التسيير والتقنيات الحضرية


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

التسيير والتقنيات الحضرية
التسيير والتقنيات الحضرية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

التلوث البصري في المدينة

اذهب الى الأسفل

التلوث البصري في المدينة Empty التلوث البصري في المدينة

مُساهمة من طرف Admin الجمعة نوفمبر 11, 2011 10:54 am

تعيش بلادنا
نهضة حضارية كبيرة ويعد مجالالعمارة والعمران واحداً
من أبرز مظاهر تلك النهضة ومع اختلاف الأذواق والثقافات
تظهر صور
جديدة وأنماط متباينة من المنشآت السكنية والتجارية تؤثر على البيئةالبصرية للمدينة مما كان له الأثر في تلوث المدينة بصرياً
وافتقادها للطابع الجماليوهذا يؤدي في حالة
استمراره إلى تراكم تلك السلبيات في أشكال المباني مما يفقد
المباني
الجميلة المجاورة لها جمالها ويخفي خصائصها المعمارية المميزة، فمثلا وجودمبنى واحد ذي تصميم سيىء بين عدد من المباني ذات التصميم
الجيد يشكل للعين نوعاً منالامتعاض ويحس الرائي
بحالة من النشاز مهما كان تدني درجة الوعي العمراني والمعماريلديه حيث يشكل ذلك المبنى السيئ مؤشراً سلبياً لمنظر تلك
المباني وبالتالي الصورةالعامة للمدينة.
ويمثل
التلوث البصري كل مايشاهد من أعمال إنشائية من صنع
الإنسان
تؤذي الناظر عند مشاهدتها ومع تكرارها ومرور الوقت على وجودها تفقد المشاهدالإحساس بالقيم الجمالية والصور الراقية للمنشآت فوجودها يشكل
مادة ملوثة غيرطبيعية تتنافر مع ماحولها
عناصر أخرى، وترجع أسباب التلوث البصري عادة إلى الإهمال
وسوء
الاستخدام ورداءة التخطيط وهبوط المستوى الفني للتصميم إلى جانب دور السلوكياتالاجتماعية الخاطئة وتردي مستوى الذوق العام ويلعب الاقتصاد
دوراً هاماً في بروز أواختفاء التلوث البصري
للمدن فنرى دائماً أن البلدان ذات الاقتصاد الضعيف
والإمكانيات
المادية المتواضعة تتزايد في مدنها ظاهرة التلوث البصري للمنشآت نتيجةلتلك الظروف إصافة إلى تردي الوعي الاجتماعي والثقافي لدى
سكانها بعكس البلدانالمتقدمة ذات الاقتصاد
القوي نرى اختفاء التلوث البصري في مدنها لوجود قوانين
وضوابط
ملتزم بها من قبل سكان ذوي وعي اجتماعي وثقافي عال إصافة إلى ارتفاع مستوىالذوق العام لديهم.

وتكمن خطورة
التلوث البصري في ارتباطها بالدرجة الأولى
بفقد
الإحساس بالجمال وانهيار الاعتبارات الجمالية والرضا والقبول للصورة القبيحةوانتشارها حتى أصبحت بالمقياس المرئي للعين عرفاً وقانوناً موجوداً
ويمكن رصد مصادرالتلوث البصري ومظاهرها
في شوارع وطرقات وأحياء المدينة من خلال بعض المظاهر
الإنشائية
التالية:

- تباين
أشكال المنشآت بين القديم والحديث في الموقع
الواحد
وبروز فارق تقنيات ومواد البناء بين منشأ وآخر يؤدي إلى نشاز واضح فيالتناغم التصميمي لها حيث إن التطور الهائل والسريع لمواد
البناء وخصوصاً الموادالمستخدمة في تغطية
واجهات المباني كالزجاج والألمنيوم وغير ذلك من مواد التشطيب
النهائي أدى
إلى تباين في شكل المنشآت حتى لو كان الفارق الزمني بين انتهاء تشطيبالمنشأين بسيط.

- دور
التكلفة المادية في تحديد مواد التشطيب النهائية التي
تحدد الشكل
العام للمنشأ فأحياناً يقف المالك حائلاً دون اعتماد مواد تشطيب معينةتضفي على المبنى شكلاً جميلاً ويفضل مواد أخرى أقل تكلفة
وجمالاً قد تشوه المبنىوهنا يكمن دور المعماري
المصمم في إقناع المالك باعتماد مواد تحقق للمبنى جماله
ورقي تصميمه.

- تنفيذ
واجهات المبنى مخالفة للواجهات التي تم اعتمادها من
قبل البلدية
فيقدم المعماري المصمم مع المشروع منظور للواجهة الرئيسية مثلاًللاعتماد من قبل البلدية لكن عند التنفيذ يقوم المالك بتنفيذ
واجهة مخالفة تماماًلما تم اعتماده سواء في
الشكل أو الألوان دون دراسة مما يشوه المبنى ويؤثر على ما
حوله من
مبان.

- غياب
الجماليات في التصميمات الحديثة للواجهات وإعطاء
المجال
الأوسع لمواد البناء لإبراز واجهات المباني واعتماد المعماري المصمم على تلكالمواد في إخراج واجهات المبنى دون بذل مجهود لإبراز جماليات
المبنى المعمارية.

- غياب
الطابع العمراني والطابع المعماري المميز للمدينة يؤدي إلى فقدانالإحساس بالوحدة وبالقيم المشتركة بين المباني حيث إن الطابع
هو حصيلة ملامحالتشكيل الخارجي السائد
في مكان ما بحيث يعطي له شخصية موحدة تميزه عن غيره من
المباني.
وتدعم قدرة المشاهد على إدراكه ومعرفة مصدره ومميزاته.

- أدىالقصور في تحقيق الاحتياجات والمتطلبات المعيشية داخل المساكن
أو الوحدات السكنيةإلى قيام السكان بإحراء
إضافات وتعديلات على العناصر والفراغات الخارجية للمباني
وتعديل
واجهاتها سواء بالتغييرفي موضع الفتحات أو إغلاق البلكونات بمواد مختلفة غيرمدروسة أو خلافه مما أدى إلى تشويه الطابع المعماري الأصلي
لواجهات تلك المساكن أوالعمارات.

وللحد من
التلوث البصري الذي يخدش جمال مدننا ويعطي للمشاهد صورة
غير حقيقية
لما نعيشه من نهضة حضارية عمرانية ومعمارية كبيرة لابد من أن يتعاونالمعنيون من فئات المجتمع المختلفة وأصحاب العلاقة كي تظهر
مدننا بمظهر حضاري مميزيعكس ما وصلنا إليه من
رقي وتطور في جميع المجالات وأرى من وجهة نظري أن النقاط
التالية قد
تساعد في الحد من التلوث البصري للمدينة وهي كما يلي:

- تشديدالرقابة من قبل البلديات على المقاولين والملاك بضرورة
الالتزام بتنفيذ ماتماعتماده من مخططات
وواجهات وألوان فلقد تم اعتماده من قبل قسم الرخص بالبلديات بعددراسة وتدقيق ومراعاة لعوامل معمارية وعمرانية عديدة. وإنه لايحق
للمقاول أو المالكتغيير ما تم اعتماده إلا
بعد مراجعة البلدية لأخذ موافقة أخرى على المقترح الجديد
المزمع
تنفيذه.

- رفع
المستوى الفني للمعماريين المسؤولين عن إجازة
التصاميم
المعمارية وخصوصاً تصاميم الواجهات وألوانها ومواد تشطيبها ودعم قسمفسوحات البناء بكفاءات معمارية متميزة علمياً وعملياً حيث إن
ذلك ينعكس إيجابياًعلى مايقومون بإجازته من
تصاميم.

- إلزام
مقاولي أعمال البناء أو الإصلاحأو الترميم بعملواجهة مزيفة من البلاستيك المقوى أمام الواجهات المراد القيامبأعمال البناء أو الترميم لها بحيث تبعد مسافة ثلاثة أمتار من
الواجهة الرئيسية معرسم الشكل النهائي
للواجهة بالألوان والظلال وجميع التفاصيل على الواجهة المزيفةوذلك للحفاظ على الشكل العام للمدينة ولحجب ما يراه المشاهد
من شدات معدنية ومخلفاتأعمال البناء ومنعاً
للتلوث البصري من الظهور وتزال هذه الواجهة المزيفة بعد انتهاءالعمل في المبنى.

- لا بد من
وضع تصور من ذوي الاختصاص الفني والاجتماعي
والديني
لتحديد الإطار العام للحرية الشخصية المعمارية والعمرانية لمالك المنشأةوبيان حدودها للعمل ضمن نطاق تلك الحدود وعدم تجاوزها حفاظاً
على الذوق العام لتشكلالمدينة وحفاظاً لحقوق
المجاورين له وأن يتضمن ذلك التصور مدى الحرية المعطاة له
لاختيار
واجهات المبنى وألوانها والفتحات والأعمال الجديدة التي تظهر فوق سطحالمبنى ويمكن مشاهدتها من الخارج وأمام بيته من مظلات
للسيارات ورصيف للمشاة وزراعةتجميلية إضافة إلى تحديد
شكل ومادة وارتفاع الحواجز فوق الأسوار الخارجية والاسوار
الفاصلة بين
الوحدات السكنية والتي توضع عادة لحجب النظر لمن هم داخل فناء الوحدةالسكنية حيث إن هذا التصور يحد من ظاهرة التلوث البصري أسوة
بالبلدان المتقدمةوالتي لا يحق لصاحب
المنزل بها القيام بأي عمل يظهر للعيان من خارج منزله إلا ضمنالعديد من الشروط والتعليمات والضوابط.
نشر
المقال فيجريدة الرياض ،
العدد 13639 الصادر يوم الخميس 24 رمضان 1426 الموافق 27 أكتوبر 2005.

Admin
Admin
المدير
المدير

عدد المساهمات : 972
نقاط : 2426
تاريخ التسجيل : 09/11/2011

https://chemamin.forumalgerie.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى