و سيطرة النسيج العضوي الذي يتميز بالكثافة العالية، و عدم استقامة الشوارع، لكننا نلمس شيء من التدرج فيها، ووجود ساحات بينية تلعب دور المتنفس لهذه الشوارع، لكن كان هذا الترتيب مناسبا لنوع الحركة التي كانت موجودة آنذاك، و التي كانت تقتصر على حركة المشاة فقط، استعمال الحيوانات في نقل البضائع و السلع.

يضاف إلى ذلك :

- المرحلة الاستعمارية التي تميزت بطورين هامين هما:

- المرحلة ما بين: 1840م و 1940م: جعلت المدينة آنذاك مقاطعة عسكرية، حيث بنيت فيها ثكنة عسكرية على الضفة الغربية لواد القصب، على مساحة 2.2 هكتار، و التي حولت بعد الاستقلال إلى مستشفى مدني، ثم إلى مستشفى للأمراض العقلية، ثم تم هدم جزء كبير منه حول إلى مركز تجاري. ثم أسس المستوطنون الذين كانوا ذوي أغلبية يهودية حيا على الضفة الشرقية لواد القصب، جنوب الطريق المؤدي إلى باتنة حاليا.

- المرحلة ما بين 1940م و 1962م: في هاته المرحلة أصبحت مدينة المسيلة مركزا إداريا. فأسس على الضفة الغربية لواد القصب حيي الكوش و العرقوب، اللذان عرفا توسعا سريعا نظرا لشدة وتيرة النزوح الريفي آنذاك، و خاصة أثناء الثورة التحريرية، و رغم المراقبة العسكرية الشديدة فقد أسس النازحون من الريف حي قصديري بجانب حي الجعافرة الذي كان نواة لتأسيس حي لاروكاد، كما ظهر أيضا حي النيلو في الشمال الغربي للمدينة، و الذي أزيل و استبدل بسكنات فردية فيما بعد الاستقلال. ونظرا للظروف الأمنية التي كانت تتسم بالصعوبة في هاتين المرحلتين، و تغير طريقة عيش السكان و مظهر الحياة، فقد ظهرت طريقة مخالفة في تخطيط المدينة، حيث ظهرت الشوارع الواسعة المستقيمة و المتعامدة،و ذلك لتسهيل مراقبة تنقل السكان من جهة، و لاحتواء الحركة التي ظهرت بمظهر ووتيرة مخالفين من جهة أخرى، و التي كانت حركة ميكانيكية تتطلب سرعة أعلى و مكانا أوسع.

- مرحلة الاستقلال التي تميزت بدورها بمرحلتين هما :

- مرحلة ما بين 1962م و 1974 م: أرادت السلطات البلدية القضاء على الأحياء القصديرية و الفوضوية، و شرعت في تطبيق مشروع البناء الذاتي، فكانت المنطقة الواقعة غرب الطريق المؤدي إلى برج بو عريريج أول منطقة توزع للمستفيدين. ثم تلتها أحياء أخرى مثل حي إشبيليا. و في الفاتح من جانفي سنة 1965م ضرب زلزالا عنيفا مدينة المسيلة، حيث أتى عدة أحياء مثل: الشواف، و الكراغلة...فكان لزاما على الدولة إعادة إسكان السكان المتظررين، فأنشأت حي 500 مسكن في الجهة الشمالية الغربية من المدينة، و الذي يسمى اليوم حي البدر أو الحي الجديد، و حي 300 مسكن في الجهة الجنوبية الغربية للمدينة، و الذي يسمى اليوم بالحي الزاهر.و قد تميزت هذه المرحلة باستمرار نفس النوع من التخطيط، و بنفس الوتيرة و الشدة، و لم يحدث أي تغيير يذكر.

- مرحلة ما بعد 1974م: في جويلية 1974م، تم إدراج المسيلة ظمن قائمة الولايات، فاستفادت من برنامج تنموي واسع، فأسست المنطقة الصناعية في الناحية الجنوبية من المدينة، بجانب الطريق الوطني رقم: 45. ثم تم بناء المناطق السكنية الحضرية الجديدة في الجهة الغربية للمدينة، و في مطلع الثمانينيات تغيرت السياسة العمرانية للجزائر، حيث بدأ التخلي عن المساكن الجماعية إلى المساكن الفردية، و كانت المسيلة ظمن هذه السياسة، فأنشأت الأحياء الفردية بدأ بحي 504 مسكن سنة 1982م، ثم ظهرت بعده عدة أحياء سكنية فردية مثل: حي 700 مسكن، الوحدة رقم: 1و2 . و قد تميزت هذه المرحلة بالتوسع السريع للمدينة، مما انجر عنه عدة تغييرات في نوعية التخطيط العام لها، فأخذت الشكل نصف الإشعاعي، و بدأت تظهر التجهيزات ذات التأثير الواسع، و احتدم الصراع بين النشاطات و الوظائف، فظهر توزيعها مظطربا و يفتقر إلى الكثير من التنظيم و التنسيق، و ذلك في رأينا راجع لشدة الطلب و سرعة التوسع الذي شهدته المدينة في هذه المرحلة. و من هنا بدأت تظهر المشاكل المتعلقة بالمرور و على رأسها اللاأمن المروري.

1. مدينة المسيلة : تطور مجالي كاشف لاختلال التوازن بين البنية التحتية و الإمكانات التسييرية .

اتسم التطور المجالي لمدينة المسيلة بالبطء الشديد في بداية تأسيسها، ثم ما لبث أن عرف انفجارا شديدا، خاصة بعد الاستقلال و بعد إدراج المسيلة ضمن قائمة الولايات في سنة 1974م. لكن ما قابل هذا الانفجار المجالي السريع و الشديد إمكانات تسييرية( مادية و بشرية)ضعيفة لا تستطيع التحكم في تلبية احتياجات هذا النمو المجالي المكثف و تسيير المدينة بجميع مرافقها و قطاعاتها . و مع مرور الوقت أدت إلى فقدان المصالح المختصة السيطرة على نمو المدينة ؛و خاصة النفايات الحضرية ؛ التي أصبح تسييرها لا يخضع لتصورات علمية بقدر ما يخضع لترتيبات سياسية و اجتماعية بحتة، نتج عنه مدينة تنمو بعدة سرعات (عدم تكافؤ بين النظام التسييري و النظام العمراني التنظيمي للمدينة)مما نتج عن:

- تشويه المظهر العمراني و انحطاط قيمته الجمالية و الفنية.

- إنتشار فوضوي للنفايات مما يِدي إلى جذب مختلف الحيوانات: كلاب، قطط و في بعض الحالات أبقار، ماعز و أغنام مما يضفي على المدينة طابع تريفها.

- إستهلاك أراضي زراعية و حضرية واسعة لغرض مفرغات فوضوية أو مفرغات عمومية للنفايات.

- تعـرض النفـايـات الحـضرية المتـراكمة في مواضع مكـشـوفـة إلى عـملـية تخمر و تفاعل،و منه تحرير غازات و أملاح التي تنتقل تدريجيا مع مياه الأمطار التي تذيبها و منه تلوث التربة،الماء و الهواء،و عليه أمكن تمييز نوعين من التلوث :

§ تلوث بيولوجي : ينتج من خلال الكائنات الحية المجهرية داخل النفايات و التي يمكن أن تنتقل عن طريق المياه الجارية أو الحيوانات : الكلاب،القطط...

§ تلوث كيميائي : ينتج من مواد غير مرغوب فيها و المتواجدة في المياه الساقطة عليها،حيث هناك إمكانية التلوث المائي خاصة بأيونات الصوديوم،الكالسيوم و الحديد الناتجة عن تحلل النفايات الحضرية.

- روائح كريهة ودخان ناتج عن حرق النفايات

- مياه الوديان التي تلقى بها مختلف النفايات الحضرية، تستعمل لسقي الأراضي الزراعية و هذا من شأنه أن يؤثر من جهة على صحة السكان من خلال المنتوجات الفلاحية، و على خصوبة الأراضي من جهة ثانية بواسطة المواد الكيميائية غير المرغوب فيها و الناتجة عن تحلل النفايات،حيث تزداد هذه الوضعية سوءًا خاصة في الفترات الرطبة و الحارة.

من خلال ماسبق ، يتبين لنا أن هناك تناقضا صارخا بين عملية تخطيط المدينة و عملية تسييرها و كأنها عمليتين منفصلتين زمانا و مجالا عوض أن تكونا متكاملتين.

1. مدينة المسيلة :إمكانات اِقتصادية-اِجتماعية هامة في مقابل إختلالات هيكلية و وظيفية خطيرة

اتسم توسع مدينة المسيلة بالغزارة الكبيرة، و السرعة الفائقة، وهو ينتمي إلى التوسع المستمر (extension continue)أو كما يسمى أيضا بالتوسع المتصل، إذ عرفت مدينة المسيلة منذ سنة 1974م انطلاقة كبيرة و سريعة في الإعمار، حيث توجه التوسع نحو الجهة الغربية و الشمالية الغربية، وذلك لأن الطبيعة القانونية في هذه المناطق ساعدت على التوسع (أملاك عمومية)، بينما الأراضي التي تقع في الجهة الشرقية لواد القصب فهي أراضي خاصة. مما ينتج عنه طرح لكميات كبيرة من النفايات الحضرية الصلبة و التي تضم مواد مختلفة (مواد عضوية، بلاستيك، ورق-كارتون، زجاج، معادن...)، لكن ما يلاحظ أن هذه النفايات توجه بعد جمعها إلى المفرغة العمومية مباشرة بدون معالجة مع أنه يمكن الاِستفادة من المواد المكونة لها في العديد من الميادين.

تنقسم مدينة المدينة إلى ثلاث مناطق وظيفية أساسية ، و يبين الجدول التالي بعض المعطيات الكمية.

جدول رقم: 04 . يعطي مساحات المناطق الوظيفية لمدينة المسيلة

نوع المنطقة


النشاط الذي تحتويه


مساحتها ( م2)


نسبة المساحة للمدينة ككل (%)

المنطقة السكنية


النشاط السكني


00 .779 454 33


83%

المنطقة الخدماتية


الخدمات الادارية


00 .001 624 1


4%

المنطقة الصناعية


الشركات و الصناعات المزعجة


00 .282 241 5


13%

المجموع


00 . 062 320 40


100 %


المصدر: دراسة ميدانية

أ‌- المنطقة السكنية:

- و هي المنطقة التي تغلب عليها الوظيفة السكنية و ما يرافقها من نشاطات مرافقة للسكن، و تحتل مساحات كبيرة من المدينة، و تكون فيها الحركة المرورية ضعيفة نوعا ما. ان القاذورات المنزلية تمثل شكلا واضحا من أشكال التلوث، ورميها بصفة غير منظمة في البيئة بدون اعتبار للقواعد الأولية للصحة ينجم يؤثر على الطابع الجمالي للوسط ونوعية الهواء والمياه الجوفية والسطحية. بلـغ متـوسط كمـية النفايات المنزلية المطـروحة يومـيًا بمديـنة المسيلة 64 طن يوميا، و بالتـالي فـإن متـوسط ما يطرحه الفرد الواحد بها يقدر بـ 0,58 كغ/ساكن/يوم (ترتبط الكميات المطروحة أو المفرزة ب : المستوى المعيشي للسكان ، عاداتهم و تقاليدهم الاِستهلاكية ، الظروف المناخية و التغيرات الفصلية، التحركات السكانية خلال شهور السنة خاصة الأفراح، المناسبات و الأعياد الدينية) ، غـيـر أن قيـمة هـذا المـؤشـر يـتباين توزيعها المجالي عبر القطاعات الثمانية للجمع، حيث ترتفع بقطاع الجمع الأول و الخامس إلى 0,71 كغ/سكان/يوم و تنخفض بقطاع الجمع الرابع إلى 0,44 كغ/ساكن/يوم، مع الإشارة إلى أن قيمة هذا المؤشر ترتبط بحجم السكان و بخصائص قطاع الجمع في حد ذاته، كما أن تنظيم عملـية الـجمع بتحديد زمن التدخل في كل قطاع جمع حيث يغطي الجمع ليلاً (21.00سا-1.00سا) كل القطاعات، لكن نظرًا للكثافة السكانية المرتفعة نوعا ما من جهة و لنقص العتاد اللازم للجمع أو قدمه فإن العملية لا تتم بنفس الوتيرة على مجمل قطاعات المدينة. يعتمد نظام تسيير النفايات المنزلية و التخلص منها على مستوى المدينة على مرحلتين أساسيتين:

- مرحلة ما قبل الجمع:و هي المرحلة التي تسبق مرحلة الجمع، أين يقوم السكان بإخراج نفاياتهم المنزلية و تقديمها للجمع و دلك باِستخدام العديد من الوسائل التي يتباين توزيعها حسب الخصائص العمرانية لقطاعات الجمع، حيث تنتشر الأكياس، الأوعية و أيضًا أنصاف البراميل بالقطاعات الأول، الرابع و الخامس، أما مستودعات التخزين و المقطورات فيكثر تواجدها بالقطاعين الثاني و الثالث.

- مرحلة الجمع: و هي المرحلة التي يقـوم بها عمال النظافة بجمع النفايات المنزلية المقدمة باِستخدام شاحنات ذات أحجام و سعات مختلفة (شاحنات أتوماتيكية ضاغطةBenne -tasseuse، شاحنات ذات صندوقCamion à benne...).

و هي النفايات الناتجة عن النشاطات المنزلية، و ترتبط كمياتها المطروحة تبعًا لِـ:

- المستوى المعيشي للسكان

- عاداتهم و تقاليدهم الاِستهلاكية.

- الظروف المناخية و التغيرات الفصلية.

- التحركات السكانية خلال شهور السنة خاصة الأفراح، المناسبات و الأعياد الدينية



لكن الملاحظ ميدانيا بقاء النفايات المنزلية منتشرة داخل النسيج العمراني في شكل مفرغات فوضوية، مما يعكس اِختلال نظام تسييرها و عدّم فعاليته، مما يؤدي حتمًا إلى تدهور البيئة الحضرية و يكمن ذلك في الأسباب التالية:

- تدهور حالة الوسائل المستخدمة في مرحلة ما قبل الجمع أو عدم انسجامها مع باقي الوسائل المستخدمة في العمليات الأخرى .

- نقص في معدات الجمع و تدهور حالة الموجود منها لانعدام الصيانة .

- عدّم اِحترام السكان لمواقيت جمع النفايات المنزلية.

- افتقاد عمال النظافة إلى التكوين الأولي في مجال التعامل مع النفايات .

- غياب الوعي البيئي.

ب‌- منطقة الخدمات،:

يغلب عليها الطابع الخدماتي، حيث تحتل هذه المنطقة مساحة قليلة جدا من المدينة، لكنها على عكس المنطقة المذكورة آنفا، تحتوي على حركة مرورية كثيفة جدا ؛ كما كمية النفايات التي تفرزها قليلة إذا ما قورنت بكمية النفايات التي تفرزها المنطقة السابقة و تشمل :

- نفايات الإدارات و المرفق التعليمية و تتشكل في معظمها من نفايات ورقية و كرتونية غير خطيرة .

- نفايات استشفائيةو هي كل النفايات الناتجة عن نشاط الفحص و المتابعة و العلاج الوقائي أو العلاجي في مجال الطب البشري و البيطري ؛ و نظرا لتعدد التجهيزات الصحية سواء العمومية أو الخاصة إضافة إلى طبيعتها الخطيرة لأنها تتضمن: نفايات التشريح، مواد ملوثة أو وسط تنمو فيه الجراثيم يمكن أن تتسبب في أمراض. كل هذه النفايات تطرح في المزابل العمومية بدون مراعاة ادني شروط الصحة عوض أن تحرق في أفران خاصة.

ت‌- المنطقة الصناعية:

تحتل مساحة معتبرة من المدينة، كما أنها تحتوي على حركة مرورية كبيرة .تتعدد الوحدات الصناعية بمدينة المسيلة و تنشط في مختلف الفروع الصناعية و التي تتشكل من :

- وحدة ميتانوف :النفايات الناجمة عنها تتمثل فى:

§ الطين المحمل بالالمنيوم تبلغ نسبته 50 % من الحجم الكلي أى 837 طن في السنة من غبار الالمنيوم يقدر 330كلغ في السنة

§ الرماد يقدر ب:57 طن في السنة .

- وحدة انديتاكس :النفايات الناجمة عنها تتمثل فى :

§ الطين الناتج من محطة تصفية المياه المحملة بالأصبغة حيث تقدر كميته ب :66 طن في السنة.

§ فضلات القطن تقدر ب:200 طن في السنة .

§ فضلات الاقمشة التى تقدر ب : 11 طن في السنة .

§ النفايات المتكونة من المواد الكيميائية الفاسدة .
- وحدة الصيانة التابعة لمؤسسة سونلغاز : النفايات الناجمة عنها تتمثل فى:
§ فضلات النحاس تقدر ب717 كغ
§ بقايا المعادن الناجمة عن صنع قطع الغيار تقدر ب 239كغ
§ الفضلات المعدنية تقدر ب1912كغ
§ الطين : 2000 كغ .
- وحدة توليد الطاقة الكهربائية: النفايات الناجمة عنها تتمثل فى: فضلات ناجمة عن المصغاة القديمة تقدر ب 10376 كغ وهي الاخرى تحول الى المزابل العمومية.
- وحدة الجلود : النفايات الناجمة عن هذه الوحدة هي :

§ فضلات الجلد وتقدر ب 25 طن

§ فضلات البراميل الحديدية ب300 م3

§ -بقايا الخشب تقدر ب 200 م3

§ حيث هذه الفضلات يعاد بيعها. أما بالنسبة لفضلات الورق والتي تقدر ب 9 طن فهي تحول الى المزابل العمومية.
- وحدات صناعة البلاط :هذه الوحدات تفرز الطين المعبأ بالإسمنت وترمي به في الطبيعة أو الوديان متسببة بذلك مشاكل كبيرة على البيئة، من بين هذه المشاكل نذكر: التأثير على الأراضي الزراعية، تلوث الوديان وانسداد قنوات صرف المياه القذرة خاصة المتواجدة داخل النسيج العمراني.
- باقي الوحدات الصناعية: كل الوحدات الصناعية الأخرى، سواء المتواجدة منها بالمنطقة الصناعية لمقر الولاية أو بالنسيج العمراني مركب الصناعات الغذائية: المطاحن المختلفة: تفرز نفايات صلبة تطرح كلها فى القمامات العمومية.
- -نفايات المسالخ :معظم المسالخ تنعدم فيها شروط النظافة بحيث مصبات هذه الاخيرة تنتهي مباشرة في الاودية بالاضافة الى النفايات الصلبة التى تطرح مباشرة مع المياه في كثير من الأحيان مما يسبب في تلوث مياه الوديان بالدم و المواد العضوية.والتى كما اسلفنا تستعمل لسقي الاراضي الفلاحية زيادة على ذلك ترك فضلات الجثث بالقرب من المسالخ الشيئ الذى يؤدى الى انتشار الامراض عن طريق الحيوانات .
- الزيوت المستعملة : تشكل نوعا اخر من التلوث الناجم عن المصانع وعن محطات الغسل والتشحيم والتى تصرف مباشرة في الطبيعة او عبر قنوات صرف المياه القذرة مما يسبب في تلوث المياه السطحية والجوفية ويشكل بالتالي خطرا على صحة المواطن (نسبة استرجاع الزيوت المستعملة من طرف وحدة نفطال للتوزيع لا يتعدى 15%).
- زيوت الاسكارال : هي زيوت تستعمل لتبريد المحولات الكهربائية هذه الزيوت تحتوى على مادة البوليكلور بيفنيل وهي مادة سامة تشكل خطر دائم عند رميها في الطبيعة (تحتوى الولاية على 46 محول كهربائى من نوع أسكاريل متوزعة عبر بلديات الولاية).

من خلال ما سبق نلاحظ وجود نظام لتسيير هذه النفايات، لكن هذا النظام يعاني من اِختلال و عدم فعالية نتيجة تراكم مختلف أنواع النفايات بالبيئة الحضرية، مما يؤدي إلى ظهور التلوث باِختلاف أنواعه.كما تتضح هذه الوضعية من خلال تحليل تقنيات المعالجة و التخلص النهائي من هذه النفايات الحضرية.
1. تسيير النفايات الحضرية الصلبة : تقنيات تـقليـدية للتخلص من نفايات خطيرة .

لا تلقى النفايات الحضرية الصلبة السابق ذكرها بمدينة المسيلة أي نوع من المعالجة مما يدل على وجود خلل في نظام تسييرها، حيث يتم التخلص منها بإِلقائها مباشرة في المفرغة العمومية بالمكان المسمى "مويلحة "أو بتفريغها بطرق غير قانونية في مفرغات فوضوية داخل النسيج العمراني أو في أطرافه.

و عليه يمكن أن نميز ما يلي:



- المفرغات الفوضوية: نظرًا للنقص المسجل في جمع النفايات الحضرية و سوء تسييره، أصبحت مواضع عديدة داخل النسيج العمراني للمدينة مصابًا لمختلف أنواع النفايات الحضرية (منزلية، تجارية، مضايقة...) مما تُسبب أضرارًا و أمراضًا مباشرة للسكان لا سيما في الفصول الرطبة و الحارة.



- المفرغة العـمـومـيـة:تقع هذه المفرغة خارج النسيج العمراني لمدينة المسيلة و تحديدًا على بعد 5كلم في جهتها الشمالية الغربيةب ، و تستقبل يوميًا 70 شاحنة جمع ذات متوسط سعة 3,6 طن للواحدة.

§ تُستغل هذه المفرغة العمومية بشكل فوضوي إذ تنتشر بها الحرائق و الروائح الكريهة.

§ مزودة بكل التجهيزات الضرورية (الأحواض، حظيرة الشاحنات، الجسر الوزان، الإدارة، الحمام...) لكنها معطلة .

§ برمجت هذه المفرغة لاِستقبال النفايات الحضرية الصلبة المطروحة باِستثناء النفايات الاِستشفائية و الصناعية الخطرة المطروحة.

1. تسيير النفايات الحضرية : ضرورة بيئيو و حتمية إقتصادية .

العمران المستدام يتبنى فكرة أن الإنسان هو محور الارتباط بين البيئة –الاقتصاد-الاجتماع(لأن تأثيرات الأنشطة الإنسانية على البيئة لها أبعاد اقتصادية و اجتماعية واضحة العنصر المتلقي للضرر في النهاية هو الإنسان) ، فاستهلاك السلع و الخدمات المختلفة ينجم عنه نفايات ينبغي أن تجمع ثم تعالج بطريقة علمية لذا ظهر مفهوم الاستدامة الذي عرفه العرب في مدنهم القديمة لقرون عديدة من جديد ليطرح نفسه حلا وسطا بين منهجين متضادين (التنمية المادية و التنمية غير المادية ) ، و يقرر أن “تلبيةاحتياجات السكان ضرورة لكنها لا يمكن أن تكون على حساب مستقبل الأجيال القادمة". و قد أولت معظم دول العالم في العقد الأخير من القرن المنصرم عنايةخاصة واهتماماً واسعاً بمواضيع حماية البيئة والتنمية المستدامة، ولم يولد هذاالاهتمام من فراغ بل كان بعد أن تراءى للعالم محدودية الموارد زمنا و مكانا و ما يمكن أن يصير إليه مستقبل الأجيال الحالية و القادمة إذا واصلنا على نفس النهج في استنزاف الموارد خاصة غير المتجددة منها .

أ‌- تسيير النفايات : تعامل مرن مع مشكلة حضرية معقدة

لا شك أن مفهوم تسيير النفايات المدينة قد يحمل تصورات وأفكار وسيناريوهات تختلف باختلاف المتدخل وحجم المدينة لكنه يبقى يرتكز حول محورين أساسين متكاملين:

· البحث عن كيفية التوفيق بين نوع و كمية النفايات المطروحة من جهة و أفضل الطرق للتعامل معها بدءا من جمعها ، فنقلها و صولا إلى معالجتها و إعادة استخدامها.

· البحث عن كيفية التحكم في كل العناصر التي ترتكز عليها العملية في جميع مراحلها .

لذا وجب التركيز على الجانب الثقافي والاجتماعي لإنجاح العملية و لضمان تفاعل جميع المعنيين بهذه العملية (سكان ، صناعيين ، إداريين ، مقاولين.....الخ) الأمر الذي من شأنه أن يحدث تداعيات مختلفة تنعكس في عدة صور منها:

ü تمكن المواطن من التفاعل مع عملية جمع النفايات ضمن المجالات المصممة خصيصا لها،الأمر الذي يعكس دعما للقيم الجماعية و تراجعا للنزعة الفردية .

ü الأدوات العمرانية والمعايير التقنية المطبقة ، والتي تهدف إلى الرفع من كفاءة عملية التسيير.

من هنا يبدو أن الأمر ليس بالهين، حيث أن وضع إطار واضح لهذا المفهوم (الجديد) في بلادنا العربية يعتبر- لحد الآن- من الصعوبة بمكان، وذلك لوجود عوامل تثقل من العمل بسهولة لإيجاد طرق وآليات بسيطة وفعالة. من بين هذه العوامل نذكر مايلي:

ü توفر مدننا على مميزات غير متجانسة، سواء على مستوى التنوع المادي والبشري، أو على مستوى الاختلال العمراني الحاصل نتيجة التعمير المطرد .

ü وجود بعض الغموض أو الثغرات في القوانين (كعدم تحديد بعض الصلاحيات بدقة ووضوح لكل متدخل).

ü إفراغ العملية التسييرية من قيمنا، وعدم الاقتباس من تراثنا العتيق هذا .

ü مدننا تتطور بوتيرة تفوق تطور قدراتنا التقنية والبشرية .

ü محدودية الإمكانيات المادية لدى العديد من البلديات، وضعف مصادر التمويل.

ü غياب التأطير: قلة التأطير كافي سواء على مستوى الدوائر التقنية، أو على مستوى التكوين.

كل ذلك يزيد من صعوبة العملية ويعقدها.
ب‌- تسيير النفايات: مشاركة عامة

لقد أصبحت فكرة المشاركة العامة في تسير النفايات الحضرية عملة رابحة آخذة في الانتشار في كثير من الدول وخاصة المتقدمة . بل إنها أصبحت توجه أعمال الخبراء, السياسيين المهتمين بالمدينة، ونظرا لكون نظافة المدينة تؤثر على كل أعضاء المجتمع بدرجات متفاوتة فقد وجدت الفكرة تجاوبا متزايدا من قبل عامة الناس.

في الواقع أن مبدأ المشاركة العامة في التسيير لا يمكن أن ينجح بدون إعداد أفراد المجتمع لتلق المشاركة ؛ وهذا يكون عن طريق بذل الجهود المسبقة لإفهام الأفراد الأهداف العامة لهذا النوع من التسيير.

إن تشكيل الأهداف العامة وإيجاد الوسائل الفعالة للتسيير يحتاج إلى الانخراط الفعلي للمجموعات والمنظمات المهتمة بالتسيير لإجراء المناقشات والاستشارات للوصول إلى أفضل أسلوب لعرض الأمر على أفراد المجتمع حيث أن بعض الأهداف قد تكون غامضة على الكثير. لهذا قد يلجأ الفرد أحيانا لبعض المنظمات للمشاركة في المناقشات نيابة عنه كأحد أعضائها.وهنا نسجل إمكانية المساعدة في شرح أهداف واتجاهات التسيير من قبل وسائل الأعلام.

ألا أنه ينتج أحيانا عن مبدأ المشاركة العامة نوع من التضارب في عملية التسيير؛ أحيانا إلألحاح على تدعيم المشورة بين السكان وبين المسئولين عن التسيير قد يصطدم مع الحاجة لتنفيذ بعض القرارات السريعة في بعض عمليات التسيير. وبالتالي قد تكون هذه السرعة المطلوبة أحيانا مستحيلة مع مبدأ المشاركة العامة (كعمليات تحسين إطار حياة بعض الأحياء القديمة....).

ت‌- تسيير النفايات : استثمار رابح على جميع المستويات

إلى جانب أن هذه العملية تسمح بتحويل المواد المسترجعة من النفايات إلى مواد أولية-ثانوية يمكن أن تعوض بنسبة معتبرة المواد الأصلية و منه التقليـل من اِستنـزاف الثـروات الطبـيـعـية، فإن ذلـك سيؤدي إلى خلق نشاطات اِقتصادية خاصة وحدات الجمع و الفرز الإنتقائي و التي تبرز أهميتها إذا كانت كمية المواد المسترجعة ذات قيمة مالية معتبرة، و بالـتـالـي ستكـون مجـالاً خـصبًا لجذب المستثمرين الخواص و هو ما سيؤدي إلى خلق مئات من مناصب الشغل و منه التخفيف من حدّة البطالة.

كما أن نظام الجمع و الفرز الاِنتقائي للنفايات له تأثير إيجابي على البيئة، إذ تسمح المعالجة و الرسكلة التقليص من التلوث في جميع أشكاله عن طريق تخصيص أماكن للتفريغ و الحد من التخلص العشوائي للنفايات السامة و الخطيرة، و فك الخناق على المناطق و المساحات التي تنتشر فيها المفرغات الفوضوية، مما يسمح لِظهور مساحات خضراء و حماية البيئة الحضرية و تحسينها بالمدينة و إعطاء صورة نظيفة و جميلة للشوارع و الأحياء كما يتحكم في اِستهلاك الأراضي الزراعية.

ث‌- نظم المعلومات الجغرافية : أداة فعالة للتحكم مشكلة النفايات الحضرية .

إن كفاءة العملية التسييرية ستكون أكثر نجاعة من خلال تسخير التكنولوجات الحديثة للسيطرة مشكلة النفايات الحضرية ؛ من أجل ذلك فإن نظام المعلومات الجغرافي GIS :

- من وجهة نظر وظيفية يعد أداة فعالة في التخطيط والادارة على مختلف المستويات وفي مختلف المجالات.

§ التخطيط إعتباراُ من المستوى النظري وحتى التنفيذ الفعلي

§ الادارة اعتباراً من المستوى الاستراتيجي وانتهاء بالمستوى التشغيلي للمشاريع العمرانية(دعم القرار).

- من وجهة نظر اجرائية يساعد في تحديد المشكلة وايجاد الحلول من خلال جمع وتخزين البيانات، إدارتها وتحليلها واخراجها بالشكل المطلوب واجراء عمليات التحليل الجغرافي والنمذجة،

- من وجهة نظر بنيوية يتكون النظام من خمسة عناصر أساسية هي البيانات والاجهزة والبرمجيات والاجرائيات والكادر المتخصص. تكمل هذه العناصر بعضها البعض وأهمها الكادر المتخصص القادر على تنفيذ وظائف النظام بكافة مراحله.

و لعل أهم الاختلالات الهيكلية والوظيفية التي أوجدت نظم المعلومات الجغرافية بالإضافة إلى التصميم و المحاكاة بالحاسوب تتعلق بثلاث مستويات:

أولا :المستوى التنظيمي:

يعد حسن التنظيم الحضري(التنظيم أولى نتائج التخطيط الحضري ) بالإعتماد على نظم المعلومات الجغرافية محددا أساسيا لحسن التسيير و التكفل الأمثل بمشاكل الحضر . والمقصود بالتنظيم كيفية تجميع الأنشطة والمهام الحضرية ضمن قاعدة للبانات حديثة و دقيقة تسمح فيما بعد للمسير بالتخاذ الإجراء المناسب لمواجهة أي مشكل بدقة متناهية وتوزيعها بين مختلف الوحدات المجالية التي تشكل الحضر والتحكم في علاقات و تفاعلات مختلف هذه الوحدات .

- الملاحظة الأولى : إيجاد حلول سريعة و بدائل جيدة للتحكم في : جمع النفايات المنزلية ، لكون التنظيم الذي يستخدم تقنيات الإستشعار عن بعد يساهم بفعالية في حل مشاكل المواطن العربي - كما أنه يضع بين أيدي المخططين و المسيري إمكانيات هائلة توفر الجهد و المال من جهة و تحقق في أغلب الأحيان نتائج طيبة على جميع الأصعدة .

- الملاحظة الثانية : تتعلق بالمستوى التكنولوجي والتقني لأدوات التخطيط المجالي و التسيير الحضري المعتمدة على نظم المعلومات الجغرافية و المصممة باستخدام طرق المحاكاة الحاسوبية ؛ سواء فيما يخص الوحدات الصغيرة (تجمعات سكنية صغيرة) أو فيما يتصل بتقديم الخدمات الفنية والتقنية المتعلقة بالمرافق الحضرية الأساسية من قبيل نظافة الشوارع والأزقة ، وجمع النفايات المنزلية، . نذكر هنا أن استخدام نظام الإستعار عن بعد يؤدي إلى تحديد المشاكل بدقة تصل إلى بضع سنتمترات مربعة ، مما يتيح التدخل الفعال لحل المشاكل في أقل مدة زمنية و أقل تكلفة ممكنة .

- الملاحظة الثالثة : هيكلة وظيفية تجمع و تنسق التقنيين و المهندسين الحضريين ؛ باعتماد أساليب عمل جديدة تتيح تحكما أفضل في المجال الحضري و تكفلا فعالا بمشاكل السكان وتنظيم سير العمل .

Admin
Admin
المدير
المدير

عدد المساهمات : 972
نقاط : 2426
تاريخ التسجيل : 09/11/2011

https://chemamin.forumalgerie.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى