التسيير والتقنيات الحضرية


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

التسيير والتقنيات الحضرية
التسيير والتقنيات الحضرية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الظاهرة الحضرية في الجزائر

اذهب الى الأسفل

الظاهرة الحضرية في الجزائر Empty الظاهرة الحضرية في الجزائر

مُساهمة من طرف Admin الجمعة نوفمبر 11, 2011 10:51 am

الظاهرة الحضرية في الجزائر
1-الخلايا الأولى للنسيج الحضري في الجزائر:
إن التحضر في الجزائر ليست ظاهرة جديدة في الوسط الجزائري بل قديمة قدم حضارة البحر الأبيض المتوسط و قد وجدت بقايا مستوطنات حضرية في الجزائر يعود تاريخها إلى ما قبل الميلاد, وقد اختلفت خصائص هذه المستوطنات الحضرية من زمن إلى آخر حسب اختلاف الأجناس التي شيدوها وعاشوا فيها, واختلاف الدوافع التي دفعتهم للعيش في الوسط حضري مميز عن الأوساط الريفية المجاورة إلا إن المؤكد أن هذه المستوطنات استطاع المقيمون بها أن يتحرروا من الحياة الريفية والنشاط الزراعي إلى أنشطة موازية مختلفة ومتخصصة وحرفية وتجارية.
وقد عرفت الجزائر حياة حضرية متنوعة عبر تاريخ طويل من الشعوب التي عاشت فوق أرضها, متمثلة في خلايا لمدن تطور لبعض منها وتواصل في حين اندثر البعض الأخر وانقرض نتيجة لتاريخ مملوء بالحروب والاضطرابات تارة والاستقرار والازدهار تارة أخرى
ونتيجة لتعاقب هذه الأجناس البشرية على هذا الجزء من المغرب العربي بدا بالغزو الروماني فالاجتياح الوندالي ثم البيزنطي الى الفتوحات العربية الإسلامية وتسلسل الدويلات الإسلامية التي بسطت نفوذها على الجزائر مرورا بالحكم العثماني الى الاستعمار الفرنسي.
كل هذه التشكيلات بسياساتها وثقافتها وحضارتها تركت بصماتها واضحة في التراث العمراني بالجزائر اذ ساهمت بشكل أو بآخر في تشكيل الشبكة الحضرية الحالية في الجزائر.
مراحل التحضر في الجزائر
وصلت نسبة الحضر في الجزائر في تعداد 1987 حوالي 49% من مجموع السكان في حين ان هذه النسبة كانت حوالي 5% في بداية القرن ال19 أي بعبارة أخرى فقد ارتفعت نسبة سكان المدن الى مجموع السكان بحوالي 43% في ضرف قرن ونصف ونحاول تلخيص مراحل التحضر في الجزائر كما يلي:
1-المرحلة الأولى : ( 1830-1910) : وهي مرحلة استكمال الغزو الفرنسي للجزائر وتوسيع الاستيطان الاروبي على حساب أراضي القبائل والعروش المتواجدة في السهول الساحلية الخصبة والأحواض الداخلية وإقامة المستوطنات والأحياء الأوربية بالقرب من المدن الجزائرية العتيقة وتدعيمها بالهياكل الأساسية من طرق برية وسكك حديدية , أنجزت بأيادي جزائرية استقطبت من الأرياف تبدأ هذه الشبكة عند مصادر المواد الأولية من معادن وثروات طبيعية أخرى وتنتهي عند الموانئ من اجل ربط الجزائر بفرنسا في مجال التصدير والاستيراد المواد الأولية الخام مقابل المنتجات الصناعية الفرنسية
ضلت الأغلبية الساحقة من الجزائريين خلال هذه المرحلة تعيش في الأرياف بأوضاعها المزرية المتدهورة في جميع المجالات الأمر الذي دفع الكثير منهم الى الهجرة نحو المراكز الحضرية والعمل في الأشغال الشاقة كحفر خنادق السكك الحديدية وإنجاز الموانىءوشق الطرق عبر الجبال.
2-المرحلة الثانية (1910-1954):مرحلة الاضطرابات وكثرة الحروب والأزمات الاقتصادية العالمية التي أثرت على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في الجزائر وتسبب في انتشار الفقر من جراء تناقض الإنتاج الزراعي الفرنسي وتعويضه بالمنتوج الزراعي الفرنسي وتعويضه بالمتوج الزراعي الجزائري (خاصة الحبوب)
واستمرت هذه الوضعية الصعبة الى ما بعد الحرب العالمية الثانية,وقد أدت هذه الظروف السياسية والاقتصادية الى الهجرة من الأرياف الى المدينة بحثا عن ظروف افضل
3-المرحلة الثالثة(1954-1966):مرحلة اندلاع ثورة التحرير والسنوات الأولى من الاستقلال التي شهدت معدلات نمو حضري مرتفعة وهجرة من الأرياف اتجاه المدن بسبب انعدام الأمن ,وسياسة التشريد والطرد والتقتيل الجماعي وإقامة المحتشدات لمراقبة سكان الأرياف وعزلهم عن الثورة,بعد الاستقلال تواصلت الهجرة المكثفة نحو المدن بسبب عودة اللاجئين الجزائريين من المغرب وتونس واستقرارهم في المدن زيادة عن الهجرة المكثفة من الأرياف بسبب تواجد حظيرة السكن الشاغر في المدن من جراء مغادرة الفرنسيين الجزائر
4-المرحلة الرابعة(1966-1977):وهي مرحلة التخطيط الاقتصادي وسياسة التصنيع التي تبناها الرئيس الراحل هواري بومدين مصحوبة بإصلاحات زراعية كتأميم الأراضي وإنشاء التعاونيات الفلاحة وبناء القرى الاشتراكية ,كل ذلك أدى الى تحريك السكان الى المدن بحثا عن العمل وحياة افضل بسبب سياسة التركيز على عملية التصنيع في مجال الاستثمارات وتهميش الزراعة
المرحلة الخامسة(1977-1987):وهي مرحلة تشبع المدن وكثرة الأزمات الاجتماعية خصوصا أزمة السكن الحادة وانتشار البطالة من جراء العدول عن الاستثمار في القطاع الصناعي ونزع الدعم الحكومي لبناء السكن وباقي القطاعات الأخرى وعدم قدرة الهياكل والتجهيزات الحضرية من تغطية الحاجيات السكانية المتزايدة
إشكالية التحضر في الجزائر:
ان ظاهرة التحضر التي أصبحت منتشرة في كثير من المراكز العمرانية في الجزائر ,صارت تواجه العديد من المشاكل منها ما يلي:
-ارتفاع معدلات النمو الحضري التي أصبحت تتراوح ما بين 3-6%سنويا في مختلف إحجام المدن الجزائرية
-عدم القدرة على السيطرة على التوسع الحضري و احترام مخططات التهيئة والتعمير بسبب الاختلال في التوازن بين سرعة نمو النسيج العمراني وقلة إمكانيات وسائل المراقبة أو انعدامها في بعض الأحيان
-فقدان السيطرة الأمنية على المدن نتيجة النمو العمراني المفرط والغير المخطط أي أن ظاهرة التحضر في الجزائر والإشكاليات الناتجة عنها يمكن إرجاعها إلى سببين رئيسيين هما:

ب-الموجات المستمرة لتوافد من الأرياف نحو المراكز الحضرية بسبب الاكتضاظ وتناقص فرص الشغل وعدم تطوير وتهيئة الأرياف
وكمحاولة من ظاهرة التحضر الحتمية في الجزائر وضع الخبراء والباحثين المهتمين مجموعة من المحاولات والإستراتيجيات والبدائل التي يمكن اعتبارها وقاية لنمو الحضري المتوقع مستقبلا, والتي نذكر منها:
1-تحديد الطاقة الإستعابية المتوقعة والممكنة لكل مدينة وفق محدداتها و إمكانياتها الطبيعية والاجتماعية والاقتصادية
و ظاهرة المجتمعات الحضرية, التي بدأت تظهر في الجزائر (الجزائر العاصمة ,وهران ) حيث تداخلت حدود بعض المراكز الحضرية ومجالاتها حتى اصبح من الصعب تعريف الحدود الوسطية لهذه المراكز بسبب تلاحم بسيجها العمراني ولذا يجب الاستفادة من تجارب البلدان التي سبقتنا في هذا المجال وذلك
بتقسيم المجتمعات الحضرية إلى وحدات إدارية تتمتع بدرجة من الاستقلالية ولعل العدد المناسب لسكان الوحدة الحضرية الواحدة يتراوح ما بين 20-40 ألف نسمة حتى تسهل عملية التسيير الوحدة
2-بناء هيكلة حضرية متزنة عبر مختلف جهات التراب الوطني مع عدم التركيز على العاصمة أو المدن المتر وبولية ,المدن الجهوية الكبرى ,من أجل إيجاد نوع من التوازن بين أحجام التجمعات الحضرية من جهة ولتوجيه النمو العمراني نحو مراكز حضرية ثانوية بدلا من التركيز على المدن الكبرى
3-تهيئة إقليم المدينة لتخفيف من الضغط المركز على المدينة إداريا و اقتصاديا
4-تشجيع الهجرة العكسية من المدن إلى الأرياف وذلك عن طريق عدة إجراءات تحفيزية وهي كما يلي:
أ‌-تنمية المناطق الريفية والعمل على أن تتحول المراكز الريفية إلى مناطق جذب سكاني
ب‌-تطوير وسائل النقل والمرور بين المدينة ومناطق الخدمات والعمل من جهة والمستوطنات الريفية المجاورة من جهة أخرى بحيث تصبح رحلة العمل اليومية أو قضاء الحاجة غير متعبة وليست طويلة زمنيا.
ج- وضع إستراتيجية محكمة لمقارنة المساوئ والانحرافات الاجتماعية والحد من انتشار في الأرياف ,وتحويل الأوساط الريفية المجاورة إلى أماكن لراحة والهدوء والرياضة ,بعيد عن الضوضاء والتلوث البيئي
د‌-ينبغي أن تصاحب التهيئة العمرانية في المراكز الحضرية تهيئة ريفية متوازنة بنفس المستوى أو اكثر نسبيا وفي هذا ظهرت نظريات واتجاهات عديدة نذكر من بينها (التنمية الريفية المتكاملة, الترويح الربيعي).
2-إعادة النظر في العلاقة بين المدن والأرياف
بعض انعكاسات التحضر في الجزائر
أدى النمو الحضري المتزايد نتيجة لعدة أسباب في الجزائر إلى انعكاسات سلبية كثيرة من بينها نذكر ما يأتي:
1-أزمة السكن الحضري:إن كثرة الطلب على السكن الحضري بسبب الزيادة الطبيعة بين سكان المدن من جهة وبسبب استمرار الهجرة الريفية المقدرة بحوالي 130.000 نسمة سنويا مع نهاية الثمانينات, جعل الدولة وسلطاتها المحلية غير قادرة على تلبية الطلبات المتزايدة على السكن, ففي مدينة وهران وحدها بلغ عدد الملفات المسجلة لدى ديوان الترقية العقارية والتسيير العقاري للحصول على سكن اجتماعي حوالي 30.000 ملف مقبول سنة 1994
كما أصبح من الصعب الوصول إلى تحقيق التوازن بين الاحتياج الحقيقي لسكن الحضري من جهة والطلب المتزايد عليه من جهة ثانية ,رغم جهود الدولة المتواصلة في توفير السكن الحضري ودعم السكن الاجتماعي للفئات المحدودة الدخل وسوف تستمر أزمة السكن الحضري في الجزائر خلال العشرية المقبلة بسبب العجز في السكن الذي قدر بحوالي مليون وحدة سكنية سنة 1994 (1)

2-التدهور في مستوى تجهيز المدن بالمرافق والخدمات:
جميع المؤشرات توضح تدهور مستوى مرافق والخدمات في المدن الجزائرية التي أصبحت طاقتها محدودة لمواجهة تزايد عدد سكان الحضر من بين هذه المؤشرات اختناق المدن الكبرى بحركة المرور نتيجة الزيادة المرتفعة لعدد السيارات, وعدم تطور شبكة الطرق لتلبية متطلبات حركة المرور المكثفة بها كما أن وسائل النقل الحضري أصبحت عاجزة عن تلبية احتياجات تنقل السكان خلال رحلاتهم اليومية, واحسن مثال على ذلك حركة المرور بمدينة الجزائر العاصمة, وهران قسنطينة ,عنابة
لهذا يستلزم التفكير الجيد و التخطيط المحكم لتوفير الهياكل القاعدية الضرورية لميدان النقل بصفة عامة, كضرورة تجهيز المدن جديدة والحياء السكنية بجميع الخدمات والمرافق الضرورية لتخفيف من درجة الاختناق.
3-تناقص كمية المياه الصالحة لشرب:
اصبح تمويل المجموعات الحضرية بالمياه الصالحة لشرب يعد إحدى المشاكل الكبرى التي تواجه سكان المدن قد تناقص معدل كمية المياه المستهلكة يوميا بالنسبة للفرد الواحد في المدن الجزائرية من 150ل سنة 1966 إلى 80ل سنة 1987.
إذ اصبح من الصعب تعبئة المياه الضرورية لمواجهة النمو الحضري السريع المتمثل ليس فقط في توسع المدن,وزيادة عدد سكانها ,بل وفي الاستهلاك الواسع لكميات المياه في الصناعة وقد صاحب هذه الزيادة المذهلة في كميات المياه المستهلكة في المدن والصناعة تناقص كبير في كميات مياه مسخرة لري الذي اصبح يعتمد في معظمه على مياه الآبار المحلية بدلا من مياه السدود , وقد انعكس هذا سلبا على الأراضي المسقية التي تمون التجمعات الحضرية بالمنتوج الزراعي , وحسب الدراسات والأبحاث التي قامت بها الوكالة الوطنية للموارد المائية في الج


العجز المسجل في التجمعات الحضرية يعود أساسا إلى سوء تسيير قطاع المياه وارتفاع نسبة التسرب والضياع مقدرة بحوالي 40% من مجموع الكميات المنتجة سنويا وهذا بسبب قدم أنابيب شبكة نقل المياه في المدن ,وقلة الصيانة والتبذير الناتج عن انخفاض تسعيرة المياه قبل 1990
وتقدر احتياجات التجمعات الحضرية في الجزائر مع نهاية عام 2000 بحوالي 2مليار م3
4-اكتساح التوسع العمراني للأراضي الزراعية:
تعتبر الأراضي الزراعية في الجزائر من العناصر الطبيعية النادرة ومساحتها محدودة حيث قدرت في سنة 1992 بحوالي 7.5 مليون هكتار أي بنسبة 3% من المساحة الإجمالية للبلاد وتقع اغلبها في الشمال
وقد اكتسحت الأراضي الفلاحة الخصبة في الكثير من الحالات بسبب المنشآت العمرانية المتمثلة في بناء السكن والمناطق الصناعية والتلوث الصناعي,وقد لوحظ سهولة التعدي على الأراضي الفلاحة في القطاع العام وأملاك الدولة , أما الآن فقد حد من ذلك الملك الخاص.

الخاتمة
حاولنا من خلال العرض البحث عن الظاهرة الحضرية والتعرف ببعض جوانبها والمشاكل الناتجة عنها , فالتحظر سمة العصر الحال يحث نمت المدن بشكل رهيب يدعوا للتسائل كثيرا عن خلفيات هذا النمو, فهذا المجال يحتاج إلي المزيد من الدراسة والتحلي لكن نرجوا ان نكون قد الممنا ولو بشئ يسير بجوانب هذا الموضوع أو علي الأقل إن نكون قد قدمنا ولو لمحة خاطفة عما يصاحب التحضر من مشاكل التي يبقى حلها مستعصي جدا خصوصا في الدخول النامية لذا ينبغي التفكير جديا في محاولة جعل الحضرية مسألة ايجابية يرافقها التطور والرقي في كافة الميادين وليس العكس
المراجع المعتمد عليها في البحث

1-التحضر والتهيئة العمرانية في الجزائر ل: الدكتور بشير التيجاني (جامعة وهران) ديوان المطبوعات الجامعية. الساحة لمركزية ابن عكنون – الجزائر –02-2000-
2-البيئة والمجتمع ل: الدكتور محمد السيد غلاب (جامعة وهران ).مكتبة والإشعاع الفنية.المنتزه أبراج مصر لتعمير – طبعة جديدة 1997-.
3-جغرافيا الحضر (دراسة في تطور الحضر ومناهج البحث فيه ).الدكتور محمد السيد غلاب.مع الدكتور يسري الجوهري.
الناشر منشاة المعارف بالإسكندرية – مصر – 1998-
4-جغرافيا العمران (دراسة تحليلية للقرية والمدينة ). الدكتور فتحي محمد أبو عيانة
(جامعة الإسكندرية ).دار المعرفة الجامعية – مصر – 1998.
5-الجغرافيا الحضرية ل: جاكلين بوجو قارنين. والترجمة ل: حليمي عبد القادر.
ديوان المطبوعات الجامعية – الجزائر – 1989.

Admin
Admin
المدير
المدير

عدد المساهمات : 972
نقاط : 2426
تاريخ التسجيل : 09/11/2011

https://chemamin.forumalgerie.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى