التسيير والتقنيات الحضرية


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

التسيير والتقنيات الحضرية
التسيير والتقنيات الحضرية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

التخطيط المستدام و العمارة البيئية

اذهب الى الأسفل

التخطيط المستدام و العمارة البيئية Empty التخطيط المستدام و العمارة البيئية

مُساهمة من طرف Admin الجمعة نوفمبر 11, 2011 10:57 am

المهندس/ علي بن محمد السواط
مدير
إدارة تنسيق المشاريع - أمانة مدينة الدمام

1. مقدمة:
منذ انعقاد
مؤتمر ستوكهولم فيبداية السبعينات, بدأ العالم
يعترف بالإرتباط الوثيق بين التنمية الاقتصاديةوالبيئة ،. وقد شدد تقرير الأمم
المتحدة المسمى "مستقبلنا المشترك"
(Our Common Future) على أن هناك حاجة ماسة إلى أسلوب جديد يضمن استمرار التنمية
الاقتصادية علىالمدى البعيد، ومن هنا ظهر
مفهوم التنمية المستدامة
(Sustainable Development) التيتـُــعرّف على أنها "تلبية
احتياجات الأجيال الحالية دون الإضرار بقدرة الأجيالالقادمة على تلبية
احتياجاتها". وقد أولت معظم دول العالم في العقد الأخير من القرنالمنصرم عناية خاصة واهتماماً واسعاً بمواضيع حماية البيئة والتنمية
المستدامة، ولميولد هذا الاهتمام من فراغ فقد
تعالت الأصوات البيئية المنادية بتقليل الآثارالبيئية الناجمة عن الأنشطة
البشرية المختلفة ونادت بخفض المخلفات والملوثاتوالحفاظ على قاعدة الموارد
الطبيعية للأجيال القادمة.

كما شدد
تقرير الأممالمتحدة عن البيئة والتنمية في
العام 1987م على أهمية مشاركة جميع الحكومات والشعوبوالقطاعات الصناعية بما فيها
القطاعات العمرانية في الحفاظ على البيئة وصيانةالموارد الطبيعية، أيضاً شدد كل
من مؤتمر قمة الأرض الأول (Earth
Summit-I) الذيعقد في ريو دي جانيرو بالبرازيل في عام 1992م ومؤتمر قمة الأرض
الثاني (Earth Summit-II) الذي عقد في جوهانسبيرغ بجنوب
أفريقيا في عام 2002م على العمل بأسرع وقتممكن للحد من فقدان الموارد
الطبيعية التي أصبحت مهددة بالاضمحلال.

ونتيجةلذلك فإن القطاعات العمرانية في هذا العصر لم تعد بمعزل عن القضايا
البيئية الملحةالتي بدأت تهدد العالم وتم
التنبه لها في السنوات القلائل الأخيرة، فهذه القطاعاتمن جهة تعتبر أحد المستهلكين
الرئيسيين للموارد الطبيعية كالأرض والمواد والمياهوالطاقة، ومن جهة أخرى فإن
عمليات صناعة البناء والتشييد الكثيرة والمعقدة ينتجعنها كميات كبيرة من الضجيج
والتلوث والمخلفات الصلبة.

وتبقى
مشكلة هدرالطاقة والمياه من أبرز المشاكل
البيئية-الاقتصادية للمباني بسبب استمرارهاوديمومتها طوال فترة تشغيل
المبنى.

من هنا
نشأت في الدول الصناعية المتقدمةمفاهيم وأساليب جديدة لم تكن
مألوفة من قبل في تصميم وتنفيذ المشاريع، ومن هذهالمفاهيم "التصميم
المستدام" و"العمارة الخضراء" و"المباني المستدامة", هذهالمفاهيم جميعها تعكس الاهتمام المتنامي لدى القطاعات العمرانية
بقضايا التنميةالاقتصادية في ظل حماية البيئة،
وخفض استهلاك الطاقة، والإستغلال الأمثل للمواردالطبيعية و الاعتماد بشكل أكبر
على مصادر الطاقة المتجددة (Renewable
Sources).

ولذلك فإنه
بات مطلوباً من القطاع العمراني أن يستجيب وبسرعة للقضاياالبيئية/الاقتصادية التي طفت على السطح في السنوات القلائل الأخيرة،
وأن يتم إقحامالاعتبارات البيئية في جملة
أهداف وسياسات وخطط هذا القطاع.

لقد أصبح
هذاالقطاع الحيوي الهام في محك
حقيقي وهو مطالب أكثر من أي وقت مضى بتبني توجهات
"العمارة
الخضراء" "والمباني المستدامة" لكي يستطيع القيام بدوره الوطني
والإنمائي،وتحمل مسئولياته تجاه حماية
البيئة وصيانة الموارد الطبيعية، ودفع عجلة التنميةالاقتصادية إلى الأمام.



2. مفاهيم
الاستدامة في القطاعالعمراني:
التصميم
المستدام .. العمارة الخضراء .. الإنشاءات المستدامة .. البناء الأخضر .. هذه المفاهيم
جميعها ما هي إلا طرق وأساليب جديدة للتصميموالتشييد تستحضر التحديات
البيئية والاقتصادية التي ألقت بظلالها على مختلفالقطاعات في هذا العصر، فالمباني
الجديدة يتم تصميمها وتنفيذها وتشغيلها بأساليبوتقنيات متطورة تسهم في تقليل
الأثر البيئي، وفي نفس الوقت تقود إلى خفض التكاليفوعلى وجه الخصوص تكاليف التشغيل
والصيانة (Running Costs)، كما أنها تسهم في توفيربيئة عمرانية آمنة ومريحة.
وهكذا فإن بواعث تبني مفهوم الإستدامة في القطاعالعمراني لا تختلف عن البواعث
التي أدت إلى ظهور وتبني مفهوم التنمية المستدامة
(Sustainable Development) بأبعادها البيئية والاقتصادية والاجتماعية المتداخلة.

والعمارة
المستدامة الخضراء تعزز وتتبنى الإرتباط الوثيق بين البيئةوالاقتصاد، والسبب في ذلك أن تأثيرات الأنشطة العمرانية والمباني على
البيئة لهاأبعاد اقتصادية واضحة والعكس
صحيح، فاستهلاك الطاقة الذي يتسبب في ارتفاع فاتورةالكهرباء له ارتباط وثيق بظاهرة
المباني المريضة (Sick Buildings) التي تنشأ منالإعتماد بشكل أكبر على أجهزة التكييف الإصطناعية مع اهمال التهوية
الطبيعية، وهذاالكلام ينسحب على الإعتماد بشكل
أوحد على الإضاءة الإصطناعية لإنارة المبنى منالداخل مما يقود إلى زيادة
فاتورة الكهرباء وفي نفس الوقت يقلل من الفوائد البيئيةوالصحية فيما لو كانت أشعة
الشمس تدخل في بعض الأوقات إلى داخل المبنى.

فقدأثبتت الأبحاث الحديثة أن التعرض للإضاءة الإصطناعية لفترات طويلة
يتسبب في حدوثأضرار جسيمة على صحة الإنسان
على المستويين النفسي والبدني. وتعد عملية التعرضللذبذبات الضوئية الصادرة عن
مصابيح الإنارة (الفلورسنت) والافتقاد للإضاءةالطبيعية من أهم الآثار السلبية
التي تعاني منها بيئة العمل المكتبي، فقد ظهرتنتيجة لذلك شكاوى عديدة من
المستخدمين في بعض الدول الصناعية المتقدمة تضمنتالإحساس بالإجهاد الجسدي
والإعياء والصداع الشديد والأرق. كما أن الإضاءة الصناعيةالشديدة تعتبر في مقدمة الأسباب المرجحة لأعراض الكآبة في بيئات
العمل.

إنأهمية دمج ممارسات وتطبيقات العمارة المستدامة الخضراء جلية وواضحة،
حيث يشيرالمعماري جيمس واينز (James Wines) في كتابه "العمارة الخضراء" إلى أن المبانيتستهلك سُـدس إمدادات الماء العذب في العالم، وربع انتاج الخشب، وخُمسين
الوقودوالمواد المصنعة. وفي نفس الوقت
تنتج نصف غازات البيت الزجاجي الضارة، ويضيف بأنمساحة البيئة المشيدة (built environment) في العالم ستتضاعف خلال فترة وجيزة جداًتتراوح بين 20-40 سنة قادمة. وهذه الحقائق تجعل من عمليات إنشاء
وتشغيل المبانيالعمرانية واحدة من أكثر
الصناعات استهلاكاً للطاقة والموارد في العالم. كما أنالتلوث الناتج عن عدم كفاءة
المباني والمخلفات الصادرة عنها هي في الأصل ناتجة عنالتصميم السيء للمباني،
فالملوثات والمخلفات التي تلحق أضراراً كبيرة بالبيئة ليستسوى نواتج عرضية (by-products)
لطريقة
تصميم مبانينا وتشييدها وتشغيلها وصيانتها،وعندما تصبح الأنظمة الحيوية (bio-systems) غير صحية نتيجة لهذه الملوثات فإن ذلكيعني وجود بيئة غير آمنة للمستخدمين.

إن التكلفة
العالية للطاقة والمخاوفالبيئية والقلق العام حول ظاهرة
"المباني المريضة" المقترنة بالمباني الصندوقيةالمغلقة في فترة السبعينات، جميعها ساعدت على إحداث قفزة البداية
لحركة العمارةالمستدامة الخضراء. أما في
الوقت الحاضر فإن "الاقتصاد" هو الباعث الرئيس علىالتحول والتوجه نحو التصاميم والمباني الأكثر خضرة.

وهكذا فإن
بواعث تبنيمفهوم الإستدامة في القطاع
العمراني لم تقف عند دراسة المشاريع الحديدة بل تعدتهاإلى التفكير بوضع حلول للمشاريع
القائمة غير البيئية....

3. فوائدبيئية/اقتصادية/انتاجية:
المؤيدون
للعمارة المستدامة الخضراء يراهنون علىالمنافع والفوائد الكثيرة لهذا
الإتجاه. في حالة مبنى إداري كبير - على سبيل المثال - فإن إدماج أساليب التصميم
الخضراء (Green Design
Techniques) والتقنيات
الذكية (Clever Technology)
في المبنى
لا يعمل فقط على خفض إستهلاك الطاقة وتقليل الأثرالبيئي، ولكنه أيضاً يقلل من
تكاليف الإنشاء وتكاليف الصيانة، ويخلق بيئة عمل سارةومريحة، ويحسّن من صحة
المستخدمين ويرفع من معدلات انتاجيتهم، كما أنه يرفع من قيمةملكية المبنى وعائدات الإيجار.

وهكذا فإن
التيار الأخضر في قطاع البناءيعمل على توفير تكاليف الطاقة
على المدى الطويل، ففي مسح ميداني أجري على (99 مبنى) من المباني الخضراء في الولايات
المتحدة وجد أنها تستهلك طاقة أقل بنسبة (30%) مقارنة مع المباني التقليدية
المماثلة. لذا فإن أي تكاليف إضافية يتم دفعها فيمرحلتي التصميم والبناء يمكن
استعادتها بسرعة، فوفقاً للمجلس الإمريكي للعمارةالخضراء فإن زيادة (2%) فقط في
تكلفة البناء الأولية من أجل تحقيق متطلبات تصنيف
(LEED) الذهبي
سوف يتم توفيرها من خلال خفض التكاليف الجارية
(Running Costs) خلالسنتين فقط.

وبالمقارنة
بذلك فإن الإفراط في النظرة التقليدية لمحاولة تقليلتكاليف البناء الأولية يمكن أن
يؤدي إلى مواد مهدرة وفواتير طاقة أعلى بصورةمستمرة.

ولكن فوائد
المباني الخضراء ليست مقصورة فقط على الجوانب البيئيةوالاقتصادية المباشرة، فإستعمال
ضوء النهار الطبيعي في عمارات المكاتب – على سبيلالمثال – بالإضافة إلى أنه يقلل
من تكاليف الطاقة التشغيلية فهو أيضاً يجعلالعاملين أكثر إنتاجاً، فقد
وجدت الدراسة التي أجراها المتخصصان في علم النفسالبيئي بجامعة ميتشيغان (Rachel and Stephen Kaplan) أن الموظفين الذين تتوفر لهماطلالة على مناطق طبيعية من مكاتبهم أظهروا رضى أكبر تجاه العمل،
وكانوا أقلاجهاداً وتعرضهم للأمراض كان
أقل.

أيضاً إحدى
الشركات العاملة في مجالالفضاء تبين لها أن نسبة الغياب
هبطت بنسبة (15%) بعد أن قامت بنقل (2.500 موظف) إلى مبنى أخضر منشأ حديثاً في
كاليفورنيا، والمردود الاقتصادي لهذ الزيادة في معدلالإنتاجية عوض المبالغ الإضافية
التي أنفقت أثناء تشييد المبنى خلال عام واحد فقط.

وعلى نفس
المنوال، فإن استعمال ضوء النهار الطبيعي في مراكز التسوق يؤديإلى رفع حجم المبيعات، فالمجموعة الإستشارية المتخصصة في تقنيات
المباني ذاتالكفاءة في الطاقة (Heschong Mahone) ومقرها كاليفورنيا، وجدت أن المبيعات كانتأعلى بنسبة (40%) في المخازن التسويقية التي تمت اضائتها من خلال
فتحات السقف (Skylights). وقد وجدت المجموعة أيضاً أن
أداء الطلاب في قاعات الدرس المضاءةطبيعياً أفضل بنسبة (20%).



4. أمثلة
عالمية خضراء:
عندالتمعن في أوضاعنا البيئية الصارمة ومواردنا المحدودة ندرك بأن
حاجتنا إلى تطبيقاتالعمارة الخضراء والإنشاءات
المستدامة أكثر من الدول الصناعية المتقدمة. وإذا كانتكميات أشعة الشمس وحرارتها
ووهجها في منطقتنا من أعلى المعدلات في العالم فإن هذايعني وجود فرص ذهبية لتوظيفها
كمصدر بديل لإنتاج الطاقة، بالإضافة إلى استغلالها فيإضاءة المباني والمنشآت خلال
ساعات النهار.

ومع ذلك
فنحن نسمع عن مبانيمنشأة في بعض البلدان التي تغيب
عنها الشمس لأيام طويلة في السنة، وهذه المبانيتعتمد بشكل أساسي في الإضاءة
الداخلية على ضوء النهار الطبيعي حيث توفر نصف كميةالطاقة المستهلكة في الإضاءة، بينما
نرى مبانيننا التي تقبع تحت الشمس الحارقةوالوهج الضوئي القوي مظلمة
ومعتمة من الداخل وتعتمد فقط على الإضاءة الإصطناعيةالتي تضيف أعباء اقتصادية إلى
فاتورة الكهرباء، بل إن تلك الدول قطعت أشواطاًمتقدمة في تطبيقات استغلال
الطاقة الشمسية كمصدر بديل للطاقة في المباني، بالإضافةإلى استغلال الرياح وشلالات
المياه في انتاج الطاقة.

يوجد في
الدولالصناعية الكثير من المباني
الكبرى التي تجسد مفهوم العمارة المستدامة الخضراء التيتقلل من التأثيرات على البيئة،
ومنها مبنى برج (Conde Nast) المكون من (48 طابقاً) في ساحة التايمز في نيويورك، وهو مصمم بواسطة (معماريو فوكس وفول).
إنه يعد أحدالأمثلة المبكرة التي طبقت
مبادىء العمارة المستدامة الخضراء في مبنى حضري كبير،وقد استعملت فيه تقريباً جميع
التقنيات التي يمكن تخيلها لتوفير الطاقة. فقد استخدمالمبنى نوعية خاصة من الزجاج
تسمح بدخول ضوء الشمس الطبيعي وتبقي الحرارة والأشعةفوق البنفسجية خارج المبنى،
وتقلل من فقدان الحرارة الداخلية أثناء الشتاء. وهناكأيضاً خليتان تعملان على وقود
الغاز الطبيعي تزودان المبنى بـ (400 كيلو واط) منالطاقة، وهو ما يكفي لتغذية
المبنى بكل كمية الكهرباء التي يحتاجها ليلاً، بالإضافةإلى (5%) من كمية الكهرباء التي
يحتاجها نهاراً. أما عادم الماء الحار فقد أنتجبواسطة خلايا الوقود المستخدمة
للمساعدة على تسخين المبنى وتزويده بالماء الحار. بينما وضعت أنظمة التبريد
والتكييف على السقف كمولد غاز أكثر من كونها مولدكهربائي، وهذا يخفض من فقدان
الطاقة المرتبط بنقل الطاقة الكهربائية. كما أن لوحاتكهربائية ضوئية (Photovoltaic Panels) الموجودة على المبنى من الخارج تزود المبنىبطاقة إضافية تصل إلى (15 كيلو واط). وداخل المبنى تتحكم حساسات
الحركة بالمراوحوتطفىء الإضاءة في المناطق
قليلة الإشغال مثل السلالم. أما إشارات الخروج فهي مضاءةبثنائيات خفيفة مخفضة لإستهلاك
الطاقة. والنتيجة النهائية هي أن المبنى يستهلك طاقةأقل بنسبة (35-40%) مقارنة بأي
مبنى تقليدي مماثل.

ومن
الأمثلة الأخرى علىالعمارة الخضراء برج (The Swiss Re Tower) القابع في أحد شوارع مدينة لندن والمصممبواسطة المعماري نورمان فوستر وشركاه، ويشير اللندنيون لهذا الصرح
المعماري بأنهالإضافة الأحدث إلى خط أفق
مدينتهم العريقة، وهذا البرج المنتصب كثمرة الخيار يتكونمن (41 طابقاً)، إلا أن الشيء
الرائع في هذا المبنى ليس شكله المعماري الجميل ولكنكفائته العالية في استهلاك
الطاقة، فتصميمه المبدع والخلاق يحقق وفراً متوقعاً فياستهلاك الطاقة يصل إلى (50%)
من إجمالي الطاقة الذي تستهلكه بناية تقليدية مماثلة. ويتجلى غنى المبنى بمزايا توفير
الطاقة في استعمال الإضاءة والتهوية الطبيعيتين كلما أمكن ذلك. وتتكون واجهة
المبنى من طبقتين من الزجاج (الخارجية منها عبارة عنزجاج مزدوج)، والطبقتان تحيطان
بتجويف مهوى بالستائر الموجهة بالحاسب الآلي. كما أننظام حساسات الطقس الموجود على
المبنى من الخارج يراقب درجة الحرارة وسرعة الرياحومستوى أشعة الشمس، ويقوم بغلق
الستائر وفتح لوحات النوافذ عند الحاجة. أما شكلالمبنى فهو مصمم بحيث يزيد من
استعمال ضوء النهــــــــــار الطبيعي، ويقلل مـــنالحــــاجة للإضــاءة
الإصطناعية، ويتــــيح مشاهدة مناظر خارجية طبيعية حتى لمن همفي عمق المبنى من الداخل.

أما المبنى
الأخضر الأكثر شهرة فهو موجود مؤقتاًعلى "لوحة الرسم"
لحين إكمال مراحل إنشائه وهو برج الحرية الذي سيتم بناؤه فيالموقع السابق لمبنى مركز التجارة العالمي في نيويورك. المعماريون
المصممون سكيدموروأوينجز وميريل وإستوديو دانيال
ليبيسكيند (Skidmore, Owings
& Merrill and Studio Daniel Libeskind) قاموا بدمج مزايا التصميم البيئي في جميع
أرجاء المبنىالضخم. وسيحوي البرج الرئيس
والذي سيرتفع (1.776 قدم)
الألواح الشمسية بالإضافة إلىمحطة طاقة هوائية تعمل على
الرياح، التوربينات يتوقع أن تولد حوالي (1 ميجا واط) منالطاقة، وهو ما يكفي لتغذية
البرج بنسبة (20%) من احتياجه المتوقع من الطاقة. ومثلالمباني الخضراء الأخرى فإن
البرج سيعتمد على الإضاءة والتهوية الطبيعيتين،بالإضافة إلى أنظمة وعناصر
الإنارة ذات الكفاءة العالية في استهلاك الطاقة.

إن الأشياء
تتغير بشكل متسارع، والعمارة المستدامة الخضراء كمفهوم وتوجهوتطبيقات تنتشر في الدول الصناعية المتقدمة بسرعة. ففي ربيع عام
2003م أكملت شركةتويوتا إنشاء مجمع مكاتب بمساحة
(624.000 قدم مربع)
في تورانس بكاليفورنيا، وهذاالمشروع حصل على التصنيف الذهبي
لشهادة (LEED)، وقد حاز على هذا التقدير بسبب إدراجاستخدام الخلايا الشمسية التي
تزود المبنى بما نسبته (20%) من احتياجه للطاقة. أيضاً في العام الماضي فتحت
مدينة بيتسبيرغ أبوابها على مركز المؤتمرات الذي يعداضخم مبنى يحوز تقدير (LEED) الذهبي حتى الآن. ووفقاً للمجلس الإمريكي للبناءالأخضر (USGBC) فإن حوالي (1.700 مبنى) تقريباً
تنتشر في (50 ولاية) تسعى حالياًللحصول على الشهادة، وأن (137
مبنى) تم إنشاؤها قد حصلت بالفعل على الشهادة حتىالآن.

كما أن
إدارة الخدمات العامة الإمريكية (AGSA) والتي تشرف على جميعالمباني ما عدا مباني الدفاع، أصدرت مؤخراً تعليماتها المتضمنة أن
جميع مشاريعالبناء والترميم يجب أن تطابق
الحد الأدنى المسموح به في مواصفات واشتراطات معيار
(LEED).

في
بريطانيا في هذه الأثناء فقط توجد (70 عمارة) مكاتب تم البدءببنائها في عام 2003م حققت متطلبات
(BREEAM). كما
أن هناك معايير بيئية مماثلة تبنتتطبيقها دول أخرى مثلنيوزلندا واستراليا وكندا.

وأيضاً
أحدث فندق فيأفريقيا فندق إلزا كوبجي و
الأسلوب الذي اتبعه المستثمرون بدراسة التكوين الطبيعيللصخور في غابات شرق كينيا ونجح
المستثمر ستيفانو تشيلي في إنشاء الفندق بإدخاله فينسيج البيئة المحيطة، وتم
استخدام الحشائش من أحد مستنقعات المنطقة كمادة تغطية سطحالمبنى، حيث جُمعت في شكل حزم صغيرة وربطها بالحبال المستمدة من
الطبيعة sisal ثمتم نقعها وتجفيفها منعا للتشقق،
وبعد ذلك تم لفها حول الألواح الخشبية. ومن المعروفأن هذه الطريقة تعود إلى
الأسلوب التقليدي المتبع في تلك البيئة المحلية على مدىعدة أجيال
وقد
استغرقت هذه الطريقة وقتا طويلا، إلا أنها ساعدت في تكوين الشكلالخارجي في إطار نسيج البيئة المحيطة بصورة رائعة. ولأنها تحمل نمطا
غير تقليدي،يصعب تبين السطح من على البعد
الذي يبدو وكأنه صخرة ضخمة مغطاة بالحشائش كما تمأيضا استخدام الصخور الطبيعية
في المنطقة داخل الغرف وتركها في أماكنها الطبيعية. ولم يتم استخدام الزجاج في أي
مكان بالمبنى .

و مجموعة
فنادق سيريناالمملوكة للزعيم الإسلامي
الروحاني أغا خانحيث منها في جزيرة زنزبار الساحرة حيث تمبذل جهد كبير في ترميم وتجديد أحد المنازل القائمة في المدينة
القديمة وذلك تحتنظام إداري وخدمي وفق المستويات
العالمية و يقع الفندق الذي يعد أحد المنشئاتالدقيقة التي تراعي الشروط
البيئية والحضارية في أهم منطقة محميات للطيور تطل علىالساحل في المكسيك وقد تم إنشاء
الفندق على طراز قرى الصيادين التقليدية فيالمكسيك، حيث يقف المبنى منسجما
ومتجانسا مع الطبيعة الحساسة المحيطة به، محافظاعلى البيئة الطبيعية دون
الإضرار براحة السائحين الضيوف، فقد تم إقامة سطح الفندقمن القش المصنوع من الحشائش
الخضراء بالإضافة إلى الخشب وطين .

والتنميةالمستدامة في ماياجوانا وهي جزيرة تقدر مساحتها بـ 17,000 فدان في
جزر الباهاما،يصل عدد السكان إلى 300 نسمة،
وعشرات الكيلومترات من الشواطئ الرملية، وآلاف منأشجار ونباتات محلية مثل
الفلامينجو وغيرها :تم تصميم الخطة المنهجية لاستخدامأراضي الجزيرة بصورة تكفل
الاستدامة وتضمن الحد الأدنى من الآثار السلبية علىالبيئة الطبيعية، وسوف تقوم
بدور الحافز الاجتماعي للسكان بالإضافة إلى الحفاظ علىالبيئة في الجزيرة وتقترح الخطة
الرئيسية الشاملة إنشاء موتيلات صغيرة ذات تأثيربيئي محدود، ومركز قروي، ومنشأة
للأبحاث ومحمية طبيعية ومركز للتحليل وكل موتيل سوفيعطي شخصية مستقلة ترتبط
بالتقاليد والأعراف السائدة والطراز المعماري المحلي فيماياجوانا والإبداع في هذا
المشروع يتمثل بأن جميع الإضافات التي تدخل على بيئةالمنشئات والبنية الأساسية في
الجزيرة تتناسب مع البيئة المحلية والحضارية ودرجةتحمل الأعباء في الجزيرة ،
و أن الخطة
الرئيسية جاءت في صورتها النهائية نتيجةللبحث والتقصي المكثف
والإسهامات الشخصية التي قدمها العديد من سكان الجزيرةالمقيمين بداخلها وخارجها ، و
أيضاً حددت الخطة الرئيسية الشاملة للجزيرة أن تقدمنموذجا مثاليا يقتضي به الآخرون
عند إجراء البحوث وأعمال التدريب على عملية تخطيطالتنمية .

حققت ولاية
كوينزلاند مزيد من التقدم بإصدار دراسة بعنوان( استثمر مشروعك في مجال السياحة
المتوافقة مع البيئة)دليل لمساعدة منظمي الرحلاتالسياحية صدرت في جزئين بغرض
مساعدة المشتغلين بهذا المجال حاليا على تدعيم أعمالهم، وعلى نفس درجة الأهمية، قيامهم بتوفير هذه الإرشادات للأفراد
والمجموعات والهيئاتالساعين إلى تنمية منتجات جديدة
في مجال السياحة المتوافقة مع البيئة .والدراسة هيالأولى من نوعها في العالم، تتيح
للقارئ بصورة ودية كافة المقترحات والمعلومات عنصناعة السياحة المتوافقة مع
البيئة والطبيعة والأماكن السياحية الطبيعية فيكوينزلاند، وافضل الأساليب
الفنية والإجرائية في مختلف مجالات التشغيل، وتخطيطالعمل، وإجراءات الترخيص و
الموافقات، وتفسير البيانات، والحفاظ على البيئةوالتسويق والتصميم الذي تتوفر
له مقومات الاستدامة والاستمرارية .

أما فيالصين فإن لجنة الألعاب الأولمبية تسعى لإستضافة أول ألعاب أولمبية
خالية تماماً منالإنبعاثات الضارة بالبيئة،
وهذا يتطلب إنشاء جميع الأماكن والملاعب والقاعاتالرياضية والمباني والمنشآت
المساندة وفق مبادىء وتطبيقات العمارة المستدامةالخضراء
Admin
Admin
المدير
المدير

عدد المساهمات : 972
نقاط : 2426
تاريخ التسجيل : 09/11/2011

https://chemamin.forumalgerie.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى