التسيير والتقنيات الحضرية


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

التسيير والتقنيات الحضرية
التسيير والتقنيات الحضرية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

التطور العمراني والتراث المعماري للمدينة المنورة

اذهب الى الأسفل

التطور العمراني والتراث المعماري للمدينة المنورة  Empty التطور العمراني والتراث المعماري للمدينة المنورة

مُساهمة من طرف Admin الإثنين ديسمبر 26, 2011 1:55 am

الفصل الأول : التطور العمراني :
استهل المؤلف هذا الفصل بالحديث عن موقع المدينة المنورة ، ذاكرًا خطوط الطول والعرض ، وحدودها وجهاتها ، وامتداد العمران في الاتجاهين الشرقي والجنوبي .
ثم تحدث عن المدينة ( يثرب ) قبل عصر الرسول ? ، حيث حدد مسمى يثرب إلى الشمال الغربي من المدينة الحالية ( الجرف ) ، وذكر ورود هذا الاسم ( يثرب ) في الكتابات القديمة ، ثم في القرآن الكريم في ثلاث سور ، وتحدث عن وضع المدينة ( يثرب ) بأنها كانت على هيئة مجموعة من الأكواخ والمنازل البدائية مبعثرة دون نظام ، تكتنفها المزارع والبساتين ؛ نظرًا لوفرة المياه فيها ، دون سور يجمع تلك الأبنية ويحيطها ، ولذلك انتشر ما يسمى : بالآطام ، وقد كثرت تلك الآطام حتى عرفت المدينة : ( بذات الآطام ) ، يلجأ إليها السكان عند الخطر ، وكانت الأسواق تقام على أطراف المناطق السكنية .
ثم تحدث عن سكان المدينة ، وذكر الأقوال في تاريخ نزوح اليهود وقبائلهم إليها ، وسبب ذلك ، ثم قيام اليهود بالزراعة وبناء الحصون .
ثم تحدث عن المدينة في عهد الرسول ? ، وخلفائه الراشدين ? ، فتحدث عن الهجرة المباركة وسببها ، ووصول النبي ? المدينة ، وبناء المسجد والحجرات ، ثم بناء الصحابة بيوتهم حول المسجد ، ثم خط النبي ? سوق المسلمين .
وتحدث عن المدينة في العصرين : الأموي والعباسي ( 40-656 ) ، حيث تحول علي بن أبي طالب ? إلى الكوفة ، ثم انتقل مركز الحكم من الكوفة إلى دمشق ، ثم إلى بغداد ، وتحدث عن علاقة المدينة بحكم بني أمية ، وأثر الأمويين فيها ، فقد أقام هشام بن عبد الملك سوق المناخة ، واستخدمت طبقات السكن فوق المحلات التجارية في السوق .
وفي العصر العباسي كثرت هجمات الأعراب على المدينة ، فبنى أمير المدينة العباسي سورًا من اللبن والطوب حولها سنة 263 ، فكان هذا أول سور لها ، ثم تهدم مع الأيام ، فجُدَّد ورُمِّم لحماية المدينة من استيلاء ( الفاطمية ) العبيديين عليها ، ثم جُدد السور على يد : جمال الدين محمد بن أبي منصور الأصفهاني بعد مئتي سنة من إقامته ، وبعد حوالي ثمانية عشر عامًا من تجديده أقام نور الدين الزنكي سنة 558 سورًا من الحجر أحاط بالسور القديم ؛ وذلك لحماية المدينة من الهجمات الصليبية . وذكر المؤلف وصف كل من ابن جبير وابن النجار للمدينة ، من الناحية الجغرافية والعمرانية .
ثم تحدث عن المدينة في العهد الأيوبي والمملوكي ، وأوضح أنه في هذه الحقبة زاد عدد الشوارع والأزقة ، وتميزت فيها الشوارع الرئيسية ، وازداد عدد أبواب المدينة ، واتسع العمران من الناحية الغربية ثلاثة أضعاف عما هو عليه من الطرف الشرقي ، وبين عناية السلاطين بعمران المدينة ، وعلى رأسهم قايتباي ، فقد اهتم بإنشاء المدارس العديدة ، كمدرسة السلطان قايتباي : ( الأشرفية ) ، والمدرسة الزمنية ، كما شرع بإنشاء الكثير من المرافق المهمة ؛ كالحمام ، والطاحون ، والفرن ، والمطبخ ، والأربطة ، كرباط ( ياقوت ) ، وسواها من مباني الخدمات .
أما المدينة في العهد العثماني ؛ فقد نالت الرعاية ، وحظيت بالاهتمام ، وقد نقض العثمانيون السور الطيني القديم ، وأشادوا سورًا بدلاً عنه من الحجر ، وأنشؤوا قلعة في الركن الشمالي الغربي منه ، وكانت ذروة هذا الاهتمام في مطلع القرن التاسع عشر .
وقد صمم ( بوركهارت ) عام (1815م) خريطة للمدينة ، تُعَدُّ أقدم خارطة لها ، ولوحظ اتساع المدينة في هذا العهد ، وامتدادها من جهتيها الغربية والجنوبية ، وقد ازدهر شارع العنبرية ، حيث أنشأ بعض الحكام منازلهم فيه ، بينما يتجمع جل السكان في أحواش كبيرة مغلقة ، يقطن في كل حوش حوالي ( 40 ) عائلة ، وتنفصل الأحواش عن بعضها بحدائق النخيل . وأكبر شوارع المدينة ؛ ما كان يمتد بين باب السلام للمسجد إلى الباب المصري ، وهو الشارع التجاري ، والشارع الآخر من باب الرحمة إلى الباب الشامي .
وأما بيوت السكان ، فمكونة من طابق أو طابقين في الأغلب ، وفي بعض الأحيان من طبقات عدة ، يستخدم في بنائها الحجر البازلتي ، والطوب المحروق ( الطين المشوي ) ، وسقوفها من الخشب ، وبها أحواش ونوافير وأشجار ، ولواجهاتها الخشبية ( الرواشين ) الرائعة .
أما المدينة في القرن العشرين ؛ فقد ذكر إبراهيم رفعت في مرآة الحرمين أنها اتسعت وارتفعت أبنيتها طبقات عدة ، وبيوت الكبراء فخمة ، بديعة جميلة الشكل ، وأبوابها مرتفعة عن الأرض ، وواجهاتها مزخرفة عظيمة ، وأحسن شوارعها : شارع الساحة . ولسورها الداخلية أبواب خمسة هي : باب البقيع ، وباب المجيدي ، وباب الشامي ، والباب الصغير ، والباب المصري ، وأما السور الخارجي فكان فيه : باب العوالي ، وباب قباء ، وباب الحميدي ( العنبرية ) . وقد شفع كل تلك التفصيلات بالصور والخرائط .
أضرَّت الحرب العالمية الأولى بالمدينة المنورة ضررًا بالغًا ، وخرج خلق عظيم من أهلها إلى الشام ومصر ، وكان لتدمير الخط الحديدي أفظع الأثر وأشده على الاقتصاد في المدينة ، وقَلَّ زُوَّارها ، وكان ذلك مع نهاية حكم العثمانيين ، وبداية حكم الشريف ، إلا أنه مع مطلع العهد السعودي بدأت أنفاس المدينة المتلاحقة تهدأ من أثر الأحداث الشديدة ، وعادت إلى الاستقرار وترميم ما تهدم ، ويلحظ ذلك بصورة واضحة بعد الحرب العالمية الثانية ، حيث عادت الروح إلى المدينة من جديد ، فنمت وازدهر اقتصادها ... ، ونشطت الحركة العمرانية ، لكن ذلك - مع الأسف - كان على حساب الحدائق والواحات الجميلة ، التي
كانت تتخلل المدينة ، وقد تعرضت المدينة لحريق أتى على كثير مما فيها من جمال عمراني ( كحريق العينية ) ، فلم تبق إلا حارة الأغوات ، وبعض الأحواش المبعثرة غرب وجنوب الحرم ، ومن خلال حي الأغوات عُرف الطابع المعماري للمدينة والنسيج العمراني فيها ، مع ملاحظة أن كل الطرق والدروب قد نظمت لتؤدي إلى الحرم .
الفصل الثاني : المباني الدينية :
بدأ المؤلف بالمسجد النبوي الشريف ، وذكر أن أول من أرخ للمدينة ومسجدها الشريف ، وحدَّد مساحاته وأطواله بالذراع : ابن زبالة سنة 199هـ ، ثم ابن رسته 299 ، ثم الهروي ت 611 ، ثم ابن النجار ت 643هـ ، ثم السمهودي .
وقد قارن المؤلف د. لمعي بين معلومات تلك الكتب وما لحقها من مؤلفات ، وحدد طوله وعرضه ، وزياداته في كل عصر ، ومساحات تلك الزيادات ، وأفاض في أوصافها ، وذِكْرِها عند كل مؤرخ وفي كل عصر .
ثم تحدث عن المسجد النبوي في عهد الرسول ? ، وقصة اختيار مكانه ؛ حيث بركت الناقة ، وتحدث عن دور المسجد ووظائفه في صدر الإسلام ، وتحدث عن بنائه ، فذكر أن عمق الأساس كان حوالي ثلاثة أذرع ، وطريقة بناء الجدران لبنة لبنة ، وسمك الجدار حوالي ذراع ونصف ، بمعدل 75 سم ، وسقفه كان بعوراض من جذوع النخل ، ثم غطيت بالجريد والخوص ، وقد فرشت أرضه بالحصباء ، ولم يكن له مئذنة ولا محراب مُجَوَّف ، وكان له منبر خشبي من مرقاتين .
وفي عهد عمر بن الخطاب ? حدثت التوسعة الثانية ، فزاد في طول المسجد وعرضه ، وكانت الزيادة من جهة الغرب ، ومن الطول من جهة القبلة ، وجهة الرحبة ، واستخدم في هذه الزيادة الطوب واللبن ، وجذوع النخيل .
وفي عهد عثمان ? وسع المسجد ، واستخدم في هذه التوسعة الحجر المنحوت ، وكذا الأعمدة الحجرية بدلاً عن جذوع النخل ، وجُصِّصَتْ جدرانه .
وسع الوليد بن عبد الملك المسجد ، فأُدخلت فيه الحجرات الشريفة، وزينت جدرانه ، وزُخرف سقفه وذُهِّب ، وعملت للمسجد مآذن في أركانه .
ثم زاد المهدي العباسي في طول المسجد من الناحية الشمالية ، وكذلك أجريت بعض التعديلات والترميمات والإصلاحات في زمن بعض الخلفاء والأمراء .
بقي المسجد على حاله إلى أن احترق في عهد السلطان قايتباي ، فقامت عمليات الإصلاح ، وكان سلاطين المماليك يتسابقون على العناية بالمسجد وترميمه .
وفي العهد العثماني لقي المسجد النبوي عناية فائقة ، فقد حرص كل سلطان على التحسين والزيادة والتوسيع ، ولعل أشهر ذلك عمارة السلطان عبد المجيد وزياداته ، ومن بعده السلطان عبد الحميد الثاني .
وفي عهد الملك عبد العزيز رحمه الله وسع المسجد توسعة كبيرة بالنسبة لما كان عليه ، ثم عمل الملك فيصل رحمه الله مظلاتٍ واقيةً وصلت إلى شارع المناخة من الناحية الغربية .
بعدها تحدث د. لمعي عن النصوص التاريخية والآيات والمدائح ، وكل ما خُطَّ وسُطِّر على جدار المسجد النبوي الشريف ، وكان بداية ذلك عبارة عن لوحة صغيرة يشار فيها إلى سنة وتاريخ العمران ، أو الإصلاح ، واسم السلطان الذي أمر بإنشائها ، ثم تطورت إلى كتابة البسملة ، وبعض آياتٍ من القرآن الكريم ، ثم زيد في ذلك بعض القصائد من المدائح النبوية ، ولعل تلك الكتابات بلغت أوجها في العهد العثماني ، كما أُثبِتَت أسماء النبي ? على الجدار القبلي للمسجد بخط الثلث الجميل .
1 - مسجد المُصَلَّى ( الغمامة ) ، ويقع جنوب غربي المناخة ، بني في المكان الذي صلى فيه الرسول ? صلاة العيد ، واستمرت صلاة العيدين فيه إلى أواخر القرن التاسع الهجري ، وأول من بناه أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز رحمه الله ، ثم بدأ يُرمم ويُجدد على عهد السلاطين والولاة ، كلما دعت الضرورة إلى ذلك ، وعمارته الحالية تعود إلى عهد السلطان العثماني : عبد المجيد الأول 1255هـ ،، وهو مبني بالحجر البازلتي ، ومسقوف بقبة كبيرة ، وله مئذنة . وأفاض د. لمعي في وصف عمارته وأجزائه وجدرانه ، وأروقته ، ونوافذه ، ومقايسه ، وأحجامه ؛ من طول وعرض وسمك وارتفاع ...
2 - مسجد أبي بكر الصديق ? : من مصليات الأعياد ، وأول من بناه أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز رحمه الله ، ثم أهمل فترة حتى جدده السلطان العثماني محمود الثاني سنة : (1254هـ) ، ثم رمم في العهد السعودي .
3 - مسجد عمر بن الخطاب ? : من مصليات الأعياد ، ذكره السمهودي ، وكان يلحق به مدرسة ، وموقعه قرب باب قباء ، وتعلو بَابَه لوحةٌ تشير إلى تاريخ إنشائه : (1254هـ) في عهد السلطان محمود الثاني ، ويختلف عن مسجد الصديق ببعض التفاصيل .
4 - مسجد علي بن أبي طالب ? : من مصليات الأعياد ، قال السمهودي : المسجد المنسوب لعلي ? اندثر ، وصار مقبرة للحجاج المتوفين في الموسم ، ثم جُدِّد بناؤه سنة 881هـ ، ثم بناه السلطان العثماني عبد المجيد الأول سنة 1269هـ ، يطل المسجد على شارع المناخة .
5 - مساجد منطقة قباء :
أ - مسجد قباء : أول مسجد في الإسلام ، أسسه النبي ? لبني عمرو بن عوف ، وأصله مربد لكلثوم بن الهدم ، وقد زيد فيه ووُسِّع على عهد أمير المؤمنين عثمان بن عفان ? ، ثم أعاد بناءه عمر بن عبد العزيز رحمه الله ، وجعل له منارة ، وجمع د. لمعي مقايسه ، ووصفه من كتب المؤرخين ، وقارن بينها ، كما تحدث عن المسجد في العهود الإسلامية المتعاقبة ، وعناية العثمانيين به ، وقد أجرى الملك فيصل رحمه الله إصلاحات في المسجد ، وزاد فيه ( رواقًا ) في الجهة الشمالية ، ووصف د. لمعي المسجد وصفًا معماريًا مفصلاً ، تناول جدرانه وسقفه ومحرابه ومنبره ونقوشه ، وتصميمه الهندسي المعماري ، وما كتب على جدرانه من كتابات قرآنية ، وغير ذلك .
ب - مسجد الجمعة : سمي بذلك لأن النبي ? صَلَّى فيه أولَ جمعة ، وهو في طريقه إلى المدينة من قباء ، ويقع في وادي رانوناء ، وقد اهتم به السلاطين والأمراء في عهود متلاحقة ، ثم أسهب د. لمعي في وصفه .
ج - مساجد الفتح ، المعروفة بالمساجد السبعة : وهي ستة : مسجد الفتح ، ومسجد سلمان الفارسي ، ومسجد أبي بكر الصديق ، ومسجد عمر بن الخطاب ، ومسجد علي بن أبي طالب ، ومسجد سعد بن معاذ ( سمي - حديثًا - بمسجد فاطمة ) .
مسجد الفتح : سمي كذلك لأن سورة الفتح نزلت في هذا الموضع ، ويعرف بمسجد الأحزاب ؛ حيث دعا النبي ? يوم الخندق على الأحزاب ، وقد بنيت هذه المساجد كلها على عهد عمر بن عبد العزيز رحمه الله .
واستعرض د. لمعي أقوال المؤرخين حول هذه المساجد وتسميتها ، واختلافهم في التسمية على بعض المساجد ، من مثل إطلاق اسم السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها ، على مسجد سعد بن معاذ ? ، فهو قد شهد الخندق ، وفاطمة رضي الله عنها مع النساء ، وأثار د. لمعي مسألة تبادل أسماء المساجد على المسميات ، ثم وصف كل مسجد على حدة ، وصفًا دقيقًا ، من حيث شكله وطريقة عمارته ، وأعمدته ، وإيوانه ، وسمك جدرانه وسقفه ... الخ .
6 - المساجد خارج المدينة :
أ - مسجد القبلتين : يقع على هضبة في حرة الوبرة ، في الناحية الشمالية الغربية للمدينة المنورة ، أقامه بنو سواد بن غنم على عهد رسول الله ? ، وسمي كذلك للأمر باستقبال الكعبة بدل بيت المقدس ، وكان ذلك في صلاة الظهر ، في 15 شعبان ، من السنة الثانية للهجرة ، وجدد على عهد عمر بن عبد العزيز رحمه الله ، واعتنى به بعض المماليك ، ثم أصلح على عهد سليمان القانوني ، لكنه أهمل حتى استحال خربة في مطلع القرن الماضي ، ثم بُني بالطوب ، وسقف بالخشب - كما يرى العياشي - حتى جاء العهد السعودي ، فبني (بالإسمنت المسلح) ..
ب - مسجد الفضيخ : يقع شرق قباء ، بين العوالي والحرة الشرقية .حيث ضرب النبي ? مكانه خيمة لما حاصر بني النضير ، وسُمي بذلك لأن تحريم الخمر نزل أثناء ذلك ، فأهرق المسلمون خمور الفضيخ ، فاشتهر بذلك ، ثم أُطلق عليه مسجد الشمس ؛ لوقوعه شرق المدينة ، ولأن الشمس أول ما تشرق عليه .
ج - مسجد الإجابة : يقع شمالي البقيع ، وكان لبني معاوية بن مالك بن عوف الأوسي ، بُني على عهد رسول الله ? ، وسمي بذلك لأن الرسول ? دعا هناك ، كما في الأثر المشهور ، بناه بالحجر عمر بن عبد العزيز ، وأُصلح وجُدد على عهد من بعده من السلاطين والولاة ، ثم أُهمل حتى خرب ، ثم جُدِّد في العهد السعودي .
د - مسجد الشجرة ( ذي الحليفة ) وهو مسجد الميقات ، ويبعد عن المدينة حوالي (8 كم) ، وسُمي بالشجرة ؛ لأن النبي ? كان عند خروجه إلى مكة يصلي إلى جنب شجرة ( سَمُرَة ) ، عند قرية (آبار علي) ، بني في عهد عمر بن عبد العزيز ، ثم وُسع وجدد في العهد العثماني ، وصنع له مئذنة . ثم جدد في العهد السعودي .
هـ - مسجد السقيا : نزل الرسول ? مكانه ، حين عرض الجيش إلى غزوة بدر ، وسمي بذلك نسبة إلى بئر هناك يسمى السقيا ، بُني في عهد عمر بن عبد العزيز رحمه الله ، ثم تهدم ، وجدد عدة مرات ، آخرها في العهد السعودي .
و - مسجد العنبرية : بناه السلطان العثماني عبد الحميد الثاني سنة (1325هـ) بجوار محطة السكة الحديدية ، غرب المدينة ، وهو مبنى جميل ، يتكون من جزأين ؛ رواق ومسجد ، وله مئذنتان سامقتان جميلتان ، ويتسم المسجد بالاتزان الكامل ، وقد أقيم على نمط المساجد العثمانية ، كأنه أحد مساجد إسطنبول .
الفصل الثالث : مباني الخدمات الدينية :
1 - رباط مظهر الأحمدي : يعرف بمكتبة محمد مظهر الفاروقي ، أُنشئ عام 1292هـ ، وكان مدرسة وتكية ورباطًا ، يقع في حارة الأغوات ، ويتكون من طابقين ، يتوسطهما صحن حوش للإنارة والتهوية ، وقبو .
2 - رباط ياقوت المارداني : يقع في حارة الأغوات ، يتكون من طبقتين وحوش مستطيل ، ويرجع بناؤه إلى سنة 706هـ ، وهو ثاني أقدم بناء أثري في المدينة ، وقد خُصص لسكن الغرباء من الرجال .
3 - المدرسة الرستمية : وقد أقيمت في العهد العثماني ، ويُرجح المؤلف أنها أقيمت في النصف الثاني من القرن الثالث عشر الهجري ، في حي الأغوات ، مقابل رباط ياقوت ، وهي عبارة عن حوش حوله غرف .
4 - مدرسة حسين آغا : وهو الناظر السابق للتكية المصرية بالمدينة ، وذلك سنة 1273هـ ، وهذا المبنى مدرسة وتكية ، وتقع في حي الأغوات ، وقد أنشئت لتعليم الدين .
5 - مدرسة الوزير علم الدين : أقيمت سنة (1301هـ) : تقع قرب المحكمة الشرعية ، وتتكون من ثلاث طبقات ، وتنفتح من الداخل على حوش .
6 - التكية المصرية : أقيمت في عهد والي مصر محمد علي باشا ، على يد ابنه إبراهيم ، وتقع على يسار الداخل إلى المدينة من جهة الغرب ، من باب العنبرية ، وهي في حالة جيدة بطول (89 مترًا) ، وعرض (50 مترًا) ، وألحق بها أفران ومخازن ومطبخ ، وخصصت لتوزيع الخبز والشوربة على (800 شخص) يوميًا ، وتتكون من طابق واحد ، تضم مجموعة من الغرف مغطاة بقباب كروية ، أمامها أروقة تنفتح على صحن واسع .
الفصل الرابع : مباني الخدمات العامة :
1 - حمام طيبة : وهي إحدى الحمامات في المدينة ، تقع قريبًا من الحرم
( حي ذروان ) في حارة الأغوات ، أنشئت في عهد السلطان سليمان عام (973هـ) ، وقد بُنيت من الحجر البازلتي .
الفصل الخامس : المباني السكنية :
حارة الأغوات : تقع في الجهة الشرقية الجنوبية للمسجد النبوي الشريف ، يترواح عرض أزقتها بين متر وثلاثة أمتار ، وبعضها مغطى مسقوف ، وبعضها غير نافذ ، ومبانيها من طبقتين غالبًا ، وأحيانًا من ثلاث طبقات ، وقد حوت بعض المحال التجارية ، بنيت بالحجر والطوب ، وسقفت بالخشب ، ولواجهاتها رواشين مزينة بالزخارف والمشربيات ، ثم وصف المؤلف بعض المنازل التي كانت تقع في تلك الحارة كمثال على البقية .
الخاتمة : لخص فيها المؤلف ما سبق عرضه ، وبين أهم السمات العمرانية للمدينة المنورة ، وهي :
1 - وقوع المسجد النبوي في مركز للمدينة ، وإليه تفضي كل الشوارع والدروب .
2 - أنشئت الأسواق التجارية خارج المدينة ، ثم اندمجت مع السكن في نهاية العصر الأموي ، ثم ظهرت الشوارع التجارية .
3 - لم يكن للمدينة سور دفاعي إلا عندما دعت الحاجة إلى ذلك ، فأقيم السور .
4 - احتَرَم تخطيط المدينة العادات الاجتماعية والتقاليد والأعراف ، فكانت على شكل أحواش ومزارع .
5 - تعددت أشكال شبكة الطرق وأسماؤها ، ( درب ، حارة ، شارع ، زقاق ) ولكل غرض وظيفته ومقياسه .
6 - لم يكن بالمدينة ما يسمى ( بالخان ) في المدن الأخرى ، وهي ( الفنادق ) وذلك لوجود الأربطة لإيواء الغريب .
7 - اعتمد القياس البشري في التصحيح ، فاستعمل : الذراع ، والشبر ، والخطوة ، مما أوجد نسبًا انسيابية .
ثم بين أهم الخصائص المعمارية ، وهي :
1 - احترام الوظيفة للمبنى ، سكن ، مدرسة ، مبنى خدمات .
2 - استعمال التشكيل الحر بالواجهات ، الرواشين والمشربيات .
3 - الانتماء إلى الداخل في التصميم بعمل أحواش داخلية ، مراعيةً الظروف والمناخ ، وملائمة المجتمع الإسلامي .
4 - التجانس في اللون من الحجر البازلتي والخشب الأسمر والطوب البني .
5 - استعمال التشكيل الهندسي المرتبط بوحدة متكررة .
6 - تنوع طرق التشكيل البصري للشوارع .
7 - تواجد انسياب رأسي وأفقي للفراغات داخل المباني .
وبعد ؛ فقد تميز الكتاب عن المدينة المنورة بأن مؤلفه د. لمعي أفاد من معلومات من سبقوه من القدامى أولاً ، ثم صاغه بروح الهندسي ثانيًا ، فتحدث عن الجسوم وأطوالها وعرضها ومساحاتها ومساقطها وزواياها وطريقة بنائها ، ونوع البناء والمواد المستعملة في البناء ، وذكر الأساس وعرضه وعمقه ، وهل بني بالطوب أو بالحجر ، كما تعرض لذكر الممرات وفتحات التهوية والإضاءة ، والأعمدة والأروقة والسقوف والواجهات والدرجات والدركات .
وقد زان الكتاب بصور كثيرة ، وخرائط موضحة ، وذيله بفهارس علمية متعددة ، مما جعل للكتاب أهمية ، يجدر بالقارئ العودة إليه والإفادة منه .

المراجع :
كتاب المدينة المنورة تطورها العمراني وتراثها المعماري
للدكتور صالح لمعي مصطفى
يقع الكتاب في حدود 350 صفحة من الحجم ( الكبير ) ، وقد صدر عن ( دار النهضة العربية ) للطباعة والنشر ، بيروت ، سنة 1981م ، ونال به مؤلفه جائزة أمين مدني ، مناصفة .
يبدأ الكتاب بمقدمة ، بين فيها المؤلف سبب تأليف هذا الكتاب ؛ وهو اختياره خبيرًا للتراث الحضاري بمشروع تخطيط المدينة المنورة ... ، فكان من عمله دراسةُ المراحل التاريخية ، لأول مدينة إسلامية في العالم ، وتطورها وتحديد شكلها ومعالمها لكل فترة .
كما بين المؤلف مراجعه التي اعتمدها في هذه الدراسة - ومعظمها عربية - ، وأهمها كتاب : وفاء الوفا للسمهودي ، ثم مرآة الحرمين بالتركية العثمانية لأيوب صبري ، ومرآة الحرمين لإبراهيم رفعت ، ومخطوطات الأستاذ حمد الجاسر عن المدينة ، وبعض الدراسات الأجنبية ( لبوركهارت ، بيرتون ) ، وبعض الكتب العربية .
Admin
Admin
المدير
المدير

عدد المساهمات : 972
نقاط : 2426
تاريخ التسجيل : 09/11/2011

https://chemamin.forumalgerie.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى