فن العمارة في روسيا

من طرف **Admin** الخميس نوفمبر 10, 2011 9:45 pm

هذا الفن من الفنون العريقة التي تمتلك طابعا مميزا وتاريخا طويلا، حيث تبدو أغلب المدن الروسية وكأنها عبارة عن متحف كبير يجمع معالم متنوعة تدل على تعاقب المراحل التاريخية. ومثل أي فن هام، يرتبط فن العمارة في روسيا بالتغيرات السياسية التي تركت، ولا تزال تترك آثارها على نماذج هذا الفن و أشكاله. ومع أن العمارة الروسية هي امتداد للعمارة الأوروبية إلا أن الطابع الروسي برتوشه المميزة ولمساته الخاصة أعطى الخبرة الأوروبية المعمارية بعض العناصر الجمالية الشرقية وصقلها بقالب روسي مميز. فهناك مثلاً القبب التي على شكل البصل و قبب الكنائس المصنوعة من الذهب والزخرفة الرائعة المستمدة من المدرسة الإيطالية و الفرنسية للفن المعماري.
وفي الحقبة السوفيتية تحول الفن المعماري الروسي إلى لون جديد تبلور في بناء ساحات المدن الكبيرة التي تتوسطها التماثيل والحدائق الخضراء الواسعة مع القطع المعمارية الجميلة. ونمت هندسة المدن الضخمة ذات الشوارع العريضة حيث يكون بالإمكان للطائرات الهبوط على بعضها في الحالات الاضطرارية. كما شيدت المباني السكنية المختلفة وفقا للمراحل التاريخية والسياسية. فهناك البيوت الستالينيه (نسبة لستالين)، والخروشوفيية (نسبة لاسم السكرتير العام للحزب الشيوعي السوفيتي آنذاك)، و بيوت التركيب السريع، إلخ.

العاصمة موسكو
قام ببنائها يوري دولغوروكي عام 114م. وجعلها موقعا جغرافيا متميزا وحلقة اتصال بين الغرب والشرق. إضافة إلى ذلك تعكس موسكو حقيقة روسيا الحديثة التي تعتبر دولة عصرية في ظل تاريخ غني حيث تندمج الأبنية القديمة مثل الكرملين والساحة الحمراء وكاتدرائية القديس فاسيلي البار ومسرح البلشوي مع أبنية المدينة الحديثة المتميزة بأنظمتها الاقتصادية الأكثر تطورا من الناحية الديناميكية في العالم. تغير عملية البناء والتجديد وجه المدينة من يوم إلى آخر، إذ تجمع ببراعة بين آثار التاريخ الروسي المتنوع وصورة العاصمة الجديدة.

الساحة الحمراء
الساحة الحمراء تحفة معمارية فريدة يعود تاريخها إلى ما يزيد على 855 عاما. وتعد من المواقع التاريخية الأبرز في العالم، كما تشكل قلب تاريخ موسكو ومركزه. ومن أهم معالمها ضريح لينين الذي أعيد بناؤه لاحقا من أحجار الجرانيت وأفخر أنواع الرخام، وصار فيما بعد منصة تقام أمامها العروض العسكرية، حيث يعتليها في المناسبات التاريخية والقومية زعماء الدولة.

سانت بطرسبورغ
تقع في شمال غرب روسيا في دلتا نهر نيفا، شرق خليج فنلندا على بحر البلطيق. أسسها القيصر بطرس الأكبرعام 1703، حيث أرادها نافذة تطل على أوروبا. فكانت عاصمة البلاد أثناء قيام الإمبراطورية الروسية وحتى 1918. ثم تغير اسمها بعد الحرب العالمية الاولى عام 1914 إلى بتروغراد. وبعد وفاة فلاديمير لينين أطلقوا عليها اسم ليننغراد. وبعد تفكك الاتحاد السوفيتي عام 1991 أعيد إليها اسمها القديم (سانت بطرسبورغ) من جديد.
مدينة بطرسبورغ تعتبر مركزا ثقافيا أوروبيا هاما. فهي تزخر بالمتاحف والمسارح والمعارض الفنية. وتضم العديد من التماثيل والأعمال الفنية، وتشكل محطات المترو فيها متاحف قائمة بذاتها. أما شارع نيفسكي (نيفسكي بروسبيكت) فهو الشارع الرئيسي فيها. فهو عبارة عن تحفة فنية بكل المعايير. إذ يمتزج عبق الماضي بألق الحاضر ليشكلا خليطا بديعا للقديم والحديث.
من أهم المتاحف في المدينة: متحف الأرميتاج، والمتحف الروسي، والمتحف العسكري. ولا يمكن تجاهل المسجد الجامع في سانت بطرسبورغ الذي افتتح رسميا في عام 1913، حيث يعد أحد أكبر المساجد في أوروبا. أما كاتدرائية إيساكفسكي وقلعة القديسين بطرس وبولص التاريخيتين اللتين بنيتا عام 1859 فهما من المعالم التاريخية والأثرية للمدينة.

تعدد القباب وتفرد فن العمارة الكنائسي الروسي
توجد في إقليم كاريليا آثار تاريخية مهمة تم تسجيلها لدى منظمة اليونسكو في لائحة التراث العالمي وتقع هذه الآثار في جنوب شبه جزيرة زاونيجسكي حيث تقع مجموعة من الجزر الصغيرة التي تحمل الواحدة منها اسم كيجي، ومعناها العيد.
شيدت في هذه المنطقة معابد وثنية في الماضي السحيق، وحل محلها بعد ذلك معابد مسيحية خشبية. ثم احترقت هذه المعابد نتيجة إحدى العواصف الرعدية. وعاد الناس إلى هذا المكان في مطلع القرن 18 ليشيدوا في البداية معبدا شتويا ذا 9 قباب، ثم معبدا مسيحيا آخر له 22 قبة في عام 1714. واكتملت اللوحة المعمارية البديعة هناك في عام 1874 عندما أقيم برج الأجراس الكنائسية. هذا المجمع المعماري الفريد من نوعه، الذي يضم المعابد الخشبية ذات القباب المتعددة، يمثل الطابع المميز لفن المعمار الكنائسي الروسي.

أسوار دربند
تقع مدينة دربند الروسية على شريط ضيق من الأراضي المنبسطة بين جبال القوقاز الشاهقة وبحر قزوين وهي المنطقة التي كانت الطريق الوحيد الذي تمر به قوافل التجار بمحاذاة طريق الحرير الذي كان يمثل شبكة من البلدات التجارية التي تربط قارة أوروبا بالصين منذ ألف عام. وكان هذا الطريق بمثابة الشريان الرئيس للعالم المتحضر الذي كان التجار يبيعون من خلاله أفخر أنواع السلع والأغذية. وعبر هذا الطريق أيضا كان يجري تبادل المعارف والعلوم.
يبلغ طول أسوار دربند 40 كيلومترا، وتحتوي على 30 برجا من أجل التحكم في الأنشطة التجارية عبر المنطقة. وكان حصن دربند يحرس بوابات قزوين التي كانت المعبر الوحيد عبر أسواره