التسيير والتقنيات الحضرية


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

التسيير والتقنيات الحضرية
التسيير والتقنيات الحضرية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

دراسة عمرانية للمدينة القديمة (بسكرة القديمة)

اذهب الى الأسفل

دراسة عمرانية للمدينة القديمة (بسكرة القديمة) Empty دراسة عمرانية للمدينة القديمة (بسكرة القديمة)

مُساهمة من طرف Admin الإثنين نوفمبر 14, 2011 9:00 pm


الجزء الأول
دراسة عمرانية للمدينة القديمة
(بسكرة القديمة)
• تمهيد
• لمحة تاريخية
• معطيات عامة عن المدينة القديمة
• عوامل ظهورها
• الحياة الاجتماعية والاقتصادية
• دور النخيل في العمران القديم
• المنطقية في توزيع التجهيزات
• الشبكة الحضرية
• الوضعية الحالية للمدينة القديمة ومختلف التدخلات عليها
• نظرة على المسكن التقليدي
• التطبيقات المجالية (الساحات ) للمسكن
• الخصائص المعمارية للمدينة القديمة
• دراسة الشبكة العمرانية
• خلاصة

هناك نوع من العمران الذي يعتمد على المناخ ونوع آخر يعتمد على طبيعة السكان، هذين المقياسين يعطيان قوة خاصة للعمران في المدينة. وكذا الواحات، النخيل والمياه وهذا ما لم يعرف في الفترة الاستعمارية.
إن دراسة المدينة القديمة لبسكرة من جانب العوامل القديمة نجدها مبررة بالعامل التاريخي والاقتصادي وخاصة أن تاريخ المدينة حافل بالأحداث الهامة وخاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار عامل صراع الإنسان مع المستقبل مقابل صراعه مع الطبيعة ، لكن إدارة الإنسان وكونه داخل محيط هش وهذا ما جعله يحقق توازنا ايكولوجيا منذ القدم.
واهم ما ميز المدينة القديمة هي الهندسة التقليدية التي تشكلها (نماذج بين التاريخ والمحيط والثقافة) مما أدى إلى التركيز على الجانب الثقافي والجماعي إضافة إلى جانب المناخ المحلي ، ففي الوقت الحالي عرفت المدينة تدهورا مستمرا بفعل التدخلات غير الواعية من قبل المستعملين على المجال الداخلي والذي ينعكس على المجال الخارجي فالوجه العمراني والمعماري للمدينة .

لمحة تاريخية:
إن مدينة بسكرة القديمة متواجدة منذ عهد الرومان وقد كتب عليها ابن خلدون (1332/1402)المؤرخ والسوسيولوجي والباحث في الهندسة والعمران إن هذه المدينة العتيقة نشأت من نماذج حضارات، وتاريخ قديم لهذه المدينة وأيضا التنظيم الاجتماعي والأحداث التاريخية أثرت في تنشئة العمران الإنساني في هذه المنطقة .
وان مدينة بسكرة عرفت أثناء فترة العثمانيين منذ 380 سنة وكانت مكونة من 7 أحياء مهمة ومع الوقت أصبحت آهلة بالسكان وأصبحت تسمى بسكرة القديمة مثلما تعرف اليوم.
إنها معلم إنساني يرتكز على الجانب الاقتصادي مع مراعاة الشروط الخاصة بالمحيط الصحراوي ومع العودة للجانب التاريخي. فسوف نجد عدة عوامل اجتماعية والتي هي وراء نشأتها وثورة تطورها وهي:
 اللمسة الخاصة لسكانها الأصليين
 التعامل الجماعي بين أفراد المجتمع
 الاحترام المتبادل للجيران
 احترام العادات والتقاليد
 احترام المحيط والتلاؤم مع طريقة العيش .
كان هذا كل ما يخص جانب العيش اليومي للسكان القدامى ، وإذا تحدثنا عن الأوربيين فإنهم كانوا مولوعين بالمدينة القديمة لبسكرة وكذالك على أساس أنها معلم حضاري وتاريخي هام واعتبروها على أساسها أنها " تحفة رائعة مستوحاة من الجنة".
1- معطيات عامة عن المدينة القديمة:
تتشكل المدينة القديمة لبسكرة من مجموعة أحياء ذات عمق تاريخي يعود إلى العهد العثماني، تترامى على مساحة تقدر بـ: 531.87 هكتار من الناحية الجنوبية للمدينة الحالية يربطها بالمدينة (وسط المدينة) شريانا حيويا يتمثل في شارع الحكيم سعدان الذي يعود تاريخ شقه لعهد ما قبل الاحتلال الفرنسي (1830) حيث يتوزع على أطراف نقاط النقل الحضري وبعض المرافق العامة إضافة إلى الحركة التجارية النشيطة والمكثفة على جانبية .
تأوي هذه الأحياء نسبة لا باس بها من السكان تقدر بحوالي 23300 نسمة يعيشون في ظروف لا ترتقي لطموحاتهم نظرا لتقدم المجال المبني وضعف مستويات الدخل وكذا البعد عن وسط المدينة (النسيج الاستعماري).

2-عوامل ظهورها:
هناك عدة عوامل أدت إلى ظهور المدينة القديمة وهي:
2-1- العوامل الطبيعية:
إن الموقع الجغرافي كان عامل هام جدا في التطور الذي حصل في بوابة الصحراء لبسكرة والتي تعتبر مكان يتوفر على المياه الصحراء النخيل إضافة إلى موقعها الهام في التجارة وهذا ما شكل تناسق كبير في المدينة. والمدينة القديمة مشكلة من نسيج عمراني موجود في وسط واحات النخيل أهم أحيائها لمسيد، باب الضرب،باب الفتح،رأس القرية،سيدي بركات، قداشة ،مجنيش.
عــــامل المناخ :
فهناك نوعان من المناخ البارد الحار فالحرارة في الصيف تصل حتى 46ºومن الممكن أن تصل في الشتاء إلى 4º.
عامل الرياح : تهب في الصيف رياح قوية ساخنة وهذه الفترة تكون من شهر مارس إلى ماي.

2-2- العامل الثقافي والاجتماعي:
كان البناء والتشييد في المدينة هو حركة ثقافية تنبع من كل بيت وكان تطور العمران حلم كل شخص بسكري كما يقول حسن فتحي:"إن البيت أو المنزل هو رمز واضح للهوية العائلية ".
واهم ما يميز هذا الحلم هو البعد الثقافي والاجتماعي في أن يصبح المنزل في هذه المدينة عبارة عن تمثيل حقيقي للمحيط وضمان مساحة للفرد للعيش فيها.
واهم ما تميز به البيت التقليدي البسكري هو:
• ارتكازه على قواعد إسلامية ( التعاون الاحترام المتبادل بين الجيران)
• الأخذ بعين الاعتبار جانب المناخ ومحاولة تحقيق التناسق بين البيئة والمناخ .
• لتركيز على عامل هام وأساسي آلا وهو " التويزة " وهذا يدل على أصالة وحب المساعدة من اجل إكمال وتشييد العمران وهذه الميزة تكثر عند السكان الأصليين وخاصة يوم العطل (الجمعة).
إذا فالمنازل التقليدية أنجزت للتعبير عن واقع المجتمع وهي انسجام للطبيعة والبيئة والمناخ ودلك باستعمال طرق بسيطة ،حيث تعبر هذه المنازل عن انعكاس الثقافة السائدة في المجتمع البسكري وانعكاسه على المستوى المعيشي للعائلة.

3- الحياة الاجتماعية و الاقتصادية:
الزائر لهذه المنطقة يلاحظ العمل الشاق الذي بعث الحياة لهذه المدينة، وأصبح المجتمع مزدهرا، يتمتع سكانه بعقل عملي.
فبعد أن لقنتهم ظروفهم القاسية كيفية العمل والترحال، رغم كفاءتهم في زراعة الصحراء إلا أن الزراعة وحدها لا تكفي لاستمرار حياتهم، فأضافوا إلى أعمالهم التجارة، فالموقع الاستراتيجي الفعال الذي تشغله الشبكة والذي يعتبر همزة وصل بين الشمال والجنوب فهي بذلك تعتبر بوابة الصحراء، كل هذه المميزات تأهل الشبكة لان تكون موضع المبادلات الاقتصادية ولهذا سوف نتطرق في هذه النقطة إلى عنصرين هامين:
3-1- العمل الفلاحي بالواحة:
أن لكل حي من الأحياء السبع للمدينة القديمة واحة متفاوتة الاتساع، حيث أبدع الإنسان فيها خاصة في منشآت الري من: آبار، سواقي، تقاسيم المياه والسدود...الخ.
وتختلف نوعية ودور البساتين في الواحة من مالك إلى أخر فمنه من يعتبرها مورده المعيشي ومصدر رزقه بما توفره من منتجات فلاحيه، مناصب شغل دائمة (حفر الآبار، الاعتناء بالنخيل...الخ).
ومنهم من يعتبرها ذات وظيفة اجتماعية، فهي التي تشغل الرجل أيام عطلته، والتي تدوم شهورا، عند الرجوع من تجارته خارج المنطقة. وهو الذي يجمع الأبناء بعد فراغهم من الدراسة ليكونوا تحت رقابة أوليائهم، ولا يجنحوا إلى الكسل، وما يفرزه الفراغ من الآفات الاجتماعية.
3-2- الصناعة:
من الصناعات السائدة هي مواد البناء من جبس وجير من أهمها كذلك الدباغة الجلود لصناعة الدلاء، وصناعة الفراغ لتشكيل الأكواب والأباريق والقلل والخابيات، إضافة إلى استغلال النخيل لصناعة عوارض تسقيف المنازل وأخشاب لصنع الأبواب ....الخ من المنتوجات النخيلية، وفي صناعة الغزل والنسيج كانت النساء ينتجن الحياك، الأكسية والعباءات والبرانس، والفرش والمناديل.
3-3- المعاملات التجارية بالسوق:
يعتبر السوق من المنافع الهامة للسكان فهو فضاء اقتصادي واجتماعي، وما يوفره من مجال عام يجتمع فيه مختلف أفراد المجتمع الرجالي، يتبادلون فيه الأخبار ووجهات النظر والمناقشة في أمور حياتهم.
4- البنية الحضرية:
على عكس كل المباني الحديثة فان المباني العتيقة في الجنوب دلائل أسباب مناخية حيث أن مدينة بسكرة تعتبر كمثال على تجربة ناجحة وذلك أن مبانيها متواجدة في وسط واحات النخيل والسواقي وبما أن المدينة ذات مناخ حار ،حيث استعمل فيها عنصر النخيل الأكثر تواجدا في المنطقة داخل المنازل ،وكانت الواحات تستعمل كمكان للراحة والعمل في آن واحد .
ومن هذا المنطلق يمكن أن تعتبر المباني القديمة هي أساس كل البناءات الحالية وهي نموذج لكل التخطيطات الهندسية الحالية ،وذلك إذا أخذنا كعينة عن شوارع المدينة القديمة أو الأرصفة القديمة ،وكذلك أعمدة الكهرباء وكيف شيدت والآن هذه الشوارع عبدت بعرض 4 م الى6 م .حيث تعرضت المدينة إلى بعض التهدمات جراء الأماكن الرطبة والأراضي الهشة ،ومن هنا كان المنزل القديم رمزا للحضارة .
حي مجنيش

5- دور النخيل في العمران القديم :
أن النخيل عنصر هام وحيوي لكل المنشات الحيوية في الجنوب، أنها مصدر لجذب السكان، حيث يحتل النخيل مكانة هامة وخاصة في قلوب السكان بغض النظر على منتوجاتها حيث تعمل على:
 حماية السكان من أشعة الشمس .
 تقف كحاجز للرياح الباردة الشمالية والرياح الحارة الجنوبية الشرقية "السيركو".
 تتخللها ساقيتها مياه حيث توفر الانتعاش في الهواء وهذا ما يعرف بالتبريد الطبيعي
إضافة إلى ذلك كانت المركبة أو الدعامة الأساسية للبيت التقليدي سواء في استعمال جذوعها وسعفها في عملية التبريد.
وبسبب ما كان نعمة على العمران القديم كان العمران المعاصر نقمة عليه حيث تم القضاء على عدد كبير من النخيل وهذا بالتوسع المفرط على حسابه.
الجدول رقم (11): يبين تطور عدد النخيل لمدينة بسكرة (1954- 2005)
2005 2002 1998 1992 1978 1966 1954 السنوات
181800 151200 150000 45000 100000 150000 250000 عدد النخيل
المصدر مديرية الفلاحية لمدينة بسكرة 2005
نلاحظ من خلال الجدول أن عدد النخيل قد نقص من سنة 1954 إلى 1992 بـ: 250000 وهذا راجع إلى توسع البناء على حسابه وهذا لغياب سياسة واضحة للدولة آنذاك كانت تهمل هذا الجانب ، وأيضا الإعصار الذي حدث سنة 1989 الذي خلف أكثر من 900 ألف نخلة ، ثم تميزت المرحلة من
1992-2005 بتحسن ملحوظ في كمية النخيل وهذا راجع إلى السياسة المنتهجة للدولة في المجال الفلاحي .

6- المنطقية في تموضع التجهيزات:
إن طبيعة تموضع التجهيزات في المدينة القديمة خاضعة إلى منطقية البنية العمرانية والى التدرج الهرمي والتنظيم الاجتماعي ويمكن تصنيف التجهيزات داخل التجهيز العمراني للمدينة القديمة حسب المستوى البنيوي للساحات، تجهيزات دينية (مسجد، مدرسة قرآنية، زوايا) وحسب التدرج الهرمي لهذه التجهيزات داخل المدينة القديمة يمكن تمييز ثلاث مستويات حسب درجة التأثير:
أ- تجهيزات مركزية: تعتبر الساحة المركزية للمدينة القديمة الفضاء الحيوي لما تحتويه من تجهيزات دينية وتجارية ذات تأثير كبير عليها وحتى خارجها.
ب- تجهيزات على مستوى الأحياء: إن مجال تأثير التجهيزات هذه لا يتعدى في الغالب حدود الأحياء.
ج- تجهيزات على مستوى الرحبات: تعتبر الرحبات مكان تلاقي الأشخاص وتقوية العلاقات الاجتماعية لذا فهي غالبا تجهيزات تجارية ذات نشاط حيوي مما يقلل من خصوصية المنطقة، ونظرا لارتباط السكان بقيمهم الدينية جعل الضرورة في تواجد مسجد في كل رحبة وهو صغير وبدون منارة إذ لا يمكن تمييزه من بين السكنات المجاورة.
-حي مجنيش
7- الوضعية الحالية للمدينة القديمة (بسكرة القديمة):
من الوضعية الحالية للنسيج العمراني للمدينة القديمة وحالة بناياتها يمكن تصنيف نوعين من الأنسجة العمرانية التي تميزها:
1- النسيج العمراني التقليدي: ويتميز هذا النسيج بـ:
 غياب الهيكلة العمرانية.
 مواد بناء تقليدية مشكلة أساسا من الجريد والطين.
 تظهر البنايات على شكل كتلة واحدة صماء لا يزيد ارتفاعها على (ط+1) .
 تأخذ واجهات عمرانية بسيطة تحتوي على أبواب ونوافذ ضيقة ومتداخلة مع غابات النخيل.
طرق غير معبدة وضيقة.
2- النسيج العمراني الحديث:
وهو تواصل جديد للنواة الأولى تلبية لاحتياجات السكان على حساب الثروة النخيلية ذات المردود الجيد وبطرق عشوائية ويتميز بـ:
أن معظم بناياته فردية تتعامد في شوارع غير معبدة وتفتقد إلى الهندسة المعمارية اللائقة وغير منسجم وخاصة في الواجهات ، أما من حيث الطرق فهي عبارة عن دروب غير معبدة وضيقة ملتوية ، وهذا نتج عنه انتقال السكان إلى العيش في مباني جديدة وبالتالي تغير نشاطاتهم اليومية وحتى التركيبية في حد ذاتها بالإضافة إلى تغيير الوضع الاقتصادي مما أدى بالمجتمع بالتغير من تقليدي إلى متحضر ومن فلاحي إلى صناعي .
8- المشاكل التي تعاني منها المدينة القديمة:
تعاني المدينة القديمة من عدة نقائص في الجوانب التالية:
الجانب المعماري والعمراني: Architecteur et urbanistique - غياب مظهر عمراني ملائم لنسيج العمران الموجود بسبب الفوارق الموجودة بين البنايات من حيث العناصر المعمارية وهو ما اثر على النسيج العمراني، إذ معظم البنايات صماء سواء الحديثة أو التقليدية متداخلة في مواد البناء.
- غياب الهيكلة العمرانية داخل النسيج العمراني خاصة بين الوحدات السكنية ومع نسيج المدينة.
- معدل أشغال السكن مرتفع (8 أفراد/م) مقارنة بالمعدل الوطني (6 ف/م) وهذا ما يبرز التركز الكبير لأفراد المسكن.
- غياب واجهات عمرانية.
- التوزيع العشوائي والمبعثر للبنايات وبدون تواصل ولا تجانس .
- صعوبة الحركة داخل الوحدات السكنية التقليدية خاصة نتيجة ضيق الشوارع .
- غياب المعالجة الجمالية للواجهات .


2- الجانب البيئي :َAspect écologique
- تآكل الثروة النخيلية المهمة وذلك بزحف الاسمنت .
- غياب التدعيم لغابات النخيل بالماء والكهرباء مما أثر سلبا عليها.
- بداية زوال أشجار النخيل بالمناطق الداخلية بعدما كان يقتصر على مستوى الطرق الموجودة فقط وهذا ما يوحي ببداية القضاء على البساط الأخضر والرئة الأساسية لسكان المدينة.
3- المرافق: Les équipements
- نقص المرافق كما وكيفا داخل النسيج خاصة المرافق الثقافية – الصحية – الإدارية ... الخ وحتى إن وجدت فهي لا تعمل.
4- الشبكات القاعدية: L’infrastructures
- غياب محاور مهيكلة تربط المجال بمختلف نقاطه وبمدينة بسكرة .
- ميزة الطرق الموجودة الضيق وعدم التهيئة العامة في القارعة أو الرصيف.
- انعدام وسائل النقل والمواصلات ونقاط التوقف.
- الطرق الثانوية داخل النسيج العمراني الموجود عبارة عن دروب غير معبدة وملتوية.
- تداخل أعمدة الإنارة الكهربائية مع البنايات والطرق وهي تعيق الحركة .
- تراكم الرمال والتربة على قارعة الطرق الداخلية الموجودة .
- جل الطرق الموجودة سواء المعبدة أو غير المعبدة حالتها سيئة ورديئة.
- نقص التزود بالشبكات القاعدية الأخرى خاصة الماء، الصرف الصحي والهاتف وغاز المدينة.
- عدم احترام مختلف العوائق الموجودة ( محولات كهربائية، خط الكهرباء ذو التوتر المتوسط...)
9- مختلف التدخلات على المدينة القديمة (بسكرة القديمة):
9-1- دراسات سابقة استفادت منها المدينة القديمة سنة 1987:
استفادت المدينة القديمة من دراسة خاصة بإعادة هيكلتها وربطها مع بعضها البعض بين أحيائها ومع مدينة بسكرة مثل: حي باب الغرب ، باب الفتح ، جزء من لمسيد ، أنجزت سنة 1987 من قبل مكتب
وشملت ما يلي : URBAالدراسات والانجاز في التعمير
شق طرق جديدة وتوسيع الموجودة منها ويكون ذلك بتهديم بعض البنايات سواء كليا أو جزئيا ، ومد مختلف الشبكات القاعدية الضرورية (ماء وصرف صحي ..) واقتراح بعض المرافق : مستشفى ، مركز صحي ، متوسطة ، وسكنات فردية بالمساحات الشاغرة .
غير أن تجسيد هذه الدراسة لم تكن في حجم أهميتها واقتصرت على انجاز بعض المقاطع الطرقية وبعض السكنات الفردية لأسباب مختلفة وبقيت الإختلالات من قبل التي يعاني منها المجال ككل .
9- 2- توجيهات المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير لمدينة بسكرة (PDAU):
استفادت بلدية بسكرة من (PDAU)، أنجز وصودق عليه سنة 1998 من طرف مكتب الدراسات الإنجاز والتعمير(URBA) .
وشملت هذه الدراسة جميع الميادين وقدم بعض الاقتراحات والتوجيهات العامة للتنمية وخاصة بالتجمع المركزي للمدينة (بسكرة القديمة) والتي شملت على بعض التدخلات والاقتراحات وتمثلت في :
• إعادة هيكلة المدينة خاصة في محاور الطرق وتعبيدها وتهيئتها وتوسيع البعض منها واقتراح شق بعض المقاطع الجديدة تسمح بربط مختلف نقاط النسيج العمراني.
• تكثيف النسيج العمراني بتوقيع المرافق الملبية لاحتياجات السكان .
• اقتراح بعض المساحات الشاغرة للسكن الفردي خاصة جنوبي وشرق المدينة القديمة.
• إعطاء تناسق معماري وعمراني للبنايات .
• الحفاظ على غابات النخيل وتجديدها وتدعيمها بالماء والكهرباء .

10- نظرة على البيت التقليدي القديم:
إن الإنسان بطبعه يحب التغيير ، فالمدينة القديمة تبقى دائما نموذجا لروح إنسانية ظاهرة ، وتبقى تفاصيل البيت القديم دائما نفسها عبارة عن غرفة ، مطبخ وحمام ، حيث انه في بعض المناطق سعوا لتغيير هذا النمط وذلك من خلال زيادة غرف أخرى تخص الحيوانات الأليفة ، وكذلك استعمال الاسمنت في البناء إلا أنها كانت تجربة فاشلة أكثر منها ناجحة بالنسبة للعمران القديم ، حيث أذهبت هذه المباني القديمة روحها التقليدية وتناسقها الطبيعي ونوعيتها.
ويتكون البيت التقليدي على العموم من:
1- السقيفة:
وهو عبارة عن مساحة مغطاة تكون لأجل الاستراحة ومن الممكن أن تحفظ فيها بعض المتوجات الزراعية وأيضا تربط فيه بعض الحيوانات الأليفة، في مساحة ذات باب بغليظ (160 سم إلى 200 سم ) مصنوعة من خشب النخيل يكون دائما مفتوحة في فصل الصيف أو مغطاة بستار.
2- بيت الضياف:
هو مكان مخصص للضيوف الرجال الذين يكونون غرباء على نساء الدار ، وتكون بجانب الباب الرئيسي للدخول من جهة السقيفة ، وتكون دائما نظيفة ومنظمة وهي بعبارة أخرى صورة العائلة أمام الآخرين .
3- وسط الدار:
وسط الدار مساحة تميز العائلات البسكرية تكون في الوسط واسعة وكل البيوت تفتح أبوابها عليها فهي صغير ، غير مغطاة وتكون دائما تتوسطها . وهي ذات فائدة كبيرة بحيث أنها تستعمل(Hall) عبارة عن
لممارسة عدة نشاطات منزلية وتتمثل في:
• مطبخ لتحضير الطعام
• مكان للقيلولة
• مكان لتجمع العائلة لأخذ قسط من الراحة
• مكان لتجمع الأصدقاء ليلا.
4- البيوت (الغرف):
قديما البيوت كانت تستعمل لعدة أغراض أخرى لان العائلات آنذاك كلها كانت ذات عدد كبير وتستعمل عادة للقيلولة ، ويكون حجم هذه البيوت حسب مقدور العائلة الاقتصادي ، وكذلك تستعمل هذه البيوت لتخبئة بعض المواد الغذائية (السميد، التمور ...) ويكون عدد الغرف حسب البيت ككل .
5- الحوش:
هو مكان ومساحة يكون على صلة مباشرة بالنخيل والأشجار.
6- المخزن:
يكون عادة في سطح المنزل لأجل التهوية وأسباب أمنية وهو مكان لتخبئة محاصيل زراعية مثل: التمور.

7- السطح:
هو مكان في أعلى الدار محمي بأربع جدران وهو مكان لتجفيف التمور وأيضا مكان للتبريد في فصل الصيف وللنوم ليلا.
8- المرحاض: "رامافا"
هو مكان لأجل رمي الفضلات بحيث يكون من طابقين :
الأول: يكون مغطى
والثاني: مفتوح لكي تجفف تلك الفضلات وتستعمل كسماد للأشجار

11- التنظيم المجالي للمسكن (الساحات):
إن المنازل التقليدية في مدينة بسكرة القديمة لها طابع دعوي أنها ذات مكان رمزي ، ولكل منزل ساحة تحيط به وذلك من اجل تربية الحيوانات ( الماعز ، الدجاج ..) وفكرة تواجد هذه الساحات تضمن تنظيم عام داخل المنزل، وتتواجد على حسب طبيعة نشاط العائلة وحسب الفصول، وهي تعبر عن نمط معين من الحياة الاجتماعية.
خصائصها:
أن المساحات المتواجدة في المنازل الموجودة بالمدينة القديمة لبسكرة تأخذ عدة أشكال أهمها الدائري والمربع ، وتكون على حسب شكل المنزل الأساسي وكذلك حسب احتياج كل عائلة ، وككل المنشات القديمة فان المنازل تكون في شكل موحد.

12- الخصائص المعمارية المدينة القديمة (بسكرة القديمة):
1- المناخ واختيار نوع البناء :
أن البناء التقليدي في المناطق الحارة والنائية ، يجسد عدة تجارب منذ عصور ماضية ونلاحظ علو وسمك الجدران حيث تصل إلى 60 سم مع وجود بعض الفتوحات لأجل التهوية والسمك في هذه الحالة يساعد في إبعاد الحرارة عن وسط الدار.
2- الطرق والمواد المستعملة في البناء :
أن السكان الأصليين يستعملون الطرق المتوفرة في تلك المنطقة والمادة المهمة المستعملة في البناءات القديمة وهي :كالتراب، والطين، بحيث تكون الجدران ذات سمك 60 سم وبعلو يقدر بـ: 3.5 م وتبنى هذه الجدران بقوالب مصنوعة بالتراب وتسمى الطوب ، وتستعمل الأخشاب والألواح المصنوعة من جذوع النخيل ، وتغطى الأماكن بجريد النخيل (السعف) ثم تغطى بغلاف بلاستيكي وتوضع فوقه كمية من التراب ويفضل السكان تشييد هذه البنايات بين شهر أفريل وسبتمبر أي في فصل الصيف لكي تجف المباني بسرعة ، وتكون عملية البناء بمساعدة كل الجيران (التويزة ) ويقوم بالإشراف على العملية ما يسمى "بالمعلم".
وبكلمة مختصرة فان عملية البناء كانت جد اقتصادية وباستعمال مواد طبيعية محلية متوفرة في المدينة القديمة آنذاك.


3- المظاهر الخارجية للمسكن التقليدي (الواجهات): L'introvertisme
أن التوافق الموجود بين العناصر الهندسية في بسكرة القديمة مع التوازن البشري الموجود جعل من السكان يتميزون بالبساطة وروح فنية عالية تمكنهم من خلق إيحاءات هندسية رائعة، جسدت علاقات مرئية واضحة مع الجيران وهذا ما أثر إيجابا على المظهر الخارجي للمسكن التقليدي وتمثلت في :

1- الفتحات : كانت صغيرة ومرتفعة وهذا لتامين الخصوصية المناخية من ناحية ومن أخرى للتهوية وهي كما يلي :
* الأبواب: تكون منخفضة وهذا لكسر مجال الرؤية من الخارج إلى الداخل وأرضية الطريق أعلى من أرضية المسكن.
* النوافذ: إما أن تكون مرتفعة أو منخفضة وهذا لكسر الرؤية الخارجية وكذلك لمنع دخول الشمس إلى المسكن كذلك أبعاد النوافذ فهي صغيرة (60 - 70) سم.
2- النتوءات:
كانت تستعمل في الواجهات نادرا وذلك لحمايتها من مياه الأمطار وكذلك زخرفة الواجهات واستعملت في المباني خاصة: مباني الأعيان...الخ.

13- دراسة الشبكة العمرانية :
1- الساحة:
الساحة تلعب دورا هاما في تهوية الطريق وتوسيع مجاله الخطي ، وتنويع المناظر وكسر الملل الناتج عن طوله ، ولقد اعتبرت مكانا لتجمع السكان في المناسبات الكبرى والمبادلات التجارية ، والمحل الذي ترتكز فيه الحياة الاجتماعية ، وتحاط عادة بأهم المباني العمومية ذات الطابع الديني والاجتماعي ، وهي اليوم محل للراحة والتبادل والفسحة حيث تبقى بؤرة لنفس المدينة أو النسيج العمراني سيما إذا كانت تحمل العنصرين الطبيعيين : الماء والنبات ، ويبدو هذا النوع من الفراغ في الأحياء العتيقة على صورتين:

• فسحة مقابلة للمسجد : دورها تجميع المصلين في المناسبات أو بعد أوقات الصلاة ، ونلاحظ أن هذه المساحة تفتح على الزنيقة كما هو الحال في الأحياء : مجنيش، لمسيد،باب الضرب .
• السوق الشعبية المتنقلة من مكان لآخر والتي تحمل عادة اسما من أسماء أيام الأسبوع : سوق الأربعاء فهي الساحة الناتجة عن ملتقى الطرق المتفرعة عن الحكيم سعدان المحاذاة لباب الضرب ولمسيد.
2- الطريق النافذ: الشارع أو الزقاق:
2-1- الشارع: Rue
يمتاز بأبعاد كبيرة نسبيا حيث يقدر عرضه مابين"3 إلى 5م"في أحياء المدينة العتيقة وتقع على جانبيه الوظائف العامة بمختلف مؤسساتها، ويربط عادة حي بالأحياء الأخرى.

2-2- الزقاق: ruelle
• يمتاز هذا العنصر العمراني بالأحياء بأبعاد اقل من أبعاد الشارع والشكل الملتوي ويمكن تصنيفه ضمن الفراغ العام قياسا بالدرب ويقدر عرضه مابين "2.5 إلى 3.

2-3- الحارة:
مصطلح متداول محليا في بعض الأحياء ففي حي حارة الوادي تعتبر حيا سكنيا ، وفي حي الزمالة تعتبر طريقا ، وفي الأحياء العتيقة مجال مغطى يفصل بين المجال العام المخصص للتنقل والمجال الخاص المخصص للسكن ، ويطلق عليه أيضا اسم الزنيقة وتمتاز بأبعاد ضيقة ، وتجمع بين مجموعة من السكنات ، مفتوحة من الجانبين تؤدي أحيانا إلى واحات النخيل .

2-4- الطريق غير النافذة (الدرب):impasse
اصغر الوحدات فيزيائيا في الشبكة العمرانية لا يتعدى عرضه 2م ( هناك بعض النماذج في حي سيدي بركات ولمسيد غير أنها منهارة ) ، تستعملها المحلة السكنية ويتميز عادة بسكونه، وبعيدا عن أي حركة ميكانيكية

3- تدرج الفراغ المجالي وقيمة الحرمة :
يمثل هذا النظام مصفاة متعددة الشبكات تضيق دوائرها كلما اتجهنا من ( مركز الحي ) الفراغ العام ( الى قلبه ) الفراغ السكني ، حيث تستجيب للمضمون الاجتماعي للفراغ حسب الآتي :
ﺃ- الدائرة الأولى:
تغطيها الزنيقة وتحظى بخصوصية هامة وتجمع عادة أفراد ذات علاقات عائلية قوية ( قرابة دموية) وتتسع عندها قيمة الحشمة .
ﺐ- الدائرة الثانية :
موضعها الحارة التي يتسع فيها إلى حد ما نطاق المجال العام بالنسبة للمجال الخاص، نظرا لانفتاحه على طريق أو حارة أخرى وتنوع العائلات التي تربط فيما بينها غالبا بأصل جغرافي تضبطها قوانين عرفية.
ﺠ- الدائرة الثالثة:
يمثلها الشارع أو الساحة وفيه تضمحل هذه القيمة وتتراجع إلى أدنى حدودها حيث تصبح العلاقات والمعاملات سارية بين أفراد كل الحي ومختلف شرائحه.

خلاصة:
إن بسكرة القديمة لخير مثال لصناعة هندسية رائعة، ومن ناحية اجتماعية مقبولة وأيضا من ناحية اقتصادية فعالة جدا ومن ناحية ثقافية ممتازة، وإذا تحدثنا على المحيط المحلي لها واستعمالها للتكنولوجيا التقليدية كان نابع من روح المنطقة الصافية، وأيضا الاشتراك الكلي والفعال للسكان وإسهاماتهم في تشييد هذا الإرث الحضاري.
ومن خلال هذه الدراسة نستنتج ما يلي:
 الدور الأساسي الذي لعبه المسجد في شحن الحياة الاجتماعية.
 لعب الإحساس بالانتماء للمجتمع المحلي (البسكري) والموحد الأعراف والتقاليد دورا كبيرا في تعبئة المجال الخارجي وصيانته باعتباره جزء من الملكية الخاصة.
 كانت الخصوصية إحدى العوامل الهامة في تجسيد المجال المعماري المتمثل في السكن والمجال العمراني المتمثل في الحارة، فوجهت الحياة لداخل البيوت واتسم المجال الخارجي بنوع من الخصوصية.
 تأثير البيت خاصة والمجال الخارجي بنوع من الخصوصية فاستعملت مواد بناء محلية وحددت أبعاد الفتوحات ومواضعها وأدرج المجال الطبيعي في البيت وجاءت الأزقة والحارات ملائمة لحد كبير للمعطيات المناخية السائدة .
 لعب العقار وتنظيمه الخاضع للعرف دورا هاما في تشكيل المجال المبني، كما كان لنظام العائلة الدور الكبير في تشكيل المجال الداخلي والتوسع في الملكية عند الضرورة أو حسب ما تمليه حاجتها تبعا للمورد الاقتصادي.
 تدني البيئة المبنية وعدم صلاحية جزء من المساكن مما دفع السكان للهجرة أو التغيير في مجاله الخاص بما لا يليق بالموضع والبيئة العمرانية خصوصا وان الأحياء العتيقة لم تخص بدراسات وتدخلات لصيانتها والحفاظ على طابعها التقليدي المحلي وعدم ملائمة شبكة الطرقات للآليات الحديثة فضلا عن تدني نوعيتها التقنية .
 تدني البيئة الطبيعية والمتمثلة في بساتين النخيل المحيطة بالمدينة العتيقة .
 الوضعية الاجتماعية للسكان المتدنية وحجم الأسرة العالي اللذان يؤثران في محاولة تغيير المكان أو انفصال عائلي عندما تتاح الفرصة .

وبصفة عامة يمكن القول أن المدينة العتيقة لبسكرة تمتاز بخصائص عمرانية ومعمارية محلية متلائمة مع ثقافة المجتمع وخصائصه غير أنها في حالة فيزيائية سيئة خصوصا الطرقات والمجال المبني، فالساكن في هذه الأحياء رغم معاناته المادية فانه مرتاح نفسيا ، فهو يحس بانتمائه للمجال الذي يسكنه فهي تحمل موروث ثقافي غني يستدعي الحفاظ عليه وذلك بتكيفه مع متطلبات العصر .



عدل سابقا من قبل Admin في الإثنين نوفمبر 14, 2011 9:06 pm عدل 1 مرات (السبب : color)
Admin
Admin
المدير
المدير

عدد المساهمات : 972
نقاط : 2426
تاريخ التسجيل : 09/11/2011

https://chemamin.forumalgerie.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى